المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

الفنانة عبير صنصور تطلق أغنيتها الجديدة لدعم الاشخاص ذوي الإعاقة

الفنانة عبير صنصور تطلق أغنيتها الجديدة لدعم الاشخاص ذوي الإعاقة

متابعات /

أطلقت الفنانة الفلسطينية عبير صنصور اغنيتها الجديدة “بموت فيك” والتي تتناول اهمية فئة ذوي الإعاقة في المجتمع وضرورة منحهم الحب اللازم لاطلاق طاقاتهم وابداعاتهم.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته الفنانة صنصور في مؤسسة “لايف غيت” للاشخاص ذوي الإعاقة في بيت جالا ظهر أمس الاثنين، بمشاركة مخرج العمل علاء خوري و مدير مؤسسة اللايف غيت “بوغهارت” والطالب من ذوي الإعاقة في المؤسسة زين الدين طميزه، الذي شارك الفنانة صنصور تصوير الفيديو كليب الخاص بالاغنية .

وفي معرض ردها على اسئلة الصحافيين قالت صنصور، ان فكرة عرض قضية الاشخاص ذوي الإعاقة تختمر لديها منذ مدة طويلة حيث انها تمتلك تجربة طويلة في التعامل مع هذه الفئة المميزة ، مشيرة الى انها تعرفت الى الطفل طميزه خلال مشاركتها في احدى الامسيات الفنية التي حضرها الطفل رفقة ذويه ، حيث اكتشفت فيه القدرة على العطاء الى جانب شخصيته المرحة والجذابة . واعتبرت الفنانة صنصور ان اغنيتها تحمل رسالة اجتماعية مفادها ان الاشخاص ذوي الاعاقة مكون مهم وفاعل في المجتمع بشرط ان يجدوا من يمنحهم الحب والاهتمام اللازمين ويفتح امامهم افاق العطاء والابداع .

وعلى ذات الصعيد استعرض المخرج خوري مراحل العمل واشاد باستجابة الطفل طميزه لمتطلبات التصوير وبرنامج العمل وقدرته على التعبير عن مشاعره واحاسيسه بشكل أثرى العمل، وساهم في انجاح رسالته، وارجع هذا النجاح الى ابداع الفنانة صنصور ودعم اسرة الطفل طميزه ومدرسة لايف غيت التي منحته العلاج والتعليم على مدى احد عشر عاما متواصلة.

من جانبه رحب مدير مؤسسة لايف غيت بالصحافيين وبالحضور مشيرا الى اهمية ابراز قضية ذوي الإعاقة من خلال الانشطة الفنية والثقافية ، واستعرض الخدمات التي تقدمها المؤسسة والمهام التي يقوم بها الطالب زين طميزه خلال فترة تواجده في المؤسسة.

أما اسرة الطفل طميزه فقد اعتبرت ان مشاركة ابنها في هذا العمل الفني يحمل رسالتين، الاولى ان بامكان الاشخاص ذوي الإعاقة ان يبدعو ويكونوا مصدر فرح وسعادة وعطاء ، والرسالة الثانية حول اهمية دور الاهل والاسرة الذي يشكل علامة فارقة في رسم مستقبل ابنائهم من هذه الفئة، “فاما ان تدعموهم ليصبحوا مصدر فخركم واما ان تهمشوهم فتكونوا تعساء واياهم وتقضون على مستقبلهم”.

رابط الأغنية ( بموت فيك )

شؤون البردوني الثقافية.. عن صراع مدارس الأدب والذين ما عرفوا قديماً ولا أحسنوا حديثاً (3-6)

شؤون البردوني الثقافية.. عن صراع مدارس الأدب والذين ما عرفوا قديماً ولا أحسنوا حديثاً (3-6)

خاص : علوان الجيلاني /

في المقال السابق كان الحديث عن تجليات النقد في كتاب الراحل عبد الله البردوني “شؤون ثقافية”، واليوم مقترب أكثر لنخوض مع الأستاذ البردوني تفاصيل حقبة هامة من الصراع بين القديم والحديث، وكيف جمع البردوني بين الأصالة والمعاصرة؟

فقد جاء في الكتاب تحت عنوان “أقاليم الزمن الفني” يعود إلى النيل ممن يخلطون بين الابداع وبين الانتماء لتيار ما في الكتابة، ومن يعتبرون الانغماس في مناهضة القديم دليلا على الحداثة ” ومع هذا تجد الشعراء- الذين لم يشعروا ولن يشعروا – مجرد عصابات، أو (مافيا) يحاربون كل إنسان أتقن عمله، وكل شاعر أعطى الكلمة حقها من القول والفن، فهؤلاء غير خارجين من القاعدة، ففي كل موسم شعري يطفح الزبد ويرسب الماء النقي، فلا تخلو هذه المدرسة من شعراء مجيدين، لكنك لا تجد هؤلاء الذين يملكون الجودة حاقدين على المبدعين، ولا مقاومين للمجيدين، بدليل أن أبطال المعركة بين القديم والجديد في الخمسينيات، هم من الذين ما عرفوا قديماً، ولا أحسنوا جديداً. أما الشعراء الحقيقيون فانهمكوا في الابداع، معطين إياه كل جهودهم، مستفيدين من تجارب كل المدارس، ومن مأثورات كل قديم، ومن بديعات كل حديث بلا تحيز وبل كراهية لا تحسنها إلا الضرائر”.

