المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

ضرار قصة إصرار .. تتغلب على أضرار حربا أخذت نصف جسده .

ضرار  قصة إصرار ..  تتغلب على أضرار حربا أخذت نصف جسده .

خاص : علاء الشلالي /

تسببت الحرب التي تدخل عامها السابع في اليمن بإعاقات مفزعة لأعداد مهولة من اليمنيين الذين انقلبت حياة البعض منهم رأسا علي عقب ليعيشوا المعاناة والتعب، ورغم ذلك واجه الأشخاص ذوي الإعاقة مختلف الصعاب والمنغصات غير أبهين بها، ضرار الشرجبي واحد من أولئك الذين لم يسمحوا أن تكون الإعاقة عائقا أمام أحلامهم وطموحاتهم . فما الذي فعله ضرار؟

طلق ناري أصابه بشلل نصفي .

ينتمي ضرار لمحافظة تعز اليمنية ويبلغ من العمر 30 عاماً، بعد أن أكمل تعليمه الجامعي في تخصص الهندسة الصناعية ونظم المعلومات عام 2002، في مساء الثاني من أكتوبر 2016 كان ضرار عائدا برفقة زميله من احدى المعاهد القريبة من مدرسة زيد الموشكي بمدينة تعز عند رجوعه للمنزل الذي يقطنه تعرض لإصابة بطلق ناري إخترق جسده ، ولا يدري من أين مصدره . أسعف ضرار حينها للمستشفى ، لكن الأطباء لم يفلحوا منع الرصاصة من التسبب له بشلل نصفي سفلي ،
بعد أن تداعى أصدقائه وأقاربه وآخرين كانوا يعرفونه لمواساته وتخفيف ما أصابه، تمكن ضرار السفر خارج اليمن وتحديدا إلى الهند، وفيها أجريت له عملية تثبيت للعمود الفقري، تحسنت حالة ضرار الصحية لكن إعاقته ظلت ملازمة له حتى عودته من الهند إلى تعز .

طموح ضرار

كان الصبر والكفاح عنوان ضرار الشرجبي خلال السنوات الخمس من إصابته إلي وقتنا الحالي، وفيها لم يفقد ضرار الأمل بالله ، وفيها كان ضرار حريصا على ممارسة حياته وأن ينطلق فيها، فعمل على مواصلة دراسته الجامعية ،واستأجر منزل دور أرضي متواضع في مدينة تعز.
إشترى ضرار كرسي متحرك كهربائي،ساعده على تذلل الكثير من الصعاب، فأصبح يستطيع الخروج لشراء احتياجاته من السوق، وخدمة نفسه بنفسه.

لكن ذلك لم يكن طموح ضرار، فأتجه لتعلم مهنة تؤمن له لقمة العيش وتكون مصدر رزقه، حينها تعلم ضرار تركيب العطور وتحضير البخور وبيعها ،يقول ضرار لـ”المركز الإعلامي للاشخاص ذوي الاعاقة”:« صحيح ان تحضير وبيع العطور ليست بمهنة تدر دخل مالي كبير، لكنها تؤمن لقمة العيش وهو الأهم ازاء مانعيشه من احداث ».

تزداد حالة ضرار النفسية صلابة يوما بعد أخر، ولاينكر أنه يرغب في المشي على قدميه، لكنه مسلم لقدر الله.
يكره ضرار الحرب، ويوجه رسالته عبر”المركز الإعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة” قائلاً: «يجب فوراً أن تأمروا بوقف الحرب، وتضعوا أسلحتكم جانبا وأن تتذكروا بأن كل شي زائل فلسنا مخلدون في الأرض فالمللك لله وحدة فبسببكم تيتم الأطفال وتدمر المنازل وترمل النساء ويفقد الكثيرون صحتهم .

وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن تبلغ حوالي 15 % من عدد السكان البالغ نحو 24 مليون نسمة بحسب آخر تعداد سكاني في العام 2004،كما تُعد اليمن من أبرز الدول العربية الموقعة على “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”،ولديها قوانين تهدف إلى حماية الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن تلك القوانين لم تطبق خلال فترة الحرب الجارية، بل أن الإنتهاكات الممارسة بحق الأشخاص ذوي الإعاقة تزداد يوماً بعد أخر، بحسب مراقبين، تحدثوا لـ” MCPD”.

