المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

تفاصيل جديدة عن دعس رأس مواطن في إب.. والمركز الإعلامي يرفض حشر ذوي الإعاقة في القضية.

تفاصيل جديدة عن دعس رأس مواطن في إب.. والمركز الإعلامي يرفض حشر ذوي الإعاقة في القضية.

تابعنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD باهتمام ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات المحلية والعربية خلال اليومين الماضيين بخصوص الصورة التي أثارت الشارع اليمني ويظهر فيها أحد المتنفذين يدعس على رأس مواطن في محافظة إب وسط اليمن.

وعلى مدار ال48 ساعة الماضية تلقينا سيل من الأسئلة والرسائل عن حقيقة الأمر وموقف المركز مما جرى خصوصاً مع ظهور بيانات تدعي أن المجني عليه من ذوي الإعاقة، وتقديراً منا لثقتكم الكبيرة بمهنية ومسؤولية المركز الإعلامي لذوي الإعاقة فقد حرصنا على التريث وعدم الاستعجال في النشر والتهويل انطلاقاً من مبادئنا التحريرية الثابتة التي تغلب مصلحة ذوي الإعاقة وتحمي الشهود وتتحرى من صحة ودقة المعلومات من مختلف المصادر ولا تُقدم السبق الصحفي على حساب الحقيقة وشرف المهنة، وقد تواصلنا في المركز بمصادر حقوقية وأمنية وشهود عيان ومسؤولين في محافظة إب للوقوف على حقيقة الأمر كما هو، وبناءً عليه نؤكد على التالي:

أولاً: ندين ونستنكر ما أقدم عليه المدعو أحمد محمد حيدر، المُكنى بالبرادعي، من انتهاك لكرامة مواطن يعاني من حالة نفسية ونوبات صرع، ونعتبر ما قام به فعلاً همجي وغير إنساني وعليه تحمل تبيعاته الأخلاقية والقانونية كاملة.

ثانياً: نؤكد على تضامننا التام مع المجني عليه المواطن محمد عبده علي، ونعبر عن تعاطفنا مع حالته الصحية وحقه في تلقي العلاج من الدولة والمنظمات العاملة في هذا الميدان.

ثالثاً: لقد حصلنا على صورة من الأشعة المقطعية وإفادات متطابقة تثبت بأن المجني عليه لا يعاني من أي إعاقة، وفي هذا الصدد نعبر عن أسفنا لتسرع بعض النشطاء بإصدار بيانات مضللة تدعي أن المجني عليه من ذوي الإعاقة، ونعبر عن رفضنا الشديد لاستغلال عاطفة المجتمع بشكل خاطئ، ونعتقد أن التمترس وراء الإعاقة لتهييج المجتمع يضر بقضايا ذوي الإعاقة على المدى البعيد، وندعو من أصدروا بعض البيانات والمناشدات باسم ذوي الإعاقة أن يتحلوا بالمسؤولية والمهنية للاعتذار عما أقدموا عليه، وما جرى بحق المواطن ذوي الاضطراب النفسي فعل مرفوض لا يحتاج لنضفي عليه الدراما والمزايدات.

رابعاً : نشيد بالدور المسؤول والفعال لبعض النشطاء الإعلاميين والحقوقيين في محافظة إب الذين قاموا بتبني حالة المواطن محمد عبده وإيصاله للمستشفى وقاموا بإحضار المدعو البرادعي للقسم الذي سلم نفسه طواعية، وفي المقابل نرفض بأشد العبارات الاستغلال لاسم ذوي الإعاقة وحشرهم في قضية لا علاقة لهم بها فضلاً عن استغلال القضية من بعض القنوات وتسيسها بشكل يدعو للاستغراب، وفي الوقت الذي يلعب نشطاء التواصل الاجتماعي دور إيجابي وضاغط للانتصار لبعض القضايا المحقة فإنه من غير المقبول استغلال ذلك الدور للضغط على الجهات الأمنية لاستغلال الحادثة وتصفية حسابات مع المدعو البرادعي لا علاقة لها بقضية المجني عليه خصوصاً مع شغل البرادعي في ضرائب سوق الظهار وتعسفه لبعض الباعة بحسب تعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي وتطابق شهادات الشهود في قسم أمن الظهار بأن المواطن محمد عبده يعاني من حالة نفسية وصرع وأنه يترجى الناس دائماً أن يدعسوا على رأسه حتى يزول الألم وهو ذات الأمر الذي أكده شقيقه في شهادته لدى القسم، وهذا ليس تبييض للفعل المرفوض الذي قام به البرادعي لكن المهنية تتطلب أن نضع الرأي العام في الصورة الحقيقية لما حدث بالضبط.

