المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

سفير السلام شاكر بارحمة (قصة نجاح )

سفير السلام شاكر بارحمة (قصة نجاح )

خاص : إبراهيم المنيفي /

شاكر محمد صالح بارحمة، 39 عاماً.
من محافظة شبوة مديرية الروضة.

ولد شاكر فاقداً للبصر إلا من بصيص ضوء يسير لم يمنعه من التعثر هنا أو هناك ،لكنه عاش طفولةً مفعمة بالإرادة والتحدي، يقول شاكر: “كنت ألعب وأجري مع أقراني الأطفال ولم أكن أعترف أو أعتقد أنني أختلف معهم في شيء”
ويذهب شاكر بعيداً في التحدي ويصر أن يلعب مع أقرانه الأطفال كرة القدم ليجاريهم في كل شيء، لكن قلب شاكر الطيب الصغير لم يعرف لماذا لا يتعثر الأطفال الآخرون ويسقطون على الأرض مثل شاكر (يجيبه أقرانه في مشاكسة طفولية شقية لأنك أعمى يا أعمى)، يطرق شاكر برأسه رويداً ثم يصرخ في وجوههم “حسناً اغمضوا أعينكم – هل تستطيعون أن تمشون بمفردكم مثلي؟ هل تستطيعون أن تلعبون الكرة أو حتى تعودوا إلى منازلكم بمفردكم كما أفعل؟ لا يجيبه أحد، فقط يجيبه صوتاً من أعماقه (لا يستطيعون لكنك تفعلها وأنت مغمض العينين لأنك أقوى).

*متى ولماذا شعر شاكر بأنه معاق؟!!!.

بتلك الإيجابية وبوقوف أسرة شاكر إلى جانبه لم يستسلم أو يتوقف على الإطلاق، فقد كان يذهب إلى المدرسة مشياً على الأقدام قاطعاً حوالي عشرة كيلو متر يومياً.
وهكذا التحق شاكر بمدرسة القرية وهو في السادسة من عمره، وكان يستعين ببقايا البصر القليلة لديه للمذاكرة بالإضافة لتعاون أفراد أسرته، لكن فقدان البصر كان واقعاً ولابد لشاكر أن يواجه.
يقول شاكر: “كابرت كثيراً وفعلت كلما كان يفعله أقراني الأطفال رغم سقوطي المتكرر من أماكن مرتفعة وتعرضي لعدة كسور في أماكن مختلفة من جسمي بسبب الطبيعة الوعرة لمنطقتي، إلا أن هناك مرحلة لم أستطيع مواجهتها إلا بالحقيقة وهي حينما كان زملائي في الصف يقرأون ويكتبون ولا أستطيع فعل ذلك مثلهم، فأدركت أني كفيف أختلف عن زملائي ولي ظروفي واحتياجاتي المختلفة” يضيف شاكر: “شعرت بالمرارة والخيبة وتوقفت عن التعليم في الصف السابع”

شاكر ينهض من جديد.

ليست المشكلة أن تسقط لكن المشكلة ألا تستطيع الوقوف مرةً أخرى، المشكلة أن تتوقف عن المسير، أن ترفع الراية البيضاء لليأس فتنهزم، وهذا ما أدركه شاكر منذ توقف عن المدرسة فمضى يتمثل قول الشاعر * سنظل نحفر في الجدار* إما فتحنا فتحةً للنورِ أو متنا على وجه الجدار.**
فانتقل شاكر مع والده إلى مدينة تعز حيث كان لوالده هناك مطعم يديره، وكان يرقب والده بعقلية متفتحة لكسب الخبرة في كيفية إدارة شؤون المطعم فأصبح والده يعتمد عليه وخصوصاً أثناء غيابه في إيقاظ العمال وتوزيع الأدوار، وفي استقبال الجهات الحكومية مثل البلدية والصحة والتعامل معها، وغيرها من الأعمال رغم صغر سنه حينها.

وأثناء تواجده في تعز يروي لنا شاكر حادثة عرضية يقول أنها ينبغي أن تكون عرضية ولا يصح أن تكون سلوكاً في مؤسسات ذوي الإعاقة، وذلك حينما توجه لفرع صندوق المعاقين بتعز لطلب إحدى الخدمات رفض المسؤولون هناك تلبية الطلب لأنه من شبوة وليس من تعز.

نقطة التحول في حياة شاكر.

