المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

المكفوفون والتكنولوجيا ما الذي قدمته لهم وماذا بقي؟

المكفوفون والتكنولوجيا ما الذي قدمته لهم وماذا بقي؟


خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCBD إبراهيم محمد المنيفي .

لطالما تسبب فقدان البصر بفجوة معرفية وعلمية بين المكفوفين وأقرانهم المبصرين رغم النماذج المشرقة التي فرضت نفسها على مر التاريخ إلا أنها نماذج لا يمكن تعميمها بحسب خبراء التربية الخاصة لوجود الفروق الفردية من ناحية وصعوبة الاعتماد على الحفظ وسيلة وحيدة للتعلم من ناحية أخرى فضلاً عن الحاجة إلى القراءة والإطلاع ومعرفة كل جديد في أي ميدان من ميادين المعرفة، وقد ظلت تلك الفجوة قائمة حتى اخترع الفرنسي لويس برايل طريقة فعالة يستخدمها المكفوفون للقراءة والكتابة وتعرف بالخط البارز ( برايل ) .

وقد تم اعتماد الحروف العربية لطريقة برايل في عام 1951 في مؤتمر بيروت الذي نظمته اليونيسكو برعاية الأمم المتحدة، ودخلت طريقة برايل إلى اليمن في عام 1960 عبر معهد ريلي ( Railly Institute).

محدودية طريقة برايل والثورة التكنولوجية.

يقول عبد الله الوصابي (خبير في برامج المكفوفين وإمكانية الوصول): “إنه رغم أن طريقة برايل قد فتحت آفاق جديدة ومهمة لذوي الإعاقة البصرية إلا أنها ظلت محدودة وتتطلب تكاليف كبيرة لطباعة الكتب فضلاً عن حجمها الكبير، ولذلك مثلت الثورة التكنولوجية قفزة مهمة في ردم تلك الفجوة الناجمة عن فقدان البصر من خلال ظهور قارئات الشاشة التي تحول النصوص المكتوبة على الشاشة إلى أصوات مختلفة بواسطة برامج كثيرة ومتنوعة”

وقد ظهرت قارئات الشاشة في نهاية التسعينات مثل: برامج هال Hal وجوز jaws وسوبر نوفا SuperNova ونيفادا NVDA للكمبيوتر، وتوكس Talks للهواتف القديمة وصولاً للصوت الذكي للهواتف العاملة بنظام الإندرويد Androi d والبرامج التي أصبحت الشركات تقدمها بشكل افتراضي مثل شركة Apple في منتجاتها عبر برنامج VoiceOver وحذواً بشركة Apple بدأت الشركات تولي أهمية لقسم (إمكانية الوصول) في منتجاتها وتطور وتحدث في قارئات الشاشة أو ما تعرف بالبرامج الناطقة وآلات النطق المختلفة لتوفر أكثر من صوت ولهجة وعدادات وتفضيلات أخرى كثيرة وذلك تماشياً مع الاتجاهات العالمية التي تعتبر إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم للتكنولوجيا حقاً من حقوقهم الأساسية.

ما التحدي الذي يواجهه المكفوفون والخبراء بعد البرامج الناطقة؟

وهكذا فإن قارئات الشاشة قد مثلت قفزة كبيرة سمحت لذوي الإعاقة البصرية بمواكبة التطور التكنولوجي وفتحت لهم الأبواب مشرعة للولوج إلى شبكة الإنترنت فأنشأوا المنتديات والمواقع الخاصة بهم وأداروها بكل احتراف كما يرى المهتمون.

ومع كل ذلك فإن الصورة وأبعادها وكيف يمكن أن تصل للمكفوفين على غرار النصوص ظلت موضوعاً يشغل المكفوفين والخبراء المهتمين بالتكنولوجيا المساعدة طيلة السنوات الماضية ومازال فظهرت مبادرات كثيرة إلى حيز الوجود تهدف إلى شرح الصور ووصفها وتقريبها للمكفوفين قدر الإمكان مثل وصف الوجوه التعبيرية في برامج Apple و/Samsung ومؤخراً شرح الصور ومحاولة وصفها باستخدام خوارزميات ذكية في Facebook إلى أن تلك المحاولات على أهميتها ظلت قاصرة عن الوصف الدقيق للصورة المحيطة بالكفيف فظهرت تطبيقات غير فعالة على الهواتف النقالة تحاول التعرف على الألوان والصور وغيرها.