ونرجو في الختام توجيه تأثير وسائل التواصل الاجتماعي للانتصار للقضايا الحقوقية بشكل إيجابي وتجنب المبالغات وعدم الضغط على جهات إنفاذ القانون بأكثر مما يتطلب الأمر وإغفال قضايا أهم كالإعاقات المزدوجة، وتعرض النساء والأطفال ذوي الإعاقة للعنف والحرمان من التعليم، وحق ذوي الإعاقة في العمل وغيرها.

والله ولي التوفيق.

صادر عن: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD يوم الأحد، بتاريخ: 6 نوفمبر تشرين الثاني 2022م.

ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات : My Left Foot

ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات : My Left Foot


في فيلم هذا الأسبوع سنعيش القصة كاملة مع الشخصية بطريقة مختلفة لأنه لم تكتب بأنامله بل كانت قدمه اليسرى هي التي كتبت لنا أحداثه
فقصة الفيلم هي
سيرة ذاتية عن الكاتب والرسام “كريستي براون”، مأخوذ عن كتابه “قدمي اليسرى”، والتي يروي فيها قصته منذ الطفولة وكيف وصل لنجاحه وشهرته، الفيلم يبدأ مع مولد “كريستي” مصابًا بشلل دماغي لأسرة فقيرة ترفض التخلي عنه وتمنحه محبة وعاطفة كبيرة، ولكن ولعدم قدرته على الحركة أو الحديث ظن الجميع أن لديه إعاقة عقلية أيضًا ماعدا والدته التي آمنت بأنه قادر على فهم ما يدور حوله ولكنه فقط لا يستطيع التعبير عن ما بداخله، حتى بلغ عشر سنوات وأظهر أول رد فعل يظهر قدراته العقلية عندما استخدم قدمه اليسرى ليكتب على أرضية غرفة المعيشة كلمة Mother، ليبدأ في تنمية قدرات قدمه اليسرى ويبدأ في ممارسة الرسم.
الفيلم أيرلندي من إنتاج عام 1989، إخراج “جيم شيريدان”، بطولة “دانيال دي لويس”، و”بريندا فريكر”، و”فيونا شو”.
حصل الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل.

ديسمبر .. وأيام الأشخاص ذوي الإعاقة

ديسمبر ..  وأيام الأشخاص ذوي الإعاقة

خاص : فهيم القدسي /

حظى شهر ديسمبر /كانون الأول وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السنة الميلادية بنصيب وافر من مناسبات الأشخاص ذوي الإعاقة من حيث تخصيص أيام تسلط الضوء للتذكير بمن يكونوا ، فلدينا هنا في اليمن اليوم العالمي واليوم العربي إضافة الى اليوم الوطني .

وتحمل هذه الأيام في طياتها الكثير من المعاني في إشارة واضحة من أجل تسليط الأضواء والاهتمام الحقوقي بذوي الإعاقة وإزالة المعوقات التي تواجههم ، لخلق مجتمع شامل متاح للجميع هذه الأيام وما تحمله من شعارات الغرض منها الحرص على نشر فهم أوسع لقضايا الإعاقة ولحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وللمكاسب المحققة من إدماجهم في المجتمع في كل مناحي ومجالات الحياة على قدم المساواة مع الآخرين ، ولن يتأتى ذلكم الدمج الشامل إلا من خلال إزالة الحواجز والمعوقات التي تمنعهم لدى التعامل مع مختلف الحواجز من المشاركة وبصورة كاملة وفعالة في المجتمع.

