المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

المستحقات التعليمية لذوي الإعاقة مطالبات برفع الرسوم.

المستحقات التعليمية لذوي الإعاقة مطالبات برفع الرسوم.

استطلاع

خاص : محمد الشيباني /

يقوم صندوق رعاية وتأهيل المعاقين سنوياً بصرف المستحقات الدراسية للطلاب ذوي الإعاقة في المراحل الأساسية والثانوية والجامعية وكذا طلاب الدراسات العليا، وتقدر المبالغ التي تصرف للطلاب في المرحلتين الأساسية والثانوية بمائة ألف ريال سنوياً فيما يحصل طلاب البكالوريوس على مائتي ألف ريال بينما يحصل طلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) على 150 ألف ريال.

وفي الوقت الذي تقول إدارة صندوق المعاقين أنها سهلت إجراءات المعاملة للحصول على الرسوم وباتت تحولها للطلاب عبر مراكز الصرافة مع تحمل تكلفة التحويل على حساب الصندوق إلا أن الطلاب ذوي الإعاقة يشكون من عدم كفاية المبالغ لتغطية احتياجاتهم لاسيما المتعلقة بالمستلزمات التعليمية وتكاليف رسوم الجامعات الخاصة، وكذا طلاب السكن الجامعي الذين يعتقدون أن التزاماتهم أكثر من غيرهم ويطالبون بوضع الأولوية لهم.

عن هذا الموضوع أجرى المركز الإعلامي هذا الاستطلاع ..

عن مدى تغطية الرسوم الذي يتلقاها من الصندوق يقول محمد رقاد، طالب جامعي من ذوي الإعاقة البصرية، أنه وبسبب عدم تأمين المبلغ لأبسط مقومات التعليم إضافة إلى اعتماده الكلي عليها فإنه يضطر للغياب عن المحاضرات في القاعة والاكتفاء بالاستماع للمنهج المسجل صوتياً ولا يستطيع المواصلة إلا من خلال ذلك كما يقول، مضيفاً: “يصعب الاعتماد على المنهج المسجل فقط ولابد من الحضور المباشر حتى يكون الاستيعاب أكثر وأفضل”

صورة محمد رقاد

وتتفق معه فاطمة الحاج، من ذوات الإعاقة الحركية، إذ تقيم في سكن للطالبات ولديها التزامات ودفع إيجارات ورسوم الجامعة، هذا غير الملازم والغذاء والمصاريف الخاصة بالبحوث، تقول فاطمة: “رسوم كلية الطب باهظة جداً وتصل إلى 286 ألف ما يعني أن المستحقات لا تغطي إلا ثلثي الرسوم فقط”

هل هناك ثمة احتياجات لطلاب تخصص ما أكثر من غيره؟ أو هل يجب تقديم الرسوم وفق متغير النوع بين الذكور والإناث؟

تعتقد زهراء السقاف، طالبة جامعية من ذوات الإعاقة البصرية، أن الوقت ليس مناسب للحديث عن هكذا فروق وأن لكل طالب أو طالبة ظروفها الخاصة وأن الأولوية يجب أن تكون للمناداة برفع سقف الرسوم الدراسية لجميع الطلاب والطالبات وبغض النظر عن التخصص.

من جهتها ترى حبيبة شهاب، طالبة ماجستير كفيفة، أن هناك احتياجات إضافية للطالبات مثل ضرورة الاستعانة بمرافقة داخل الحرم الجامعي وهكذا ويمكن تحفيز الطالبات والنظر لهكذا احتياجات بأي شكل من الأشكال.

صورة حبيبة شهاب

أما فاطمة وبعض الطالبات فيؤكدن على الفرق بين الذكور والإناث من حيث حجم الاحتياج ففي حين يستطيع الكفيف مثلاً التنقل بالعصا البيضاء بمفرده فإن الكفيفة تحتاج لمرافقة وربما لسيارة أجرة من السكن إلى الكلية وذات الأمر طالبات الدمج في المدارس العامة التي لا توفر وسيلة مواصلات.

وأياً تكون الآراء فمازال هذا نقاش نظري بحسب النشطاء ذوي الإعاقة وأن التركيز على رفع سقف المستحقات وتوجيه الطرح نحو هذه القضية هو الأهم.