التوحديون في اليمن (فئة حاضرة واهتمام مفقود).

التوحديون في اليمن (فئة حاضرة واهتمام مفقود).

خاص : ابراهيم محمد المنيفي /

عتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والستين المنعقدة عام 2007 القرار 139 الذي قضى باعتماد الثاني من نيسان إبريل يوماً عالمياً للتوعية باضطراب طيف التوحد ليحتفل به العالم من كل عام.

واليوم يسرنا في ال MCBD أن نستضيف الأستاذة – أحلام محمد الرياشي، المدير التنفيذي للمؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد.

يعرف المختصون الطفل التوحدي بأنه: ذلك الطفل الذي يعاني من اضطراب نماءي عصبي يظهر بشكل واضح بقصور في التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى سلوكيات وأنشطة تتصف بالمحدودية والنمطية والتكرار تظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل وتؤثر على جوانب النمو المختلفة لدى الطفل والسؤال الذي يطرح نفسه في البداية

ما حجم انتشار اضطراب طيف التوحد بين الأطفال في اليمن؟

الحقيقة أنه لا توجد أي إحصائيات رسمية أو غير رسمية، لكننا نعتمد على إحصائيات تقريبية تعتمدها دول ومنظمات عالمية حيث يعتقد أنه من بين كل 160 طفل يوجد طفل توحدي على الأقل، وفي اليمن أعتقد أن النسبة ستكون أكثر بطبيعة الحال باعتبار اليمن واحدة من الدول النامية أو مما يسمى بدول العالم الثالث.

في ظل ما تشهده اليمن من أوضاع وأزمات ماهي أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال ذوي اضطراب التوحد برأيك؟

للأسف الشديد أثرت الحرب على الجميع لكن التأثير كان أكثر على ذوي الإعاقة وعلى وجه الخصوص ذوي التوحد حيث توقف صندوق رعاية وتأهيل المعاقين عن مدنا بأي ميزانية منذ عام 2017 مما أثر على مجمل خدماتنا علاوة على ذلك فمعظم ذوي الإعاقة كما يعرف الجميع يأتون من أسر فقيرة ومعدمة لا تسطيع أن تشاركنا كمراكز ومؤسسات في التغلب على هذه المشكلة وهذا أدى إلى انقطاع الكثير من الأطفال عن الجلسات العلاجية والتدريبية مما عرضهم لانتكاسات كبيرة.

قبل التوقف هل كانت الميزانية التي يقدمها الصندوق كافية لكم باعتباركم أول مؤسسة في مجال تدريب وتأهيل ذوي اضطراب التوحد في اليمن ولا سيما إن طبيعة البرامج العلاجية والتدريبية تعتمد في الكثير على الجلسات الفردية مع كل طالب على حدة؟

كان صندوق رعاية وتأهيل المعاقين يحيل إلينا الأطفال ويتبنى 20% من إجمالي التكاليف، ولكن كان الدور الذي يقوم به الصندوق مهم وساعدنا بشكل كبير حيث كنا نستطيع جلب الأطفال من منازلهم بتوفير المواصلات وكان الأطفال التوحديون يتلقون الخدمة مجاناً بشكل كامل.

ما سبب التوقف برأيك هل مؤسستكم معتمدة؟

نعم المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد أنشأت في العام 2005 وأعتمدت في 2006 وهي المؤسسة الأولى في اليمن في مجال اهتمامها ولنا فروع في بعض المحافظات، لكن التوقف قد تكون له أسبابه فالحرب وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وقلة الإيرادات قد تكون هي أبرز الأسباب، والتوقف لم نعاني منه وحدنا فقط بل هناك مراكز أخرى تعنى بذوي اضطراب التوحد أغلقت تماما

كيف تعملون في مثل هكذا وضع وكيف تقدمون خدماتكم للأطفال التوحديين؟

نحن نعمل بجهود دأوبة وأود عبر ال- MCBD أن أتوجه لبعض التجار والشركات والبيوت التجارية التي وقفت ولا تزال بجزيل الشكر والامتنان.