وهو يدعم رأيه بمعاينات عميقة مؤزّرة بمقارنات نصية ذكية، يستعرض فيها أثر شوقي في الشابي وبشارة الخوري، وأثره في السياب أيضاً، كما يقرأ خروج واقعية نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وإبراهيم طوقان وبدوي الجبل من خريف الرومانتيكية التي لفظت أنفاسها في نهاية الأربعينيات، ومن تجليات الرمزية التي كان يجترحها في نفس الوقت شعراء مثل صلاح لبكي وصلاح الأسير وسعيد عقل ونزار قباني. ومن هذ المزيج جاءت –كما يقول – أبرز تجارب نهاية الستينيات؛ مثل تجربة أمل دنقل التي كانت أكثر التجارب قوة في السبعينيات ومنها امتدت تجارب مثل تجربتي محمد عفيفي مطر ومحمد أبو دومة في الثمانينيات.

 لكنه يرى أن التجارب المميزة التي قدمها أمل دنقل ومحمد عفيفي مطر ومحمد أبو دومة لم تمنع سيطرة الغثاثة التي امتدت في مصر خاصة من منتصف الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات حين ظهرت مجموعة أسماء رآها مغايرة ” ولم تسفِر المدرسة الجديدة عن وجهها الحقيقي إلا من 1995م إلى الآن -، وذلك بفضل ثلاثة من الشعراء (محمد يوسف، نهى السباعي، سناء صالح). وتبدَّت عناوين مجموعات الثلاثة موحية بالدلالة، لأن المدرسة قد أينعت ودخلت موسم النضج، كما نبهت العناوين ودل المحتوى، فجاءت عناوين محمد يوسف هكذا (اليوم الخارج عن الزمن، الليلة القصيرة بلا مصابيح)، وآخر مجموعة صدرت حينها بعنوان (شجرة الرؤيا) وهي أنضج مجموعاته، بل ومجموعات سربه الشعري.. إلا أن (نهى السباعي) كانت تبدو هازلة بما تقوله ويقوله الآخرون، إذ حملت مجموعتها الأخيرة هذا العنوان (نقرة على جبين الصخرة)، أما (سناء صالح) فسمت مجموعتها الوحيدة (وادٍ بلا ضفاف)”.

الغريب أني لم أسمع قط بهذه الأسماء، وقد استغربت كيف لم تمر عليّ رغم قوة متابعتي، ولأن الأسماء تبدو مصرية فقد سألت بعض الأصدقاء من الكتاب المصريين عنها لكنهم نفوا أي معرفة بها.

وقد كان البردوني ذكياً وهو يَلْمَحُ اختلاف التسعينين، وانقطاع تجاربهم إلى حد كبير عن تجارب سابقيهم، لكنه كان يتعامل مع ذلك الاختلاف بقسوة في أكثر الأوقات، فتحت عنوان “استقراء من بعيد”، وهي مادة انكتبت كرجع صدى لمثاقفات بثتها إذاعات مصر ولبنان حول الاحتفال بحملة نابليون وحول الحداثة، يتتبع الآراء التي تحاورت في إحدى الندوات حول التسعينين حيث دارت المقارنات بينهم وبين سابقيهم، لكن البردوني اعتبر في تعقيبه على الندوة التسعينين جيلاً بلا أصول تقوّمه وبلا نقّاد يتعهدونه، لأن أدباء التسعينيات يرون أنفسهم فوق النقد، لذلك فهو يتوقع أن يخلف التسعينيون جيلا آخر بلا أرومة.

ورغم أن الندوة التي كان البردوني يعلق عليها تتحدث عن تجربة التسعينين اللبنانيين، إلا إنه كان بتعقيبه يضرب الجميع، وكان كلامه يستهدف بعضاً من أشهر سمات جيل التسعينيات في البلاد العربية كلها، أعنى: موت المعنى، وسقوط الأيديولوجيا، وتلاشي المرجعيات الكبرى، والضجيج الواسع حول الحداثة وضرورة الانقطاع عن القديم.

وكانت قسوته أكثر وضوحاً وهو يختم تعقيبه المشار إليه بقوله ” إنهم يكتبون باللغة ونحن نعرف دلالتها وتشكلها وكيفية سبكها، ولغتهم لا تدل على سبك، ولا ترمي إلى دلالة معينة”، مضيفاً ” فقد فاتهم الكثير من التعليم، والهتهم المباراة على الحداثة عن معرفة الاجادة والأصالة.