مرة أخرى يرفض شاكر أن يكون هامشاً ويصر أن يكون متناً فانتقل إلى محافظة عدن والتحق بمعهد النور للمكفوفين هناك لتشكل هذه الحادثة نقطة التحول الأكبر في حياته كما يقول.
ويثني شاكر على دور المعلمين والإداريين بمعهد النور الذي كان لهم كبير الأثر في حياته بالإضافة للاختلاط بمكفوفي عدن الذين احتك بهم مؤثراً ومتأثراً بشكل كبير.
والتحق شاكر ببرنامج مكثف لمحو الأمية لانقطاعه الطويل عن التعليم في عام 2015-م، ثم بدأ من الصف التاسع الأساسي، وفي هذا العام قرر الالتحاق بقسم الحقوق بكلية العلوم التطبيقية – جامعة عدن، وهو التخصص الذي طالما خطط له شاكر واطلع عليه بشكل كبير، حيث يقول شاكر لل-MCPD: “لم يكن اختيار التخصص بالصدفة بل عن رغبة وهواية وتخطيط مسبق، وقد سبق لي أن حصلت على دبلوم في الاستشارات القانونية وأنا في الثانوية العامة”.

واندمج شاكر في المجتمع العدني الذي أحبهم وأحبوه بشكل سريع وغاص عميقاً في تكوين الصداقات والعلاقات الواسعة حتى تم انتخابه عضواً للهيئة الإدارية بجمعية المكفوفين بعدن ليتولى إدارة العلاقات العامة بالجمعية عام 2017-م، بالإضافة لترأس دائرة ذوي الإعاقة بمؤسسة روم لإعمار الأرض، وعضوية العديد من المبادرات الشبابية والمجتمعية الأخرى.

شاكر ناشطاً وسفيراً للسلام.

في منتصف عام 2015 انقشعت غبار الحرب عن محافظة عدن بعد أن خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعاقين، فنشطت جهود المنظمات المحلية والدولية في برامج بناء السلام والتماسك المجتمعي، وفي تلك الأجواء انخرط شاكر وبقوة في تلك الجهود إيماناً منه بحق المجتمع عليه، وفي عام 2018 قرر شاكر ألا يكون الوحيد من ذوي الإعاقة الذي يخدم المجتمع فأسس مبادرة (صناع الأمل) وجميع أعضائها من ذوي الإعاقة ولكن نشاطها موجه لكل شرائح المجتمع، يقول شاكر لل-MCPD: “ذوي الإعاقة جزء من المجتمع وكما أن لهم حقوق نطالب بها دائماً فعليهم واجبات تجاه المجتمع وينبغي أن تتاح لهم الفرصة للقيام بتلك الواجبات”
وبعد تأسيس مبادرة (صناع الأمل) وفي نفس العام قررت مؤسسات المجتمع المدني بعدن عام 2018-م أن تمنح الناشط شاكر بارحمة لقب (سفير السلام)، يقول شاكر: “هذا اللقب مثل لي دفعة معنوية كبيرة وأشعرني بأهمية ما أقوم به تجاه المجتمع، وقررت أن أدفع بالمزيد من الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال بناء السلام وتماسك المجتمع واليوم هناك الكثير من النشطاء ذوي الإعاقة بعدن والمحافظات المجاورة”

وفي شهر مارس آذار 2020-م تم تعيين شاكر بارحمة مديراً عاماً لصندوق رعاية المعاقين بمحافظة شبوة كأول شخص من ذوي الإعاقة يتولى فرع من فروع الصندوق، وصندوق المعاقين هو الجهة الحكومية المخولة بتقديم الدعم والإشراف على أنشطة جمعيات ومؤسسات ذوي الإعاقة.
يعتبر شاكر هذا المنصب تكليفاً لا تشريفاً ومهمةً صعبة على حد تعبيره ويصف مهمة الصندوق وأهدافه بعبارة واضحة ومختصرة فيقول: “صندوق المعاقين وُجِد لتغيير واقع المعاقين إلى الأفضل”
وتحدث شاكر إلى ال-MCPD كثيراً عن التحديات التي تواجهه في منصبه الجديد منها *التباعد الجغرافي لتواجد المعاقين وصعوبة الوصول إليهم في ضل الإمكانيات الشحيحة *عد توجيه إيرادات المحافظة الخاصة بذوي الإعاقة إلى صندوق شبوة مباشرة، لكنه يبشر ويقول إن كل تلك التحديات جاري العمل مع المسؤولين والمختصين لحلحلتها.
وهكذا أثبت شاكر محمد بارحمة أن الإعاقة ليست نهاية المطاف بل ربما بداية الطريق، وأن الصعوبات ترياق النجاح، وأن الوقوف القوي والصلب كانت تسبقه عثرات على طول الطريق وأن العصامي العنيد من أصر ويصر على اجتراح المصاعب ليرتاح ضميره وترتاح نفسه حينما يقف في القمة ويشير إليه الجميع.