ويعتبر شهر ديسمبر شهر خالد يزخر بالعديد من الانتصارات الحقوقية والتي أكسبت الأشخاص ذوي الإعاقة مزيد من الثقة من أجل المشاركة بفعالية في كل مناحي الحياة ومجالاتها .

الثالث من ديسمبر وهو اليوم الذي كان من نتائج عقد الأمم المتحدة (للمعوقين ) والذي اعتمدته الأمم المتحدة منذ العام 1983 وحتى 1992م و اُعتبر فترة لنشر الوعي واتخاذ تدابير عملية لاستمرار تحسين حالة الأشخاص المصابين بحالة عجز وإتاحة الفرص لهم على قدم المساواة مع غيرهم .

وكان من نتائج هذا العقد الأممي أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها العامة الثامنة والعشرين المنعقدة في أكتوبر 1992م , وبمناسبة اختتام العقد ، يوم الثالث من ديسمبر من كل عام يوما دولي لذوي الإعاقة وحث كل المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية على أن تتعاون تعاونا تاما في الاحتفال باليوم الدولي لذوي الإعاقة .

اليوم الثاني في شهر ديسمبر حليف الأشخاص ذوي الإعاقة هو اليوم الوطني لذوي الإعاقة هذا اليوم الذي صدر فيه قرار مجلس الوزراء رقم (150) لسنة 1990م بشأن تحديد يوم التاسع من ديسمبر من كل عام ليكون يوم وطني لذوي الإعاقة والذي أهمل واغفل تماماً منذ فتره طويلة ومن المفروض وما ينبغي أن يكون في هذا اليوم الوطني قائم على عاتق المؤسسات والمنظمات والجمعيات والاتحادات العاملة تحت مسمى الأشخاص ذوي الإعاقة والناشطة في مجال الإعاقة وهو إثارة حقوق هذه الشريحة وبخاصة تلك الحقوق التي كفلتها القوانين والتشريعات اليمنية والعمل على كيفية مؤامتها وتعديلها مع ما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والوقوف على أهم الصعوبات والعراقيل التي تقف حجر عثرة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية إيجاد المعالجات لها لتجنبها في العام القادم وكم كنت أتمنى أن يكون اليوم الوطني للمعاقين ملتقى عام كما كان من ذي قبل يجمع كل فئات الإعاقة من مختلف المحافظات في اليمن للتعارف وتبادل الخبرات والمعلومات من خلال ورش عمل تسلط الضوء على التجارب والأنشطة والإبداعات لذوي الإعاقة والوقوف على ابرز تلكم النجاحات والإعلان عن أفضل عمل ونشاط أو انجاز تحقق خلال العام المنصرم ويكرم ويعطى أفضل جائزة وتسمى جائزة التميز الوطني لذوي الإعاقة فهذا فقط سيخلق روح المنافسة والإبداع بين كم الجمعيات والمنظمات والمراكز العاملة في مجال الإعاقة وكثيرة هي الطموحات .

أما يوم الثالث عشر من ديسمبر فهو يوم آخر من أيام الإعاقة

هذا اليوم اقر من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في الدورة السابعة والعشرين التي عقدت في مقر الجامعة العربية بالقاهرة خلال شهر ديسمبر 2007م حيث تم اعتماد الثالث عشر من ديسمبر من كل عام يوماً عربياً للإعاقة ويأتي اختيار هذا اليوم تزامناً مع يوم تاريخي مشهود وانتصار حقوقي في قضية الإعاقة على مستوى العالم ذلكم هو اليوم الذي تم فيه اعتماد المشروع النهائي الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2006م .

ومع ذلك نحتفي بهذه الأيام على استحياء أحيانا ، وقد مر عليها وقت من الدهر حين آخر وتُلقى فيها الكلمات والخطابات والفقرات الفنية ومن ثم يعود كل ذي إعاقة من حيث آتى ولا جديد .

