الوسم: ذوي الأعاقة
نجوم من الاعلاميين والفنانين اليمنيين يهنئون الأشخاص ذوي الإعاقة عبر مركزهم الإعلامي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.كل عام وأنتم إلى الله أقرب
خاص : محمد الشيباني /
تناول المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة في حلقة النقاش التي أقيمت في وقت سابق من هذا الشهر موضوع التنمر ضد الأطفال من ذوي الإعاقة حيث أشار الضيوف إلى أسباب التنمر وصوره وكذا نتائجهوفي هذا التقرير سنسلط الضوء على التنمر الذي قد يتعرض له الطفل ذي الإعاقة داخل أسرته. والتنمر هو مصطلح حديث تم تناوله بشكل واسعوتشير إحصائيات اليونسف لعام ٢٠١٨ أن ٦٠٪ من الأطفال ذوي الإعاقة يتعرضون للتنمر مقارنة ب ٢٥٪ من غيرهم من الأطفال.
وبحسب منظمة اليونيسف فإن التنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو ازعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات وافعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.
موقف أولياء الأمور من التنمرعلى طفلهم داخل الأسرة؟
يبدي الاباء امتعاضهم وغضبهم من تعرض اطفالهم للتنمر بشكل عامحيث يقول بندر الشوكاني (أب لأولاد ذوي إعاقة بصرية):”في الحقيقة انا سريع الغضب فأي تصرف يزعج أولادي لا أقبله بتاتًا”.ويكمل:” لكن اذا تعرضوا لتنمر من أخوانهم او المعاقين في ما بينهم فإني أسعى الى إيجاد حلول”.إلا أن صدام ابو عامر الجبري الذي يعول طفل لديه إعاقة حركية يبلغ من العمر 11 عام يترك لولده حرية التصرف مع كل من يتنمر ضده حسب قوله، ويكمل:(طفلي بحمد الله لم يواجه تنمرً نهائيًا وهو ذو ارادة وثقة من نفسه ، ونحن نعامله كأخوته دون فوارق) وبحسب والد عامر فالتنمر في العادة يستسلم له أولئك القادمون من أسر غير متعلمة او غير مثقفة. وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الأطفال في المدن كما في الأرياف يتعرضون للتنمر داخل أسرهم.
ما الذي يدعو الأسرة الى التنمر؟
يرى مهتمون أن هناك ثمة أسباب لتنمر الأسرة على طفلها المعاقمنها وجود اختلاف بينه وأقرانه فربما لا يقوم بأداء واجباته إما بسبب عجزه بحكم إعاقته او لمنعه من قِبل المجتمع.لكن بحسب المدرب نصار المحفدي مدرب تنمية بشرية فإنه لا توجد دوافع تؤدي بأي أسره إلى التنمر على طفلها إلا في حالة واحدة وهي إذا كان المعاق أفضل من غيره من أفراد الأسرة أو المجتمعفهم بتنمرهم يريدون تعويض النقص المحاط بهم او يريدون تثبيط وإحباط الشخص ذو الإعاقة.وقد تتأثر انطباعات االأسرة تجاه طفلها ذو الإعاقة بالصورة الذهنية التي رسمها المجتمع حول ذوي الإعاقة سيما الإعلامحيث يقول المحفدي :(نحن نعيش في واقع مجتمع صنف ذوي الإعاقة بتصنيفات مشوهة له فيرونه انسان شحات متسولاو فقير مسكين او مستغَل ساذج)ويعرج المحفدي على اهمية تعزيز قدرات ذوي الإعاقة ودعمهم وتمكينهم.
ما دور برلمان الأطفال ومنظمات حقوق الإسان؟
يقول محمد صالح نصر (عضو برلمان الأطفال سابقا ): ” ان البرلمان ناقش ويناقش قضايا ليست بذات أهمية ويغرق في التفاصيل، وإن برلمان الأطفال يهتم بالقضايا المثيره لغرض الإستهلاك الإعلامي”وعن منظمات حقوق الإنسان يقول نصر أنها لم تضع أقسام مخصصة للأطفال من ذوي الإعاقة بل هي تصنفهم ضمن الأطفال بشكل عام.ويبقى التنمر عائق يحول دون تمكين ذوي الإعاقة من الثقة بأنفسهم وفرض شخصيتهم من أجل الإندماج في المجتمع.