هل هناك مشاكل أخرى؟

نعم هناك مشاكل كثيرة لكن معظم المشاكل فرضتها الأوضاع القائمة فنحن الآن فقط نقدم الخدمات للأطفال التوحديين لكننا توقفنا عن تقديم الخدمات لفئة الشباب.

لماذا؟

لأن الشباب لا تقتصر الخدمات التي يجب تقديمها لهم على الجانب الأكاديمي بل هناك خدمات مهنية ورياضية وغيرها ليست لدينا الإمكانيات لتقديمها في الوقت الحالي.

كيف تقيم الأستاذة أحلام دور الحكومة ومنظمات المجتمع المدني تجاه ذوي اضطراب التوحد أفراد ومؤسسات؟

للأسف الدور الحكومي مفقود والدور الوحيد للحكومة كان عبر صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ولكنه رفع يده عن الأطفال ذوي اضطراب التوحد، ودور المنظمات ضعيف جداً لا يكاد يذكر اللهم فقط ما قامت به بعض المنظمات من عمل للمساحات الآمنة بشكل محدود وحتى هذه للأسف توقفت بسبب جائحة كورونا العام الماضي.

ماذا عن التشخيص والعلاج للأطفال ذوي اضطراب التوحد هل توجد مقاييس مقننة محلياً وبرامج تراعي البيئة اليمنية للأطفال ذوي اضطراب التوحد؟

لا يوجد لكننا نستخدم آخر الإصدارات المعتمدة عالمياً في هذا المجال وأثبتت فاعلية كبيرة مع أبنائنا الأطفال.

بعد التدريب والتأهيل ماذا عن حق الأطفال ذوي اضطراب التوحد في التعليم؟

نعاني من مشاكل كبيرة عندما نريد دمج أبنائنا الأطفال ذوي اضطراب التوحد بعد تأهيلهم فالمجتمع لا يتقبلهم والمدارس إما غير مؤهلة للدمج أو ترفض الأطفال ذوي اضطراب التوحد بسبب الوعي القاصر والنظرة الخاطئة تجاه التوحد أو خوف المدارس من رفض أولياء الأمور لبقاء أبنائهم مع أطفال مختلفين عنهم.

تحدثتي عن رفض بعض المدارس تدريس الأطفال ذوي اضطراب التوحد فهل تخاطبتم مع وزارة التربية والتعليم؟

نعم: تخاطبنا مع وزارة التربية والتعليم ورفعنا مذكرة بهذا الخصوص للمعنيين لكننا لم نجد حلول فعلية تنتصف لأبنائنا الطلاب ذوي اضطراب التوحد.

التعليم حق من الحقوق المك فولة دستوراً وقانوناً وحسب المواثيق الدولية التي أقرتها اليمن وصادقت عليها وحرمان الأطفال ذوي اضطراب التوحد انتهاك يقودني لأسألك عن الانتهاكات التي تتعرض لها هذه الفئة ماذا عن رصدها وتوثيقها هل لكم دور في ذلك؟

نعم لقد كنت أعتقد كما يعتقد الكثير إن هذه الفئة خط أحمر ولا يمكن أن تتعرض للإعتداء من أي أحد لكننا تفاجأنا عندما قربنا من الأطفال أكثر بأن هناك أطفال من ذوي اضطراب التوحد يعانون من حالات نفسية بسبب ما تعرضوا له من اعتداء ومعاملة قاسية، بل وجدنا أطفال تعرضوا للاغتصاب من قبل أقرب الناس وممن يفترض عليهم حمايتهم كحارس في العمارة أو أحد المحارم من داخل الأسرة للأسف.