فهل لنا أن ندرك ما يدور حولنا ويكون الاحتفال بهذه الأيام من أجل أن نُقيم فيه أنفسنا ابتداءً من الحكومة ممثله بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وانتهاءً بمنظمات الإعاقة لنعرف إلى أين وصلنا بقضية الإعاقة وهل نحن مواكبين لكل ما يدور حولنا في إطار هذا التحول العربي والعالمي و لكل ما من شأنه تحقيق غد أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة وهل لنا الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في ما قدمته لذوي الإعاقة ، هل لنا أن ننشر الوعي المجتمعي في هذه الأيام بمسببات الإعاقة وكيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة ، وهل لنا أن ننظر إلى المبدعين والموهوبين والمتميزين في شتئ الجوانب الثقافية والعلمية والرياضية وغيرها لنقول لهم فقط أحسنتم ومزيد من التألق ونعمل على تطوير تلكم الإبداعات من خلال صقلها وتنميتها وإيجاد الدعم اللازم لها , هل كل ذلك ممكن أن يكون أتمنى ذلك .

والمهم في هذه الأيام من شهر ديسمبر الإعاقة و الحليف للأشخاص ذوي الإعاقة والغني بمناسباتهم العالمية والعربية والوطنية ، أن يكون محطة لكل ذو إعاقة لنتزود بكل ما نستطيع لنكون مؤهلين ولكي نثبت جدارتنا في الحياة ومن اجل المشاركة الكاملة والمساواة الحقيقة لكل فئات المجتمع دونما تمييز ولتكن إرادتنا قوية وعزيمتنا اقوي وأشد وقدراتنا أصدق دليل لنترجم بها كل ذلك على ارض الواقع ولننفع بها يمننا الغالي .

ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات:
فيلم ( Barfi )

ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات:فيلم ( Barfi )

مرحباً متابعينا فلمنا لهذا الأسبوع يُعتبر حسب النقاد من أفضل الأفلام الهندية التي مرت عبر التاريخ حيث يجمع بين الدراما الإنسانية والكوميديا تدور أحداث الفيلم عن “بارفي” شاب من الصم والبكم، يتمتع بروح مرحة محبة للحياة، يجذب إليه “شروتي” الفتاة الجميلة كما ينجذب هو إليها، ولكن أسرتها ترفض هذه العلاقة حيث لا يرون لشاب فقير لا يسمع ولا يتكلم قدرة على تحمل مسؤولية ابنتهما لينفصلان، ويتعرض “بارفي” لصدمة أخرى حيث يمرض والده مرضًا شديدًا، وهو كل من بقى له في الحياة، ويحتاج للمال من أجل علاجه، ولم يستطع الحصول على المال حتى مع محاولته لسرقة أحد البنوك، ليفكر في خطف “جيلميل” وريثة عائلة ثرية، والمصابة بالتوحد.
ولكنه حين يحاول خطفها يجد نفسه مضطرًا لإنقاذها من محاولة اختطاف أخرى، ومع أوصياء لا رغبة لهم في فتاة مصابة بالتوحد يجد نفسه عالقًا معها.
الفيلم رومانسي مختلف ومميز بشخصياته بكوميديا صامتة بإسلوب “تشارلي تشابلن” بأداء مبهر جدًا من رانبير كابور وبريانكا تشوبرا
الفيلم هندي إنتاج عام 2012، إخراج “أنوراج باسو”، وبطولة “رانبير كابور”، و “بريانكا تشوبرا”، و “إيليانا دكروز
حصل الفيلم على 35 جائزة و21 ترشيح.

علاقة الإعلام بذوي الإعاقة.. أصوات ترتفع لتكسر حاجز العزلة والتجاهل.

علاقة الإعلام بذوي الإعاقة.. أصوات ترتفع لتكسر حاجز العزلة والتجاهل.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

تعد علاقة وسائل الإعلام بذوي الإعاقة واحدة من أكثر القضايا الحقوقية التي تشغل النشطاء والمهتمين من ذوي الإعاقة والمناصرين لهم حول العالم، وفي عالمنا العربي جزء من معاناة ذوي الإعاقة من الوصمة تتحملها وسائل الإعلام التي طالما تبنت تقديم ذوي الإعاقة بغرض التهريج أو السخرية وجذب المتابعين، أو صورت ذوي الإعاقة كمتسولين أو أداة لارتكاب الجرائم أو تصفيتها وغيرها من القوالب النمطية والمتحيزة.

