المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

ماهي لعبة الملوك؟ وهل يستطيع المكفوفون ممارستها؟.

ماهي لعبة الملوك؟ وهل يستطيع المكفوفون ممارستها؟.

خاص /

مرحباً بكم في لعبة الملوك، -هل سمعتم بها من قبل؟

إنها لعبة الشطرنج التي يُعتقد أن أصلها مشتق من لعبة الشاتورانجا الهندية التي نشأت في شبه القارة الهندية خلال فترة حكم غوبتا الذي امتد من 319 وحتى 543-م. وتعد لعبة الشطرنج إحدى أشهر الألعاب الاستراتيجية على مستوى العالم، وهي لعبة طاولة تدور بين شخصين على لوحة مربعة تتكون من 64 مربعاً نصفها بيضاء والنصف الآخر مربعات سوداء كما في الصورة المرفقة (ولتكون الفكرة واضحة لدة المكفوفين فإن كل مربع أبيض يليه مربع أسود طولاً أو عرضاً والعكس، فمثلاً كل مربع أبيض يقع على جهاته الأربعة الرئيسية مربعات سوداء ويتصل بالمربعات البيضاء من الجهات الأربع الفرعية والعكس أذاما كانت  المربعات سوداء).

ويمتلك كل شخص 16 قطعة بأحد الألوان إما الأبيض أو الأسود، ثمان من تلك القطع يطلق عليهم الجنود ويكونون في الصف الثاني، وخلفهم ثمان قطع هي: قلعتين، خيلتين، ضابطين أو فيلين وجمعهما فيلة، الوزير، الملك، وقطعة الملك هي القطعة الذي يبني كل طرف خططه للإمساك بها ليحقق انتصاره على الخصم.

وهناك مجموعة من القواعد الموحدة لكيفية وصلاحية حركة كل قطعة من القطع أثناء اللعب، وهي سهلة الفهم والتعلم.

ولعبة الشطرنج من أكثر الألعاب متعة وإثارة وتعتمد على الذكاء وبناء الخطط، وتحظى باعتراف دولي واسع حيث تأسس الاتحاد الدولي للشطرنج في 20 يوليو تموز عام 1924-م ليصبح ذلك اليوم هو اليوم العالمي للشطرنج الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1966 بقرار رقم 278-72.

ويمارس المكفوفون لعبة الشطرنج بذات القواعد الموحدة دولياً، ولكن تكون لعبة الشطرنج مكيفة بحيث يتم تمييز المربعات البيضاء بأن تكون منخفضة بينما تكون المربعات السوداء مرتفعة، أما القطع فتكون القطع ذات اللون الأسود مميزة برؤوس مدببة بينما القطع ذات اللون الأبيض ذات رؤوس لمساء كما في الصورة المرفقة، وعلى لوحة الشطرنج الخاصة بالمكفوفين يستطيع اللاعب الكفيف اللعب مع شخص آخر كفيف أو غير كفيف لأن القواعد موحدة والاختلاف هو فقط في إبراز ألوان المربعات والقطع بشكل ملموس.

صورة للشطرنج الخاص بالمكفوفين

ولكن وبسبب جائحة كوفيد 19 فقد اتجه منظمي البطولات لتنظيم منافسات الشطرنج أون لاين ما حرم المكفوفين فرص المشاركة، إلا أن المعاقين حركياً حققوا مستويات مشرفة لليمن في بطولات إقليمية خلال السنوات الماضية.

غضب واسع لذوي الإعاقة ينتهي بإحضار صادم سيارة التبعي للشرطة وتغريمه.

غضب واسع لذوي الإعاقة ينتهي بإحضار صادم سيارة التبعي للشرطة وتغريمه.

خاص /

بعد تعقب ومتابعة تعرفت شرطة المرور بأمانة العاصمة والمنطقة الغربية على هوية صادم سيارة الشاب علي التبعي من الخلف والذي لاذ بالفرار بعد أن تعرف على إعاقة علي وأنه غير قادر على النزول من سيارته رغم استعداد الجاني للتسوية في البداية، ما دفع المركز الإعلامي لذوي الإعاقة يوم أمس لإصدار بيان شديد اللهجة ندد فيه بما أسماه استهتار بحياة ذوي الإعاقة، مستنكراً هروب الجاني بعد تعرفه على طبيعة إعاقة علي رغم استعداده قبل ذلك للتسوية واصفاً ذلك السلوك بالهمجي والمتغطرس والاستقواء على ذوي الإعاقة.

