المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

فتاه كفيفة تكسر الحواجز وتتحدى النظرة القاصرة ورغم تخوفها في البداية تفعلها .

يوم العصا البيضاء (فتيات تتحدى الخجل والنظرة الخاطئة)

يوم العصا البيضاء (فتيات تتحدى الخجل والنظرة الخاطئة)

خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD / محمد الشيباني

“منذ العام 2016 وأنا أستخدم العصا البيضاء رغم الاعتراض الشديد من المجتمع، وحملات المضايقة والتنمر التي واجهتها في الشارع من الذكور خصوصاً وذلك لأني امرأة ومازلت أواجه تلك المضايقات حتى اليوم”

عبير منصر (رئيس جمعية المكفوفين بعدن) تحكي لل-MCPD تجربتها مع العصا البيضاء والصعوبات والتنمر الذي تواجهه بسبب حملها لها، وتضيف: “قليل من النساء والفتيات الكفيفات الذي قررن المسير في نفس الطريق الذي سلكته، لكن الكثير منهن لم يتجرأن على حمل العصا البيضاء واستخدامها بسبب قلة ثقتهن بأنفسهن والخوف من نظرة المجتمع الخاطئة، أو بسبب معارضة بعض الأسر والضغوط لمنعهن من استخدام العصا البيضاء، ناهيك عن معارضة بعض الكفيفات أصلاً لحمل واستخدام العصا البيضاء”

هذا وقد احتفل المكفوفون حول العالم أمس الأول باليوم العالمي للعصا البيضاء الذي صادف يوم الجمعة 15 أكتوبر تشرين الأول وهو اليوم الذي حدده الاتحاد العالمي للمكفوفين WBU يوماً عالمياً للعصا البيضاء بناءاً على توصية من هيئة الأمم المتحدة عام 1970م، ليحتفل فيه المكفوفون ومنظماتهم بحق الكفيف في التنقل والحركة بحرية واستقلال، وتسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام والمجتمع على قضايا المكفوفين المختلفة.

لماذا لا تستخدم الكفيفات في اليمن العصا البيضاء؟!!!

قضية حمل الفتيات والنساء الكفيفات للعصا البيضاء واستخدامها من القضايا التي تحضر وبقوة في اليوم العالمي للعصا البيضاء وخصوصاً في الدول العربية ومنها اليمن مع التفاوت بين دولة وأخرى،، لكن الكفيفات في اليمن أقل استخداماً لها من المكفوفين بشكل ملحوظ والأسباب متعددة:تقول –نوال عقلان (كفيفة من عدن): “الأمر يبدو صعباً للغاية، والمرأة الكفيفة غالباً تخرج مع مرافق وتندر حاجتها للعصا البيضاء، وعني شخصياً لا أفكر باستعمالها حتى ولو بعد حين” وتتساءل نوال: “إذا كان الأولاد المكفوفين يبحثون عن مرافق حتى في ظل استخدامهم للعصا البيضاء فما جدواها وما بالكم بالفتيات؟” من جهتها تطرح –نسيم شهاب (كفيفة من عدن) بعض مخاوف المجتمع المحافظ فتقول: “أنا أستخدم العصا البيضاء في المعهد وفي أحيان أخرى وسبب قلة استخدامي لها هو خوفي من الاصتدام بالرجال”

بين التأييد والمعارضة حقوق ضائعة.

في ظل استمرار النقاش حول إمكانية استخدام الكفيفات للعصا البيضاء بين التأييد والحماس من جهة والمعارضة من جهة أخرى بسبب الخجل أو نظرة المجتمع أو الضغوط المختلفة التي يتعرضن لها النساء الكفيفات جراء استخدامهن للعصا البيضاء فإن هناك من تتمنى أن تتطور نظرة المجتمع وتكون إيجابية ومحفزة حتى تتمكن من استخدام العصا البيضاء لأنها حاجة وضرورة قبل أن تكون رمز وهوية للمكفوفين والكفيفات على حد سواء، تقول –أروى الربع (طالبة جامعية كفيفة من صنعاء): “كنت أتمنى كثيراً أن أعتمد على نفسي في التنقل برفقة العصا البيضاء بيد أن هناك حواجز كثيرة حالت بيني وبين تلك الأمنية وأضطر أن أتنقل بمفردي ودون عصا من وإلى الجامعة وأواجه صعوبات كثيرة”

وحول التوعية والتهيئة النفسية للكفيفات بأهمية استخدام العصا البيضاء وتوعية المجتمع لتقبل الفكرة والدور الذي قامت به مؤسسات المكفوفين وصندوق المعاقين تشير –أروى، إلى رفض صندوق المعاقين صرف العصا البيضاء للنساء الكفيفات على غرار صرفه ذات الوسيلة للمكفوفين الذكور بحجة العادات والتقاليد على حد قولها. وسألنا في ال- mcpd الدكتور علي مغلي (المدير التنفيذي لصندوق المعاقين) عن سبب امتناع الصندوق عن صرف العصا البيضاء للنساء والفتيات الكفيفات فأجاب بقوله: “إن الصندوق يصرف بناءاً على طلب المستفيدين أنفسهم” مضيفاً: “إن المرأة بطبيعة مجتمعنا لا تخرج إلا مع مرافق ومن الصعب صرف مادة باهظة الثمن لشخص لن يستعملها على الإطلاق”

وقد علم ال-mcpd من مصادر مطلعة إن الطالبات الكفيفات في الجامعة قد رفعن بحاجتهن للعصا البيضاء ضمن الاحتياجات التعليمية الذي قام صندوق المعاقين بصرفها للطالبات والطلاب المكفوفين مطلع العام الجاري غير أن موظفين في صندوق المعاقين قاموا باستبعاد العصا البيضاء من مجموع الوسائل التي تم صرفها للطالبات الكفيفات بينما تم صرفها للطلاب المكفوفين.وهكذا فإن ثقافة العيب والنظرة القاصرة لحق الكفيفات في استخدام العصا البيضاء لم تكن أكبر من حاجة بعضهن لاستخدامها فاستخدمنها بكل ثقة.

وفي المقابل لم تستطع أولئك المتحمسات لحق الكفيفات في التنقل بحرية واستقلال أن يفرضن ثقافة العصا البيضاء بين قريناتهن الكفيفات ما لم تتظافر جهود مؤسسات ذوي الإعاقة مع صندوق المعاقين ووسائل الإعلام للتوعية وغرس اتجاهات إيجابية ومشجعة للكفيفات حتى يستخدمن العصا البيضاء مثلهن مثل المكفوفين تمامً.