المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

تجاهل الأبطال خذلان وخيانة.. عبد الرحمن الضالعي نبيل من زمن الحرب.

تجاهل الأبطال خذلان وخيانة.. عبد الرحمن الضالعي نبيل من زمن الحرب.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

هنا قصص تدمي الضمير لواحدة من أبشع جرائم القرن، هنا دموع ثكلى وأطفال لم تجف، هنا وعلى مرأى ومسمع من العالم ذُبحت الإنسانية من الوريد إلى الوريد، هنا هُدمت المنازل على رؤوس ساكنيها، ومن هنا سيترافع الضحايا الأبرياء أمام محكمة التاريخ ضد أطراف الحرب الذين يوشكون على توقيع اتفاق سلام يقولون أنه شامل مع أنه لم يتبنى جراحهم ويقول الضحايا وفي مقدمتهم ذوي الإعاقة الأكثر دفعاً للثمن أن الأقلام خانتهم وتوشك أن تكتب نهاية الحرب مستعينة بالمداد بدلاً من دموعهم وأن أهازيج السلم ستضيق بأنينهم ذرعاً.

لا تزال فصول مأساة سكان منطقة “نُقم” والمناطق المجاورة لم تكتمل بعد، فما يزال يولد أطفال معاقون ومشوهون إلى اليوم بعد مرور ثمان سنوات، ومن أبصرتهم عين الحرب تعامت عنهم بعد أن أصبحوا من ذوي الإعاقة.

قصة اليوم أخرى ومختلفة لشاب مغمور من سكان منطقة نُقم حارة السِد تحديداً “وهو أحد الأحياء الشعبية المعروفة”.

إنه الشاب – عبد الرحمن علي محسن الضالعي، من أبناء محافظة الضالع ويسكن مع أهله في العاصمة صنعاء أو قل تسكنهم صنعاء إن شئت.

في عصر يوم الأثنين الأسود في 11 مايو أيار 2015 شن الطيران قصفاً جوياً مكثفاً على مخازن الأسلحة القريبة من منازل المواطنين مستخدماً قنابل فراغية ومحرمة دولياً ما أدى إلى انفجار مخازن الأسلحة وتطاير الرؤوس والصواريخ في كل الاتجاهات، فبالإضافة للصواريخ والأسلحة المتطايرة بجنون فقد رأى المواطنون كرة لهب كبيرة ترتفع إلى سماء المنطقة كما لو كانت شمس معلقة في الهواء ولها ذيل كبير ما يشير لفظاعة القنابل المستخدمة.

أما المواطنون فقد كانوا يهرعون فزعين وهم يصرخون في الشوارع كالمجانين، خرجت النساء بملابسهن الخاصة متشبثات بأطفالهن وبصيص أمل في النجاة.

لقد كانت السماء تمطر صواريخ وقنابل والأرض تهتز من قوة الانفجارات المتتالية وكأنما قامت القيامة.

وسط كل ذلك الهول كان ثمة شباب اقتحموا الخطر وكانوا النبل والمروأة تمشيان على الأرض، حيث بدأت مجاميع شبابية تطوعية بالتشكل سريعاً للقيام بعمليات إنقاذ فدائية وبطولية عز نظيرها.

يحكي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة القصة كاملة الشاب عبد الرحمن الضالعي، أحد الشباب المتطوعين حينها وكان يبلغ من العمر 21 عاماً، يقول: “بعد الضربة الأولى قبل الانفجار الكبير بدأت نوافذ بعض المنازل والمنازل نفسها بالتساقط وبدأ الناس يفرون من منازلهم في ذهول وكأنما فقدوا شعورهم، وازداد الأمر سوءً بعد الانفجار الكبير وحينها تعجز الكلمات عن وصف هول المشهد حتى أن رياح الصواريخ كانت تدفع الناس للتعثر ثم ينهضون ويواصلون الفرار، حينها أخذنا نساعد النساء والأطفال وكبار السن ونوصلهم بالسيارات القريبة التي تطوع أصحابها لنقل العائلات إلى أماكن بعيدة عن تساقط الصواريخ والأسلحة وانهيار المنازل”

قال لنا عبد الرحمن أنه في الأساس كان ذاهب لإنقاذ النساء والأطفال في عائلته غير أنه لم يستطع أن يرى النساء الأخريات والأطفال يبكون دون أن يقدم لهم المساعدة فاعتبر كل النساء والأطفال المذعورين عائلته وأنه يجب أن يساعد من يصادف في طريقه حتى يصل منزله على حدى قوله.

