المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

انتخــاب الهـيئة الإداريـة لـجمعية رعاية وتأهيل الصم المركز الرئيسي.

انتخــاب الهـيئة الإداريـة لـجمعية رعاية وتأهيل الصم المركز الرئيسي.

خاص /

عقدت الجمعية العمومية لجمعية رعاية وتأهيل الصم , التي تأسست عام 1989م مؤتمرها العام التاسع صباح يوم أمس الاثنين الموافق 2020/10/19م بقاعة المركز الثقافي بصنعاء , من أجل أقرار التقرير المالي و الإداري للفترة الانتخابية المنصرمة , وانتخاب هيئة إدارية ولجنة رقابة وتفتيش بحضور 544 عضو من الأعضاء المنتسبين إليها , تحت شعار (الشراكة الفاعلة … أساس النجاح )

وفي المؤتمر الانتخابي الذي بداء بالقران الكريم , والسلام الوطني القي الأستاذ يحيى سرور كلمة رحب بها بالحضور جميعا ودعى الجميع إلى حسن الاختيار والتحلي بروح الديمقراطية والمحبة والسلام .

وفي المؤتمر الانتخابي الذي بداء بالقران الكريم , والسلام الوطني القي الأستاذ يحيى سرور كلمة رحب بها بالحضور جميعا ودعى الجميع إلى حسن الاختيار والتحلي بروح الديمقراطية والمحبة والسلام .

كلمة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المشرفة على سير مجريات الانتخابات القاها الأستاذ “حميد معوضة” مدير عام الجمعيات

حث فيها الحاضرين على حسن الاختيار , وأشاد في كلمته بمدى الانجازات التي حققتها الجمعية, وما تمثله جمعية الصم من بصمة كبرى في أعمال المعاقين بشكل عام , موجهاُ شكره وتقديره لكل الجهود المبذولة.

بعدها تم قراءة التقرير الادراي والمالي وإقراره ,وتقرير لجنة الرقابة والتفتيش للفترة المنصرمة .

وفي أجواء مفعمة بروح المسؤولية والمحبة, تم تزكية الأستاذ “يحيى قاسم سرور” رئيساً للجمعية لفترة ثانية بالإجماع , لما له من دور متميز في خدمة الجمعية وأبنائها الصم , فيما أسفرت نتائج الفرز والتي استمرت حتى التاسعة والنصف مساء , عن فوز الأخوة التالية أسمائهم :-

الـــهـيـئة الإدارية ..

1- فواز قائد علوان

2- حاتم علي القسيمي

3- محمد عبدالله الحاج

4- علي احمد الشرف

5- فردوس يحيى عز الدين

6- اسكندر عبدالرحمن الحمادي

7- جيهان يحيى عز الدين

8- عمرو سيف الشوافي

الأعضاء الاحتياط ..

1- محمد احمد الذاري

2- باسم محمد الدبعي

3- سماح حسن يحيى

أعضاء لجنة الرقابة والتفتيش

1- وليد سعد الوصابي

2- وليد يحيى الحرثي

3- حمزة محمد الاسلمي

وبهذة المناسبة فإن المركز الاعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة يسعده أن يقدم التهنئة ، إلى الاخوة رئيس وأعضاء الهيئة الادارية ولجنة الرقابة والتفتيش بجمعية رعاية وتاهيل الصم _ المركز الرئيسي بنيلهم ثقة أعضاء الجمعية العمومية ، كما نتقدم بالتهنئة لكافة أعضاء ومنتسبي الجمعية العمومية ، لما تحلوا به من علو وسمو ، ووعي ديمقراطي ينم عن مدى حبهم وانتمائهم لجمعيتهم ، الذي تعتبر لهم الحضن والملجئ الدافئ لهم جميعا ، ظهر جليا في تقديم المصلحة العامة للجمعية بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة ، رغم كل الظروف والأوضاع .