ولأن تلك البرامج والتطبيقات ليست فعالة بدرجة كبيرة فقد ظهرت على شبكة الإنترنت العديد من المبادرات التطوعية التي تهدف لمساعدة المكفوفين من خلال قراءة محتويات الوثائق المصورة التي لا تتعرف عليها البرامج الناطقة أو تحويلها إلى صيغ تتوافق والبرامج الناطقة، أو توفير متطوعين لتقديم خدمات متنوعة لذوي الإعاقة البصرية .

وسنستعرض في تقرير قادم أهم المبادرات العربية والعالمية فضلاً عن التطبيقات التي يحتاج إليها الكفيف لتسهل له الكثير من المهام وتزيل أمامه العديد من العقبات مثل: تطبيقات قراءة النقود، وتطبيقات وصف الإلوان والتعرف على الضوء، وكيف يستطيع الكفيف التحدث مع متطوعين ومتطوعات من مختلف بلدان العالم في أي وقت لقراءة أي وثيقة أو وصف للصور والبيئة من حوله، بالإضافة لأهم المبادرات التي تعمل على تسجيل وطباعة الكتب للمكفوفين في العالم العربي.

‏النساء ذوات الإعاقة في القيادة ؟

‏النساء ذوات الإعاقة في القيادة ؟

خاص / المركز الاعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة(MCPD)ابراهيم محمد المنيفي


تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في المجالات المختلفة، وتجريم الانتهاكات التي يتعرضن لها النساء وتسليط الضوء على الأعمال والإنجازات التي يحققنها النساء هي العناوين التي تعمل من أجلها الأمم المتحدة والمنظمات النسوية حول العالم وتحتفل للتذكير بها في الثامن من مارس آذار في كل عام. وفي هذا العام وتقديراً لدور النساء العاملات لما وصفته الأمم المتحدة بالخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كوفيد 19 فقد أعلنت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام تحت عنوان: ( النساء في القيادة ) حيث ستسلط المنظمات حول العالم الضوء على حق النساء في القيادة ورسم السياسات واتخاذ القرارات المؤثرة على مستوى الدول والمجتمعات المحلية عبر أطرها المؤسساتية المختلفة.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على النساء ذوات الإعاقة في اليمن بمناسبة اليوم الدولي للمرأة حيث استطاعت المرأة اليمنية من ذوات الإعاقة أن تصل إلى مراكز قيادية مرموقة في مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة كالراحلة فاطمة العاقل التي أسست جمعية الأمان لرعاية الكفيفات كأول جمعية ومدرسة للكفيفات في اليمن بالإضافة إلى مؤسسة خذ بيدي التنموية وساهمت في تأسيس العديد من الكيانات المحلية والدولية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة، والراحلة جمالة البيضاني التي أسست جمعية التحدي للنساء ذوات الإعاقة الحركية وقادت نشاطاً واسعاً في هذا المجال. غير أنه من النادر أن تجد امرأة من ذوات الإعاقة تحتل مركزاً قيادياً في غير مؤسسات ذوي الإعاقة ، و حتى في مؤسسات ذوي الإعاقة نفسها فإن فرص القيادة تقل بشكل كبير أمامهن لصالح الذكور ما اضطرهن لتأسيس كيانات خاصة بالنساء ذوات الإعاقة في بعض الأحيان.

وترى رجاء المصعبي (رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان) إن النساء من ذوات الإعاقة يعانين بشكل كبير من عدم الاعتراف بهن من قبل الأسر والمجتمع والدولة على حد سواء بحسب قولها وأن النساء ذوات الإعاقة اللواتي وصلن لدرجات قيادية وصلن بمجهودات فردية ووصفت بعض النماذج القيادية من ذوات الإعاقة بأنها طفرات وصلت لما وصلت إليه دون مساعدة من أحد إلا من بعض الأسر الواعية وهي قليلة ونماذج لا نستطيع تعميمها.