وفي السنوات الأخيرة برزت صور من النماذج الإيجابية للتعامل المسؤول من بعض وسائل الإعلام عربياً ومحلياً مع ذوي الإعاقة، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على علاقة وسائل الإعلام بذوي الإعاقة مؤثرين ومتأثرين.

يرى جمال عبد الناصر، إعلامي وناشط حقوقي من ذوي الإعاقة البصرية أن علاقة وسائل الإعلام بذوي الإعاقة تختلف من نوع إلى آخر، فالإذاعة هي أكثر وسائل الإعلام استيعاباً وتناولاً لذوي الإعاقة وقضاياهم فيما يقل حضورهم في الإعلام الإلكتروني ويكاد يغيب في الإعلام التلفزيوني المرئي، ويضيف جمال: “تخيل أنه في الوقت الذي يمثل فيه ذوو الإعاقة 15% من السكان لا يوجد برنامج تلفزيوني واحد ولا حتى عمود صحفي متخصص بذوي الإعاقة”.

تتفق معه أمان الذيباني، طالبة كفيفة في قسم الإذاعة والتلفزيون- كلية الإعلام – مستوى رابع، وتقول: “حتى الإذاعات التي خصصت مساحات برامجية لذوي الإعاقة إنما فعلت ذلك لوجود مذيعين أو موظفين فيها من ذوي الإعاقة، والدليل أن معظم تلك البرامج توقفت بمجرد خروج أولئك الموظفين أو انشغالهم وعادت بعودتهم”.

أسباب عزوف الإعلام عن قضايا ذوي الإعاقة.

في تقرير سابق للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة بعنوان: “اليوم العالمي للإذاعة وذوي الإعاقة” رصد المركز الكثير من البرامج التي خصصتها الإذاعات لهم ثم توقفت، فلماذا تتوقف الكثير من برامج ذوي الإعاقة؟ وما أسباب التناول الخجول لذوي الإعاقة وقضاياهم في وسائل الإعلام المختلفة؟

يرى الإعلامي والباحث الاجتماعي عبد العزيز القدمي، أن أسباب التناول الضعيف لذوي الإعاقة وقضاياهم في الإعلام تعود لعدم إدراك القائمين على تلك الوسائل الإعلامية لأهمية تناول قضايا المعاقين، بالإضافة للتغير المستمر في أولويات الوسائل الإعلامية من وقت لآخر والتي ليس من بين تلك الأولويات قضايا ذوي الإعاقة على حد تعبير عبد العزيز، ويضيف: “إن غياب ذوي الإعاقة عن الكثير من وسائل الإعلام أدى إلى غياب قضاياهم للأسف، وإذا قيمنا بعض المحاولات عندما حاول إعلاميون غير متخصصين تناول قضايا ذوي الإعاقة تناولوها بشكل عاطفي يعزز من نظرة الشفقة والرحمة وهو ما أدى ويؤدي إلى رد فعل عكسي من ذوي الإعاقة الذين يرفضون ذلك الأسلوب من التناول ما أدى إلى العزوف عن تناول قضايا ذوي الإعاقة من الإعلاميين غير المعاقين”، إلا أن أمان الذيباني، تعتقد في المقابل أن وعي القائمين على وسائل الإعلام لا يمكن التثبت من رسوخه ما لم يتم تناول قضايا ذوي الإعاقة بشكل مستمر وواعي سواءً من إعلاميين ذوي إعاقة أو من غيرهم.

ومع ندرة البرامج التلفزيونية التي تهتم بتغطية ومواكبة ذوي الإعاقة وأنشطتهم إلا أن قناتي السعيدة في برنامج “صدى الأسبوع”، واليمن اليوم في برنامج “موكا كافيه” تسجلان اهتماماً لافتاً في تغطياتهما واستضافتهما بشكل دوري لضيوف من ذوي الإعاقة.