تقارن تهاني مطر، جامعية من ذوات الإعاقة الحركية، بين سعر صرف الدولار عام 2012-2013 عندما تم اعتماد الرسوم الدراسية حيث كان سعر الصرف شبه مستقر عند 215 ريال للدولار، وسعر صرف الدولار اليوم وتقول تهاني: “ارتفع سعر الصرف وارتفعت أسعار مختلف السلع بينما ظلت الرسوم الدراسية هي نفسها التي تم اعتمادها قبل عشر سنوات تقريباً”

أما وليد الخطري، جامعي من ذوي الإعاقة الحركية، فيشكو من تأخير صرف المستحقات الدراسية ويقول أن التأخير يربك الحركة التعليمية للطلاب ذوي الإعاقة خصوصاً أولئك الذين يدرسون في مدارس وجامعات خاصة ويعتمدون على المستحقات بشكل أساسي ما يعرضهم للحرمان من الاختبارات أو حجب النتائج.

ويشير وليد إلى قضية عدم التناسب في توزيع المستحقات حسب الاحتياج متسائلاً: “كيف يحصل طلاب البكالوريوس على مستحقات دراسية أكثر من طلاب الماجستير والدكتوراه رغم أن احتياجات طلاب الدراسات العليا أكبر بكثير من طلاب البكالوريوس؟!، وحتى طلاب الدراسات العليا يحصل طلاب الدكتوراه على نفس المبلغ الذي يحصل عليه طلاب الماجستير رغم الفرق في الاحتياج بينهم!”

صورة وليد الخطري

وعموماً يتفق الجميع أن المستحقات الدراسية لم تعد كافية وأنه لابد من رفعها، من جهته يؤكد صندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن هذا هو توجه الصندوق في المرحلة القريبة القادمة وأن الصندوق قد أعد مسودة لائحة بهذا الخصوص بحسب تصريحات إدارة التعليم في الصندوق لبرنامج بالصوت العالي الذي ينتجه المركز الإعلامي لذوي الإعاقة وتم بثه على إذاعة يمن تايمز أمس الأحد.

هل ذوي الإعاقة سعداء؟

هل ذوي الإعاقة سعداء؟

( استطلاع )

خاص : ميادة العواضي /

يرى البعض الإعاقة عالماً، ويرون أن عالم الإعاقة يكتنفه الغموض في بعض جوانبه، ويطرح البعض تساؤلات عن هذا العالم، ومن تلك الأسئلة سؤال عريض وكبير ومهم في نفس الوقت:

أنها (السعادة) هل لها علاقة بالإعاقة أياً كانت درجتها ونوعها؟.

هل ارتباط السعادة بالإعاقة ارتباط مباشر أم غير مباشر؟.

هل ذوي الإعاقة سعداء أم أشقياء؟، هل حياتهم قطعة من الجحيم أم راحة ونعيم وهدوء واستقرار يفتقده الكثير؟.

أجرى المركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD استطلاع صحفي مع أشخاص من ذوي الإعاقة من كلا الجنسين، ومن مناطق ومستويات تعليمية مختلفة، وكذلك مع مهتمين ومتخصصين.

حيث يرى المتخصصون أن السعادة غير مرتبطة مباشرةً بالإعاقة أياً كانت درجتها ونوعها، لكنها مرتبطة بمدى تلبية الحاجات الأساسية للإنسان سواءً كان من ذوي الإعاقة أو من غير ذوي الإعاقة، يقول الإعلامي والباحث الاجتماعي عبد العزيز القدمي لل-MCPD: “إن الشخص ذو الإعاقة مثله مثل غيره له حاجات أساسية إذا حصل عليها وتم إشباعها فسيشعر بالسعادة والعكس إذا لم يحصل الإنسان على حاجاته الأساسية فلن يكون سعيداً سواءً كان معاق أو غير معاق”، ويضيف القدمي: “من المهم وجود أسرة ومجتمع يحتضنان الفرد ويشعر في ظلهما بالدعم والانتماء، ولابد من إتاحة فرصة الاندماج لذوي الإعاقة والتعبير عن ذواتهم وقدراتهم لأن الفرد بدون مجتمع وبدون أن يكون مندمجاً فيه لن تتحقق له السعادة ولو جمعت له أموال الدنيا”

ويعتقد القدمي أن مدى تحقق السعادة قد تكون له علاقة غير مباشرة بالإعاقة، حيث أن ما قد يتعرض له بعض ذوي الإعاقة من حرمان عاطفي، وضغوط نفسية، وعزل اجتماعي، وحرمانهم من فرص الاندماج في المجتمع، والحرمان من الحق في العمل يؤثر بدوره على مدى سعادتهم وتوافقهم النفسي والاجتماعي.