كيف تتعاملون مع هكذا حالات وكيف تتبنوها مع الجهات المختصة قانونياً؟

أولاً أود أن ألفت نظرك للحساسية الكبيرة التي تكتنف الأمر والتحفظ والتكتم الشديد من قبل الأسر على مواضيع الانتهاكات بشكل عام فالأسر التي تعرض أطفالها للانتهاكات وتبدأ تعرف بأننا بدأنا في التعرف على ما تعرض له ابنهم تبدأ بسحبه منا تدريجياً، وكل القضايا التي إطلعنا عليها رفضت الأسر التعامل معنا أو تم حلها عبر القضاء بين أولياء أمور الأطفال والجناة دون تدخل للمؤسسة أو أي جهة حقوقية.

أخيراً ماهي الرسائل التي تريدون التعبير عنها في اليوم العالمي للتوحد ولمن توجهونها؟

نتمنى أن يكون اليوم العالمي للتوحد فرصة لإذكاء الوعي بقضايا ذوي اضطراب التوحد فمشكلتنا بالدرجة الأولى ناجمة عن قلة الوعي سواءاً لدى معظم الأسر التي مازالت تخجل وتحاول إخفاء أطفالها ذوي اضطراب التوحد، أو لدى الجهات الحكومية والأهلية التي لم تدرك طبيعة الأدوار التي يجب أن تطلع بها تجاه هذه الشريحة المهمة من المجتمع، وبالمناسبة أتمنى من وسائل الإعلام المختلفة بذل المزيد من الجهود والاهتمام بشكل أكبر بنشر التوعية والتصورات الإيجابية عن هذه الفئة من المجتمع فهؤلاء الأطفال أبناء المجتمع كل المجتمع وجميعنا معنيون بهم.

في ختام هذه المقابلة باسمي وباسم الزملاء في المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCBD نعبر عن تهنئتنا الكبيرة للأطفال ذوي اضطراب التوحد ونتمنى لهم مزيد من الرعاية والاهتمام، كما نتقدم بجزيل الشكر للأستاذة – أحلام الرياشي، على المعلومات والطرح الذي تفضلت به أثناء المقابلة.

مركز النور للمكفوفين بصنعاء يحتفي بتخرج دفعة الابداع والصمود.

مركز النور للمكفوفين بصنعاء يحتفي بتخرج دفعة الابداع والصمود.

خاص /

نظم مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين بصنعاء صباح اليوم الإثنين حفل تخرج لثلاثة وعشرين طالباً من طلابه في المرحلتين الأساسية والثانوية تحت شعار (الابداع والصمود) ، حيث تم زفاف أحد عشر خريجاً سيتخرجون من الصف التاسع إلى مدارس الدمج (المدارس العامة) وإثنا عشر خريجاً من الصف الثالث الثانوي من طلاب المركز في السكن الداخلي المدموجين في المدارس العامة. شهد الحفل حضوراً واسعاً من المسؤولين وقيادات من مؤسسات المجتمع المدني وأولياء الأمور.

وفي الحفل تحدث حسن إسماعيل مدير مركز النور للمكفوفين عن الفعاليات والأنشطة التي يقيمها المركز إضافة إلى الدور المنوط به في التعليم والتأهيل، كما استعرض إسماعيل بعض الصعوبات التي واجهت المركز خلال الفترة الماضية مثمناً تفاعل الداعمين والرعاة مع المركز وتفاعل المسؤولين كلاً فيما يخصه حسب تعبيره.

من جهتهم عبر الخريجون في كلمتهم التي ألقاها الخريج عبد الرحمن الجمال، عن فرحتهم بتتويج إثنا عشر عام بفرحة تخرج حضرها المسؤولون وأولياء الأمور، كما تحدث الجمال عن الخدمات والخبرات التي استفادوها من المركز داعياً زملائه الطلاب لاستغلال فرصة وجودهم في المركز للتعليم والاستفادة من كل الأوقات. وفي ختام الحفل قامت إدارة مركز النور بتكريم الجهات الداعمة والتي انظم ممثلوها مع المسؤولين وكبار الضيوف إلى المنصة لتكريم الخريجين والمبرزين في الأنشطة لعام 2020-2021م .