هديل من فقدان البصر إلى إنجازات البصيرة.

خاص : سحر علوان /

هديل عبدالله الشرماني فتاة يمنية من ذوات الإعاقة البصرية

ولدت في محافظة تعز لسنة ١٩٩٩ لأم من ذوات الإعاقة البصرية أيضا..

إلا أن هذه الإعاقة لم تكن الحاجز في طريقهما للنجاح، بل كانت سببا وجيها لإيقاظ بصيرة الحياة المتوقدة لعزيمة كلا منهما.

“بصيرة هديل تجعل منها فتاة ترى كل شيء بقلبها حينما تكون هديل بحالة فرح تتحدث وترى الأشياء كما هي وكأنها غير معاقة، وحينما تحزن كأن غشاوة سوداء تحجب عنها الحياة” بدأت أم هديل حديثها بهذه العبارة

وعندما كانت هديل في عمر الثلاثة أشهر وفي لحظة ضعف مني دعوت الله “أن تموت هديل” من حبي وخوفي عليها كنت أبكي وتقيدني فكرة المعاناة التي قد تعيشها ابنتي حينما تكبر وتواجه العالم والحياة)

تضيف أم هديل ( هذا الشريط مر بذاكرتي اثناء تكريم هديل وفوزها بالجائزة)

أدركت لحظتها أن أقدار الله وألطافه أكبر من توقعاتنا وخوفنا نحن البشر والأمهات.

هديل الحاصلة على المركز الثالث على مستوى الوطن العربي في مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى وفن الخطابة والإلقاء الشعري للمرحلتين الإعدادية والثانوية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والأولى على مستوى اليمن، هديل التي ترشحت ضمن الكثير من المشاركين و دول عربية، لم تكن المسابقة محصورة بذوي الإعاقة فقط فقد كانت مسابقة عامة.

والتي تم تكريمها من قبل مكتب الثقافة بتعز ممثلة برئيس الوزراء ومكتب الأوقاف، التكريم الحافل بهديل و اداءها المبهر في فن التقديم والإلقاء والخطابة.

ترشحت هديل لهذه المسابقة من خلال مندوب التربية والتعليم في تعز مع مجموعة مشاركة من الشباب والفتيات المتقدمين بإسم اليمن، وكون هديل تمتلك قدرات تميزها في الأداء والمعرفة عن باقي المشاركين فقد تم إختيارها لكونها تستوفي الشروط كاملة.

تقول هديل للMCDP : (خضت تجربة مع شباب وفتيات من دول عربية، وحققت نجاح افتخر به ووصولي إليه، برغم ارتباك بعض المشاركين والقلق الذي كان يسيطر عليهم والذي أدى بدوره لتراجع بعض المتسابقين عن المراكز الأولى، ورفض بعضهم، إلا أن ثقتي ويقيني بأني في المكان المناسب الذي سأمثل اليمن فيه والحمدلله توفقت )

ولدت هديل لا ترى إلا بصيص ضوء خافت في إحدى عينيها، و في عمر السنتين واثناء اللعب مع أطفال العائلة تعرضت لحادث أفقدها ذاك البصيص الخافت التي كانت ترى من خلاله الضوء وفقدت من بعده البصر تماما، تعيش هديل على عدسات صناعية ، كما أنها عانت من وجود ثقب في القلب منذ طفولتها وأجرت عملية جراحية في مصر واستعادت عافيتها.

تعيش هديل مع والدتها وأختها وئام، طفولة هديل مليئة بالمعاناة سيما بعد انفصال والديها وهي في عمر السنة والنصف، كما أنها تربت على طفولة مفعمة بالعاطفة من والدتها التي ظلت لها الأب والأم والسند، تخاف عليها كثيرا وبحسب حديث والدة هديل لل MCPD:( لم أترك هديل وكنت احتظنها في كل لحظة من خوفي لتعرضها لأي أذى،

عانيت الكثير واعتزلت الناس والمجتمع وكنت اشعر انني الوحيدة التي ليس باستطاعتها أن ترى في هذا المجتمع، لم أكن أعلم بوجود مؤسسات أو جمعيات لذوات الإعاقة البصرية وكوني اكتسبت هذه الإعاقة وانا في الصف الثامن وهذا ما ضاعف معاناتي كوني أدركت واعرف كل شي من حولي وفجأة فقدت كل ذلك، كنت اخاف على ابنتي هديل ولا أريدها أن تعاني ما عانيته.