تطبيع مشهد ذوي الإعاقة في ثقافة المجتمع.

وإذا كان العالم ينادي بحق النساء في القيادة فإن النساء في اليمن وذوات الإعاقة على وجه الخصوص يطالبن المجتمع باحترام حقوقهن المكفولة شرعاً وقانوناً، تقول نور باعباد (ناشطة اجتماعية وعضو مجلس الشورى):”إن المجتمع يستكثر على النساء حين يطالبن بحقوقهن ويكون الاستنكار أكبر حين تكون النساء من ذوات الإعاقة” وطالبت نور باعباد بتفعيل دور المسجد والإعلام والمناهج المدرسية من خلال إدراج وإدماج صور لذوي الإعاقة وخصوصاً النساء ذوات الإعاقة في المناهج والدروس وهم يمارسون حياتهم الطبيعية والعادية حتى يكون مشهد الأشخاص ذوي الإعاقة طبيعياً ومألوفاً وبالتالي تقل الانتهاكات تجاههم.

ذوات الإعاقة انتهاكات بالجملة وغياب التوثيق.

وعن موقع النساء ذوات الإعاقة من الرصد والتوثيق الذي تقوم به المنظمات الحقوقية النسوية المحلية والدولية في اليمن فإن آخر تقرير كان الذي نشرته منظمة العفو الدولية في ديسمبر كانون الأول 2019 بعنوان: (مستبعدون حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن) وتطرق بشكل عابر لانتهاكات تعرضن لها النساء ذوات الإعاقة بسبب الحرب والنزوح. وتوجهنا في ال MCBD بالسؤال إلى اتحاد نساء اليمن عن موقع النساء ذوات الإعاقة في أنشطة الاتحاد المختلفة حيث تحدثت جمالة القاضي (مسؤول المساحة الآمنة في الاتحاد) لل MCBD عن الخدمات القانونية والإيوائية والنفسية وغيرها من الخدمات التي يقدمها الاتحاد لكل النساء دون تمييز بين ذوات الإعاقة وغيرهن، وتحدثت جمالة القاضي عن مجموعة من الانتهاكات التي يتعرضن لها النساء ذوات الإعاقة ولكن يتم رصدها باعتبارها انتهاكات بغض النظر إن كانت الحالة من ذوات الإعاقة أو غيرها، وعن سؤالنا عن حالات أو إحصائيات أفادت القاضي بأنه لا يوجد توثيق لأي حالة أو إحصائية خاصة بذوات الإعاقة في الوقت الراهن.

من جهتها اعتبرت رجاء المصعبي إن الحديث عن إحصائيات أو رصد متخصص للانتهاكات التي يتعرضن لها النساء ذوات الإعاقة يعتبر بالنظر للوضع الذي يعانينه النساء ذوات الإعاقة ضرباً من الترف وأننا لم نصل لهذه المرحلة ومازلنا بعيدين عنها جداً ، وتحدثت المصعبي عن مجموعة من الانتهاكات التي رصدتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان تنوعت ما بين ضرب لنساء ذوات إعاقة بشكل مبرح وتهديد بالقتل واغتصاب بل وقتل في بعض الحالات، واعتبرت المصعبي إن استمرار الحرب ضاعف من الانتهاكات تجاه النساء ذوات الإعاقة وطالبت بإيقافها.

وتحدثت إحدى النساء ذوات الإعاقة لل MCBD فضلت عدم الكشف عن هويتها عن انتهاكات بالجملة يتعرضن لها بعض زميلاتها مثل تخلي بعض الأسر عن بناتهم ذوات الإعاقة وإقامتهن عند أسر أخرى ، وتجويع حتى الموت، وترك بعضهن في غرف مغلقة وتعرضهن للإهانة بل وتسكين بعضهن في الأماكن المخصصة للأبقار والمواشي، وأبدى المصدر استعداده للكشف عن هذه الحالات في حال ضمن سرية المعلومات وسلامة الضحايا وانصافهن. ورغم ما تعانيه النساء في اليمن من قصور في الوعي وحرمان من بعض الحقوق إلا أن لهن منظمات ترفع أصواتهن عالياً وتتبنى قضاياهن في كل المحافل الدولية ولكن من سيرصد ويتبنى قضايا النساء ذوات الإعاقة وما يتعرضن له من انتهاكات يصم لها الجميع أذنيه ويشيح عنها ببصره كما تحكي ذلك الأرقام الموثقة والتقارير التي لم تجد بين دفاتها متسع لتبني قضايا النساء ذوات الإعاقة؟

