المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

ستصحح امتحاناتهم بطريقة مختلفة.. ذوي الإعاقة والامتحانات الوزارية في اليمن.


خاص : إبراهيم محمد المنيفي. /

أعلنت وزارتا التربية والتعليم في كلاً من صنعاء وعدن انطلاق امتحانات شهادة الثانوية العامة والصف التاسع الأساسي مطلع هذا الأسبوع، ومن بين عشرات آلاف الطلاب يتجه الطلاب ذوي الإعاقة لأداء الامتحانات ضمن المراكز الامتحانية التي تحددها مكاتب التربية في المناطق التربوية المختلفة.

بيئة غير مهيأة والكُتاب والأتمتة أبرز المشاكل.


يشكوا الطلاب ذوي الإعاقة من عدم أخذ الترتيبات التيسيرية بعين الاعتبار في المراكز التي يمتحنون فيها، حيث ينتقل المكفوفون والمعاقون حركياً والصم إلى مراكز امتحانيه عامة تفتقر لأبسط التجهيزات التي يحتاج إليها ذوو الإعاقة مثل: الممرات الخاصة بالكراسي المتحركة، وعدم وجود عنصر الأمن والسلامة للمكفوفين في سلالم الدرج والأدوار المرتفعة، ومحدودية أو عدم وجود مترجمي لغة الإشارة.
كما أن وزارة التربية والتعليم لا تعتمد طريقة برايل مما يضطر الطلاب المكفوفون للبحث عن أشخاص ليقرأوا لهم محتوى الامتحان ويستمعون للإجابات من الطلاب المكفوفين ثم يقومون بتدوينها على دفاتر الامتحانات وهي المشكلة التي يشير إليها المكفوفون بمشكلة الكُتاب.

يقول أدهم الضرس، أحد الطلاب المكفوفين: “نحن الطلاب من يبحث عن الكُتاب، ومع ذلك نواجه بعض الإشكاليات مثل رفض دخولهم أحياناً أو استبدالهم بآخرين قد لا يجيدون الخط أو التعامل المناسب مع المكفوفين ما يؤدي إلى بعض التوتر والقلق”
وتعبر أمة الجليل المنيفي، طالبة كفيفة في الصف الثالث الثانوي عن خشيتها من التصحيح الإلكتروني الآلي لدفاتر الامتحانات (الأتمتة) الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم في صنعاء والمحافظات المجاورة، حيث أن التصحيح الآلي لا يتعامل مع الإعفاء الوزاري للمكفوفين في موضوعات الخط في اللغة العربية والرسوم والخرائط في التاريخ والجغرافيا، مطالبة باعتماد طريقة برايل كحق من أبسط حقوق الطلاب ذوي الإعاقة البصرية في التعليم والاعتماد على أنفسهم.

من جهتها تقول ليبيا صالح، مسؤول التعليم بفرع جمعية الأمان للكفيفات بمحافظة إب: “إن الامتحانات تسير بشكل جيد إلى حد الآن، ومشكلة الكُتاب تجاوزناها بتوفير كاتبات لطالباتنا المدموجات في مدارس عامة، رغم أن مكتب التربية قد طلب منا ألا نوفر كاتبات وأنه سيوفر كاتبات من طرفه إلا أننا تفاجأنا في أول يوم امتحان بعدم وجود الكاتبات لولا أننا كنا مستعدين بخطة طوارئ تقديراً لنفسية بناتنا الطالبات وعدم ارباكهن”، ودعت ليبيا صالح وزارة التربية والتعليم ومكاتبها لتحمل مسؤولياتها تجاه الطلاب والطالبات ذوي الإعاقة كغيرهم من الطلاب ومراعاتهم بإيجاد حلول لمسألة التصحيح الآلي خصوصاً في مادتي التاريخ والجغرافيا.

كيف سيتم تصحيح امتحانات ذوي الإعاقة في صنعاء وعدن؟.