وفي هذا الإطار كانت نتائج الاستطلاع، فذوي الإعاقة ممن استطلعنا آرائهم حول مدى ارتباط السعادة بالإعاقة يجمعون أن الإيجابية والرضى، ومدى حصولهم على حقوقهم، وتقبل المجتمع لهم هي عناصر السعادة لهم كما هي لغيرهم، ولإرضاء فضول القارئ ننقل آرائهم ووجهات نظرهم كما وردت:

من عدن جنوبي البلاد يقول سهيل منير، من ذوي الإعاقة الحركية، أنه لن يستسلم وأنه سيستمر بالكفاح لمواجهة ما عبر عنه بالإحباطات الكثيرة والعراقيل التي تواجه ذوي الإعاقة في اليمن، وأردف سهيل: “لدي يقين بأن ذوي الإعاقة قادرون على الإنتاج إذا أُتيحت لهم الفرص المناسبة، وبالتالي يحصلون على فرص عمل واندماج أكبر في المجتمع يمكنهم من الحياة الكريمة والتوافق مع المجتمع وبهذا تتحقق لهم السعادة”

من جهته يقول معتز الجنيدي، ناشط ومدرب في مجال ذوي الإعاقة من الأردن: “يكون الشخص ذو الإعاقة سعيداً عندما يحصل على جميع حقوقه، كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص من غير ذوي الإعاقة، فالإنسان بطبعه يكون سعيداً وراضياً إذا ما أخذ حقوقه كاملة”

ويرى الجنيدي أن المجتمع المحيط مسؤول أيضاً عن استقرار وسعادة الفرد من ذوي الإعاقة، لأنه عندما يتعامل الأشخاص مع ذوي الإعاقة بتجاهل وعلى أنهم وصمات فهم بذلك يرسلون لهم رسائل سلبية بأنهم غير مرغوب بهم، في حين أن المجتمع إذا ما كان داعماً لهم فإن لذلك آثار إيجابية على حياتهم واستقرارهم النفسي.

تقول قائدة محمد، وهي فتاة صماء: “صحيح أنني لا أسمع ولكنني أستطيع الفهم بلغة الإشارة، أنا متفائلة، أنا لا أملك سماع من حولي ولكنني أدرك سعادتهم وهي جزء من سعادتي، لكل منا طريقته في اكتساب السعادة فقط يجب علينا دائماً أن نكون ممتنين لبقية النعم التي منحنا الله إياها.”

تلعب الأسرة دوراً مهماً في إشباع حاجات الإنسان باعتبارها المحضن الأول للفرد، ولذلك يُرجع الكثير من ذوي الإعاقة سبب رضاهم وسعادتهم إلى وجود عائلة مساندة وداعمة في البداية وصولاً للحصول على الحقوق وتوفير الخدمات بما فيها إمكانية الوصول، يتحدث أنور الزنبعي، من ذوي الإعاقة الحركية، عن عائلته فيقول:

“عائلتي شجعتني وكانت داعمة لي طيلة حياتي وهم سبب سعادتي”، مضيفاً: “أمارس حياتي بشكل طبيعي كبقية الناس، وأنا راضي عن حياتي رغم أن لدي طموح أن تكون حياتي أجمل بالتأكيد”

ويتمنى أنور أن تكون البيئة والمنشئات مهيئة ليستطيع ذوي الإعاقة من مكفوفين ومعاقين حركياً التنقل فيها بحرية واستقلال ليكونوا أكثر ثقةً بأنفسهم.