الــعــرس الجـــماعــي الــــرابــع للمـكفـوفـين ..تــقــليــد سنـــــوي ولــــــوحة وطــنية واحـــــــدة .

خاص/

مليونان ونصف المليون ريال يمني هي تكاليف العرس بما فيها الشرط والمهر التي طلبت مني بعد مراعاتي وبحث طويل لشريكة الحياة ليتم القبول بي يقول محمد رزاز , أحد المستهدفين من العرس الجماعي الرابع ,

التقاليد هنا في مديرية حزم العدين بمحافظة إب تفرض أن يدفع العريس مبالغ مالية قد تصل إلى خمسة ملايين ريال وأكثر , بحكم أن أكثر الشباب خارج البلاد (مغتربين ) , المعاناة التي واجهها “رزاز” في البحث عن عروس تقبل به وبإعاقته حسب قوله معاناة مؤلمة كما يصفها “رزاز” في حديث خص به المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة بعبارات مختصرة ربما يجدها القارئ هكذا لكنها عميقة في المعنى ” لست كباقي الشباب في المنطقة كي أغادر البلاد واذهب إلى بلاد الغربة من اجل العمل وجمع المال كما يفعلون , لذلك وجدت صعوبة كبيرة جدا للقبول بي كزوج سيان في ذلك كان من الفتاة نفسها أو من أهلها , فالنظرة في منطقتنا تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة مازالت محكومة بمجموعة من الأعراف المجتمعية السلبية وقد تمدت إلى تلكم النظرة المستقبلية في كيف لكفيف أن يؤمن لقمة العيش له ولمن يعول ” بهذه العبارات التي نجد فيها (المعاناة) والنظرة القاصرة تجاه ذوي الإعاقة في سلوك مجتمعي عنصري مازال يمارس إلى الآن . “محمد رزاز محجوب” من مواليد 1992م أصيب بكف البصر منذ الولادة بسبب مياه زرقاء حاصل على البكالوريوس من كلية التربية تخصص الدراسات الإسلامية .

العرس الجماعي تقليد سنوي .

لما تمثله الأعراس الجماعية من تظاهرة اجتماعية تلفت الأنظار إليها وترسخ قيم التكافل الاجتماعي, فهي في الوقت نفسه حل لمشاكل البذخ وتأخير الزواج , والتخفيف من أعباء التكاليف التي قد تنفق في إقامة حفلات الزواج من ايجار للقاعة العرس ,والفرق الفنية والمشروبات , وغيرها , يتحملها العريس على كاهله فتضاف إلى كم الالتزامات المفروضة عليه , ومن هنا فقد أولت جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين الاهتمام بمنتسبيها للتخفيف من أعباء إقامة الإعراس وتكاليف الزفاف فاتخذت الجمعية قرار أن تكون مساهمة في دعم ذوي الإعاقة البصرية , من اجل تكوين أسر والولوج بهم إلى عالم الاستقرار المنشود , تمثل ذلك بإقامة أول عرس جماعي في 26 أغسطس آب 2017م بزفاف 34 عريس وعروس ومن ثم إقامة العرس الجماعي الثاني في 27/مارس آذار / 2019م بزفاف 80 عريس وعروس والعرس الجماعي الثالث بتاريخ 27/مارس /2020م الذي شهد زفاف 80 عريس وعروس .

لوحة فنية وطنية .