وفي صباح اليوم الأربعاء تم إحضار الجاني وسيارته إلى قسم الحميري، والإصلاح بين الطرفين بعد إلزام الجاني بالاعتذار لعلي التبعي، وإصلاح ما لحق بالسيارة من ضرر، وفيما يخص المخالفة المرورية وفراره بعد الحادث فقد تم إحالة الجاني للجهات المختصة للتعامل معه وفقاً للقانون.من جهته عبر التبعي عن شكره لإدارة المرور، والتضامن الكبير من ذوي الإعاقة وغيرهم على وساءل التواصل الاجتماعي.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً من ذوي الإعاقة ومناصريهم بعد نشر الناشط الشاب علي التبعي لتفاصيل الحادث على صفحته، وإصدار المركز الإعلامي لذوي الإعاقة للبيان الذي دعا إدارة المرور بأمانة العاصمة ومرور المنطقة الغربية التي قُيد لديها البلاغ بسرعة ضبط الجاني وإخضاعه لأقصى العقوبات القانونية مع أخذ الاستهتار بذوي الإعاقة بعين الاعتبار، وخصوصاً أن الإدارة المختصة بحسب علي التبعي قد تعرفت على هوية الجاني ومعلومات مفصلة عنه. وتابع بيان المركز: ” في الوقت الذي نرفع أصواتنا كذوي إعاقة لإدانة هذا السلوك الهمجي والمطالبة بمحاسبة الجاني فإننا نطالب من جديد بتضمين قانون المرور اليمني رقم 46 لسنة 1991 حقوق وآداب مرورية كاللوحات والمواقف الخاصة بذوي الإعاقة، ومراعاة حملة العصا البيضاء من المكفوفين والمعاقين حركياً على الكراسي المتحركة في الطرقات، ومضاعفة العقوبة لمن ينتهك حقوق ذوي الإعاقة أو يمارس تصرفاً مرورياً على خلفية عنصرية تستهتر بحياة ذوي الإعاقة أو تعرضهم للخطر . “

أسوأ من حادث مروري بكثير.

أسوأ من حادث مروري بكثير.

بأقسى عبارات الرفض والاستهجان ندين في المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة ما تعرض له الناشط الشاب – علي أحمد التبعي، من ذوي الإعاقة الحركية، صباح يوم أمس بحي النهضة بصنعاء من سلوك ينم عن الغطرسة والاستقواء على ذوي الإعاقة والاستهتار بحياتهم. حيث أن علي كان قد تعرض لإعاقة حركية شديدة بسبب حادث مروري تعرض له على دراجته النارية قبل عدة سنوات لاذ مرتكب الحادث بعده بالفرار تاركاً علي مضرجاً بدمائه على الرصيف. ولم يستسلم علي للواقع الجديد الذي لم يدر في خلده يوماً فمضى يشق طريقه بهمة واقتدار وتحمل للمسؤولية.

ورغم شهادته الجامعية ومهاراته المتعددة إلا أنه اضطر للعمل سائق أجرة على سيارة خاصة بعد تجهيزها لتكون مناسبة للقيادة بما يتلاءم مع طبيعة إعاقته، ويوم أمس تمام الساعة الحادية عشر صباحاً تعرض لحادث من قبل أحد المتهورين الذي كان هو المخطئ بحسب علي. يروي لنا علي التبعي ماهو أسوأ من الحادث ذاته فيقول: “صحيح أن سيارتي تعرضت للحادث من الخلف ما يعني أن الطرف الآخر هو المخطئ بحسب القواعد والأعراف المرورية، وقد حضر خمسة أشخاص أثناء الحادث وشهدوا على خطأ الطرف الآخر، لكن ما حز في نفسي هو الطرف الآخر الذي نزل من سيارته مستعداً للتسوية إلا أنه بعد رؤيته لإعاقتي وأنني لا أستطيع النزول من السيارة ركب سيارته ولاذ بالفرار ما جعلني أتذكر بمرارة الحادث الذي تسبب لي بإعاقة قبل عدة سنوات ولاذ مرتكبه بالفرار.”

ورغم أن الحوادث المرورية قد تحدث هنا وهناك بغض النظر عن المخطئ إلا أننا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة نعبر عن استنكارنا الكبير للاستهتار والتصرف غير المسؤول الذي قام به مرتكب الحادث تجاه علي التبعي، لا لشيء إلا لأنه من ذوي الإعاقة. وندعو إدارة المرور بأمانة العاصمة ومرور المنطقة الغربية التي قُيد لديها البلاغ بسرعة ضبط الجاني وإخضاعه لأقصى العقوبات القانونية مع أخذ الاستهتار بذوي الإعاقة بعين الاعتبار، وخصوصاً أن الإدارة المختصة بحسب علي التبعي قد تعرفت على هوية الجاني ومعلومات مفصلة عنه.