“الرضى وبالتالي السعادة ممكنان إذا امتلكنا الإرادة والثقة بأنفسنا، وفقدان حاسة من الحواس ليس نهاية العالم” هذا ما تقوله أسماء صالح، من ذوات الإعاقة البصرية والتي تعتقد أن مما يجعلها سعيدة أنها تعيش حياتها بطريقتها وبما يناسبها ولا تقارن حياتها بأحد فلكل شخص ظروفه وإمكانياته حسب تعبيرها، وتضيف: “أنا ربة أسرة ولدي أطفال أرى الدنيا من خلالهم، أنا لم أبصر يوماً ولكنني لست متشائمة لأنني لا أتخيل أو أفكر بضرورة أن أبصر شيئاً لم أره من قبل، ولكن لدي بصيرة لرؤية ما لا يراه المبصرون.”

من ناحيتها تتفق نوران محمد، من ذوات الإعاقة البصرية أيضاً، مع من سبقها بأن العائلة هي الأساس الأول، وتقول: “بعد أن يمتلك الأشخاص ذوي الإعاقة عوائل رائعة، ويستطيعون دخول المدرسة والحصول على التعليم بشكل مناسب، وبعدها يستطيعون الحصول على حقهم في العمل وتحقيق مكانة اجتماعية فهم بالتأكيد يصبحون سعداء”

وتبقى السعادة أمر نسبي يختلف من شخص لآخر، ومن بيئة لأخرى، وما يزيد أو يحد من مستوى سعادة الفرد والمجتمع هو مدى تحقيق الحاجات الفسيولوجية، والحاجة إلى الأمن، والانتماء إلى أسره ومجتمع، بالإضافة لتقدير الذات وتحقيق المكانة الاجتماعية وغيرها من العوامل على اختلاف في أولوية ترتيبها بين المختصين في علمي النفس والاجتماع.

ذوو الإعاقة والحماية الاجتماعية.. قلة المعرفة تحرمهم من حقوق مكتسبة

ذوو الإعاقة والحماية الاجتماعية.. قلة المعرفة تحرمهم من حقوق مكتسبة

خاص : ميادة العواضي /

تُعد “الحماية الاجتماعية” من أهم أدوات العمل الإنساني وخصوصا في مناطق النزاعات والحروب، حيث تزداد معدلات الفقر، وتقل فرص العمل، ويتعرض فيه السكان لخطر المجاعة، وتعتبر شريحة ذوي الإعاقة من أهم الشرائح التي تستهدفها برامج الحماية الاجتماعية – فهل يعرف ذوو الإعاقة ماهي الحماية الاجتماعية؟

موقع  MCPD أجرى استطلاعا مع عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة هدف إلى معرفة ما أذا كانوا على معرفة وإطلاع بمصطلح “الحماية الاجتماعية”. الاستطلاع، الذي شمل فئات عديدة من ذوي الإعاقة، كشف تفاوتا في معرفة مفهوم الحماية والاطلاع  عليه.

تقول أروى علي، فتاة ذات إعاقة حركية، أنها لا تعرف شيئا عن هذا المصطلح، ولم تسمع به من قبل، وتقول أنها تتمنى أن تعرف عنه أكثر. من جهتها تبدي، نجاة محمد العمري، فتاة صماء، اهتمامها بمعرفة المزيد عن الحماية الاجتماعية لأنها تريد أن تكون ملمة بكامل حقوقها.

يشاركها الرأي علي شعبان، من ذوي الإعاقة الحركية والذي يعرف القليل عن الحماية الاجتماعية بمفهومها الرامي إلى الحد من الفقر والعوز والمخاطر المتعددة.

تقول أفراح عساج ،شابة كفيفة، أنها تعمل بإدارة الحماية بإحدى الجمعيات الخاصة بالكفيفات، وأنها تمارس تقديم الحماية الاجتماعية بالفعل، لكنها مهتمة بمعرفة التعريف النظري للحماية الاجتماعية والمعايير الدولية للحماية الاجتماعية.

بينما يقول محمد الفقيه ،أستاذ كفيف بمركز النور للمكفوفين،  إنه لا يعلم عن الحماية الاجتماعية أي شيء، وأن هناك الكثير من المصطلحات التي تخص ذوي الإعاقة مجهولة بالنسبة له.

يعرف عادل القرماني، شاب أصم، عن الحماية بأنها: عدة برامج هادفة إلى الارتقاء بمستوى الفرد ذوي الإعاقة، وهي حق لهم من قبل الدولة، كما يعتقد أن تلك البرامج تساعد ذوي الإعاقة على التكيف مع إعاقتهم والمساهمة في الحد من الفقر والعوز لديهم.