يقول عبد الرحمن أن أكثر مشهد أثر فيه هو: بعض الأمهات اللواتي رغم كلما يحصل من هلع وموت يعم المكان إلا أنهم عند تقديم المساعدة لهن رفضن النجاة إلى بعد العثور على أطفالهن والفرار بهم، يضيف عبد الرحمن: “عظمة وجلال الموقف جعلنا أيضاً نبحث معهن عن أطفالهن كواحدة من صور المساعدة”

الشاب النبيل يسقط معاقاً على الأرض

وأخيراً بعد النجاة عدة مرات من فم الموت، وإنقاذ العديد من العوائل وتأمين وإغلاق منازلها وصل البطل، وصل البطل عبد الرحمن إلى عائلته لإنقاذها، وبالقرب من سيارة أحد المتطوعين لنقل العوائل كان عبد الرحمن يقف للإشراف على تأمين فرار آخر فرد من أسرته وركوبه السيارة، في الأثناء يسقط أمامه جسم متفجر ويدفعه الهواء عدة أمتار وسط صراخ نساء وأطفال العائلة، ليست المرة الأولى فقد سقط اليوم عبد الرحمن مرات كثيرة ونجا لذلك كان يحاول النهوض، إلا أنه هذه المرة كان ينهض ويتعثر كثيراً ويقول بصوت مرتفع: “لا تقلقوا سأنهض بس يبدوا أنني تعبت”، تنظر له أخته وهو يحاول النهوض والمشي فتصرخ رافعة يدها أمام وجهها: “يا الله، يا عبد الرحمن لم يعد لديك رجل”.

يقول عبد الرحمن: “عندما نظرت وجدت فعلاً أن ساقي قد بترت تماماً وحينها سقطت على الأرض وأدركت أني سأصير شخص من ذوي الإعاقة”

بسقوط البطل خُذل وسقطت قّيم بعضهم.

لم تشفع لعبد الرحمن بطولته ونفسه المعطاءة من المعاملة السيئة في المستشفى وعدم مبادرة الأطباء لإيقاف النزيف لساعات ما جعله يربط ساقه ببعض ملابسه كما قال، ثم إن عائلته تجشمت عناء مبالغ باهظة بعد فراره من المستشفى الحكومي لمستشفى خاص دون أن يساعدهم أحد.

حدثنا عبد الرحمن بصوت منكسر والعبرة تغالبه عن اضطراره لإيقاف تعليمه بعد الصف التاسع بسبب عدم تهيئة البيئة والحالة النفسية والتنمر ونظرة الشفقة والرحمة التي كان يتلقاها من المجتمع، وشكا طويلاً عن عدم استفادته من المنظمات الإنسانية ومؤسسات ذوي الإعاقة خصوصاً لعدم معرفته بالتعامل معها وعدم معرفته بأي شيء عن عالم ذوي الإعاقة، وقال: “خلال الثمان السنوات السابقة جاءتني العديد من المنظمات والجهات وما استفدته منها فقط هو ساق صناعية ثقيلة الوزن ومتعبة وغير مناسبة حتى أنها تمزق ملابسي رغم وجود ساق بديلة خفيفة ومناسبة ولكنها باهظة ليست في متناول المواطن العادي والمنظمات تمنحها لمن لديه وساطة، ورغم الجهات الكثيرة التي صورت معي أيضاً إلا أنني عندما مرضت وتطلب الأمر الخضوع لعملية جراحية لم يقف معي أحد حتى بطاقة صندوق المعاقين التي أحملها لم أعرف ولم أتمكن من الاستفادة منها للأسف”

كيف يمكن رد الجميل.

لن نبيعكم الوهم ونقول لكم أن عبد الرحمن يتمتع بإرادة وعزيمة صلبة فعلى العكس فقد كان يتحدث كشخص فقد الأمل وتحطمت كل أحلامه، لقد تساءل عدة مرات: “كيف سأتعلم أو أتدرب وأنا معاق”!، حتى لو من سيقبل أن يوظف معاق لديه ويقتنع به” وغيرها من صور الخذلان التي عكسها في أسئلة.

وختاماً هي وقفتان لمن قرأ حتى النهاية فقضايا ذوي الإعاقة وذوي الإعاقة أنفسهم لا يهمون الكثير من أبناء مجتمعنا للأسف الشديد:

الأولى: أن عبد الرحمن شعر بانتمائه للمجتمع وساعد الجميع ودفع الثمن، وعلى المجتمع إن أراد رد الجميل أن يتبنى قضايا ذوي الإعاقة ويهتم بها ويدافع عنها كجزء منه ينتمي إليهم وينتمون إليه.

الثانية: أن على المنظمات الإنسانية ومؤسسات ذوي الإعاقة أن تولي المعاقين الجدد بما فيهم ضحايا الحرب اهتمام خاص واستثنائي بما في ذلك الدعم والتأهيل النفسي والاجتماعي، والتدريب والتأهيل المهني فضلاً عن الجانب الصحي وغيرها من الجوانب كونهم جدد على الإعاقة ولا يعرفون الأطر المؤسسية والقانونية وكيف يتفاعلون معها.