نائب رئيس لجنة العرس الجماعي الرابع والناطق الرسمي باسم اللجنة “جميل الحميري” في اتصال مع المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة أفاد أن العرس الجماعي الرابع بمشاركة 13 محافظة على مستوى الجمهورية هي (الحديدة – إب – لحج – تعز- عدن – عمران- ذمار – حضرموت- حجة – المحويت – ريمه – صنعاء – أمانة العاصمة ) حيث بلغ إجمالي عدد العرسان 40 عريس من ذوي الإعاقة البصرية يمثلون وحدة وترابط لكل أبناء اليمن ونموذج رائع كونه يجمع المكفوفين من مختلف المحافظات .

وعن ما هي المعايير التي على أساسها يتم اختيار المستهدفين من العرس الجماعي يقول الأستاذ “جميل” ابرز المعايير التي وضعتها اللجنة هي أن يكون العريس لديه عقد رسمي معمد من المحكمة , وان لا يكون قد مضى على العقد أكثر من ثلاثة أشهر , وان لا يقل عمر العريس عن عشرين عام , لم يسبق له إقامة حفل زفافه .

مشيرا إلى انه تم مخاطبة جمعيات المكفوفين في المحافظات برفع الأسماء وفقا لهذه المعايير .

وعن دور الجمعية بعد الزواج قال “الحميري” العريس هو عضو من أعضاء الجمعية وبالتالي فان أي مشروع من مشاريع الجمعية هو مستفيد منها وخاصة في توزيع المساعدات أو السلات الغذائية وهناك قاعدة بيانات توضح من هم المستحقين وفي مقدمتهم المكفوفين أصحاب الأسر داعيا في نفس الوقت إلزام الجهات المختصة بضرورة توفير فرص عمل لهم .

من جهته أضاف المدير التنفيذي لجمعية المكفوفين ورئيس لجنة العرس الجماعي الرابع “احمد الاعسودي” للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة أن فعالية العرس الجماعي الرابع تأتي ضمن الأنشطة التي تقييمها الجمعية وهدفنا منها بناء أسرة كريمة للمكفوفين وإكمال نصف دينهم , منوها أن الدعم الذي سوف يتحصل عليه الكفيف في العرس الجماعي الرابع هو عبارة عن مبالغ مالية وهدايا عينية وحقيبة بها مستلزمات العريس كاملة , هناك عدد من الجهات التي تفاعلت معنا في دعم العرس الجماعي الرابع والذي سيقام برعاية وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وبالشراكة مع مؤسسة رمز للتنمية منها الداعم الرسمي صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وسويد للصرافة والاكوع للصرافة وعدد من الجهات التي تفاعلت معنا.

دعم نفسي وتخفيف من تكاليف العرس

“عبد العزيز القدمي” احد المستفيدين من العرس الجماعي الأول يعبر عن إقامة هذه الأعراس الجماعية بقوله إقامة الأعراس من حيث المبدأ فكرة متميزة وجميلة للبعض وتعتبر بديل لإقامة الأعراس الفردية الموسعة التي يخسر فيها تكاليف كبيرة , وهذه الإعراس الجماعية لا تفي بتكاليف العرس لكن بصفة عامة فهي من باب تخفيف جزء كبير جداً من تكاليف إقامة حفل الزفاف التي قد يتحملها الكفيف والأهم في إقامة هذه الأعراس الجماعية الدعم النفسي والاجتماعي وهي محطة جديدة للفت الانتباه من الدولة والمجتمع وبناء وتطوير علاقة مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة مع رجال المال والأعمال ومؤسسات الإعلام وتصحيح التوجه المجتمعي .

“زياد العميسي” احد المستهدفين من العرس الجماعي الرابع يرى أن العرس الجماعي من أهم الأنشطة التي تقوم به الجمعية كدعم للجانب النفسي والمعنوي في إعانة أعضاء الجمعية في تكاليف العرس إضافة إلى أهميته في إدخال معالم الفرح والبهجة , وإظهار نظرة متميزة للجمعية بأنها فعالة ونشيطة وتساعد على نشر الوعي في المجتمع بحق الكفيف بالزواج وفي بناء أسرة مثله مثل باقي أفراد المجتمع داعيا الجهات ذات العلاقة بذل المزيد وخاصة فيما يتعلق بحق ذوي الإعاقة في التوظيف .