ماهي الحماية الاجتماعية؟

يعرف معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية الحماية بأنها: “البرامج والسياسات الهادفة إلى الحد من الفقر، والضعف من خلال تعزيز كفاءة أسواق العمل، مما يقلل من تعرض الناس للمخاطر، ويعزز قدراتهم على إدارة المخاطر الاقتصادية والاجتماعية، مثل: البطالة، والإقصاء، والمرض، والإعاقة، والشيخوخة”

بمعنى أنها: مجموع السياسات والبرامج  التي تهدف إلى تقليص الفقر والهشاشة من خلال دعم سوق العمل، وتقليص تعرض الأفراد بمن فيهم ذوي الإعاقة للمخاطر، وتعزيز قدراتهم على حماية أنفسهم من احتمالات فقدان الدخل، أو مجموع الآليات التي تهدف إلى مساعدة  الأفراد على مواجهة آثار المخاطر.

لا يعرفها ذوو الإعاقة بسبب قلتها.

يقول  جمال مهيوب ،مدير العلاقات العامة في الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين: إن “قلة البرامج المقدمة في مجال الحماية الاجتماعية أدت إلى عدم معرفة الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم بماهي الحماية”

 مضيفاً: “أحيانا تتسبب العزلة التي يُحيط بها ذوو الإعاقة أنفسهم في الجهل بهذا المصطلح وغيره من المصطلحات التي تخصهم” يرى جمال، أنه لم يتم التركيز من قبل الجهات المعنية على توعية ذوي الإعاقة ببرامج الحماية وماذا تعني وأنها حق من حقوقهم.

دور الدولة والمنظمات في تقديم برامج الحماية والتوعية بها وأهميتها.

تهدف برامج الحماية في أي بلد إلى الاستغلال الأمثل لطاقة الفرد ذي الإعاقة كونه فردا فاعلا والتي من خلالها يتم حفظ  حقه في الحياة أسوة بغيره من الأشخاص، ويناط بالدولة ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات ذوي الإعاقة تقديم برامج الحماية للأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على تحقيق مطالبهم بتحسين وأقع الخدمات المقدمة ليكون لهم تأثير في مجتمعاتهم، وتنص المادة (3): من قانون رعاية المعاقين رقم 61 لسنة 1999 إلى جزء هام يتعلق بالحماية الاجتماعية حيث تقول: “يتمتع كل شخص معاق بممارسة كافة الحقوق التي يكفلها الدستور والقوانين النافذة الأخرى”.

ترى أمل الشميري، موجهة في مجال التربية الشاملة، أن برامج الحماية المقدمة من قبل المنظمات والمؤسسات  لا تمتلك الرؤية الواضحة. ولا تعمل في توافق مع جميع الأطراف لتوحيد رؤيتها وأهدافها وأدوارها بشكل واضح، وذلك لأن كل الأطراف تعمل بشكل منفرد أو شخصي لهذا تظل الجهود ضعيفة في هذا المجال والنتائج والمخرجات ليست بالمستوى المطلوب على حد قولها.

وتضيف الشميري أن “توجه الدولة نحو الحماية الاجتماعية غير ملزم للأطراف الأخرى، ولا توجد معايير واشتراطات ورقابه وتقييم، فيما تظل التمويلات غير موجهة بشكل صحيح نظرا لعدم توحيد الرؤيا والاهداف”.

يعتقد جمال مهيوب، أن الحماية الاجتماعية في الواقع مقتصرة على فئة قليلة من الأشخاص ذوي الإعاقة وبالتالى ليست كافية للوصول للأهداف المنشودة. ويقول: “هناك برامج حماية محدودة تقوم بها منظمات دولية بالتعاون مع بعض المنظمات المحلية المهتمة برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة لكنها ليست عند مستوى الأخطار التي يواجهها ذوو الإعاقة”

شاركت فيه جمعيات، ومسؤولون وناشطون من مختلف فئات الإعاقة..

شاركت فيه جمعيات، ومسؤولون وناشطون من مختلف فئات الإعاقة..

المركز يجري استطلاع بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة حول الإنجازات المأمولة للعام المقبل.

خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD / مصطفى صالح

استطلع المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD بالتزامن مع اليوم الدولي لذوي الإعاقة، آراء عدد من الناشطين والجمعيات والمؤسسات الرسمية المعنية بهذا الشأن، حول الإنجازات النوعية المأمول تحقيقها خلال هذا العام.

وجاء سؤال الاستطلاع الموجه إلى الأفراد كما يلي:

“لو كنت صاحب سلطة وقرار في جمعية من جمعيات المعاقين او الاتحاد الوطني للمعاقين او صندوق المعاقين بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ما الإنجاز الذي ستحققه أو ستضغط بكل ثقلك لتحقيقه هذا العام ويستفيد منه ذوي الإعاقة على أرض الواقع؟”.

فيما كان السؤال الموجه إلى الجمعيات والمؤسسات الرسمية كما يلي:

“ما هو الإنجاز النوعي المختلف الذي ستقدمونه أو ستضغطون بكل ثقلكم لتحقيقه للأشخاص ذوي الإعاقة هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ويستفيدون منه على أرض الواقع؟”.

الأفراد

وتركزت إجابات الأفراد المشاركون حول تنفيذ القوانين الخاصة بذوي الإعاقة وتسريع وتسهيل عملية الدمج ودعم العملية التعليمية بما يناسب إمكانياتهم، وكذا رفع سقف الدعم المالي يما يتماشى مع القوانين ذات الصلة.

فالناشط في مجال الإعاقة البصرية، أحمد الشرعبي، يجيب بأنه لو كان مسؤولا فكان سيعمل على إثبات وجود ذوي الإعاقة وتذليل العقبات أمامهم سواء كانت اكاديمية أو إدارية أو مالية، على أن يكون هذا موائما للقوانين الخاصة بالمعاقين، إضافة إلى رفع الدعم المالي للطلاب سيما طلاب الدراسات العليا.

فيما الأستاذة سحر عبدالجبار، وهي ناشطة من ذوات الإعاقة السمعية، فتقول إنها لو كانت محل صناعة القرار لعملت على إصدار قانون بزيادة نسبة توظيف المعاقين من ٥% إلى ١٠% على الأقل، كما ستعمل على توفير فرص حقيقية للعمل لهذه الفئات، كلاً بما يتناسب مع خبراته ومهاراته.

وتوافقها حياة الأشموري وهي ناشطة في مجال الإعاقة البصرية، حيث تؤكد بأنها كانت ستعمل على توفير فرص عمل لذوي الإعاقة وخصوصا خريجي الجامعات، أو على الأقل إيجاد مشاريع تمكين اقتصادي توفر لهم ولأسرهم العيش الكريم.أما الباحث الاجتماعي والناشط في مجال الإعاقة، عبدالعزيز القدمي، فيرى أن إعادة العمل بالإعفاءات المنصوص عليها في القانون الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة. مثل الإعفاء من الرسوم الجامعية، والإعفاء من رسوم الدراسات العليا، إنجاز يكفي وهو أهم من إقامة احتفالات وصرف مبالغ كبيرة وسيكون هدية مهمة للأشخاص ذوي الإعاقة. ويشير إلى أن الإعفاءات منصوص عليها في القانون اليمني وكانت سارية في المراحل السابقة لكنها توقفت في السنوات الأخيرة.

صباح العتبي من ذوات الإعاقة الحركية، من جهتها، قالت إنها لو كانت في مكان مسؤولية بإحدى الجمعيات، فستسعى لدعم أسر ذوي الإعاقة في إيجارات البيوت وتوفير الاحتياجات الضرورية بصورة شهرية بسبب أوضاع البلاد وقلة فرص العمل.فيما يقول نصيب الرعود وهو شاب من ذوي الإعاقة الحركية، إنه لو كان صاحب سلطة وقرار لجعل التعليم على رأس أولوياته، فهو يطمح لإيجاد “تعليم مثالي للمعاقين”.

المسؤولون

مدير الإعلام والعلاقات بصندوق المعاقين في صنعاء، حسن عردوم، في إجابته على الاستطلاع كشف لنا عدة إنجازات نوعية يعتزم الصندوق تنفيذها بداية العام القادم.وقال عردوم: “إن إدارة صندوق المعاقين ممثلة بالدكتور علي ناصر مغلي تسعى إلى إعداد استراتيجية ملزمة لجميع الجهات ذات العلاقة للقيام بما عليها تجاه ذوي الإعاقة وسيتم اعتمادها من بداية العام القادم.”