تضيف هديل:( لقد عشنا أيام صعبة، وكان الجميع يراهن على اننا سنفشل في الحياة، إلا أن أمي كانت السند الكبير وعملت كل شيء بوسعها عمله لي ولأختي ولم تتركنا أبدا)

عن بدايات هديل في الإلقاء فقد كانت تشارك في المهرجانات المدرسية وتقوم بتقديمها منذ صفوفها الأولى،

وعند دخولها جمعية الأمان لرعاية الكفيفات وهي في الخامسة من عمرها واثناء تحليل الشخصية تقول أم هديل: “الأستاذة فاطمة العاقل رحمة الله عليها التمست من هديل قدرات واخبرتنا أن هديل ستكون شخصية عظيمة في المستقبل”.

تنقلت هديل في مراحل دراستها ما بين جمعيات رعاية تأهيل المكفوفين وبين مدارس الدمج في صنعاء وإب وتعز،

وحصلت في الثانوية العامة على معدل 94 ولكن هذا لم يشفع لها بتحقيق حلمها لدخول كلية الإعلام بجامعة تعز، فقد تم رفض تقديمها لدخول كلية الإعلام بحجة أنها فتاة من ذوات الإعاقة البصرية.

رضخت للواقع وخاضت تجربة الدخول في قسم اللغة العربية إلا أنها انسحبت مبكرا ولم تعثر عن شغفها في ذلك القسم،

لم تستسلم هديل وحاليا تدرس في كلية العلوم الإدارية قسم إدارة الأعمال وهي الآن في سنتها الجامعية الأولى، و متطوعة في جمعية تأهيل رعاية المكفوفين في محافظة تعز.

تطمح هديل لأن تصبح رائدة في مجال الإعلام، الذي حرمت من دراسته في الجامعة، ولأن هديل تمتلك مهارات في التقديم والإلقاء، فقد يكون لها حضور وبصمة في المجال الإعلامي يوم ما.

لم تكن الصعوبة يوما في فقد البصر فمعظم الصعوبات تتقيد بفقدان البصيرة.

الفنان وجدي (صانع الوجدان)

الفنان وجدي (صانع الوجدان)

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

ماذا هنا؟!. ثمة شباب متحلقون حول كفيف يبدو أنه لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره يحتضن آلة موسيقية ويرسل صوته عالياً في السماء مغنياً للحقل والأرض والحياة، وهائماً في غزال تتهادى في مشيتها تحمل المشاقر وتبيع الورد الجميل. بينما الطفل وجدي يغني والشباب يصفقون يمر بهم أحد المعلمين فيوبخ وجدي توبيخاً شديداً ويصفه بالفارغ طالباً منه البحث عن عمل مفيد فهو كفيف ومن المفترض أن يكتفي بحفظ القرآن ولا يليق به أن يغني، هذه أول صورة تذكرها بطلنا عندما سألناه عن مواقف لا ينساها في حياته. فمنهو بطل قصتنا؟: وجدي أحمد مهيوب البريهي . من مواليد عام 1889-م ب عزلة البريهة بمديرية جبل حبشي في محافظة تعز جنوب غرب اليمن.

ولد وجدي كفيف البصر كما أخوته الثلاثة من بعده والسبب وراثي كما يقول. عاش طفولة مفعمة بالنشاط والحب والاحتضان من قبل الأسرة غير أن كونه أول كفيف في قريته فقد دفع ثمن إثبات الذات غالياً من مشاعره وقلبه الصغير، فيتذكر وجدي بألم نظرات الشفقة والرحمة أو الخجل من أسرته حين كان يزورهم بعض الضيوف فكان يُطلب منه مغادرة المجلس على الفور. لكن وجدي استمر يلعب ويلهو مع الأطفال كواحد منهم، ويقول أنه لم يشعر بإعاقته وبأنه مختلف عن أقرانه الأطفال وله احتياجاته إلا في سن التعليم فهو في قرية نائية ولا يمكنه الذهاب إلى المدرسة بمفرده وحتى وإن ذهب فهو لا يستطيع القراءة والكتابة بنفسه. لكنه لم يستسلم فتعلق كثيراً بالمذياع وأغرم بالمنوعات والبرامج الثقافية، كما حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من عمره.