تقول الإعلامية دالية دائل، مقدمة برنامج “موكا كافيه” للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “هذه الشريحة موجودة ومسؤوليتنا كإعلاميين ووسائل إعلام تحتم علينا أن نتحدث عنها وننقل إبداعاتها وإنجازاتها، وكذلك همومها ومشاكلها للجمهور وأصحاب القرار”، وتعتقد دالية أن وسائل الإعلام أيضاً ملزمة بخدمة المجتمع ومنهم ذوي الإعاقة والذي يجب أن يعرفوا حقوقهم وواجباتهم عبر وسائل الإعلام مثل غيرهم من الشرائح المختلفة من المواطنين التي يستهدفها الإعلام.

وكإعلامية من غير ذوي الإعاقة دأبت على تناول قضايا المعاقين واستضافتهم بشكل متكرر ولا تزال تتحدث دالية عن بعض أسباب عزوف وسائل الإعلام عن تغطية ومواكبة قضايا ذوي الإعاقة منها:

*قلة وعي الإعلاميين والقائمين على وسائل الإعلام، وتحمل ذوي الإعاقة مسؤولية الاطلاع بدورهم في إثبات وجودهم وإيصال صوتهم للإعلام.

*سياسة بعض وسائل الإعلام وعدم أولوية قضايا المعاقين لديهم.

*تخوف الإعلاميين من قضايا ذوي الإعاقة وأنها قد تكون حساسة وربما تسبب لهم النقد من ذوي الإعاقة والمجتمع.

حلول تلوح في الأفق

وبالتوازي مع النقد الكبير لوسائل الإعلام من ذوي الإعاقة فإنهم يمتلكون الحلول ويعتقدون أنها قد تكون ناجعة فيما لو تمت الاستجابة لها.

يقترح جمال عبد الناصر، العمل على إيجاد دور ضاغط من مؤسسات ذوي الإعاقة وفي مقدمتها وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق المعاقين واتحاد المعاقين وجمعياتهم المختلفة على وزارة الإعلام لإلزام وسائل الإعلام بتبني دور إيجابي وفعال تجاه قضايا ذوي الإعاقة لا سيما أن اليمن مصادقة على الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة التي تنص على مكافحة القوالب النمطية والمتحيزة ضد ذوي الإعاقة، وتحث على نشر تصورات إيجابية ومنطقية عنهم، ويتساءل جمال: “لماذا تخصص وسائل الإعلام المختلفة مساحات برامجية كاملة ومستمرة عن النساء، والأطفال، والزراعة، والخدمات، وحتى الأغاني والفنون فيما لا تلتزم بمساحات برامجية وتوعوية عن ذوي الإعاقة رغم وجودهم بنسبة كبيرة في المجتمع؟”

من جهة أخرى أشاد عبد العزيز القدمي بما يطلع به المركز الإعلامي لذوي الإعاقة وخصوصاً في الإعلام الإلكتروني، واقترح دعم وتفعيل الإعلام المتخصص، كما لفت لأهمية تعزيز العلقة بين وسائل الإعلام وأقسام الإعلام في مختلف مؤسسات ذوي الإعاقة، ودعا إلى تخصيص دعم لبرامج ذوي الإعاقة في جميع وسائل الإعلام حتى لا يكون التناول موسمي ومحدود ولكي يصبح جزء من سياساتها وأولوياتها الدائمة.

وفي نفس السياق ذكر مصدر مسؤول في وزارة الإعلام بصنعاء أن هناك خطة كبيرة يجري الاتفاق عليها بين مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين لتفعيل دور وسائل الإعلام الرسمية وتبنيها لقضايا ذوي الإعاقة بشكل مستمر وعلى مدار العام، وتحفظ المصدر عن كشف أي تفاصيل أخرى عن الخطة المشتركة بين مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وصندوق المعاقين.

وعلى الرغم من التناول الضعيف وعدم إطلاع وسائل الإعلام بمسؤولياتها تجاه ذوي الإعاقة كما يقولون إلا أن النقد البناء والأصوات التي ارتفعت وما تزال من شأنها أن تحرك المياه الراكدة وتخلق عهداً جديداً من التناول المسؤول والواعي لذوي الإعاقة حتى لو على المدى البعيد.