وكشف أن الصندوق سيدشن أيضا بداية العام القادم، النظام الإلكتروني لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين.وقال عردوم: “أن الصندوق يسعى حالياً إلى الاتجاه نحو الدراسات العلمية والميدانية التي تحدد نسبة وحجم وتوزيع الإعاقة في اليمن والاحتياجات وفقاً لنوع كل إعاقة إضافة إلى حشد الموارد للتخفيف من المعاناة التي يعانيها الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم جراء الظروف المعيشية الصعبة.”

رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين، عبدالله بنيان، قال: “إن الاتحاد ‏وجميع منظمات وجمعيات ومراكز ومؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة سيعملون على إنجاز مشروع توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الخاص كما سيعملوا جاهدين على إتمام مشروع إعفاء الأشخاص ذوي الإعاقة من الرسوم ‏في الجامعات الحكومية وبشكل مجاني.””

مدير صندوق المعاقين بمحافظة شبوة، الأستاذ شاكر بارحمة، من جانبه، أجاب بأنهم بدأوا بتدشين مسح ميداني لوضع قاعدة بيانات صحيحة لذوي الإعاقة في مديريات المحافظة وقد انطلقوا من مديريتين وسيستمروا حتى يشمل المسح كافة المديريات المتبقية بالمحافظة.

وكشف أنهم يعملون على إنشاء مركز تعليمي لذوي الإعاقة في إحدى المديريات ، وأن الصندوق بصدد تأسيس مركز للعلاج الطبيعي والحركي للأشخاص ذوي الإعاقة بالمحافظة.

محمد مثنى، المدير التنفيذي لجمعية الصم، والمنسق العام للفعاليات والأنشطة النوعية للأشخاص ذوي الإعاقة بمحافظة إب، من جانبه، يقول إنه سيسعى هذا العام لاعتماد بناء وتجهيز (المجمع الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين إب) والواقع في منطقة ويخان ريف إب بعدد 214 قصبه مسورة جاهزة، او تعويض الجمعيات بدلا عن ذلك بعدد 10 مباني حكومية جاهزة وسط المدينة.

ووعد مثنى أنه وقيادات ذوي الإعاقة في محافظة إب سيعملون على تحقيق الدمج الوظيفي والمجتمعي والتعليمي والثقافي والرياضي للأشخاص ذوي الاعاقه بشكل مناسب (نظريا وعمليا) وبنسبة 20% والبدء به من العام القادم.

المدير التنفيذي لجمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بمحافظة لحج، إقبال قشاش، تقول إنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتوفير الدعم للحرف المهنية لذوي الإعاقة وإقامة أسبوع رياضي ومارثون وإحياء فعاليات رسمية كبيرة يتم من خلالها تنفيذ أنشطة توعوية متنوعة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في المحافظة.

أما الأمين العام لجمعية المكفوفين بمحافظة الحديدة، الإعلامي جمال عبدالناصر الحطامي، فقال: “إنه سيعمل مع الإداريين في الجمعية وكذا الخيرين في المحافظة على المطالبة بصرف الأجهزة الخاصة بالمكفوفين مثل الساعات الناطقة والعكاكيز والأدوات التعليمية مثل مكتبة برايل والامبيثري، والمناهج سواء المسجلة صوتيا أو مكتوبة بطريقة برايل.”

وأضاف الحطامي: “إننا سنعمل على تفعيل فحص ما قبل الزواج للمقدمين على الزواج من أفراد المجتمع لتجنب حدوث المزيد من الإعاقات والعمل على توعية المجتمع بأهمية ذلك وتفعيله في مستشفيات المحافظة من منطلق الوقاية خير من العلاج.””

رئيس جمعية المعاقين حركيا بمحافظة أبين ورئيس اللجنة المنسقة للاحتفال، محمد قايد من جانبه، قال إنهم يجرون ترتيبات للاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة أبين، وهي المرة الأولى التي يقام هذا الاحتفال بالمحافظة، حيث كان يقام في السنوات الماضية حفلا جماعيا لعدد من المحافظات في محافظة عدن.

ويصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إشراك الأشخاص الذين لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ‏ومختلف المجالات.