والمركز الاعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة إذ يتقدم بالتهنئة فهو تعبير وعرفان بمدى إرساء مبداء اتاحة امكانية الوصول، وحرية التعبير والرأي ، والمشاركة في الحياة السياسية والعامة، والتي حثت عليها الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة في المواد (9) (21) (29)

وأعمال النظام الاساسي واللائحة الداخلية للجمعية وقانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية رقم (1) لسنة 2001م ، وهو ما يتم اغفاله من قبل الكثير من منظمات الاشخاص ذوي الإعاقة .

وفي الوقت نفسه يثمن المركز الاعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة التطور الملحوظ في كل المجالات الذي وصل إليها الاشخاص الصم ، بثبات واقتدار، ونتمنى لهم مواصلة المشوار لمتابعة مسيرة العطاء ، من أجل تمتع كافة اخواننا الصم بكافة حقوقهم ، وفي مقدمتها التعليمية ، والصحية ، والثقافية ، واللغوية، وامكانية الوصول ..

متمنين للأخوة رئيس وأعضاء الهيئة الادارية ولجنة الرقابة والتفتيش بجمعية رعاية وتأهيل الصم المركز الرئيسي ، التوفيق والنجاح في مهام وإختصاصات إعمالهم القادمة، لما سيكون له من عظيم الأثر على واقع الاشخاص ذوي الإعاقة السمعية .

لســــت المعــاقـة الــوحيدة ..   هنــــاك مـــــعـاقــيـن وإعاقتهم اشد مــن إعاقتي .

خاص /

“بعد مرور سنوات من طفولتي بدأت أشعر بإعاقتي وأتحسس منها ، وكنت أكره نظرات الشفقة التي تصوب نحوي من قبل بعض الناس ، والعبارات الجارحة التي كانت تخرج من أفواههم … لهذا تعقدت وصرت انطوائية, وكنت أكره الناس “الطبيعيين” (غير ذوي الإعاقة )”

قد تكون هذه العبارات هي المشاعر التي تختلج نفسية أي شخص من ذوي الإعاقة للوهلة الأولى من حياته، بل قد ترافقه بقية حياته إذا ما استسلم لها , ولكنها قد تتغير إذا كانت حافزا وانطلاقه للتغير نحو الأفضل .

وهذا ما سوف نعرفه عبر صفحة المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة عن جزء من حياة بطلة قصتنا “إيمان عبدالله الرجامي”

أصيبت بالإعاقة في السنة الثانية من عمرها جراء خطأ طبي ، بعد إصابتها بحمى شديدة , أخذها والدها إلى إحدى العيادات من أجل تخفيف الحمى فكان قدرها مع إبرة ضربت لها بالخطأ سببت لها إعاقة دائمة رافقتها سني حياتها .

إيمان خطأ طبي أعاقها .

ولدت أيمان عبدالله الرجامي عام 1984م في محافظة صنعاء , ملئت أرجاء منزلها بالفرحة التي تنتظرها كل أسرة بقدوم ضيفاً جديداً , وكان ذلك من خلال إقامة كل طقوس الفرح والابتهاج, مرت الأيام وكان عمر إيمان السنتين ليخبئ لها القدر موعدا مع الإعاقة ، تقول إيمان ( والدي في البداية شعرا بالأسى والحزن ، وبعدها رضيا بما قسمه الله وتقبلا إعاقتي بكل رحابة صدر ، وعاملوني مثل معاملتهم لإخواني ليس هناك فرق ، ولم يشعروني بنقص أو أني معاقة أبداً , وزرعوا في داخلي الثقة بالنفس) ,

ومع مرور الأيام كبرت تلك الفتاة الصغيرة ، ومرت بمرحلة الطفولة التي تمتزج فيها الشقاوة بالبراءة , فلم تكن إيمان تعير إعاقتها أي اهتمام بل كما تقول أيمان ” لم أشعر بإعاقتي وكنت كغيري من الأطفال أتطلع إلى اللعب والمرح والمشاكسة مع أطفال الحارة ” ولكن تلك الطفلة الصغيرة أصبحت ناضجة تعي كل ما يدور حولها , وبدأت تطرح على نفسها عدد من التساؤلات؟؟ منها لماذا أنا مختلفة عن بقية الأطفال ؟ لماذا أنا فقط من لا استطيع أن أتحرك وأتنقل كبقية من حولي ؟ بل أنها وصلت إلى درجة الإحساس بنظرات الشفقة والعطف التي تراها في أعين الآخرين ,