خاص : علاء الدين الشلالي /
ارتبط صوتي القارئين الحافظين محمد حسين عامر، وتلميذه يحيى الحليلي،بشهر رمضان المبارك من كل عام في اليمن منذ عشرات السنين،ورغم إعاقتهما في سن مبكرة من عمرهما،إلا أن الشيخين الجليلين إستطاعا أن يقدما إنموذجاً مشرفاً لمعلمي حفظة كتاب الله في اليمن،وبسبب ذلك حضيا بشهرة واسعة في العالم الإسلامي وتم تكريمهما من قبل ملوك وأمراء ورؤساء عدد من البلدان العربية والإسلامية، كما أن مكانتهما العلمية والإجتماعية ما تزال في أعلى مراتب وقلوب الناس.
في هذا التقرير يسلط” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة” الضوء على الشيخ محمد حسين عامر الذي رحل عن دنيانا قبل ااثنان وعشرون عاماً،وعلى تلميذه الشيخ يحيى أحمد الحليلي،الذي إلتقيناه في محرابه بمسجد قبة المهدي بالعاصمة صنعاء.
القراءات السبع :
في قرية الظواهرة بسواد الحدأ في محافظة “ذمار” ولد الشيخ الحافظ محمد حسين عامر الظاهري،سنة 1938م ، أصيب عامر بالعمى وهو في الشهر السادس من عامه الأول ،نشأ وترعرع في قريته،وفيها بدأ حفظ كتاب الله بواسطة والده الفقيه حسين عامر،وبعد مرور تسعة أعوام قرر والده أن يذهب به هو وشقيقه أحمد،إلى المدرسة الشمسية في ذمار،وفي عام 1947م،إنتقل عامر مع والده إلى محافظة “ريمة” التي كان يعمل بها،ومن ثم إلى العاصمة “صنعاء”،حينها انظم الشيخ محمد وشقيقه أحمد للدراسة في الجامع الكبير وجامع العلمي،وفيهما حفظا القرآن الكريم خلال سنة وأربعة أشهر،عقب ذلك إنظم عامر لدراسة علم القراءات السبع في مدرسة دار العلوم، ثم إنتقل بعد ذلك لدراسة النحو وعلوم اللغة في المدرسة العلمية بصنعاء،وكانت تلك المعارف والعلوم سبباً في إمتهان الشيخ محمد حسين عامر التدريس،فأسس مدرسة القراءات السبع،وعدداً من مدارس وحلقات تحفيظ القرآن في جامع النهرين والجامع الكبير،ومنهما أجاز المئات من طلابه في التلاوات القرآنية.
كانت تلاوات الشيخ عامر تُبث في الاذاعات والقنوات التلفزيونية اليمنية،وشارك في إدارة مئات المسابقات الخاصة بحفظ وتلاوة كتاب الله،واستمر في مهنة تعليم الفرقان حتى توفاه الله يوم السبت الخامس عشر من شهر رمضان 1419هـ.
الرعيل الأول :
في حديثه لـ” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”يتذكر الشيخ الحافظ يحي الحليلي،أقرانه من مشائخ وحفظة كتاب الله،ويقول الحليلي«لقد كانوا يحملون على عواتقهم هم حفظ كتاب الله وتعليم أكبر عدد من الطلاب،لم تكن الدنيا تمثل أي هم لهم».يُعد الشيخ يحيى الحليلي من الرعيل الأول الذين صاحبو وسايروا الشيخ محمد حسين عامر،والشيخ حسن لطف باصيد،والشيخ الغيثي،والشيخ العزي الجنداري،وغيرهم الذين كانت لهم صولات وجولات في تعليم كتاب الله،وقد رافق الحليلي عامر،في زيارات علمية لمختلف المحافظات اليمنية، إبان فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم،ومايزال الحليلي يعمل على تعليم كتاب الله في العاصمة صنعاء حتى وقتنا الراهن.
ولد الشيخ يحيى أحمد محمد الحليلي عام 1372 هـ الموافق1952م ، في قرية الحليلة ببني مطر صنعاء، عاش سبع سنوات مبصرا فجاء مرض الجدري واخذ منه بصره،لم يكن يدرك أنه سوف يصبح أحد أهم مشائخ وحفظة كتاب الله في العالم الأسلامي،سعى الحليلي لحفظ القرآن بالجامع الكبير في صنعاء عام 196٩م على يد الشيخ محمد حسين عامر،والشيخ محمد حسين الأكوع،وهو الأمر الذي حققه خلال سنتين،عقب ذلك استقر بالحليلي المقام في العاصمة صنعاء.عمل الحليلي على تأسيس عددًا من مدارس تحفيظ كتاب الله في العاصمة صنعاء وتم اختياره رئيسًا للجنة التحكيم في جائزة رئيس الجمهورية لحفظ القرآن الكريم لسنوات طويلة،وشارك في بعض لجان التحكيم في عدد من الدول العربية كالسعودية ،ومصر، وتم تكريمه من قبل أمير الكويت الأسبق.