وفي الوقت الذي نرفع أصواتنا كذوي إعاقة لإدانة هذا السلوك الهمجي والمطالبة بمحاسبة الجاني فإننا نطالب من جديد بتضمين قانون المرور اليمني رقم 46 لسنة 1991 حقوق وآداب مرورية كاللوحات والمواقف الخاصة بذوي الإعاقة، ومراعاة حملة العصا البيضاء من المكفوفين، والمعاقين حركياً على الكراسي المتحركة في الطرقات، ومضاعفة العقوبة لمن ينتهك حقوق ذوي الإعاقة أو يمارس تصرفاً مرورياً على خلفية عنصرية تستهتر بحياة ذوي الإعاقة أو تعرضهم للخطر.

صورة علي التبعي

كفيف بلا نظارات يكتب: +18 للكبار فقط.

كفيف بلا نظارات يكتب: +18 للكبار فقط.

بقلم: -إبراهيم محمد المنيفي.

“ألوه صباح الخير يا أستاذ.”

“صباح النور.”

“عندنا إشكالية في المؤسسة وحبيت استشيرك.”

“خير ما الذي حصل؟”

“في مؤسستنا برنامج لتدريب الأطفال في مجال ……. لإعدادهم للمشاركة في مسابقة دولية في هذا المجال، ولدينا أطفال مكفوفين.”

“وأين المشكلة بالضبط؟ هل تريدون طرق أو استراتيجيات معينة لتدريسهم؟”

“إطلاقاً عندنا كادر مؤهل ولا توجد مشكلة بهذا الخصوص، المشكلة أن بعض أولياء الأمور رافضين أن يتدرب أطفالهم مع الأطفال المكفوفين لأنهم يقولون أنهم يخافون أو ينزعجون من شكل أعينهم.”

استمع في اندهاش. وتستمر هي: “بعد أخذ ورد ما يزال بعض أولياء الأمور مصرين أن نلزم الأطفال المكفوفين لدينا بارتداء نظارات شمسية حتى ما ينزعج أطفالهم، ونحن لا نستطيع إجبار الأطفال المكفوفين على مثل هكذا أمر، ونريد توعية أولياء الأمور، فما الذي نفعل؟.”

هذا مضمون مكالمة هاتفية تلقيتها صباح اليوم، ودعوني ألبس النظارات حتى أستطيع أن أناقشكم  يا كرام.

يبدو أن علينا أن نراجع خطابنا قليلاً وننزل من أبراجنا العاجية، فعلينا أن نؤجل الطرح عن حقنا كمكفوفين في تذليل بعض العقبات في الدراسات العليا، وعلينا أن نؤجل أيضاً مخاطبة الدولة والمجتمع بحق المكفوفين وذوي الإعاقة في الاندماج في كل مناشط المجتمع الثقافية والاقتصادية والسياسية، وعن حق ذوي الإعاقة في العمل والكسب بعرق جبينهم وتكوين أسرهم الخاصة بهم.

علينا أن نؤجل الحديث عن القانون والاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة والمنظور الحقوقي الحديث للإعاقة الذي يتبناه العالم، ونترك تلك الأدبيات لمن اعتادوا السفريات وعقد ورش العمل بآلاف الدولارات ونكون معنيين أكثر بمخاطبة المجتمع فهو الوسط والبيئة التي يعيش فيها ذوي الإعاقة فعلاً، وعموم الناس لا تحضر ورش العمل العبثية التي لم تغير في الواقع ما يستحق الذكر.

نحن مضطرون أن نرجع إلى مربع الصفر ونطالب بحقنا في الحياة على أساس الكرامة الإنسانية وعدم التمييز.

نحن مضطرون أن نرجع إلى البداية ونقول لأفراد مجتمعنا أننا رغم اختلاف شكل أعيننا إلا أننا بشر ولدينا مشاعر أيضاً، وأن اختلاف شكل أعيننا لا ينقص من درجتنا الإنسانية كون النظر وسيلة أوجدنا عنها بدائل وتعايشنا معها وهذا شأننا.

من ثقافتنا الشعبية: “الذي ما يجرح ما يداوي” لذلك اسمحوا لنا أن نصارحكم:

حينما نسمعكم تمدحوننا وتقولون: “أنتم أفضل منا والعمى عمى القلب” نبتسم ابتسامة صفراء ونشكركم لكننا نعلم في داخلنا أنكم تنظرون إلينا بنقص وتعوضون هذه النظرة ببيعنا الوهم، وعند أول اختبار لا تمنحونا حتى فرصة المنافسة.