كل ذلك خلق لديها عداوة وكره كما تصفه , وتحولت الإعاقة إلى عامل نفسي يلاحق إيمان أينما ذهبت ” بعد مرور سنوات من طفولتي بدأت أشعر بإعاقتي وأتحسس منها ، وكنت أكره نظرات الشفقة التي تصوب نحوي من قبل بعض الناس ، والعبارات الجارحة التي كانت تخرج من أفواههم … لهذا تعقدت وصرت انطوائية, وكنت أكره الناس “الطبيعيين” (غير ذوي الإعاقة)

دراسة إيمان وكراسيها المتحرك

المعاناة التي ترافق الأشخاص ذوي الإعاقة في بداية رحلتهم الدراسية أو مرحلتهم الجامعية مازالت هي المؤرقة لكل ذوو إعاقة ، فليس هناك إجراءات يتم العمل بها من أجل قبول الأشخاص ذوي الإعاقة بحسب إعاقاتهم إضافة إلى صعوبة الوصول إلى مرافق التعليم وعدم تهيئتها بما يتناسب مع إعاقتهم .

التحقت إيمان بالمدرسة وتصف إيمان هذه المرحلة والتي شغفت بها لحبها وإصرارها على الدراسة ” في البداية واجهت صعوبات وعراقيل لعدم توفر كراسي متحركة آنذاك باليمن عدا كراسي متحركة محلية من مركز الأطراف , وكان أهلي يحملوني للمدرسة كل يوم، وبعدها صرفوا لي كرسي متحرك مستخدم وبصعوبة من مركز الأطراف ، كنت أواجه دائماً في الطريق مشاكل بسبب أنه مستعمل ، رغم كل الصعوبات التي واجهتها فلم تقف حجر عثرة في طريق إصراري على إكمال الدراسة، واستخدمت عكاكيز وتدربت على المشي بها “

بإصراراها وحبها للدراسة والتعلم عُرفت بالطالبة المتميزة بذكائها وشاطرتها وتفوقها في الدراسة، ” أقنعتُ الجميع بأن إعاقتي لن تشكل عائقاً ولا يعني أننا لسنا أذكياء، اشتهرتُ في المدرسة من خلال إثبات وجودي بتفوقي في الدراسة ، ولا زال اسم (إيمان الرجامي) يتذكروه لغاية الآن في المدرسة” .

أيمان في كوكب جمعية المعاقين حركيا

التحقت أيمان بجمعية المعاقين حركيا وان كانت الآن لا تتذكر تاريخ انضمامها , لكنها مازلت تتذكر أنها ذهبت إلى عالم أحست فيه بالأمان وكانت بداية لإنطلاق إيمان نحو التميز والإبداع, فقد أكسبتها الجمعية الكثير من الإضافات وصقلت لديها العديد من المواهب أهمها موهبة التمثيل المسرحي , الذي خلد اسم “إيمان” لتكون أفضل ممثلة من ذوات الإعاقة, تقول إيمان” لن أنسى دور إخوتي الذين هم أكبر مني وفضلهم من بعد الله فقد أوصلوني إلى ما أنا فيه الآن .. ” سمع إخوتي عن جمعية اسمها جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً وطلبوا مني أن أسجل فيها .. فرفضت بشدة ، ولكنهم أصروا على أن ألتحق فيها وأقنعوني إذا لم تعجبني أتركها ، وعندها كنت صغيرة لا أتذكر في أي عام التحقت بها “