ويتذكر وجدي أنه كانت لدى والده وعمه المثقف الدكتور علي البريهي مكتبة كبيرة في المنزل كانت تستهويه وكان يشعر بأنه محروم من مطالعتها فقرر اختيار بعض الكتب بمساعدة أصدقائه وكانوا يقرأون عليه بعض العناوين فيختار منها ما يرغب بأن يقرأه معهم.

مشواره التعليمي والمهني

تعلم وجدي وتثقف خارج أسوار المدرسة في البداية قبل أن يمنحه وزير التربية والتعليم شهادة تسوية بشهادة الصف التاسع الأساسي نظراً لتميزه وحفظه للقرآن الكريم ليواصل مشواره التعليمي بصنعاء ويلتحق بكلية الإعلام ويتخرج منها في عام 2018-م. التحق بأحد معاهد اللغات وحاز على التوفل في اللغة الإنجليزية عام 2017-م. كما حصل على شهادات تدريب كثيرة في عدة دورات نوعية في أكثر من مجال.

وأثناء دراسته في كلية الإعلام يقول وجدي: “لقد التحقت بإحدى الإذاعات المحلية وكانت تجربة رائعة، كما كان فريق العمل إيجابيون جداً ولا أنسى لهم أنهم أتاحوا لي الفرصة وشجعوني في مشواري الفني بشكل كبير” لكن وجدي ترك الإعلام الذي رأى فيه مهنة غير منظمة في الوضع الحالي، كما أنه يعتقد أن وسائل الإعلام تستغل حاجة الشباب وطاقاتهم ليعملوا لديها بالمجان تحت مبرر إتاحة الفرصة وعدم كفاية الموارد.

المتمرد وجدي يصنع الوجدان

أما عن مشواره الفني فقد بدأ في سن مبكر جداً، فيقول وجدي: “لقد حفظت القرآن الكريم وأحببته، وأيضاً عشقت الفن وأحببته في سن مبكرة من عمري، فشجعوني على الأولى ورفضوا الثانية وذلك جلب لي الكثير من المتاعب، فأنا لا أرى مشكلة في أن أكون حافظاً للقرآن وفناناً في نفس الوقت بل أرى ذلك من أوجه التكامل في الشخصية، لكن الرفض كان في الحقيقة يأتي من كوني كفيف والمجتمع يرسم للكفيف بأنه أما في زاوية المسجد يتلو القرآن أو متسولاً في الشوارع غالباً” تحدث وجدي لل MCPD عن شغفه بالعود والموسيقى وكيف كان العود بالنسبة له حلماً حتى أنه في إحدى الزيارات لسوق (بير باشا) في مدينة تعز وجد لعبة موسيقية للأطفال فاقتناها على الفور وظل يعزف عليها ويذكر أنها كانت تصدر معزوفات أفريقية.

لم يستسلم وجدي ولم يتنازل عن حلمه الذي ظل يراوده بأن يمتلك عوداً وأن يصبح عازفاً وفناناً رغم بيئته المحافظة الذي ترفض ذلك الأمر رفضاً قاطعاً، وحين وجد أن الأبواب لم تُفتح له قرر كسرها بنفسه واخترع آلة بدائية صنعها من بعض العلب المعدنية الفارغة والأربال المطاطة بحيث أخذ جالون زيت حديدي فارغ ونحت أماكن للأوتار ونحت مثلها على أخشاب صغيرة ثبتها بالجالون ووضع الأربال المطاطة في الأماكن المنحوتة على شكل سلم موسيقي حيث كان قد عرف السلم الموسيقي عندما لمس آلة العود لدى أحد الأصدقاء في إحدى الزيارات للمدينة، وأصدرت الآلة صوتاً جميلا ورناناً كالعود تماماً، وحينها قرر وجدي أن يمنحها اسماً وهوية فسماها (آلة الوجدان) وبدأ يعزف بها في كل مكان.

يقول وجدي إن والده كان يأتي من الغربة فيكسر آلته على الفور كما كان يتلف أشرطة الكاسيت للأغاني التي كان يقتنيها المتمرد وجدي. وفي صنعاء كانت الانطلاقة حيث كشفت أحد البرامج الإذاعية عن موهبة الشاب وجدي وآلة الوجدان، ثم سجل بعض الشارات البرامجية بالآلة ذاتها، بعدها انطلق لإحياء بعض الحفلات مجاناً إلى جوار بعض الفنانين حيث يقول: “لقد كانت آلاتي متواضعة ولم يكن يلتقطها المايكرفون ولكني كنت أتجرأ ولم أكن أذهب للأعراس والحفلات بمفردي، ومؤخراً استطعت الحصول على عود حديث وأنا متعاقد مع عدة مكاتب لتعهد الحفلات” توجد لدى الفنان وجدي البريهي قناة باسمه على اليوتيوب ، كما أجريت معه عدة لقاءات وأنتجت حوله الكثير من التقارير في قنوات محلية وعالمية.