أما “رايد محمد نصر” من محافظة لحج مديرية ردفان احد المستهدفين من العرس الجماعي الرابع يشيد بهذه الخطوة المتميزة لجمعية المكفوفين قائلاً نحن نعاني من هذا الوضع جراء غلاء المهور وارتفاع الأسعار والذهب فعندما تنوى أن تخطب يطلبوا منك (ذهباً ثلاثين جرام )وحالتنا المادية صعبة جدا ما يجعلنا نتراجع حتى عن التفكير لمجرد التفكير بالزواج , العرس الجماعي يخفف عنا الكثير من هذه الأعباء والتكاليف وهي خطوة متميزة تحسب للجمعية متمنيا ان تتبنى الدولة والجهات ذات العلاقة صندوقا لزواج الأشخاص ذوي الإعاقة وتغطية كافة التكاليف والنفقات .

دعـــــوة للتفاعل والعطاء

في تصريح للــــ MCPD أكد الأستاذ “حمود النقيب” وكيل أمانة العاصمة لقطاع الشؤون الاجتماعية والعمل والرئيس الفخري للجمعية اليمنية للمكفوفين

بأن إقامة هذه الفعالية تعد امتداد للعمل الاجتماعي الذي تتبناه أمانة العاصمة وتشجيعاً لشريحة هامة من شرائح المجتمع , وأضاف إلى أن هذا العرس يمثل بحد ذاته وحدة وطنية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن اليمن ستظل واحدة موحدة رغم انقسام السياسيين, فذوي الإعاقة قالوا كلمتهم الفصل في ذلك .

داعيا كافة الجهات والمؤسسات ورجال المال والأعمال إلى التفاعل مع هذه الشريحة الهامة من المجتمع وان لا يبخلوا في العطاء والبذل تجاههم , شاكرا كل من ساهم من اجل إنجاح العرس الجماعي الرابع للمكفوفين .

هذا وتنطلق في العاشر من مارس الحالي فعاليات إقامة العرس الجماعي الرابع بالقاعة الملكية بصنعاء بمشاركة 40 عريس من 13 محافظة من محافظات الجمهورية تحت شعار (بصمودنا تستمر فرحتنا ) بتنظيم من الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين وبالشراكة مع مؤسسة رمز للتنمية , وسط استعدادات حثيثة ومتواصلة من كافة اللجان التنظيمية والإشرافية من استقبال العرسان القادمين من المحافظات ، إلى تنظيم زيارة عدد من الإمكان السياحية والتقاط الصور التذكارية لهم ، وسط تفاعل مجتمعي وإعلامي واسع .

تصرفي .. إكــســير حـــــياة لـــمواصــــلة الإنــجــــاز

تصرفي  ..  إكــســير حـــــياة  لـــمواصــــلة الإنــجــــاز


خاص/المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCPD) فهيم سلطان القدسي

تتزاحم بنا الأفكار وتمر بنا ذكريات الحياة ونحاول بين الفينة والأخرى أن نصارع كل ما فيها من معوقات علنا نصل إلى مرافئ الأمان كما وصلت إليه بطلة قصتنا , لنتعلم من الآخرين أسمى معاني التحدي والصمود أمام مواجهات العراقيل التي تعترض سبيل أحلامنا وطموحاتنا .

سنذهب معا للغوص في أعماق شخصية لنكتشف خفاياها في إصرارها ومضيها بكل جد نحو ذلك الأفق الوضاء بكل تفاصيله رغم انه جزء عابر من حياتها المليئة بكثير من المواقف التي صقلت منها شخصية قوية وقادرة على وضع بصمة أسمها “تيسير مطر” .

فهي ذات الستة والثلاثون عاما من مواليد محافظة حجة اليمنية أصيبت بكف البصر منذ الولادة , بكر والديها وأخت لثمانية أخوة ، عضو في الهيئة الإدارية لجمعية الأمان لرعاية الكفيفات ومختص في قسم الإعلام والمناصرة بجمعية الأمان، موظفة لدى المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في قسم الرعاية والأنشطة .