ذهبت إيمان والتحقت بجمعية ذوي الإعاقة الحركية لتكون أحد أعضائها, وتشهد حياتها تحول من نوع أخر وكأنها في كوكب من نفس فصيلتها التي تنتمى إليهم, وان كان هناك ثمة شي جعلها تشعر بالاستغراب والدهشة للوهلة الأولى، منذ أن وطأت عجلات كرسيها المتحرك فناء الجمعية ” كنت أنظر بدهشة واستغراب من وجود معاقين كثر ، وكنت أقول في نفسي لست أنا المعاقة الوحيدة ، بل هناك معاقين وإعاقتهم أشد مني “

إيمان تقهر أبو الفنون

أحبت إيمان الجمعية واندمجت مع المعاقين , وأثبتت وجودها فيها بشكل سريع ، ودخلت في عدة أنشطة منها (دورة الخياطة – دورة الآلة الكاتبة – دورة المسرح ).

وكغيرها من جمعيات ذوي الإعاقة ها هي تعد للاحتفال باليوم الوطني والذي يصادف التاسع من ديسمبر( يوم وطني كان يحتفل به في اليمن )

تتحدث إيمان عن تلك المناسبة ومن هنا كانت انطلاقتها المسرحية ” طلبوا مني أن أكتب مقالة لكي ينشروها في مجلة (الإرادة) , التي كانت تصدر سنوياً في اليوم الوطني للمعاق ، وكتبت مقالة بعنوان ( اشغل حيز من الفراغ ) كانت تحكي عن إثبات الوجود ، وشاركت في بطولة أول مسرحية لي اسمها ( لو كنتم بمكاني ماذا أنتم فاعلون؟) مع المخرج “حسن بخيت ” ، وهي كانت بداية انطلاقتي في مجال المسرح وشاركت بعدها في عدة مسرحيات داخلية ، ومسرحيات خارجية …أهمها:-

– مسرحية ما ذنبي أنا ، وأخذت جائزة أفضل ممثلة في عام 2008م/ قطر

– مسرحية عيال حارتنا ، حصلت جائزة أفضل ممثلة (دور ثاني) في عام 2011م/ الإمارات

– مسرحية حصاد الأرض ، حصلت جائزة أفضل ممثلة (دور ثاني) في عام 2013م/البحرين

تأثرت كثيراً بالأستاذ/علي الخيّاط – مخرج مسرحية (ما ذنبي أنا) وتعلمت منه الكثير ، فكان يجعلنا نخرج عن شخصياتنا تماماً ، ونعيش دور الشخصية التي نمثلها.

إيمان وظيفتي رسمت مستقبلي .

” أتذكر ذلك اليوم جيدا” تقول إيمان , وهو اليوم الذي ذهبت مع مجموعة من أعضاء الجمعية لغرض البحث عن تقديم وظائف لهم , وكان ذلك من صميم الأنشطة التي تقوم بها الجمعية بعد تأهيل وتدريب أعضائها المنتسبين إليها , بينما “إيمان” لم تكن تفكر على الإطلاق بالحصول على الوظيفة وإنما ذهبت معهم من اجل “التسلية وليس للبحث عن العمل”

تقول ” ذهبنا إلى وزارة الأشغال العامة والطرق .. وطلبوا منا أن يختبرونا في الطباعة على الكمبيوتر ، وأنا لا أعرف عن الكمبيوتر شيء ولأن لوحة مفاتيح الكمبيوتر مشابه للآلة الكاتبة بالضبط .. نجحت في الاختبار وقبلوني وأنا لا أريد وظيفة آنذاك لأني كنت لا زلت صغيرة وأدرس في صف ثالث إعدادي ، ولا أريد أن أترك الجمعية، ذهبت إلى البيت وأعطيت ورقة الموافقة بتوظيفي لأخي .. ففرح جداً واندهش لرؤية الموافقة ولم يتبقى سوى إجراءات بسيطة لاستكمال التوظيف , فتابع إجراءات استكمال التوظيف دون علمي .. وأعلموني باتصال من الجمعية بأنها انتهت إجراءات التوظيف وبعد جهد كبير من أهلي لإقناعي بأهمية الوظيفة للشخص غير المعاق فما بالك للشخص المعاق .. داومت من بداية عام 2000م ، في البداية لم أتأقلم ، كنت متساهلة وكثيرة الغياب ، وكان باص (حافلة) الجمعية يأتي إليّ من الساعة العاشرة صباحاً لكي أذهب إلى الجمعية ، كنت متعلقة بها جداً ، وزملائي بالعمل كانوا متعاونين معي وصبروا عليَ ، وظليت على هذا الحال إلى العام 2004م, وبعدها أكملت دراستي الثانوية وابتعدت عن الجمعية شيئاً فشيء، والآن أذهب إليها في المناسبات فقط “