ويصر الفنان وجدي في حديثه مع ال- MCPD أن يسجل عبارات الشكر لكثيرين في حياته في مقدمتهم أسرته التي قبلت بموهبته بعد إصراره وشجعته، كما لا ينسى أصحاب البصمة الأولى والأيادي التي امتدت إليه لتنهضه قبل أن تصفق له. ويتحدث الفنان وجدي البريهي باعتزاز عن رفيقة دربه التي كانت وما تزال العين والمعين في مشواره الفني ورغم أنها تعمل في المجال الطبي كمساعد طبيب إلا أن الفنان وجدي يقول أنه يستعين بها كثيراً في مشواره الفني وخصوصاً في التنسيق والتصوير. https://fb.watch/dBmD1alaq4/

لا مستحيل.. كفيف عراقي يبني شبكات كهربائية متكاملة لإنارة المنازل.. وآخر يصلح السيارات باللمس والسمع.. وهذه رسالته للآخرين

متابعات /

تداولت وسائل إعلام عراقية، الشهر الجاري، قصة لشاب عراقي من ذوي الإعاقة البصرية المصاحبة له منذ الولادة، يعمل في تأسيس الكهرباء للمنازل وغيرها من المباني في مدينة المقدادية شمال شرقي ديالى.وطوّر العشريني عبد الهادي عطا الله قدراته لكسب قوت يومه؛ فيداه اليوم تعرفان طريقهما جيدا في مهنة تصنف بأنها خطرة، وثمن الخطأ فيها كبير.

ونقلت قناة UTV العراقية عن عبدالهادي قوله إن “زبائني لا يصدقون في بادئ الأمر أنني كهربائي، وأنا أعذرهم، لكنني اتفق معهم على عدم تسلم أي مبلغ قبل إنجاز العمل وإنارة المبنى”.ويؤسس عبد الهادي المنازل كاملة حتى تصبح جاهزة للربط الكهربائي بمساعدة عامل معه يستعين به في معرفة ألوان أقطاب الأسلاك وحفر المفاتيح في الجدران.ويستغرق وقت تأسيسه المنزل الواحد قرابة أسبوع، فيما يقول إنه يعمل مجانا في بعض الأحيان لمساعدة الفقراء، ولأنه أيضا لا يحب البقاء في المنزل.

ويقول عبد الهادي إن “الجلوس في المنزل يصيبني بالضجر، لذلك أتمنى مجيء أي زبون ليطلب مني إنجاز عمل في الكهرباء، وأحيانا أقدم خدماتي مجانا للفقراء ومن لديهم أعطال بسيطة”.عبد الهادي متزوج وينتظر أن يُرزق بأطفال، وهو يفخر بتجهيز منازل عديدة في مدينته بالتأسيسات الكهربائية، وسط إشادة من أصحاب المنازل تلك بمهنيته التي تفوق المبصرين على حد قولهم.ويقول محمد صادق، وهو صاحب منزل أسس عبد الهادي كهرباءه، إن “ثقتي به كانت مهزوزة عندما استأجرته لتأسيس الكهرباء في منزلي، لكنني اكتشفت لاحقا أن عمله أفضل من عمل كثيرين من أصحاب البصر”.

وعبد الهادي ليس الكفيف الوحيد في عائلته، فهو واحد من 3 أشقاء ولدوا كفيفين، لكنه آمن بقدراته وانطلق ليمارس حياته طبيعيا ليتحمل اليوم مسؤولية إعالة أسرته في حياة يراها غيره صعبة جدا.وفي قصة أخرى نقلتها وكالة رويترز وقناة الجزيرة ووسائل إعلامية أخرى سبتمبر الماضي، لكفيف عراقي آخر اسمه مصطفى عزيز ويعمل في إصلاح السيارات باللمس والسمع.وبحسب رويترز فإن الشاب مصطفى عندما يمسك جزءا من محرك سيارة، عهد إليه أحد الزبائن بإصلاحها، ويهزه بيده، يكتشف بسرعة ما ينبغي عليه القيام به لإصلاح العطل.