ويتكرر توقفه عند تنافس دمشق وبيروت على الاحتفال بذكرى إيليا أبو ماضي سنة 1958م، وهو بقدر ما يثني على ذلك التنافس كونه بادرة جمالية تتوجه إلى مستحق للاحتفاء بكل المقاييس، إلا أنه هاجم بشدة ذوق الكاتب اللبناني الشهير ميخائيل نعيمة الذي صعد إلى منصة تكريم زميله الراحل وبدلاً من سرد مآثره الجليلة إبداعاً وإنساناً، راح يسرد معايبه ومثالبه ونقائصه، وإذا كان جورج صيدح المسؤول عن تنظيم حفل تأبين أبو ماضي قد انتقد سماجة ما فعله نعيمة في ذلك الموقف لأن لكل مقام مقال، فإن البردوني ذهب إلى أبعد من ذلك فلمح فيما فعله نعيمة نوعاً من القصديّة تنم عن سوء طوية، فقد سبق له أن فعل ذلك مع جبران خليل جبران أهم نجوم ذلك الجيل من المهجريين، واستطرد البردوني ” لقد سبق أن شكَّ بعض القراء الجديين أنه كان يتعمد الإساءة إلى جبران في كتابه عنه، بضحوة الخمسينيات، حتى توالت الفصول والكتب في الرد على نعيمة.. ذلك لأن جبران لاح لقرائه ملكاً سماوياً يمشي على الأرض، لأنه كان يرقى إلى مثالية المثالية، وبالأخص في كتابه (النبي) و(حديقة النبي)، وفي قصيدته (المواكب). وما وجده القارئ في كتاب نعيمة (حياة جبران) إلا كثر نزوات.. فقد أوضح خديعته للسيدة (ماري هاسكيل) التي أحبته وأنفقت على تعليمه في باريس، وهو يتقلَّب في نعيم عطاياها ويقضي الليالي مع غيرها ممن تملك جسداً يفوق جسد (ماري)، وإن كانت لا تحمل روحها كما كان يتمنى. كان يخادعها جبران بأنه يجلُّها عن الفراش لأنها أعظم من أن تتمرغ في الطين.

ورأى نعيمة في هذا خديعة، وما حدثت غير مرتين، وهذه انزلاقاتٌ لا تمرّغٌ في الطينية والخدائع الدنيَّة، لأنه روحاني في كل ما كتب.. كما في قصة (خليل الكافر) إحدى قصص (الأجنحة المتمردة)”.

وفي سياق ملاحظاته على كتاب شوقي ضيف “عالمية الإسلام” يستطرد إلى مناقشة أسلوب شوقي ضيف في سائر مؤلفاته عن تاريخ الأدب العربي مؤكداً أن شوقي ضيف ” تفرد بدراسة تأثير الأدب بعضه في بعض، بطريقة الماحية، فلم يقف محللاً إلا في الأجزاء الخاصة بشعر العصور العباسية التي امتزج فيها الشعر بالغناء، والغناء بالشعر”. ويأخذ على شوقي ضيف أنه ” ردَّ سبب كثرة البحور القصيرة في الشعر العباسي إلى انتشار الغناء والفنانين، مع أن تلك المجزوءات –كما يقول البردوني – ظهرت بمقدار من العصر الجاهلي.. حتى في الموضوعات التي تستدعي طول البحر كالرثاء، فقد رثت “أم السليك” وحيدها على هذا الضرب:

طاف يبغي نجوةً

من هلاكٍ فهَلَكْ

ليت شعري ضلَّةً

 أي شيء قتلَكْ؟”

وهنا يبدو لي أنه قد فات البردوني أن علة مجيء قول أم السليك على بحر مجزوء ، هو كون شعرها كان بكاءً على ابنها، بمعنى أنه كان غناءً على طريقة المُعْزَى المعروف حتى اليوم في تهامة، وهو شعر تندب به النساء الراحلين من أهلهن، يقدمنه في سياق بكاء مغنى مؤزر بلوازم صوتية، ولا يكون إلا في بحور قصيرة. وهذا يوافق ما ذهب إليه شوقي ضيف من رد سبب كثرة البحور القصيرة في العصر العباسي إلى انتشار الغناء.

في المقال القادم نتحدث معكم عن شغفه بالإذاعة بعنوان:

“الإذاعة في حياة البردوني كمستمع”

يمكنكم قراءة الجزء الثاني من المقال ( شؤون البردوني الثقافية.. منهج النقد ونماذج منه )

شؤون البردوني الثقافية.. منهج النقد ونماذج منه (2-6).

شؤون البردوني الثقافية.. منهج النقد ونماذج منه (2-6).

خاص : علوان الجيلاني /

طفنا معكم في المقال السابق على بعض مضامين كتاب ” شؤون ثقافية ” للأستاذ البردوني، واليوم نتحدث وإياكم عن النقد ونقده من خلال نفس الكتاب.