وكما كان ذوو الإعاقة الأكثر دفعاً للثمن نتيجة الحرب يجب أن يكونوا أول من يجني ثمرات السلام إن أردنا العدالة.

الشاعر محمد الشامي.. أطفأت الحرب عينيه ولم تطفئ مشعله.

الشاعر محمد الشامي.. أطفأت الحرب عينيه ولم تطفئ مشعله.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

في عام 2000 كان وفداً يمنياً باسم الثقافة يشارك في فعاليات “الكويت عاصمة الثقافة العربية” وهناك سأل الكويتيون عن شاعر يمني باسمه الثلاثي، فإجابهم الوفد بأنهم لا يعرفون اسم ذلك الشاعر!، غير أن القائمين على جائزة “عبد العزيز بن سعود البابطين” كانوا مصرين على معرفة اسم الشاعر فبعثوا إلى صنعاء يسألون عن ذلك الشاعر المغمور ولم يفدهم أحد، حيث أن جائزة البابطين كانت قد أعلنت عن مسابقة شعرية في الشعر العربي فقام أحد أصدقاء الشاعر من المغتربين بإرسال القصيدة وذيلها باسم الشاعر الثلاثي فقط دون أن يرسل ترجمة أو عنوان تواصل – كان الأمر مجرد تجربة – فنُشرت القصيدة ضمن كتاب تم توزيعه في الفعالية ضم أفضل 22 قصيدة من وجهة نظر القائمين على الكتاب في الفعالية هناك.

إنه المعلم والشاعر والأديب محمد أحمد قاسم الشامي.

من مواليد 6 يونيو 1977 بمحافظة حجة شمال غرب العاصمة صنعاء مديرية الشغادرة عزلة العمشة.

والقصيدة هي قصيدة “الأديم استقر” وهو نفس العنوان التي حملته مجموعته الشعرية التي طبعتها ونشرتها وزارة الثقافة والسياحة عام 2004، وله دواوين مخطوطة غير منشورة وقصائد نشرت في الكثير من الصحف والمجلات، كما حصل على جائزة رئيس الجمهورية في الشعر مناصفة عام 2005، وجاء ذكره في موسوعة “أعلام اليمن ومؤلفيه” للدكتور عبد الولي الشميري تحت الرقم (9045) كشاعر ومؤلف.

تخرج الشاعر محمد الشامي من معهد المعلمين بمدينة حجة عام 1995 ودرس بقسم العلاقات العامة في كلية الإعلام بجامعة العلوم والتكنولوجيا.

يقول الشاعر محمد الشامي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة إنه كان على اتصال وثيق بالشاعر الراحل حسن عبد الله الشرفي، ولكنه كان شديد التأثر بشاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني وفي هذا يقول: “لقد تعرفت على الشاعر الكبير عبد الله بن صالح البردوني لأول مرة عام 1994 في معرض الكتاب الثاني عشر الذي كان يُقام بجامعة صنعاء حينها، ومن ذلك الوقت داومت على زيارة الأستاذ عبد الله البردوني وكنت أذهب إليه كل يوم جمعة، ولم أنسى ما حييت حينما قال لي: “يا محمد إن شهرتك ومعرفة الناس بك ستكون من الخارج” وهو ما حصل فعلاً عام 2000″

للشاعر محمد الشامي مكتبة معتبرة في منزله حيث كان يداوم قبل العام 2015 على القراءة لما يزيد عن عشر ساعات يومياً، أما بعد ذلك العام فقد هجر شاعرنا مكتبته قصرياً إلى يومنا هذا ومازال فلماذا يا ترى؟!.

قيامة نُقم ونجاة الشاعر الشامي

2015 هو ذلك العام الذي تؤرخ به المنظمات الأممية للحرب المجنونة التي جعلت الأزمة في اليمن أسوأ أزمة إنسانية في الكوكب، نعم “أسوأ أزمة إنسانية في الكوكب” بهذا التعبير المكثف حرفياً وصفت الأمم المتحدة المشهد.

كان لا صوت يعلو على قعقعة الرصاص وأزيز الطائرات والمضادات الأرضية، ولأن شاعرنا كان يسكن في منطقة نُقم الاستراتيجية فقد أبعد أبنائه كما فعل معظم السكان من المنطقة خوف تعرضها لقصف الطيران.