الوظيفة هي بداية خروجي للمجتمع ككل ، وعرفت فعلاً بأن الإعاقة في العقل لا الجسد .. أثبت وجودي بعملي الرائع ، وذلك بقدراتي التي تخطيت بها كل الحدود ، ورسمت معالم مستقبلي المستقل الذي يكفيني السؤال ومد يدي لطلب المساعدة من أي أحد كان.

“يواجهون مشكلة مع إعاقتي ولست أنا”

تقول “إيمان” ” مواقف كثيرة حصلت بحياتي محزنة وسعيدة .. حصل لي موقف قريب جداً أغضبني ، كنت ذاهبة إلى أحد أماكن التسوق لشراء بعض الحاجيات .. أوقفت السيارة وكان هناك اُناس ينظرون إليّ بإعجاب .. فلما نزلت من السيارة ، نظراتهم تغيرت من نظرات أعجاب إلى استغراب كأني جئت من كوكب آخر ( معاقة وتسوق سيارة !!!) ؟ لا يود الجميع كسر نمط تفكيرهم الرجعي … فأنا لا أحتاج إلى شفقتهم ولا نظراتهم التي تعلوها الرحمة ، ولكنني أحتاج لإحترامهم .. فقد قاسيت كثيرا لأخرج من البيت وأفك قيد الخوف والانطواء, حتى أحس أني إنسانه كرامتها تفوق كل الأشياء .. ففي الحقيقة أنهم هم من يواجهون مشكلة مع إعاقتي ولست أنا.

رسالة إيمان لذوي الإعاقة

أتمنى من الجميع أن ينظرون إلينا كأشخاص وليس كمعاقين .. ينظرون بداخل كل منّا، وليس على مظهرنا, يتحدثون معنا ، يتواصلون مع أفكارنا وتجاربنا,

للمعاق الحق في المشاركة بجوانب الحياة المختلفة كـ (المدارس – أماكن العمل – السياسة –الخدمات … وغيرها ) ، والتمتع بجميع حقوقهم الإنسانية ، والعمل على ازالة جميع صعوباتهم ومعوقاتهم.

أمل .. من عدم المساواة والإقصاء
إلى الآفق الواسع من الطموح والنجاح.

أمل .. من عدم المساواة والإقصاءإلى الآفق الواسع من الطموح والنجاح.

قادرة بعزيمة لا تلين وإرادة صلبة ، تكاد تقهر الجبال , كسرت حواجز اليأس التي تقف أمام طموحها وعزيمتها النابع من إيمان قوي بما لديها من مواهب وإمكانيات رغم الإعاقة الحركية التي شخصت على أن إعاقتها شلل دماغي ولين في العظام , برغم كل الظروف التي واجهتها وخاصة ما فرضتة العادات والتقاليد المجتمعية ونظراتهم القاصرة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة ناهيكم أنها ايضا فتاة من ذوات الإعاقة . لكنها رسمت بريق أمل يضيئ لها طريق حياتها .