يطرز البردوني كتابه كالمعهود عنه بسيول من الآراء تمثل خلاصة تجربته مع الكتابة والابداع والمعرفة، بمقدار ما يمثل جزء منها صدامية البردوني ومغايراته التي طالماً أثارت غبار المعارك، فهو يكرر أن التزام المدرسة الأدبية لا يخلق روائع الأدب، كما أن التقيد الصارم بالمناهج لا يخلق اقتراباً ناجحاً من النصوص، لأن الأمر في الحالتين متعلق بالمبدع والناقد، فكما أن الإمكان في الشاعر ذاته لا في المنتمى المدرسي أو المذهب الفني، فإن الإمكان في الناقد ذاته لا في المناهج التي يترسمها، إذ المذاهب الأدبية وجهات عامة، كما أن المناهج معالم وإجراءات فحسب. وإذا كانت الاجادة الإبداعية مذهب المذاهب، فإن الاقتراب النقدي الناجح منهج المناهج. وإذا كانت اللغة لا تستطيع أحيانا كثيرة إيصال ما في النفس إلى النفس لأنها محدودة بحروف وقواعد، فمن الخطل ابتغاء ذلك من المناهج وهي أكثر التزاماً بالقواعد والحدود.

وإن ترسم المناهج في مقاربة الشعر يجب أن يظل وسيلة وليس غاية لأن الشعر ليست له محددات، إذ هو يرى بعيون النجوم وليس بعيون المناهج، ذلك أن الشعر لا يقدم مناظرة على طريقة العلوم، وليس الشعراء كالاقتصاديين والجغرافيين حين يحددون الدخول والصرف بالأرقام، ويمسحون القنوات المائية بالسنتيمتر، لأن لغة الشعر احتمالية تنبض فيها إرادة الله، وتتهامس فيها أجفان النجوم.

وهذه الآراء في طيها قصديات عديدة تتعلق بموقف الأكاديميين من كتاباته النقدية والفكرية والتاريخية، كما تتعلق برأيه الأزلي الذي يزري بفكرة ربط الابداع بالمدرسة أو بالتيار الأدبي الذي يتحيز له المبدع أو ينتمي إليه.

مثل ذلك موقفه من الشهادات التاريخية التي يتناولها متندرً إذ هي كما تقول الكاتبة جورج إليوت “مجموعة مسامير تعلق عليها كل الملابس المتسخة، ولهذا يتصيدون الأكذوبة، ويبحثون عن الإثارة من حين أن يدخل الواحد منهم التاريخ شاهداً؛ وأنا أشهد أنه أول الكاذبين” وقد تعمد البردوني اقتباس تلك المقولة من “جورج إليوت” ليحولها إلى تعريض واخز بعديد المؤلفات والشهادات التي اجترح كتابتها سياسيون وقادة في اليمن خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات.

ورغم شغفه الواسع بطه حسين ودفاعه المستميت عنه في غير موضع من الكتاب إلا أنه يأخذ عليه تناقضه في كتاباته عن شعراء العصر كله، وهو يلفت انتباه القارئ إلى أن سبب ذلك ينبع من كون طه حسين لم يتابع أدب عصره لانشغاله بالأدب الأوروبي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وبالأدب العربي القديم من الجاهلية حتى عصر النهضة، لذلك فإن ما ذهب إليه من اعتبار “مدرسة أبولو ومدرسة الرابطة القلمية المهاجرة من لبنان والشام مفككة اللغة رخوة المفاصل إنما يعود إلى اعتياده على قراءة القديم العربي فهو غير قادر على مغادرة صياغاته وأبنيته. منبهاً إلى أن ضعف الصياغات عند هؤلاء، إنما كان في المحاولات الأولى، والتعثر في المحاولات الأولى موجود عند كل صناع الكلمة، وقد استشهد على عدم نفوذ طه حسين الى السر الشعري في باطن الكلمة بسطحية نقده في الجزء الثالث من “حديث الأربعاء” لدالية إيليا أبي ماضي “الطين”.

 ومرة أخرى نجده يشكك في نفاذ الرأي النقدي لطه حسين عندما استدعى سخريته من قصائد كتبها أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمد الأسمر في تقريض ترجمة أحمد لطفي السيد كتاب “الأخلاق” لأرسطاليس، فقد قال طه حسين  إن الشعراء الثلاثة “ذكروا أرسطاطاليس ومدحوه وهم يجهلون آثاره” وقال ” ما أظن أن علمهم بهذا الكتاب يتجاوز مقدمة الأستاذ لطفي السيد، وما أحسب أنهم جميعاً قرأوا هذه المقدمة وأحاطوا بما فيها حقاً”[1]، لكن البردوني شكك في سلامة حكم طه حسين؛ لأن شوقي  كان على المام بمذاهب الفرق الإسلامية التي تناطحت بقرون الفلسفة كالمعتزلة والاشعرية، كما يتجلى ذلك من قصائده ومسرحياته، ومن كان على المام بمذاهب الفرق فليس بمحروم من الثقافة الفلسفية.