تقول “تيسير يحيى مطر” : عشت حياتي كأي إنسان لا يعرف أهله انه ذو ظرف خاص كنت العب مع الأطفال وأمارس حياتي اطلع وأتحرك , مرة أتعرض للإصابات ومرة أتفوق عليهم ومرة اخفق , فأهلي لا يعرفون كيف التعامل مع طفلة تعاني من كف البصر ” .

المدرسة .. إصرار على الإستمرار .

التحقت تيسير بالمدرسة العادية ، ولم تكن قد التحقت بأي جمعية أو منظمة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة . اعترضتها العديد من المعاناة في سنوات دراستها فكان بعض المدرسين يواجهون عدم قدرتها على القيام بعمل الواجبات بالضرب بشكل شبه يومي ,

تيسير “بعض زميلاتي كن يواسني بقولهن لو كنا مكانك لن نداوم بل لن نحضر للدراسة ومع كم الكلمات التي كنت استمعها منهن , كنت استمع لشيء بداخلي يقول لي استمري وواصلي وتغلبي على كل المعوقات والنظرات القاصرة وكل شي سيئ محيط بك , على الرغم إني كنت طفلة لكن كان إصراري بداخلي عجيب “

وتمضي تيسير بذلك الإصرار الذي وصفته بالعجيب لأنها لم تكن تدرك حينها أي قوة غريبة تلك التي منحتها الاستمرار , فلم تكن هذه فقط الصعوبات التي واجهتها بل ويواجهها كل ذوي الإعاقة في مراحل التعليم العام مفتقرة إلى ابسط مقومات الدمج التي يجب توفرها لهم .

فتسرد تيسير روايتها للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يتشرف بإفراد هذه الزاوية لها , بعضا من الصعوبات التي مازالت تتذكرها في المدرسة ” أحيانا كانوا على سبيل المثال في أيام الامتحانات يتم تعليق جدول الامتحانات , وأحيانا يتم تعديل بعض المواد أو تقديمها أثناء فترة الامتحانات وخاصة انه كنا نمتحن في شهر رمضان فيحاولوا يقدموا ليكون هناك متسع للتحضير للعيد من قبل المدرسين , وكنت احضر الاختبارات ولم يخبرني احد بذلك التغيير وتفوتني مواد , وبالنسبة للمدرسة أحيانا أتعرض للسقوط من أماكن مرتفعة أو تعترضني سلالم مكسرة لم أكن أدركها , وكنت أتعرض للأذى النفسي بشكل متكرر , مرت الأيام ومرت السنوات وانتهيت من مرحلتي الثانوية وسط تشجيع من أهلي الذين بذلوا معي الكثير من الجهد ومازالوا يبذلون إلى هذه اللحظة .

جمعية الأمان لرعاية الكفيفات “نقطة التحول إلى الانجاز”

التحقت “تيسير مطر” بجمعية الأمان لرعاية وتأهيل الكفيفات بعد أن أكملت دراسة الثانوية العامة وبعد مرور شهرين أصبحت عضوه في الهيئة الإدارية للجمعية الجمعية التي وجدت فيها الأمان الحقيقي ليس ذلك فحسب بل أنها وجدت دافعاً تصفه تيسير في معرض قولها بإكسير حياة لها ولزميلاتها أنها الأستاذة فاطمة العاقل رحمة الله عليها :” رحبت بطموحي وأشعرتني أني إنسانة ذات قيمة في مجتمعي وانه سوف يظهر مني الكثير فكانت دائما تشجعني وتحمسنا أنا وصديقاتي الكفيفات , أتذكر منها الكلمة التي صقلت مني جميع ما حباني الله به هي كلمة (تصرفي) عندما تواجهنا صعوبات كانت دائما تجعلنا في المحك الحمد لله أصبحنا ذوات انجاز في مجتمعنا وأصبح يشار إلينا بالبنان .

الجامعة ومادة الحاسوب غيرت حلم حياتي !