نستضيف اليوم وبكل فخر واعتزاز عبر صفحة المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة إحدى المثابرات من ذوات الفكر الطموح والعزيمة التي لا تلين ،

أنها أمل حسن الغويدي الحاصلة على بكالوريوس تقنية معلومات جامعة سكيم مانيبال الهندية اضافة الى دبلوم عالي تصميم شبكات معهد أبتك ودبلوم عالي هندسة شبكات معهد سيسكو ودبلوم عالي لغة انجليزية معهد يالي (التوفل) رخصة دولية في الترجمة من اليونسكو.

حكاية أمل

بدأت الحكاية بطفلة مطلبها الوحيد من هذه الحياة أن تعيش كبقية أقرانها , أتت أمل كأي مولود جديد يطل على الدنيا و لكن بسبب الضغوط النفسية و سوء التغذية عند والدتها ولتعسرها في الولادة وسوء تصرف الأطباء حدث للمولودة اختناق ، مما سبب لها شلل دماغي مع لين عظام

فكانت كصاعقة نزلت على أهلها بدل أن تكون فرحة كبيرة.

طفله لا تحرك يد ولا قدم ولا تأكل ولا يمكن حملها إلا فوق وسادة , ولكن أم أمل اتبعت إحساسها وصممت مع والدها على أن يجعلوا من طفلتهما شيء له وجود ، وكيان في المجتمع. هم لا يعرفوا لماذا هي هكذا ولا يعرفوا ما مقدار تلكم النتائج التي سيصلان إليها ، تخلل اليأس إلى نفسيهما وربما الإحباط شيئا فشيئاً , ولكن بقية تلكم الأحاسيس التي تنتاب الأم بأن هذة المولودة يجب أن يكون لها شأن عظيم . فكان أول قرار لهم اختيار اسما لها يمنحها القوة والتفاؤل والذي لطالما افخرت به العالم وهو “أمل” فبدأت والدتها الأمل باستخدام العلاج الطبيعي بشكل عشوائي في المنزل دون استشارة طبيب أو مختص، وبعد فترة تابع الأبوين علاج “أمل” في بعض العيادات ثم في كل المستشفيات الكبرى في السعودية و ركزوا عليها بتمارين العلاج الطبيعي يوميا وبدأت بالحبو وهي في السنة الثالثة من عمرها وبدأت تقف على قدميها في السنة التاسعة من عمرها ، فكان لتلك الإرداة التي تولدت لدى الأبوين دافعا نحو بصيص الأمل التي وصلت إلية طفلتهما ليكون هذا الانجاز الماثل أمامهم الآن , ليعلموها الثقة بالنفس مع الرجوع إلى الله في كل أمور حياتها وفي اتخاذ قراراتها, ووفروا لها بيئة طبيعية بين إخوتها , وكل من حولها فلم تشعر يوماً إنها مختلفة عنهم ،

وبدأت أول خطوة نحو المستقبل .

أمــــــــل … والمدرسة

وعندما بدأت سن الدراسة لم تقبل أي مدرسة حكومية “أمل” بسبب إعاقتها و خوفا من المسؤولية أو بحسب ظنهم أنها إعاقتها ستشكل خوفا لدي بقية الطالبات بسبب اختلافها ,لا تدري “أمل” ما المشكلة الحقيقية بالضبط. فكانت والدتها عند تقديم طلب تسجيلها في أي مدرسة تضعها في ساحة المدرسة ، وتدخل إلى الإدارة بمفردها بالملف حتى لا تسمع “أمل” أي كلمات جارحة وخشية أن يتسلل الحزن إلى نفس طفلتها أن رفضوا قبولها لديهم ولكن “أمل” كانت تشعر بذلك , وعند رفضهم للطفلة تعود الوالدة بها إلي المنزل وهي مبتسمة, تبكي من داخلها لسوء المعاملة فتسألها أمل متى سأبدأ الدراسة؟ فترد الأم إن شاء الله قريبا يأبنتي لأنها تعرف مدى شوق طفلتها للمدرسة والدراسة, ومن كثر شوقها للدراسة، بدأت تقراء و تكتب عربي وانجليزي وحدها ومع إخوتها , فكان كل من يراها يظن أنها في مدرسة خاصة أو أجنبية .