ويجوب البردوني العصور قارئاً أنساقها ومتأملاً في سياقاتها، فلطالما أتاح له ذلك تفسير الظواهر وتلمس تغايرها ورصد آثارها، ففي إحدى مقارباته المميزة يرى أن عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كانت أكثر عقود القرن العشرين ميلاً إلى شهوة الاطلاع على السياسة كتابة وشعراً، حيث كان لكل حزب شاعر أو أكثر، وفسر ما سماه “بَرْدُ العدميةِ” في نهاية القرن “التسعينيات” بكونها امتداد تعبير عن عهد ذبول، فقد انعدمت المثيرات الحياتية معززة بفلسفة الحكم ورعب الحكم البوليسي كحالة عامة عبرت عنها قصيدة نزار قباني “المهرولون”. لكنه تحفظ على الحكم مشيراً إلى احتياج التفسير للمراجعة. ولعله حين كتب هذا لم يكن قد لمح تأثير سقوط الأيديولوجيا بعد سقوط جدار برلين، وانهيار الاتحاد السوفيتي، وظهور كونية العولمة، وزلزال حرب الخليج الثانية، وانهيار النموذج المميز للوحدة اليمنية كمؤثرات قوية في خلق ما سماه “بَرْدُ العَدَمِية”، ودَرَجَ التسعينيون على تسميته مرجعية الذات واختياراتها، بدل مرجعية الأيديولوجيا.

وفي الجزء الثاني من كتابةٍ تحت عنوان “تواريخ فنون” يتذكر صداقته بالكاتبة الفلسطينية سلمى الحفار الكزبري التي تعود معرفته بها الى أول ظهور عربي له في مهرجان أبي تمام في الموصل عام 1971م، وبعد أن يستعرض مكانتها الثقافية والعديد من تجلياتها الإبداعية، يذكر اختلافه معها حول محاضرتها التي القتها في تلك المناسبة عن حماسة أبي تمام، حيث اعتبرتها تاريخاً أدبياً، مسببة ذلك بكون معظم الاختيارات تتموضع وقائع تاريخية، لكن البردوني رأى في اشتغالات تلك القصائد اعتصارًا للموقف وليس توثيقًا للتاريخ. وتلك من إلماحاته الدقيقة التي تتلامع في كتاباته فتضيء النصوص وتضيء عقول القراء وفهومهم. 

 ولعل من أجمل ما في هذا الكتاب موضوع عنوانه “أسلاف الحداثة الثانية” وفيه شن البردوني هجوماً على مؤرخي الحداثة في لبنان بسبب قدحهم في الجواهري ونزار قباني، ونال في معرض هجومه من أدعياء الحداثة أو “الرفاق” كما سماهم ” يخاف المرء أن يقول إنهم قد التحوا وما اهتدوا بسلف، ولا خلقوا خلفاً؛ لأنهم ما عرفوا السابق، فكيف يرصفون الطريق للاحق؟ إن الخلف غير موجود في الحساب ولا في الحسبان؛ لأنه يجهل الطريق الذي عبره من أوله، ويجهل الوصول إليه لجهله الطريق”.

يضيف البردوني “يُسمّى نزار والجواهري عند هؤلاء قدماء” ثم يتساءل: ما صفة هذه القدامة، وما نوع رؤيتها؟ ما أعلى المهمات التي حققت؟ وهل حققت؟”

ثم يستطرد ساخراً: “إن نزاراً ظل يتابع مواسمه وهم يلعنونه في المقاهي الخافتة الأضواء، ويكتبون شعراً كثيراً لا صفة له، لأنهم لا يعرفون المعري إلا “قديماً” فقط؛ لكن هل رأوه حكيماً؟ كيف يعرفون الحكمة وما رأوا الهالة التي تلف القمر؟ لوقلت لهم: أيهما أسبق: الهالة أم الهيولي؟ لما رأوا فرقاً مادام هناك (هاء – ولام).

فهل يحتاج هؤلاء إلى مدرسة في الصغر، وإلى مكتبة لكل العمر؟ إنهم ما احتاجوا إلى النحو لأنهم يكسرون ويفتحون ويضمون –كما يقول الرفاق-؛ لكن ما أسباب الفتح والضم والكسر؟ لا يرون الفرع؛ لأنهم ما عرفوا الأصل، لهذا فهم يكتبون فناً لا يحتاج إلى ثقافة، ولا يظمأ إلى محبرة، الكتابة عندهم حداثة بلا مسمى”

يتابع البردوني سخريته: لو أنهم سئلوا عن (أدونيس) لماذا اختار (مهيار الدمشقي)؟ لما دروا لماذا اختار؛ لأنه اختار التساوي بين المعبد وحوائطه، وبين الشيطان والرحمن، وهم ما رأوا على المصحف سورة (الرحمن)، ولا رأوا (رسالة الغفران) ولا كتاب “الأيام” الذي قال عنه نزار مشخّصاً:

في كتاب الأيام نوع من الرسم   وفيه التفكير بالألوان

إن تلك الأوراق حقل من القمح فمن أين تبدأ الشفتان

إن كتاب (الأيام) سيرة ذاتية لطه حسين، ومستقى ثقافي لنزار ولهذا عُرف طه حسين من أيامه؛ لأن طه عرف أيام سلفه”

مثل تفسير البردوني جوانب عظمة الجواهري ونزار قباني وطه حسين وسلفه أبي العلاء، كان تفسيره لعظمة جمال عبد الناصر، فحين أبّن الجواهري عبد الناصر لم يؤبّن ميّتاً، وإنما جمع الزعيم والأمة في بيتين، إذ كان الجواهري يعرف أن عبد الناصر صاحب مهمات يتجه إليها لكي يبلغ ما خلفها، ولهذا جمع المجد في يد، والأخطاء في يد، لأن التجربة جناح الخطأ وجناح الصواب، والعظيم من المزيجين، أما الذي لا أخطاء له فهو الذي لم يعمل؛ لأن العمل اتجاه إلى الصواب قد يعترضه الخطأ، وهذا ما لخصه الجواهري في بيتين:

أكبرت يومك أن يكون رثاءَ  الخالدون عهدتهم أحياءَ. لا يعصم المجد الرجال وإنما كان العظيم المجد والأخطاءَ.

في المقال القادم نتوقف عند واحدة من أهم قضايا الأدب وهي الصراع بين القديم والجديد وكيف نظر إليه الأستاذ البردوني؟ وهل نظر إليه أصلاً بأنه صراع؟ من هاجم؟ ولمن انتصر؟

انتظرونا في مقال بعنوان:

عن صراع مدارس الأدب والذين ما عرفوا قديماً ولا أحسنوا حديثاً.

يمكنكم قراءة الجزء الأول من المقال ( شؤون البردوني الثقافية.. لمحة عن الكتاب الذي رأى النور مؤخراً )

 

 

عن رسالتها الموسومة بسياسة الحكومة اليمنية تجاه ذوي الإعاقة تقدير الامتياز للباحثة دنيا العبسي.

خاص :محمد الشيباني /

حازت الباحثة دنيا مصطفى العبسي من دوات الإعاقة البصرية على الامتياز في درجة الماجستير وبمعدل ‏96%

وفي جلسة النقاش التي حظرها قيادات من صندوق المعاقين ‏ومؤسسات ذوي الإعاقة والمهتمين وكلية التجارة بجامعة صنعاء قسم العلوم السياسية تكونت لجنة المناقشة من الدكتور حميد المخلافي ممتحناً خارجي رئيساً واثنين من الأعضاء تحدثت الباحثة عن رسالتها المعنونة بسياسة الحكومة اليمنية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، ‏2006 2015 مشيرةً إلى خلاصة رسالتها الهادفة إلى التعرف على مدى تطبيق السياسات الحكومية لذوي الإعاقة.

وتأهيل وتدريب صُناع القرار حول السياسات العامة المتعلقة بذوي الإعاقة لكي يتسنى لهم تبنيها، وعكسها على أرض الواقع.

كما أشارت في توصياتها إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للإعاقة، وتعديل قانون رعاية وتأهيل المعاقين ‏ومواأمته مع الاتفاقيات الدولية للإعاقة.

وتلبية احتياجات ومتطلبات ذوي الإعاقة من منظور حقوقي وليس من منظور رعائي، لأن الحقوق تُنتزع ولا تُوهب.

شؤون البردوني الثقافية.. لمحة عن الكتاب الذي رأى النور مؤخراً (1-6)

شؤون البردوني الثقافية.. لمحة عن الكتاب الذي رأى النور مؤخراً (1-6)

خاص: علوان الجيلاني /

يظل البردوني أكثر أدباء اليمن عطاءً، ويظل أكثرهم عمقاً، وأقدرهم على خلق الإثارة، وتقديم المعرفة مرتبطة ارتباطاً شرطياً بالموقف الإيجابي، وبالفضاء الإنساني الذي لا تحده حدود.لقد كانت حياته عاصفة شعرية وأدبية قوية الفيضان، لكن موته كان بداية حياة أكثر عصفاً، إذ ظل هديرها يرتفع عاماً بعد عام.وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاما منذ رحيله طالت قامته حتى طاولت النجوم، وتجاوزت كل من ساوره حلم ذات يوم بمجاورتها.

وإذا كان عام ٢٠٢٢م، قد استفتح أقطار وقته بضجة صاحبت صدور ديوانيه ” ابن شاب قرناها” و ” العشق في مرافئ القمر ” بعد إخفائهما مدة ٢٢ عاماً، فإن صيف العام نفسه شهد ظهور أعمال أخرى لا تقل أهميتها عن أهمية الديوانين؛ أولها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، والذي أعجب كيف سمحنا لكل هذا الوقت أن يمرّ دون أن نصمم على نشره، وسنتناوله في عدة مقالات.