رغم حبها الجم للكتابة ورغبتها بمجال الإعلام انسحبت تيسير من الالتحاق بقسم الإعلام بسبب تخوفها من مادة الحاسوب حسب قولها عندما اخبروها أنها مادة أساسية . فتصف لنا السبب ” تخوفت كثيرا وكنت أقول لا يوجد لدي حاسوب وكيف سوف أتعامل مع الحاسوب , انسحبت من حلم حياتي وهو قسم الإعلام والتحقت بقسم اللغة العربية بجامعة صنعاء وكنت متميزة بشهادة الكثيرين من مدرسين وزملاء , والكل كان متعاون معي ورغم الصعوبات والمعوقات التي كانت موجودة بالمقابل أجد ذلك الحافز الداخلي بالاستمرار ومن يكون عونا لي على تجاوزها سواء من أسرتي أو صديقاتي أو زملائي أو جمعيتي خلال هذه الفترة عملت كمتطوعة في الجمعية كنت ادرس واعمل وأنهيت دراستي الجامعية وحصلت على شهادة البكالوريوس بتقدير ‏جيد جداً مع مرتبة الشرف وحضرت الكثير من الدورات والدبلومات التي طورت من شخصيتي ومهاراتي .

الدراسات العليا والماجستير بامتياز .

بعد سنوات فكرت في الالتحاق ببرنامج الدراسات العليا والماجستير كنت أرغب بمجال التربية الخاصة ولكن جامعة صنعاء لم تفتح هذا القسم وحاولت البحث عن قسم قريب وشبيه بهذا القسم فكان قسم علم النفس هو الأقرب .التحقت تيسير بالبرنامج وبدأت الدراسة وكانت من أصعب مراحل حياتها كما تقول . ” كانت مرحلة الجد من خلال التكاليف التي كنا نكلف بها والواجبات والأبحاث وأصعب شيء واجهني وجود ثلاث مواد إحصائية واحدة كانت نظري , ومادتين وعدت بالإعفاء منها ولم يتم ذلك وطلب مني اجتياز الامتحان ولم أوفق وأول مرة في حياتي وبسبب أن الدكتورة لم تعي كيف التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية في إعداد الامتحان ونظرا لوجود رموز وأشكال يصعب علي التعامل معها ومعرفتها , وبعدها قررت امتحاني شفوي ولكنه تم جمع مادتين في يوم واحد واجتزت الامتحان ولكن قسم الكلية رفض النتيجة وشعرت يومها بذلك الشعور المحفوف بإحباط غريب , تذكرت كلمتها (تصرفي) الكلمة التي اعدها أكسير حياة , وأخذت عهد على نفسي أن أكمل الدراسة خارج اليمن لان هناك مراعاة وتقدير لذوي الإعاقة وتشجيع لمواصلة الدراسة , والحمد لله حصلت على درجة الماجستير بتقدير امتيازفي مجال التربية الخاصة في رسالتي الموسومة ب:(المشكلات التي يواجهها طلبة المرحلة الثانوية من ذوي الإعاقة البصرية في مدارس الدمج الحكومية في الجمهورية اليمنية )” .

عنها في سطور .

ونحن نطوف أمام قامة من قامات ذوات الإعاقة ما كنا نريد أن نحط رحالنا, معها لأنها نبراس نتعلم منها الكثير “تيسير مطر” تختم بعبارات صاغتها لنا لنبعثها عبر صفحات للــــ (MCPD) تقول فيها :على الرغم مما حققته مازلت احلم بالكثير أتمنى الوصول إلى أعلى الدرجات العملية إلى أعلى المراتب , وان يعم السلام وتسود المحبة والسلام بين أبناء اليمن كافة , ويصل كل ذي إعاقة إلى ما يطمح إليه وهو يسعى إلى ذلك , أتمنى من كل يد نديه تستطيع إعادة الأمل إلى كل قلب استطاع اليأس التمكن منه أن لا تبخل .الأحلام كثيرة ولكن تحقيقها صعب المنال وتحتاج إلى جنود مجهولة وأيدي خفية تدفع إلى مواصلة المشوار .

الحلقة السابعة عشر – مسلسل بديع وأمل

خطورة الامراض الوراثية نتيجة زواج الاقارب