لدى الحليلي تسعة اولاد, منهم ستة ذكور وثلاث فتيات،أحداهن تحفظ كتاب الله كاملاً.يـُجمع اليمنيون على حبهم لصوت الشيخين الجليلين محمد حسين عامر، ويحيى أحمد الحليلي،ويعتبرانهما الصوتين المعبرين للزمن الجميل الذي عاش فيه اليمنيون أمجادهم المتجذرة في عبق التاريخ،ومازالت الأجيال الجديدة تتعطش لمعرفة ماآثرهما،ومازالت الإذاعات والقنوات التلفزيونية ومنصات الإنترنت تتشرف ببث تلاوتهما حتى وقتنا الراهن
خاص : إبراهيم محمد المنيفي. /
ضرب المثل من أكثر أساليب التعبير الشعبية انتشاراً وشيوعاً ولا تخلوا أي ثقافة من الأمثال الشعبية. والمثل هو صورة من صور التشبيه إذ يصور الثاني وحاله وصفاته بحال الأول وصفاته على اعتبار أنها تنطبق عليه وذلك لأغراض كثيرة أهمها المدح والذم.
وما يعنينا هنا هو صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في الأمثال الشعبية، إذ تعج الأمثال الشعبية بالكثير من الصور السلبية والنمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة ولكن لم يتم الانتباه إليها كثيراً بسبب التدوين النخبوي للأمثال بحسب – عبد العزيز القدمي (خريج علم اجتماع وناشط إعلامي) حيث يقول القدمي لل MCPD : ” إن الأمثال المتداولة شعبياً عن ذوي الإعاقة ترسم صورة قاتمة وسيئة عن ذوي الإعاقة، لكننا لم نجدها بين دفات الكتب لأن عملية التدوين كانت نخبوية”.
نماذج من بعض الأمثال المتداولة شعبياً. (بشروني بوليد أعمى) ويقال هذا المثل عندما يكون الخبر المنتظر صادماً وناقص وليس عند حجم التوقعات ، وهذا المثل بوضوح يساوي بين الإعاقة البصرية والعجز أو النقص. (عمياء تخضب مجنونة) وهذا المثل يضرب لأي طرفين كلاً منهما أعجز من الآخر في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وهذا المثل إلى جانب الوصمة التي يوصم بها ذوي الإعاقة العقلية فإنه يعمم صورة سلبية توحي بعجز ذوي الإعاقة البصرية فضلاً عن الإيحاء التمييزي تجاه النساء من هتين الشريحتين.
(كالأطرش في الزفة) ويضرب هذا المثل لمن يكون محتكاً بالأحداث مباشرةً لكنه لا يعلم عنها شيء فضلاً عن التأثير في مجرياتها، وهذا المثل يكرس نظرة سلبية عن شريحة الصم ويوحي بصورة غير مباشرة بأنهم أغبياء أو منفصلون عن مجتمعهم تماماً. ( أعمى وأعرج وعلى الله المخرج) ويضرب هذا المثل لأي إثنين كلاهما عاجزين عن مساعدة بعضهما، وبحسب المثل فإن الكفيف عاجز عن أن يقود ذا الإعاقة الحركية وفي ذات الوقت فذو الإعاقة الحركية عاجز عن قيادة الكفيف.
والأمثال بشكل عام قد تناولت ذوي الإعاقة بصورة سلبية لأن الأمثال تعكس الثقافة العامة للمجتمع بحسب الدكتورة – أمة الغفور عقبات، أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، حيث تقول لل MCBD : ” إن الأمثال الشعبية انعكاس للعقل الجمعي للمجتمع شأنا أم أبينا والأمثال تمثل نظرة المجتمع ككل عكس باقي ألوان الأدب كالقصة والشعر الذي تعكس وجهة نظر النخبة في المجتمع” ويتفق الإعلامي – علي السياني ، وهو كاتب للكثير من المسلسلات اليمنية الشعبية مع هذا الرأي إلا أن السياني يلفت إلى أن الأمثال الشعبية قد تناولت قضايا وفئات أخرى بشكل سلبي أيضاً لأنها عكست الثقافة التي ولدت فيها بكل مكوناتها وأبعادها.
وهكذا فإن الجميع يكاد يجمع على أن الأمثال الشعبية قد تناولت ذوي الإعاقة بصورة سلبية – فكيف يرى ذوي الإعاقة تلك الأمثال؟ وماهي الحلول المقترحة لعلاج مشكلة فرضتها صيرورة الحياة الاجتماعية والثقافية على ذوي الإعاقة؟ هذا ما سنتعرف عليه في الجزء الثاني من التقرير.