الكتاب معرض واسع لاشتباك البردوني مع هموم وشجون ومشاغل المشهد الثقافي العربي والعالمي، وهو في الوقت نفسه واحد من أكثر كتب البردوني ثراءً وتنوعاً.يصاب القارئ بالذهول وهو يتابع طيف الموضوعات التي ينتظمها محتواه؛ من المدارس والمذاهب والتيارات الأدبية والفلسفية إلى المناهج النقدية، يقارب ظهورها وظروف نشأتها، تجلياتها وأصداء كل منها في ذروة تجليه وما تركه بعد أفوله.

كما يتابع المؤتمرات الأدبية وتبدلات المشاهد الشعرية العربية وطبائع تلك التبدلات، ويناقش المقولات ومرجعياتها، ويستكنه دخائل مواقف الأدباء وأصول معاركهم. يتعالق مع الأفكار الخلاقة ويفضح الأفكار المعطلة، ويكشف عن الحقيقي المثمر، والزائف الوهمي في الابداع والحركات الأدبية. مؤشراً في نفس الوقت على الاستثنائي والعادي في الزعامات والأدب والفن، وعلى الابداع الآني والإبداع الدائم المعاصرة. السطحي الذي يروجه القطيع في حزب أو مدرسة أدبية، والحقيقي العميق الذي غالباً ما ينكره القطيع وتتبرم به المدارس، المبدعون الذين ترتفع بهم معارفهم عن السفاسف ويشغلهم الانجاز الإبداعي عن الضجيج الفارغ، والأدعياء الذين ينشغلون بالتعييب دون أن ينجزوا شيئاَ.

 ويزداد ذهول القارئ حين يعرف أن البردوني أنجز هذا الطيف المتنوع من الموضوعات الحافل بمئات الأسماء شعراءَ وروائيين ونقادًا ومفكرين وفلاسفة وفنانين وزعماء وإعلاميين، ومثلها أسماء كم هائل من الكتب والبرامج الإذاعية والمسرحيات والندوات والمهرجانات. وسيول من الإستحضارات للوقائع والتواريخ والمواقف والأحداث والأشعار والاقتباسات النثرية، يوردها في مقاربات بديعة تقديماً وعرضاً وتحليلاً ومقارنات ونقداً، حتى أنك لا تدري أتعجب بموسوعيته وثراء عوالمه ودقة ملاحظاته، وذكاء غوصه إلى عمق الحدث أو الشخصية أو الموقف أو النص، أم تعجب بفرادة لغته وبلاغة عبارته، وخصوصية أسلوبه الذي يجمع بين صبوة الشعر وقوة النفاذ إلى المقصود.

وتتسع الدهشة حين نعرف أن البردوني كتب مواد هذا الكتاب في السنوات الأربع الأخيرة من حياته، وكان في ذات الوقت مشغولاً بكتابة سيرته، حيث كانت حلقاتها تتوالى على صفحات جريدة ٢٦ سبتمبر كل أسبوع، إلى جانب التزامه بكتابات لمنابر أخرى، وانشغاله بأسفار متوالية إلى عواصم مختلفة؛ أما للمشاركة في مهرجانات وملتقيات أدبية وثقافية، أو لأجل العلاج، فقد كان وقتها واحداً من نجوم المهرجانات؛ بل كان في ذروة تحققه الأدبي وحضوره الثقافي، وكان أيضاً على أبواب السبعين من عمره، وكانت أمراض الضغط والسكر ومتاعب الجهاز التنفسي تنال منه باستمرار، حتى إنه في خريف عام ١٩٩٧م تعرض لجلطة دماغية خفيفة كادت تودي بذاكرته، لو لا أن أطباء في أحد المستشفيات في العاصمة الأردنية عمان نجحوا في السيطرة عليها

عنوان الكتاب ” شؤون ثقافية” هو نفس العنوان العام الذي اختاره البردوني لمقالاته التي كانت تنشر في صحيفة الثورة يوم الاثنين من كل أسبوع على الصفحة السابعة في الغالب، ثم في ملحق الثورة الثقافي وظلت هذه الكتابات تنشر يوم الاثنين من كل أسبوع في السنوات الأربع الأخيرة من حياته، وأنجز خلالها حوالي 75 مادة، والمنشور في هذا الكتاب يقتصر على نصفها كجزء أول.

تتفاوت المواد من حيث الطول فبعضها كان يتفارد على الصفحة بكاملها، وبعضها يأخذ ثلاثة أرباعها وبعض آخر يكتفي بثلثيها أو نصفها، وأحيانا كان تكبير البنط أو تصغيره من قبل مخرج الصفحة يلعب دوراً كبيراً في استشراء مساحة المادة أو انكماشها.

أما من حيث طبيعة الموضوعات فهناك المواد ذات الموضوع الواحد، وهناك مواد تتعدد موضوعاتها وإن ظل ينظمها خيط واحد، وهذه كان يضع لها عناوين فرعية، فتضم المادة عنوانين أو ثلاثة أو أربعة، وأحياناً كانت تنوب الأرقام عن العناوين للدلالة على تعدد التناولات.