وفي عصر الحادي عشر من مايو أيار 2015 كان الشاعر محمد الشامي مع والدته في المنزل يتفقدانه فإذا بصوت انفجار هائل، اهتزت على إثره جدران المنزل وتطايرت النوافذ وخرج الناس من منازلهم هلعين كالمجانين، هكذا كان المشهد، أما شاعرنا فقد رأى ما تشيب له الرؤوس إذ يقول: “خرجت من المنزل مسرعاً ونظرت باتجاه الصوت فإذا بألسنة من النيران تمتد مسرعة نحوي ودون تفكير بدأت أتراجع إلى الخلف ولم أجرؤ حتى على الالتفات إلى أن ارتطمت بجدار خلفي فسقطت على الأرض وكانت الشظايا تتطاير في كل اتجاه، فقدتُ الوعي تماماً ولم أفق إلى في إحدى العيادات بحالة يُرثى لها”

بعد ذلك الحادث كان محمد يدخل في نوبات تشنج عنيفة تستمر لنصف ساعة في اليوم، واستمر شهرين كما لو كان بنصف وعي على حد تعبيره، وبدأ نور عينيه يخفت شيءً فشيءً حتى استيقظ في أحد الأيام وقد فقد البصر تماماً، فنقله أحد أصدقائه إلى المستشفى لتفيد تقارير المختصين بأن لديه خلل في العصب البصري وأن إمكانية التعافي كبيرة وممكنة مع التوصية بسرعة نقله للخارج لتلقي العلاج.

عذاب الصبر في درب البلاء

بعد فقدان الشاعر محمد الشامي للبصر تغير كل شيء في حياته، فقد حدثنا بمرارة عن حنينه للكتب والمجلات التي تزدحم بها مكتبته الشخصية وكيف كان يقرأ ساعات طويلة، وكيف كان يعلق ويضيف في حواشي الكتب والدواوين، والغصة بحلقه يقول: “كم أتمنى لو أستطيع حتى أن أراجع ملاحظاتي التي أودعتها الكتب أو أجد من يقرأ لي”

تخلى الكثيرون عن شاعرنا وتركوه يواجه قسوة الحياة بمفرده حتى اضطر أكبر أبنائه لترك المدرسة في الصف الثامن ليعمل في مصنع للمياه المعدنية بأجر زهيد(أقل من دولارين في اليوم الواحد) لمساعدة الأسرة بعد أن أصبح عائلها كفيف بشكل مفاجئ.

صورة الشاعر محمد الشامي مع أبناءه

رغم إمكانية الشفاء ومذكرات المناشدة التي رفعتها نقابة الأدباء للجهات الرسمية للتكفل بعلاج الشاعر محمد الشامي لم يستجب أحد، حتى أن 15 من وجهاء المنطقة رفعوا مذكرة مناشدة بحسب الشامي لرئاسة الجمهورية عام 2020 وإلى اليوم لا مجيب، فهل يا ترى سيبادر صندوق رعاية المعاقين للقيام بدوره المأمول؟.

المؤلم والملفت في قصة الشاعر محمد الشامي أن الكثير من أصدقائه تركوه ودخل في عزلة لمدة ثلاث سنوات انقطع فيها عن العالم ولم يعرف بإمكانية استعمال المكفوفين للهواتف من خلال البرامج الناطقة إلا منتصف العام 2018 حيث بدأ باستعمال هاتفه للقراءة والاطلاع والتواصل بعد عزلة وصفها بالقاسية.

في قصيدة له يعاتب فيها من تنكروا للصداقة بعنوان: أصدقائي، يقول الشاعر محمد الشامي:

أصدقائي: أين مني أصدقائي**

يا عذاب الصبرِ في دربِ البلاءِ.**

أَأُناديهم؟ وكم ناديتُهم**

لم يجبني أحدٌ إلا ندائي.**

ضاق صدري، قل صبري لم أجد**

مسعفاً يرثى لحالي غيرُ دائي.**

أسبِقُ الوقتَ بلا وعيٍ وقد**

بعتُ ما أملك من أجل الدوائي.**

ويتساءل شاعرنا عن أدوار الجهات المختصة بالاسم فيقول: “أين دور وزارة الثقافة؟ أين دور اتحاد الأدباء؟، أين دور وزارة الشباب والرياضة وقد وعدت عند حصولي على جائزة رئيس الجمهورية برعاية الأدباء والشعراء؟، أين دور نقابة المهن التعليمية وأنا أحد أعضائها وهي تقتطع جزء من راتبي كمعلم منذ 1995 وحتى نصف الراتب الذي للمعلمين أحياناً تقتطع جزء منه فأين دورها؟”

وختاماً: فإنه من المخجل والمؤسف أن يتعرض الشاعر محمد الشامي للإهمال والتجاهل كإنسان وضحية حرب أولاً، ثم كشاعر ومبدع ثانياً، ويوجع القلب ويدمي الفؤاد أن يسأل عنك الناس في دول أخرى ويعرفوك فيما أبناء وطنك لا يعرفوا عنك شيء.