(الحلقة الحادي والعشرين) مسلسل بديع وأمل

الزواج من الأشخاص ذوي الاعاقة محصور بين العادات والتقاليد

اليمن ..كيف تقاوم “أمهات المعاقين ذهنياً” المصاعب في زمن «الحرب» ؟

اليمن ..كيف تقاوم “أمهات المعاقين ذهنياً” المصاعب في زمن «الحرب» ؟

خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCBD)

ضاعفت الحرب التي ما تزال مشتعلة في اليمن من معاناة أمهات المعاقين اللاتي يشكون من عدم حصولهن على ابسط الحقوق المكفولة لهن ولأبنائهن بموجب القوانين اليمنية ، ورغم ذلك فإن أمهات الأشخاص الذين تعرضوا لمختلف أنواع الإعاقات، مازلن يكافحن، وما يزال لديهن الحافز والدافع للعطاء والاطلاع والتعرف على الإعاقات بأشكالها، والطرق المثلى في التعامل معها ، بل أن بعضهن قد تعدى دورهن من داخل محيط الأسرة لينتقل إلى المجتمع بشكل عام ، لأنهن كما تحدثن لـ” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة “،يشعرن بالمسؤولية الاجتماعية التي جعلت منهن فاعلات ومؤثرات فيه، وقد أصبح بعضهن منخرطات في الجمعيات والنقابات والمراكز المعنية بشؤون ذوي الإعاقة، بهدف إعادة تأهيل أبنائهن المعاقين، وتعليمهم خطوات ممارسة الحياة بصورة طبيعية تسهل لهم الاندماج مع الآخرين، وتجعلهم متقبلين لواقعهم والتكيف معه، إضافة إلى تقديم يد العون من إرشادات ونصائح ونقل تجاربهن إلى غيرهن للتخفيف من وطأة صدمة تقبل وجود معاق في البيت.

صراع من أجل التقبُل

أشواق أحمد ،أم لثلاثة أطفال معاقين تعيش معهم في العاصمة صنعاء ،حينما وضعت أشواق طفلتها الثانية “إيمان”،لم تكن تدري،أنها مصابة بإعاقة ذهنية وبطء في التعلم, وحينما وضعت طفلها الثالث”عمر” تفاجأت أنه يحمل نفس إعاقة شقيقته الأولى.لم يستدل الأطباء على إعاقات الطفلين في بداية الأمر،إذ أن الطفل”عمر”كان يمر بحقل من التجارب لتشخيصه، وكان جواب الأطباء إن “عمر” مصاب بمرض غير وراثي، حيث أن شقيقتهم الكبرى سارة تعاني من نفس الحالة، فتأكد الأطباء بأن المرض وراثي مائة بالمائة.

تحكي أشواق لـ “المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة “،كيف تصارع الزمن من أجل بقاء أطفالها المعاقين على قيد الحياة،فبدلاً من مكوثها لسنوات في منزلها دون مهنة تفيها المتطلبات المالية لها ولعائلتها،أصبحت في زمن الحرب تعمل كـُمدرسة في جمعية خاصة معنية بذوي الإعاقة في صنعاء.

“تعلمت التعامل مع إعاقات أولادي المختلفة والذين غيروا من حياتي وجعلوا مني أما وفردا فعّالا في المجتمع. فقد اكتسبت خبرة من قراءة الكتب ومتابعة كل الندوات الخاصة بإعاقتهم، أرشدتني لطرق التعامل مع أولادي وكيفية إظهارهم واختلاطهم بالمجتمع، ما جعلني بعد ذلك متطوعة في العمل الخيري، فأصبحت ألقي محاضرات لأولياء أمور المعاقين عن كيفية تقبل الصدمة والتعامل معها. والعمل في مراكز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم وتدريبهم على خوض الحياة دون خوف أو انعزال”.

وتضيف أشواق في حديثها لـ”المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”،”اكتسبت هذه الخبرة الذاتية من إعاقة أطفالي الثلاثة عندما دخلت طفلتي الروضة “.