حينما تصفقون بحرارة لإنجازاتنا العادية وربما التي لا تستحق التصفيق ندرك أننا قدمنا شيء فوق توقعاتكم، وأن توقعاتكم عنا في الحضيض لذلك تنبهرون، وتصفيقكم الحار لنا مجرد مجاملة سخيفة.

نحن ندرك أن قطاع كبير من المجتمع ينظر لنا أما كمتسولين مكانهم الجولات، أو قديسين ودراويش في زوايا المساجد ومجرد وسيلة لكسب الأجر، ومع ذلك نعول على القلة من الفئة الواعية ونقول: “مجتمعنا واعي ورائع ومتعاون”

أدرك أن هناك من سيعترض أو تعترض على كلامي وتقول أو يقول: “بالعكس نحن ننظر للكفيف والمعاق عموماً كجزء منا له حقوق وعليه واجبات، ولا يختلف عنا بشيء، ونحترمه ونحترم كل حقوقه التي يحترمها كل العالم”، لكن لو أتى شخص كفيف متدين ومتعلم ومقتدر لطلب يد ابنتك مثلاً سترفضه لا لشيء إلا لأنه كفيف، نحن مجتمعات نكذب على أنفسنا ونغالطها بشكل رهيب، لذلك تضل أزماتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نار تحت الرماد، وكما قال أحدهم “نحن نخشى نشر الغسيل أكثر مما نخشى الغسيل نفسه.”

الكثير من المسؤولين وأصحاب القرار في الدولة ومنظمات المجتمع المدني يبيعوننا الوهم ويقولون أنهم يؤمنون بقدراتنا بل وذهب بعضهم لاستيراد مصطلحات غبية مثل: “أصحاب الهمم، ذوي القدرات” وغيرها، بينما في الحقيقة لا يمنحونا حتى فرصة المنافسة.

دول العالم المحترمة تخطت الحقوق الأساسية في الحياة والمساواة والتعليم والعمل وحرية التعبير بخطوات ومراحل كبيرة وسنوات ضوئية فبينما نحن نمنح الكفيف Mp3  كوسيلة تعليمية ويتساءل بعض قراء هذه السطور “من بيكتب لهذا الأعمى” هم يناقشون حق الكفيف في الترفيه ولزوم أن تكون الألعاب الإلكترونية متوافقة مع برامج قارئات الشاشة الناطقة.

قتلتني رسالة من أحدهم حينما قال: “المعذرة: الفيديوهات التي تُعرض لكفيفات ينبغي عرضها بالنظارة السوداء، أو ينبغي ألا تُعرض البتة، من الآن وصاعداً فإن هاتفي مُتاح في يد أطفالي”، بقي فقط أن يقول الرجاء الكتابة عليها +18 للكبار فقط.

حتى الكثير ممن يقفون معنا هم يقفون تعاطفاً لا تضامناً وشتان بين الأمرين، فهم مثلاً سيدافعون عنا بذكر قصة الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، وكيف أن الله عاتب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يُنصت له بآيات تتلى إلى يوم القيامة، وقد سمعت هذه القصة في حياتي ألف مرة، لكنهم لن يتطرقوا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ولى عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه واستخلفه على المدينة 14 مرة والمدينة معروفة بتعقيداتها السياسية والفكرية حينها، لن يقولوا لنا أن استخلاف بن أم مكتوم على المدينة في ظل تلك التعقيدات يدل على فطنة الرجل وحنكته وحق المكفوفين في تولي أهم وأخطر مناصب الدولة، عفواً للأمانة العلمية لم أتأكد –هل كان بن أم مكتوم يرتدي نظارة أم لا.

همسة قبل الختام: يعتبر العلاج بالصدمة أحد الطرق الفعالة وهذا ما هدفت إليه من طرحي الذي ربما بدا لكم حاداً، لكن هي مشاكلنا كمجتمع ويجب أن نكون صادقين وموضوعيين في معالجتها، وهناك نماذج إيجابية ومشرقة تمثل نبراس أمل وتحمل مشعل وعي لم أعنيهم بهذا المقال.

وختاماً الحديث يطول، ومن رأى في كلامي بعض التحامل والهجوم فليعذرني لأني كتبت المقال وأنا لا أرتدي نظارة لأن عيني تؤلمني إذا ارتديتها، وفي المرة القادمة إذا أطليت عليكم فيديو فسأكتب للكبار فقط، وحتى مقالي هذا كان يجب إبعاد الأطفال عنكم وأنتم تقرؤون لأعمى حماكم الله مما ابتلانا به.

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر عن رأي المركز بضرورة