ومن بيت شاعرنا المسقوف بالصفيح نودعكم إلى أن نلتقيكم في قصص “من وراء الحرب” بعد شهر رمضان المبارك فإن صوت المطر على الصفيح غطى أصواتنا ولم يعد بإمكاننا أن نسمع، فمطراً هنيئاً ولا بقاء لضجيج الصفيح ولا بقاء لضجيج الفارغين الأوصياء على الثقافة والمثقفين في البلاد.

في أمان الله.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين.

الآيسكريم أم تراجيديا الموت.. من أفقد الطفلين البصر وقتل الثالث؟!.

الآيسكريم أم تراجيديا الموت.. من أفقد الطفلين البصر وقتل الثالث؟!.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

الذهاب إلى المدرسة صباحاً والعودة لتناول وجبة الغداء عند الظهيرة ثم الذهاب إلى الوادي لرعي الأغنام حتى المغرب هو النشاط المعتاد لكثير من الأطفال هنا في عزلة ( الإغمور ) في الحيمة الخارجية إحدى مديريات محافظة صنعاء، وكذلك في غيرها من الضواحي والبوادي اليمنية.

وفي ذات يوم يعود أصيل ذا العشر السنوات من الرعي لينادي أخاه الأصغر محمد لكي يتولى إدخال الأغنام إلى حضائرها، بينما يتحرك أصيل بسرعة خاطفة إلى سطح المنزل وليته لم يتحرك، فلو توقف وتحدث مع أهله قليلاً لربما اختلف المشهد ولما فقد بصره ولما قُتِل أخوه محمد، لكنها شقاوة وبراءة الأطفال.

ما علاقة صعود أصيل إلى سطح المنزل بمقتل أخيه؟، وما علاقة صاحب الآيسكريم بالقصة؟

تعالوا لنعرف الحكاية سوياً منذ البداية:

تبدأ القصة قبل الحادثة بستة أشهر وتحديداً بداية العام 2018 حينما كان أصيل يرعى الأغنام بجوار أحد المعسكرات في المنطقة، وهناك حصل على لعبة هرمية الشكل بطول ذراع اليد تقريباً  وآثر أن يختص بها نفسه دوناً عن أخيه وغيره من الأطفال.

ينتهي العام الدراسي منتصف شهر مايو أيار قبل شهر رمضان المبارك وينجح أصيل من الصف الثالث إلى الصف الرابع الأساسي بجدارة.

كباقي الأطفال يحب أصيل الحلوى ولكن ليس أكثر من الآيسكريم الذي ما أن يرى صاحب الآيسكريم ذلك البائع المتجول حتى يسرع إليه إما بالنقود أو ببعض الخردة من النحاس ليبادله بها آيسكريم، وهذا ما وطد العلاقة به إذ أصبح أصيل زبون دائم.

ومع دخول شهر رمضان المبارك ينقطع بائع الآيسكريم  المتجول عن القرية لأنه يأتي في النهار ويعود في الليل والناس في النهار صائمون بطبيعة الحال.

أما الطفل أصيل حسن شرع، فيرافق أصدقائه الأطفال من بعد الظهر وحتى قبل المغرب في رحلة الرعي المعتادة وما أن يسمعوا صوت القرآن الكريم يرتفع من مكبرات المساجد إيذاناً بقرب أذان المغرب وموعد الإفطار حتى يعودون إلى منازلهم، وبعد وجبتي الإفطار والعشاء وأداء الصلوات تبدأ ليالي رمضان الجميلة ما بين سهر ولعب الأطفال، وكل يوم يتفقد أصيل لعبته المدللة التي أحتفظ بها في سطح المنزل.

وبينما تمر أيام شهر رمضان سريعاً يلتقط الأطفال ما بقي لهم من متعة الإجازة، ويستعدون لاستقبال عيد الفطر المبارك بشراء الحلوى والثياب الجديدة، إلا أن أصيل وشقيقه محمد وباقي أطفال العائلة يستعدون لأمر آخر وهم في غاية السعادة حيث اعتادت العائلة أن تجتمع في الأعياد بمنزل الجد وأصيل ومحمد والأطفال الآخرون ينتظرون أن ينضم إليهم رفاقهم الأطفال من أبناء عمهم الذين سيأتون من صنعاء ليقضوا إجازة العيد في القرية وفي بيت الجد بالتأكيد.

بشار ذو التسع السنوات لا تكاد تحمله قدماه ويكاد يطير فرحاً باقتراب موعد العيد الذي سيقضيه في القرية مع أبناء عمه حيث سافر ومعه أطفال آخرون وأفراد من الأسرة على متن سيارة إلى القرية في آخر يوم من رمضان إلا أنهم تفاجأوا في المساء بأن رؤية الهلال لم تتضح ما يعني أن الشهر سيكون ثلاثين يوماً وليس تسعة وعشرين يوماً وهذا ما أعلنته الجهات المعنية في البلاد.