تعتبر إدارة التربية الشاملة في وزارة التربية والتعليم هي الجهة المسؤولة مباشرة عن ذوي الإعاقة إلى جانب فئات أخرى كثيرة ما قد يشتت جهودها، فبحسب صباح الجوفي، مدير إدارة التربية الشاملة بصنعاء، تعتبر التربية الشاملة مسؤولة عن عدة فئات استناداً لمفهوم التربية الشاملة الذي يشمل إلى جانب ذوي الإعاقة باقي ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة للنازحين، والمهجرين قصراً، والمهمشين وغيرهم.
وتحدثت صباح الجوفي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة عن الجهود التي تبذلها إدارة التربية الشاملة لتسهيل وتيسير عملية الامتحانات لذوي الإعاقة، وذكرت أن التربية الشاملة قد عملت مع مؤسسات تمثل الصم على توفير مترجمين لغة إشارة من مدربين متخصصين.
وحول التصحيح الآلي للامتحانات أكدت صباح الجوفي في تصريح للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة بأن دفاتر المكفوفين ستستثنى من التصحيح الآلي وسيتم تصحيح جميع المواد يدوياً وليس فقط التاريخ والجغرافيا، داعيةً الطلاب ذوي الإعاقة للاطمئنان والهدوء والتركيز فقط على المذاكرة بشكل جيد.
وفي عدن قالت بهية الزامكي، مدير مكتب وكيل قطاع التدريب والتأهيل بوزارة التربية والتعليم: “نحن نتابع باهتمام أداء أبنائنا ذوي الإعاقة للامتحانات الأساسية والثانوية العامة، وقد خصصنا لهم مركز امتحاني راعينا فيه إمكانية الوصول، وعملنا على توفير مدرسين يكتبون للمكفوفين” وحول مراعاة تطبيق الإعفاء الوزاري للمكفوفين من الرسوم والخرائط والخط أكدت الزامكي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة أن ذلك الأمر يؤخذ بعين الاعتبار وأن دفاتر الإجابة للمكفوفين وذوي الإعاقة عموماً ترفع للوزارة تحت مسمى (حالة خاصة) ويتم التعامل معها على هذا الأساس.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة التي صادقت عليها اليمن ومعظم دول العالم تسلم بحق ذوي الإعاقة في التعليم دون تمييز وعلى أساس تكافؤ الفرص وتنص المادة 24 من الاتفاقية فقرة 3 (ا) على “تيسير تعلم طريقة برايل ، وأنواع الكتابة البديلة، وطرق ووسائل وأشكال الاتصال المعززة والبديلة ، ومهارات التوجيه والتنقل” كما تلزم الاتفاقية الدول الأطراف بتوفير بيئة مناسبة لذوي الإعاقة ليتمكنوا من التعليم والتنقل بين مراحله على قدم المساواة بغيرهم من أفراد المجتمع، ما يعني إلزامية اعتماد طريقة برايل، ولغة الإشارة أثناء الدراسة وفي أداء الامتحانات

صورة الأعفاء الوزاري من المواد النظرية في الامتحانات

ذوي الإعاقة يؤدون امتحانات الشهادة العامة في ظروف غير مناسبة

ذوي الإعاقة يؤدون امتحانات الشهادة العامة في ظروف غير مناسبة

حيث توجه طلاب الثالث الثانوي يوم أمس السبت إلى مراكز الامتحانات بينما توجه إليها صباح اليوم طلاب الصف التاسع الأساسي. وكانت وزارة التربية والتعليم بعدن قد أعلنت امتحانات الشهادة العامة في السادس من يونيو حزيران الجاري. ومن بين عشرات آلاف الطلاب يتجه الطلاب ذوي الإعاقة للامتحانات ضمن المراكز الامتحانية التي تحددها مكاتب التربية في المناطق التربوية المختلفة.

ويشكوا ذوو الإعاقة من عدم أخذ الترتيبات التيسيرية بعين الاعتبار في المراكز التي يمتحنون فيها، حيث ينتقل المكفوفون والمعاقون حركياً والصم إلى مراكز امتحانية عامة تفتقر لأبسط التجهيزات التي يحتاج إليها ذوي الإعاقة مثل: الممرات الخاصة بالكراسي المتحركة، وعدم وجود عنصر الأمن والسلامة للمكفوفين في سلالم الدرج والأدوار المرتفعة، فضلاً عن عدم توفير مكاتب التربية لمترجمين لغة الإشارة في مختلف المراكز الامتحانية . كما أن وزارة التربية والتعليم لا تعتمد طريقة برايل للمكفوفين مما يضطر الطلاب المكفوفين للبحث عن أشخاص ليقرأوا لهم محتوى الامتحان ويستمعون للإجابات من الطلاب المكفوفين ثم يقومون بتدوينها على دفاتر الامتحانات وهي المشكلة التي يشير إليها المكفوفون بمشكلة الكتاب.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة التي صادقت عليها اليمن ومعظم دول العالم تسلم بحق ذوي الإعاقة في التعليم دون تمييز وعلى أساس تكافؤ الفرص وتنص المادة 24 من الاتفاقية فقرة 3 (ا) على “تيسير تعلم طريقة برايل ، وأنواع الكتابة البديلة، وطرق ووسائل وأشكال الاتصال المعززةوالبديلة ، ومهارات التوجيه والتنقل” كما تلزم الاتفاقية الدول الأطراف بتوفير بيئة مناسبة لذوي الإعاقة ليتمكنوا من التعليم والتنقل بين مراحله على قدم المساواة بغيرهم من أفراد المجتمع.