تحدٍ للمعاناة

وفي قصة أخرى مشابهة، لسامية حمود التي كانت تعمل خياطة ،تحكي قصتها مع نجلها يوسف عبدالوهاب،وطريقة تجاوزها مشكلات الحرب في وطنها ،قائلة لـ” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة” “اكتشفت إعاقة ابني الذهنية بعد ولادته بأربعة أشهر عندما ارتفعت حرارته، وفاجأتني الطبيبة التي قامت بفحصه بأنه مولود «ناقص أوكسجين» الأمر الذي سبب له إعاقة ذهنية ، حينها نصحتني بالتوجه إلى الطب التطوري لمتابعة طريقة علاجه، ومن هنا بدأت دائرة البحث مع الطب التطوري للتخفيف من حالته”.

وتؤكد سامية على مدى احتضانها لابنها على مدار 7 سنوات السابقة من متابعة حالته مع الأطباء والبحث عن المدارس المتخصصة، وقد زادت معاناتها خلال زمن الحرب الحالية،بسبب ارتفاع أجور المواصلات الناتجة عن الأزمات المستمرة لإنعدام البترول .

تشير سامية إلى تحسن ملحوظ في حالة نجلها من خلال تنويرها بالقراءة حول الإعاقات المختلفة والبحث عن كيفية التعامل معها بالشكل السليم، وطريقة دمج هذه الفئة مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة في المجتمع.

خلال ترددها على إحدى الجمعيات الخاصة المعنية بذوي الإعاقة في صنعاء لإعادة تأهيل نجلها ،كانت سامية تلامس معاناة أقرانها من الأمهات اللواتي يبحثن عن حلول تساعد أبنائهن المعاقين لتجاوز صعوبات العيش بشكل طبيعي في زمن الحرب.

عرضت سامية على إدارة الجمعية التي يستفيد من خدماتها نجلها ذي الإعاقة ،بأن تتطوع للعمل فيها،وهو الأمر الذي تحقق بعد أن أمضت عامين كاملين للعمل بشكل طوعي، وهو ذات الأمر الذي شجع إدارة الجمعية لتوقيع عقد عمل رسمي معها.

تقول سامية “فخورة بما ننجزه في جمعيتنا التي تخدم أهم شريحة في المجتمع”،وتمضي سامية القول”خصصت جمعيتنا برامج تدريب صيفية وربيعية ميدانية لمساعدة ذي الإعاقة في الاعتماد على نفسه ولتعليمه كيفية التعامل مع الناس بالاحتكاك بهم بشكل عملي”

كان تحسن وتطور يوسف المعاق نجل سامية، دافعاً للأخيرة مواصلة جهودها لخدمة ذوي الإعاقة.القائمات على إدارة مراكز وجمعيات المعاقين ذهنياً من جانبهن،يرجعن معظم المشاكل والعراقيل التي تواجههن إلى الحرب التي ماتزال تدور رحاها في اليمن.

وتقول أحلام السروري مديرة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة العاصمة،أن «الحرب سبب في انحصار وتقلص مايقدمة المركز من خدمات تعليمية متمثلة في قسم التدخل المبكر والمدرسة من حيث نقص المستلزمات والأدوات والوسائل التعليمية التي تناسب شريحة المعاق ذهنيا وكذلك مايختص بقسم الأشغال اليدوية والمهنية بحيث لم يعد باستطاعة المركز تقديم الخدمات المطلوبة وكذلك الخدمات الترفيهية والرحلات وإقامة الاحتفالات السنوية».

تحرص إدارة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة العاصمة،أن تستمر العملية التعليمية للمعاقين ذهنياً،بحسب حديث السروي لـ”المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”خصوصا والمركز جمعية خيرية يدعمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين فقط وليس لها أي دخل من أي جهة أخرى».

وعن ذات المشكلة تشير نجاة سلام الإدارية في الإدارة التعليمية ، والمختصة في التربية الخاصة والتنظيم والتدريب في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، بأن الصندوق قبل الحرب، كان يقدم الكثير من الخدمات الصحية المتمثلة في صرف الأدوية والعمليات وشفط سوائل وتركيب الأجهزة التعويضية والخدمات التعليمية كدعم مؤسسي ودعم فردي لرسوم الدراسة للطالب المستفيد من الصندوق.

وتقول سلام لـ”المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”،«بعد الحرب،والحصار تقلصت كل الخدمات بحسب شُح الإمكانيات المتاحة للصندوق».