في اليوم التالي وقد أوشكت الشمس على المغيب كان الأطفال الثلاثة أصيل وشقيقه محمد وابن عمهما بشار يملئون البيت صخباً وضجيجاً، ذهاباً وإياباً، غنوا كلما يحفظون من أهازيج العيد ، ولعبوا كل الألعاب الشعبية التي يعرفونها، وهنا تذكر أصيل لعبته العزيزة على قلبه التي أحتفظ بها في سطح المنزل ستة أشهر كاملة وقرر في لحظة حب أن يشارك لعبته مع أخيه وابن عمه وبدأ الأطفال يتقاذفون باللعبة التي بين يديهم حتى ملوا منها.

وخلف ديوان الجد كانت شمس الأصيل دافئة وممتعة جلس الثلاثة الأطفال على جذع شجرة مرمي على الأرض، وجلبوا اللعبة مرة أخرى وتذكر أصيل صاحب الآيسكريم الذي سيعود إلى القرية بعد العيد واقترح أن يقوموا بتفكيك اللعبة ليستخرجوا النحاس منها ويبادلوا به صاحب الآيسكريم.

بدأ الأطفال بضرب اللعبة بقوة على الأرض بغرض تفكيكها وفجأة تنفجر بهم تلك اللعبة وتصدر صوتاً كبيراً، تخرج العائلات ويهرع شباب القرية على صوت الانفجار وأصوات صراخ الأطفال، وخلف ديوان الجد يرى الجميع ثلاثة أطفال غارقون في دمائهم طفلين ممددين على الأرض والثالث ما يزال يصرخ في حين تطاير الدم إلى نافذة ديوان الجد.

صورة بشار وعليه آثار الإصابة

يقول بشار للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “حينما انفجرت بنا اللعبة التي قيل لنا فيما بعد أنها قذيفة (RBG)  ) تم إسعافنا على إحدى السيارات، وفي عيادة المنطقة أجريت لنا إسعافات أولية قبل أن ننتقل إلى صنعاء، لكن محمد ابن عمي توفي هناك، واستمريت أنا وأصيل حوالي شهر في مستشفى الكويت بصنعاء” يضيف بشار: “فقدت عيني اليسرى تماماً وجزء من البصر في العين اليمنى، بينما تضررت عيني أصيل وبقي لديه قليل من البصر في العينين”

صورة بشار و أصيل في المستشفى

أما أصيل فرغم الوجع الذي مازال بصوته رغم مرور حوالي خمسة أعوام على الحادثة فهو متفائل وقد تم تكريمه الأسبوع الماضي لتميزه في لعبة الشطرنج بمركز النور للمكفوفين، يقول أصيل: “لقد خسرت أخي بسبب ذلك الحادث وتضرر بصري في العينين ورغم أنني أرى قليلاً إلا أنني مضطر للقراءة والكتابة بطريقة برايل للمكفوفين، وأنصح الأطفال ألا يأخذوا أي لعبة أو أي شيء لا يعرفونه فقد يتسبب لهم بالكثير من الألم طوال حياتهم”

أصيل وبشار ابني العم يدرسان في الصف السابع الأساسي بمدرسة مركز النور للمكفوفين بصنعاء ويقيمان في السكن الداخلي للمركز، ويشيدان بالاهتمام الذي يلقيانه مع باقي زملائهم من حيث راحة الإقامة وتنوع الأنشطة وجودة التغذية وتعامل الكادر الإداري والإشرافي معهما للسنة الرابعة منذ التحقا بالمركز، وتجمعهما علاقة مميزة كما لو كانا توأمين حتى في ملابسهما الموحدة.

وهكذا دفعت الطفولة ولا تزال تدفع ثمناً باهظاً في الحرب، وفي حين تكثر المنظمات المدافعة عن الأطفال والطفولة ويرتفع صوتها في كل قضاياهم يكاد يختفي في الحديث عن قضايا الأطفال ذوي الإعاقة وما يتعرضون له من اعتداءات وحشية وجرائم يندى لها جبين الإنسانية والتاريخ.

أما أصيل وبشار وغيرهما ممن أعيقوا في الحرب فالحياة بالنسبة لهم لم تتوقف وهم مستمرون بالتعليم وحصد شهادات التقدير طالما خلفهم أسر واعية ومؤسسات تأخذ على أيديهم وتفتح لهم أبواب الأمل.

عبد الله حسين والبحث عن عمل بعد الإعاقة.. تحدي وجودي.