بصيص أمل…

في إحدى الأيام كانت أمل تتلقى العلاج في إحدى المستشفيات السعودية ، رأتها طبيبة أثناء تطبيق طلاب الامتياز وهي تكتب و تقرأ .. فسألت الطبيبة الأم: أين تدرس أمل ؟ فلما عرفت بأن أمل لا تدرس , قررت أن تدرسها في مدرسة خاصة على حسابها الخاص ودعمتها أيضا حتى أنهت مرحلة الإعدادية لأن أسرة “أمل” ذات دخل محدود. فكان ذلك بمثابة بصيص أمل وحلم، انبرئ جليا بمدى سعادتها وهي تضع قدميها ثقيلتا الحركة في اول سلالم الأمل المنشود ولتبدأ رحلتها منذ تلك اللحظة، مع كل الصعوبات التي واجهت “أمل” كادت أن تطير محلقة في بحر العلم الى درجة ان معلمتها حاولت وضع مقعد بجانبها لكثرة نشاطها الذهني و الحركي ومشاركتها وسعادتها, وبدأت مشوار حلمها الطويل مع مجريات التحديات التي لا تعلم “أمل” ما هي اجتهدت وثابرت وكانت دائما تحتل الترتيب الأول ، حتى أتممت المرحلة الثانوية في بلدها اليمن.

حلم أمل…

تحلم أمل أن تكون طبيبة ساعية من خلال ذلك الحلم الذي رسمته إلى مساعدة كل من يحتاج إليها وبخاصة الأطفال،

فعزمت على اجتياز كل الصعوبات والعقبات بقوة عزيمتها وتشجيعا من أبويها وأسرتها , ومع اجتياز المرحلة الثانوية بتفوق لا تعلم “أمل” أنها مع القدر من جديد في تحدى أخر , خيل لها أنها في مرحلة انضج من المراحل السابقة كونها ستكون بمعية صفوة المجتمع ونخبته وهم أساتذة الجامعات ولكنها كانت الصدمة التي فجأتها ووجدت سيناريو الرفض مرافقا لها فقد تم رفضها من كل الجامعات التي تقدمت اليها .. لماذا ؟ لأنها معاقة. وبعد بحث من قبل أخوة “امل” وجدوا لها جامعة تقبل بإعاقتها ولكنها جامعة خاصة فبرغم ظروفهم المادية الا انهم وجدوا في ذلك إسعاد لأختهم التي تمالكها الحزن ،وقد يتسلل اليأس إلى خلجاتها، وكانت بمثابة خطوة أعطتها الفرصة بعدما ضاع الأمل ولكن ظهرت لها مشكلة أخرى أنه ليس لديها المال الكافي حتى تلتحق بها .

كفاح أمــــــــل .. ودراستها الجامعية

نظرا لتكاليف الدراسة الباهظة في الجامعة الخاصة قررت أمل أن تخرج و تبحث عن مصدر دعم أو عمل، وهي خجولة جدا لأنها لم تطلب من احد غريب أي شيء من قبل, وسط رفض أهلها خروجها خوفا عليها من العالم الخارجي فصممت أمل وخرجت. وحصلت على مساعدة من أهل الخير و دعم من أختها ذات الراتب المحدود التي أصرت على مساعدتها والوقوف إلى جانبها , ودرست في كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية تخصص ترجمة لشغفها بتعلم هذة اللغة ، إضافة إلى أن الرسوم مناسبه لها مقارنة بغيره من التخصصات في تلك الفترة, وبعزيمتها المثابرة كانت تتربع على المرتبة الأولى على الدفعة , وأثناء دراستها ظلت تبحث عن عمل فعملت كإدارية في أحد المستشفيات كطباعة بشهادة الإعدادية حتى توفر مصاريفها الخاصة ,