ويقول الشاب البالغ (35 عاما) والمصاب بإعاقة بصرية منذ ولادته، من منزله ببغداد الذي افتتح فيه ورشة إصلاح، إن “بعض الناس يندهشون والبعض الآخر لا يصدقون حتى يروا بأعينهم”.وكان والده، وهو ميكانيكي سيارات، هو من علمه هذه المهارة ونقل إليه الشغف بإصلاح السيارات عندما كان عزيز طفلا صغيرا، وعاما بعد عام، تطورت مهاراته حتى ذاع صيته في المنطقة الآن.وقال عزيز إن المكفوفين يواجهون تحديات كثيرة، موضحا أن عدم وجود بنية تحتية ملائمة في منطقته جعل من الصعب عليه متابعة دراسته في بادئ الأمر.

وقال عزيز إن المكفوفين يواجهون تحديات كثيرة، موضحا أن عدم وجود بنية تحتية ملائمة في منطقته جعل من الصعب عليه متابعة دراسته في بادئ الأمر.يقول إن نجاحه كميكانيكي سيارات هو الذي منحه الثقة بالنفس ليحلم بأحلام كبيرة، وهو اليوم حاصل على دبلوم في الموسيقى ويعزف في فرقة، ويقدم دروسا في الدراسات الإسلامية لذوي الإعاقة.وساعده إصلاح السيارات أيضا على التعرف بالناس وتكوين الصداقات مع أشخاص من خلفيات مختلفة، ودمجه في الدوائر الاجتماعية التي لم تكن لديه إمكانية الوصول إليها من قبل.وفي تصريح نقلته عنه قناة الجزيرة مباشر وتابعه المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة، وجه مصطفى عزيز رسالة مهمة للاشخاص ذوي الإعاقة، قال فيها: “أنصحكم بألا تنتظروا أحدا ، كونوا أنتم المبادرون وكونوا أصحاب طموح في الحياة وأصحاب طموح عالي، وستنجحون بالتأكيد”.

ولا يتوقف حلم عزيز عند توفير دخل لأسرته ومظلة أمان لطفليه؛ بل يريد، على المدى الطويل، تحسين أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في العراق، وتشجيعهم على الطموح والأحلام.

عبده قائد .. شاب يتحدى المعيقات بالكفاح

عبده قائد .. شاب يتحدى المعيقات بالكفاح

خاص /

عبده قائد من أبناء وصاب محافظة ذمار، من ذوي الإعاقة،حيث يعاني من ضمور في الدماغ، بجسد منهك وروح متعبة، يكافح الشاب العشريني رغم االصعوبات من أجل تأمين لقمة عيش له ولعائلته، ويمر بتجارب قاسية في مشوار حياته المثقل بالهموم والمتاعب، ليحصد المزيد من التعب والمعاناة من خلال تجواله من شارع لآخر ومن حديقة لأخرى في صنعاء لبيع ما بحوزته من حلويات عصر كل يوم، حيث أنه يذهب في الصباح الباكر للدراسة والعمل أيضاً في إحدى مدارس إعادة تأهيل ذوي الإعاقة في صنعاء.

في حديثه للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة يقول عبده أنه يبيع بضاعته في يومه بخمسمائة ريال يمني فقط (أقل من دولار 1) وهذا ربما يكون أفضل مبلغ يجمعه في يومه من خلال بيعه بضاعته المتواضعة وهو مكسب لا يكفي، لتلبية احتياجاته، لكنك تجد عبده شاكراً لله على كل النعم ويتمتع بقدر كبير من الرضى والتصالح مع الذات.

جيران عبده لا يخفون إعجابهم بالشاب العصامي عبده لأنه ما يزال صامدا وقادرا على المثابرة، والحصول على دخل يومي، وهو أفضل حالاً من الذين لم يعودوا قادرين على توفير حتى قيمة وجبة واحدة في اليوم تسد جوعهم وأسرهم بسبب الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الحرب في اليمن.

ترتسم على وجوه بعض المارة علامات استفهام،وهم يشاهدون الشاب عبده ولسان حالهم يقول: ترى كم سيصمد هذا الشاب النحيل وهو يبحث عمن يشتري منه بضاعته البائرة، في سوق راكد، إلا من المعاناة والقسوة ،لكن عبده يؤكد أنه لا ييأس، وأن المبلغ القليل الذي يحصل عليه بعد شق الأنفس يتقاسمه مع عائلته المكونة من والدته العجوز وشقيقته القاطنتين في قرية نائية بمديرية وصاب محافظة ذمار.