عبد الله حسين والبحث عن عمل بعد الإعاقة.. تحدي وجودي.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

في ظهيرة 19 فبراير شباط عام 2018 كان عبد الله حسين يتجول رفقة أحد أصدقائه كأي يوم عادي، ولم يكن يعلم أن ثمة خطوة ستغير حياته إلى الأبد، خطوة واحدة هي التي غيرت مجرى الأحداث فيما بعد تماماً في حياة عبد الله، وأسرته التي يعيلها وتتكون من زوجته وأبنائه الأربعة.

لقد داس عبد الله على لغم أرضي أدى إلى بتر رجله اليمنى في الحال وأصيب بجروح أخرى، بينما حالت عناية الله دون أصابت صديقه الذي كان يُبعد عنه عدة أمتار.

يتحدث للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة عبد الله حسين ناصر، 33 عاماً، وهو من أبناء محافظة حجة الواقعة شمال اليمن وتُبعد عن صنعاء بحوالي 223كم عن قصته قائلاً: “لم أكن أتوقع أن تلك المنطقة مزروعة بالألغام وحينما انفجر بي اللغم لم أفقد الوعي بل أنني صرخت بصديقي أّلا يقترب وأن يظل ثابتاً في مكانه خشية انفجار لغم آخر وزحفت على الأرض ما يقارب  الثلاثين متراً حتى وصلت إليه وبادر بأخذ هاتفي من جيبي والاتصال بشقيقي الذي أقبل على الفور وقام بإسعافي مع صديقي على دراجة نارية إلى المركز الصحي القريب من المنطقة، ثم تم نقلي إلى مستشفى أخر بإمكانيات أفضل وهناك ظليت فيه 20 يوماً أتلقى العلاج اللازم”، ويضيف عبد الله: “إن بعض الأعصاب وخصوصاً أعصاب الرجل المبتورة بدأت بالتيبس وكادت تؤدي إلى مضاعفات أخرى وهذا ما اضطرني للانتقال إلى مركز الأطراف في صنعاء بتوصية من الأطباء المختصين لغرض إجراء التمارين والتدريبات اللازمة”

تحدي إثبات الوجود خياراً وحيداً.

ليس من السهل أن يتكيف شاب اعتاد على النشاط والحركة مع الإعاقة المفاجئة خصوصاً أن عبد الله لم يكن يملك من الوقت والظروف ما تمكنه من التوقف أو إعلان العجز والاستسلام فقد كانت معركة الحياة مستمرة ولا تزال، فلديه أسرة هو عائلها الوحيد، وهنا كانت الخيارات المتاحة أمامه قليلة جداً إذ أنه قبل الإعاقة كان يعمل بالعديد من الأعمال الحُرة بأجر يومي ومعظمها إن لم يكن جميعها باتت غير مناسبة.

واستمر عبد الله ينحت في الصخر، وحاول ثم حاول حتى وصل ولكل مجتهد نصيب.

يقول عبد الله أن المعنيين في جمعية قنوات الأمل (وهي إحدى أبرز الجمعيات العاملة بمجال ذوي الإعاقة في محافظة حجة) تواصلوا به منتصف العام الماضي وعرضوا عليه فرصة تدريبية ممولة في مجال الخياطة والتطريز وأنه قد التحق بتلك الدورة واستفاد منها بشكل كبير، وبتعبيره الخاص قال عبد الله بلهجته المحلية: “فرحت بهذه الفرصة وبأنني سأجد لقمة جهالي بنفسي كما كنت ولن نمد أيدينا إلى أحد بفضل الله” (لُقمة الجهال هي: تعبير محلي شائع ويعني العمل الذي يوفر لصاحبه دخل مادي يكفي لمواجهة الاحتياجات الأساسية للأسرة).

يعمل عبد الله في محله الكائن في مدينة حجة من السبت إلى الخميس ولا يعود لأهله إلى يوم الجمعة بسبب أنهم في عزلة النفيش- مديرية الشراقي البعيدة عن مكان عمله.

ولكن ورغم اهتمامه بعمله ومحاولة تطويره باستقدام الأقمشة الحديثة والتعلم الذاتي على أحدث الموديلات وفنون الخياطة والتطريز يشكو عبد الله من قلة الإقبال وضعف القدرة الشرائية للمواطنين ما ينعكس على عمله بشكل مباشر، وهذا ما دفعه للاحتراف في صيانة مقاعد السيارات والدراجات النارية وتنجيدها إلى جانب عمله الأساسي، ويطالب من الجهات المختصة أن تراعي خصوصية محله والكف عن مضايقته بسبب العمل الجديد لحين تضمينه في رخصة المحل عند تجديدها.

كرامة المعاقين قبل أي شيء.