وتقول أمل ” رغم تلك الصعوبات التي قررت من خلالها إثبات الذات أتذكر ان الله هيأ لي الكثير من الأسباب فكان زملائي متعاونين معي جدا, ولا انسى أبي كان وقتها يمتلك باص (حافلة) كانت وسيلة المواصلات المساعدة لي فكان يأخذني بين العمل والجامعة، واستغليت فترة مابعد العصر بتدريس مجموعة طلاب مادة الانجليزي , إضافة إلى ما كنت اشتغله من اعمال يدوية كتطرز بالخيط و بالخرز وتصنع إكسسوارات حتى أستطيع مجابهة تكاليف الدراسة , وتجمع قيمة جهاز كمبيوتر لطالما حلمت بأن أمتلكه ليكون لي عونا في دراستي ” .

عندما تتجدد الآمال …

بخطوات واثقة دوما كبرت “أمل” وكبر طموحها فحاولت ان تعمل بشهادتها الجامعية في الشركات الكبيرة أو الأجنبية

وبعض المنظمات فلم يقبل بها أحد منهم لانها معاقة فهم ينظرون إلى إعاقتها لا إلى ماتمتلكه من قدرات وبعد فترة من الحزن على وضعها نصحتها امرأة فرنسية بأن تدرس كمبيوتر مع الانجليزي لتحصل على عمل أفضل فقررت الدراسة في هذا المجال ولكن ظل المال هو العائق ؟

وحينها سمعت عن صندوق المعاقين الذي بفضله كما تقول “أمل” أنها أستطاعت أن تدرس بكالوريوس تقنية معلومات في جامعة هندية كان لها فرع باليمن واختباراتها عن بعد وكانت الأولى على الدفعة و أيضا درست دبلوم عالي تصميم شبكات ثلاث سنوات في معهد أبتك, فأحبت البرمجة مع ميولها إلى دراسة الشبكات وكون الطبيب نصحها بتخفيف الجلوس على الكمبيوتر أيضا درست بعدها هندسة شبكات CCNA في أكاديمية سيسكو حتى تأهل نفسها في هذا المجال و تتمنى أن تدرس CCNP بعد ذلك وان تعمل في هذا المجال, و حصلت على منحه من السفارة الأمريكية صدفه لتحضر التوفل في معهد يالي بعد أن تم رفضها من قبل نفس المعهد لكونها ذات إعاقة . كما حضرت بعض الدورات مثل: دورة البرمجة العصبية بما فيها من التنويم المغناطيسي والعلاج بالإحاء و تحليل خط اليد و حصلت على شهادة مدربة دولية في التنمية البشرية. ثم حصلت على رخصة رسمية لمزاولة مهنة الترجمة من منظمة اليونسكو لتستطع أن تعمل العمل الذي تطمح إليه .

طموحاتي

وقبل أن نختم مع “أمل” كان لزاما أن نتعرف على طموحاتها وأمالها التي مازالت ترنوا إليها بشغف بعد هذة الرحلة المفعمة بالعلم والمعرفة والسمو، فماذا تقول أمل ” مازلت أطمح أن أكمل دراستي العليا في مجال الشبكات أو إدارة الأعمال نظام MBA في الولايات المتحدة وان يكون لي مكانة مميزة في المجتمع وأتمنى أن أعيد ولو جزء من الجميل لوالدي الحبيبين وأسرتي وقت ضعفهم كما دعموني في وقت ضعفي وأكون داعمة أيضا لكل من يحتاج جلسات العلاج الطبيعي الذي انقطعت عنها منذ عودتي إلى اليمن لأنه هو علاجي الوحيد “

ونختم مع “أمل” بهذة العبارات التي لخصت رحلت أمل الغويدي الطويلة والتي وضعتها نصب عيناها فتقول :-

تعلمت من الحياة ” أن المجتمع لا يرى الإنسان قبل وصوله ولكن يراه بعد أن يكاد يصل”.

” سأظل أسير و أسير في هذا الطريق و نور الأمل هو الرفيق رغم إني لا ادري ما هي نهاية هذا الطريق إنما أرى بريق”.