وفي الوقت الذي كان يفترض على الدولة ومؤسسات ذوي الإعاقة أن توفر لعبده من الرعاية بما لا يضطره للعمل في ظروف كهذه فإنه ثمة دور على كبار التجار الإطلاع به خصوصاً في زمن الحرب وعجز الدولة عن الإيفاء بالتزاماتها

ضرار قصة إصرار .. تتغلب على أضرار حربا أخذت نصف جسده .

ضرار  قصة إصرار ..  تتغلب على أضرار حربا أخذت نصف جسده .

خاص : علاء الشلالي /

تسببت الحرب التي تدخل عامها السابع في اليمن بإعاقات مفزعة لأعداد مهولة من اليمنيين الذين انقلبت حياة البعض منهم رأسا علي عقب ليعيشوا المعاناة والتعب، ورغم ذلك واجه الأشخاص ذوي الإعاقة مختلف الصعاب والمنغصات غير أبهين بها، ضرار الشرجبي واحد من أولئك الذين لم يسمحوا أن تكون الإعاقة عائقا أمام أحلامهم وطموحاتهم . فما الذي فعله ضرار؟

طلق ناري أصابه بشلل نصفي .

ينتمي ضرار لمحافظة تعز اليمنية ويبلغ من العمر 30 عاماً، بعد أن أكمل تعليمه الجامعي في تخصص الهندسة الصناعية ونظم المعلومات عام 2002، في مساء الثاني من أكتوبر 2016 كان ضرار عائدا برفقة زميله من احدى المعاهد القريبة من مدرسة زيد الموشكي بمدينة تعز عند رجوعه للمنزل الذي يقطنه تعرض لإصابة بطلق ناري إخترق جسده ، ولا يدري من أين مصدره . أسعف ضرار حينها للمستشفى ، لكن الأطباء لم يفلحوا منع الرصاصة من التسبب له بشلل نصفي سفلي ،
بعد أن تداعى أصدقائه وأقاربه وآخرين كانوا يعرفونه لمواساته وتخفيف ما أصابه، تمكن ضرار السفر خارج اليمن وتحديدا إلى الهند، وفيها أجريت له عملية تثبيت للعمود الفقري، تحسنت حالة ضرار الصحية لكن إعاقته ظلت ملازمة له حتى عودته من الهند إلى تعز .

طموح ضرار

كان الصبر والكفاح عنوان ضرار الشرجبي خلال السنوات الخمس من إصابته إلي وقتنا الحالي، وفيها لم يفقد ضرار الأمل بالله ، وفيها كان ضرار حريصا على ممارسة حياته وأن ينطلق فيها، فعمل على مواصلة دراسته الجامعية ،واستأجر منزل دور أرضي متواضع في مدينة تعز.
إشترى ضرار كرسي متحرك كهربائي،ساعده على تذلل الكثير من الصعاب، فأصبح يستطيع الخروج لشراء احتياجاته من السوق، وخدمة نفسه بنفسه.

لكن ذلك لم يكن طموح ضرار، فأتجه لتعلم مهنة تؤمن له لقمة العيش وتكون مصدر رزقه، حينها تعلم ضرار تركيب العطور وتحضير البخور وبيعها ،يقول ضرار لـ”المركز الإعلامي للاشخاص ذوي الاعاقة”:« صحيح ان تحضير وبيع العطور ليست بمهنة تدر دخل مالي كبير، لكنها تؤمن لقمة العيش وهو الأهم ازاء مانعيشه من احداث ».

تزداد حالة ضرار النفسية صلابة يوما بعد أخر، ولاينكر أنه يرغب في المشي على قدميه، لكنه مسلم لقدر الله.
يكره ضرار الحرب، ويوجه رسالته عبر”المركز الإعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة” قائلاً: «يجب فوراً أن تأمروا بوقف الحرب، وتضعوا أسلحتكم جانبا وأن تتذكروا بأن كل شي زائل فلسنا مخلدون في الأرض فالمللك لله وحدة فبسببكم تيتم الأطفال وتدمر المنازل وترمل النساء ويفقد الكثيرون صحتهم .

وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن تبلغ حوالي 15 % من عدد السكان البالغ نحو 24 مليون نسمة بحسب آخر تعداد سكاني في العام 2004،كما تُعد اليمن من أبرز الدول العربية الموقعة على “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”،ولديها قوانين تهدف إلى حماية الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن تلك القوانين لم تطبق خلال فترة الحرب الجارية، بل أن الإنتهاكات الممارسة بحق الأشخاص ذوي الإعاقة تزداد يوماً بعد أخر، بحسب مراقبين، تحدثوا لـ” MCPD”.