يطالب عبد الله من الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات الإنسانية أن تولي اهتمام أكبر بملف معاقي الحرب في اليمن فهم بحاجة ماسة للوقوف إلى جانبهم ومد يد العون إليهم للتكيف مع الوضع الجديد بغض النظر إذا ما كان أولئك المعاقين مدنيين أو عسكريين فهم قد أصبحوا من ذوي الإعاقة ولهم نفس الحقوق دون تمييز على حد تعبيره.
وحينما طلبت من عبد الله أن يوجه رسالة خاصة لزملائه معاقي الحرب قالها باختصار: “كرامتكم قبل كل شيء ودعمكم من أي جهة حق مكفول، ورغم الظروف نستطيع أن نصنع الاكتفاء الذاتي لأنفسنا وأسرنا بأنفسنا فلا تيأسوا”.

كمينٌ للطفولة بمحافظة إب ينتهي بمأساة فكيف يمكن إيقافها؟.

كمينٌ للطفولة بمحافظة إب ينتهي بمأساة فكيف يمكن إيقافها؟.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

هنا شارع “العُدين” بمحافظة إب الواقعة وسط اليمن.
ومثل كل قرى ومدن البلاد تزينت المدينة لاستقبال عيد الأضحى المبارك.
وفي صبيحة العيد غص شارع العُدين بالرجال والنساء والأطفال العائدين من صلاة العيد وأولائك الذاهبون لزيارة أقاربهم وأصدقائهم.

على ناصية الطريق وأنت تنظر في الثوب الأخضر الذي ارتدته هذه المحافظة بعد موسم مطير، وتستمتع برؤية الأطفال في مجاميعهم الصغيرة وهم يجوبون الشوارع للسلام على الأهالي متنقلين من منزل إلى آخر كما جرت العادة في الأعياد تستوقفك إحدى تلك المجموعات وبينهم طفل يغني بصوت عذب مع أصدقائه –يبدو أنه في التاسعة من عمره– فجأة ينظر الطفل إلى جانب الطريق وكأنما يلحظ شيءً ما ثم يترك أصدقائه ويهرول مسرعاً حتى يتوقف بجانب عمود الإنارة، ينحني الطفل نحو الأرض وكأنما يريد أن يلتقط لعبة أو هدية أحب أن يظفر بها لأنه رآها قبل أصدقائه، وماهي إلا ثواني بسيطة حتى يهز الشارع صوت انفجار لم يعرف المواطنون والمارة مصدره لكن الأطفال ومن كانوا بالقرب من المكان كانوا يرتعدون فزعاً وخصوصاً حينما شاهدوا ذلك الطفل الذي كان يغني منذ قليل وهو يطير في الهواء ثم يسقط على الأرض مضرجاً بدمائه.

وإن كان وسام لن يستطيع أن يلعب مع أصدقائه كرة القدم بعد ذلك إلا أن الأطراف الصناعية أعادت له الأمل بالإضافة لما يتحلى به من عزيمة وإصرار وحب للحياة حيث استمر في الدراسة وهو اليوم في الصف الثالث الثانوي ويأمل أن يتخصص في تقنية المعلومات، هكذا قال لنا فهو محدد هدفه بوضوح.

اتصلنا بوسام صباح اليوم وأخبرنا أنه مسافر إلى محافظة عدن جنوبي اليمن والتي تُبعد عن محافظة إب بحوالي 380-كم وذلك لتغيير الأطراف الصناعية.
وكان قد قال لنا من قبل أنه يضطر لتغيير الطرفين الصناعيين مرة إلى مرتين في العام، وطالب بأن تأسس مراكز متخصصة للأطراف الصناعية في كل المحافظات وذلك لأن ذوي الإعاقة يعانون الكثير عندما يتطلب الأمر تغييرها أو صيانتها بسبب السفر الطويل بين المحافظات وصعوبة المواصلات ووعورة الطرقات.

يتميز وسام بصوت جميل في الإنشاد والغناء ويعزف على العود “والعود آلة شرقية معروفة وتستعمل في اليمن بكثرة”.
يأمل وسام أن يحقق معدل دراسي مرتفع في الثانوية العامة، ويطالب بمزيد من الاهتمام بضحايا الحرب وتأهيلهم ورعايتهم معبراً عن رغبته في تطوير موهبته في الإنشاد والغناء.
لم ينسى وسام أن يوجه رسالة حرص على تكرارها للأطفال أن يبتعدو عن أي جسم غريب أو غير معروف، وإلى الأسرة والمجتمع والدولة أن يبذلوا المزيد من الجهود التوعوية لمنع تكرار مثل تلك الخسائر.
وختاماً يقول وسام: “بأن أي حل لأي مشكلة يواجهها ذوو الإعاقة أو غيرهم في اليمن يبدأ بإيقاف الحرب وبناء عملية السلام”.