العنوان العام “شؤون ثقافية” أتاح للبردوني حرية التنقل بين طيف واسع من الموضوعات، حتى أن بعض المواد انكتبت كمتابعات لأحداث ثقافية أو إصدارات هامة، ولا يميزها عما يكتبه الآخرون من متابعات الا كونها منتقاة بسبب أهميتها أو مغزاها، وإلا كون البردوني بأسلوبه الوصفي وطرائقه في استدعاء الأشباه والنظائر يحولها إلى موضوعات أدبية حقيقية، وموائد ثقافية مذهلة. مع ذلك فإن غالبية مواد الكتاب مواضيع عميقة التناول، وتتسم بغرضية قوية الصلة بما نعرفه عن البردوني من جدية وتفوق وحرص على قراءة ما لا ينتبه الآخرون له، أو ما يعمون وربما يتعامون عنه. فالمادة بمجموعها تقع في صلب مشروع البردوني كشاعر وناقد ومفكر ومثقف كبير.

محتوى الكتاب يقدم وجها من وجوه البردوني الأدبية والثقافية الدالة على موسوعيته، وعلى قوة متابعته، ووفرة انشغالاته. ومادته بالنسبة لي ولآخرين من أبناء جيلي الذين اقتربوا من الرجل العظيم، أو كانوا يحرصون على متابعته بلهفة وشغف، يمثل جزءًا من جماليات ذاكرتنا، شخصياً كان اشتغالي على الكتاب تصحيحاً ومراجعة وتدقيقاً حالة نوستالجيا غير عادية، فكثير من مواد الكتاب أساسها مثاقفات كانت تدور بينه وبيننا نحن مريديه الشباب، يحضرها أصدقاؤه القدامى وزواره من أدباء يمنيين وعرباً، وقد سبق أن ذكر ذلك أحد محبيه الكبار؛ أعني أستاذنا الكاتب الراحل عبد الله علوان في إحدى كتاباته عنه. كما ذكره أستاذنا الدكتور عبد الرضا علي الكاتب والناقد العراقي المعروف.

حظي الشاعران نزار قباني ومحمد مهدي الجواهري بمجموعة من أجمل مقاربات البردوني في هذا الكتاب، فقد كانت شجون رحيلهما على التوالي عام ١٩٩٧م، 1999م وافرة، إذ هما بقية البقية من رفاق العمود الكبار، وكلاهما كان صديقا للبردوني ومُعَظَّما عنده طوال الوقت.

لكن القاضي عبد الرحمن الارياني والشاعر محمد سعيد جرادة وعبد السلام صبرة، كانت لهم مساحة مميزة، أما الكاتبان أحمد بهاء الدين وسعد الدين وهبة اللذان رحلا عام ١٩٩٦م، فقد حظيا بوقفات أظهر البردوني فيها شغفا كبيراً بهما، ونفس المنحى تميزت به وقفاته مع طه حسين وعلي الجارم وإيليا أبو ماضي، وأبو القاسم الشابي، وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ونازك الملائكة والأخطل الصغير وابنه عبد الله وسلمى الحفار الكزبري، وغادة السمان

ثراء الكتاب ينبع من أسلوب البردوني نفسه، زوايا التناول، وطرائق تنضيد المواضيع، حيث يقوم بتشغيل ممكناته الأسلوبية ومعارفه الواسعة كلها أثناء الكتابة، فتناولت موضوعات الكتاب شخصيات من التاريخ استدعتها كتب أو قصائد مميزة، مثل الأخطل التغلبي وأبي نواس والعباس بن الأحنف والمتنبي وأبي العلاء المعري وابن زيدون وولادة بنت المستكفي  وأفلاطون وميكافيلي وابن خلدون ونتيشة وجان بول سارتر وشاتو بريان والبير كامو وبول إيلوار وأحمد شوقي وجيران خليل جبران وميخاييل نعيمة وعباس العقاد وإبراهيم المازني وزكي مبارك وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وأمل دنقل وأدونيس ومارون عبود وجورج صيدح وحنا مينا وجابر عصفور  ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وفهد بلان ومحمد عابد الجابري وعلي أومليل ووليد مشوح و سعاد الصباح وعشرات غيرهم.

إلى جانب مواضيع ذات بعد تاريخي وحضاري مثل الحملة الفرنسية على مصر، والمقارنة بين محمد علي باشا، وجمال عبد الناصر، ورواية هتلر، أو ستعراض أعمال أدبية وثقافية لكتاب مثل شوقي ضيف وثريا العريض وعزيزة عبد الله، وكتبا تموضعت كُتاّبا مثل فرح أنطون وجميل صدقي الزهاوي.

نتحدث معكم بالتفصيل عن النقد ونقده عند البردوني

الذي تجلى في كتاب “شؤون ثقافية” في المقال القادم.

قصيدة الشاعر الكبير عبدالله البردوني ” كيف أنسى ” التي قالها رثاءً في أخته .