المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

قراءة حقوقية لأوضاع ذوي الإعاقة في اليمن.. 2022 النشاط الحقوقي والرهان الرابح.

قراءة حقوقية لأوضاع ذوي الإعاقة في اليمن.. 2022 النشاط الحقوقي والرهان الرابح.

خاص /

بالتزامن مع إحياء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومؤسسات ذوي الإعاقة للعديد من المناسبات ذات الصلة بذوي الإعاقة في شهر ديسمبر كانون الأول فقد عمت الاحتفالات الكثير من مؤسسات ذوي الإعاقة في اليمن، ففي الثالث من ديسمبر احتفل ذوو الإعاقة بيومهم العالمي الذي أعلنته الأمم المتحدة عام 1992، كما أن اليوم العربي لذوي الإعاقة يوافق 13 ديسمبر، وتستمر احتفالات مؤسسات ذوي الإعاقة على مدار الشهر إذ أصبح متعارفاً عليه بأن ديسمبر هو شهر ذوي الإعاقة كما يقول المعاقون أنفسهم.

وعلى الرغم من أهمية أحياء تلك المناسبات في نشر وإذكاء الوعي بين أفراد المجتمع بقضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن من المهم جداً إعادة التذكير بالالتزام الأممي تجاه ذوي الإعاقة واعتبارها قضية ذات أولوية  وشرطاً أساسياً لدعم حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، والسلام والأمن لأن الأمم المتحدة والأطراف المحلية أثبتت على أرض الواقع أن ذوي الإعاقة لا يمثلون لها أي أولوية، ومن خلال الرصد للجهود الإنسانية والإغاثية وجهود إحلال السلام في اليمن يتضح جلياً أن ذوي الإعاقة خارج كل الحسابات ولا يتم إشراكهم في محادثات السلام أو حتى التخطيط لعمليات الاستجابة والحماية الإنسانية رغم أنهم أكثر فئة دفعت ولا تزال ثمن الحرب الباهظة.

وتأسيساً على اعتراف الأمم المتحدة والدول الأطراف في الاتفاقية الدولية لتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واليمن واحدة منها بأن ذوي الإعاقة من أشد الفئات تعرضاً للتهميش والإقصاء في المجتمع، فإنه يتوجب على مؤسسات ذوي الإعاقة وهي تحشد عشرات الملايين من الريالات أن تجيب ذوي الإعاقة عما سيتحقق لهم فعلياً على أرض الواقع من منجزات غير الاحتفالات المعتادة؟، وعلى مؤسسات ذوي الإعاقة أن ترفع الصوت عالياً لتوجد لها مكان ودور فاعل على غرار النساء وغيرهن من الفئات التي أصبحت رقماً هاماً لا يستطيع أحد استثنائه في كل المنظمات العاملة في اليمن وفي محادثات السلام وضمن مكونات جميع الأطراف المتنازعة.

كما أنه ينبغي على ذوي الإعاقة أفراداً ومؤسسات أن يوجهوا الجهود الإعلامية والحقوقية والميدانية الضاغطة نحو تثبيت حقوقهم في المؤسسات الحكومية والخاصة ذات النفع العام التي كفلتها لهم القوانين المحلية والتشريعات الدولية والحيلولة دون تهرب أي جهة من مسؤولياتها وإلقاء العبء على صندوق رعاية وتأهيل المعاقين أو مؤسساتهم المختلفة.

لقد عانى ذوو الإعاقة من الظلم والتعسف والحرمان حتى من قبل اندلاع الحرب في اليمن، وتخلت عنهم معظم الجهات الحكومية ملقيةً بكل المسؤولية على صندوق  المعاقين الذي أُنشئ في عام 2002 ولم تُخصص له الموارد الكافية، ولم يتم تحديد أهداف تنموية لتحقيقها بقدر ما انشغل الصندوق بتغطية نفقات المراكز والجمعيات والجوانب الصحية، فضلاً عن الاختلالات المالية والإدارية التي طالما اشتكى منها ذوو الإعاقة على مدار سنوات تأسيس الصندوق، وقد حان الوقت لمساندة التوجهات الجادة التي تبذل حالياً لإصلاح صندوق رعاية وتأهيل المعاقين.

لقد دفع ذوو الإعاقة خلال سنوات الحرب ثمناً باهضاً أكثر من غيرهم حيث تعرضت مراكزهم ومؤسساتهم للحرق والنهب والسطو المسلح وحتى القصف المدفعي والقصف بالطيران كما وثق ذلك المركز الإعلامي لذوي الإعاقة في عدة تقارير سابقة، كما تزايدت حالات الإعاقة بشكل كبير في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وشحة الموارد المخصصة لمؤسساتهم، واستمر توقف الضمان الاجتماعي للعام الثامن على التوالي فيما ألغت منظمة اليونيسيف الزيادة التي كانت قد أقرتها على المساعدات النقدية الطارئة أثناء جائحة كوفيد 19، وعلاوة على ذلك فقد الكثير من ذوي الإعاقة وظائفهم ومنازلهم بسبب استمرار النزوح، وتقول منظمات محلية ودولية أن نسبة الفقر بين ذوي الإعاقة في اليمن تتجاوز 90%، كما أن ذوي الإعاقة في الأرياف ما يزالون محرومون من أبسط الخدمات الأساسية.

استمرار أنين معاقين الحرب رغم الهدنة

وفي حين شهد العام 2022 استقراراً أمنياً بفعل الهدنة الأممية التي بدأت إبريل نيسان الماضي وتنفس اليمنيون الصعداء إلا أن معاقي الحرب استمروا بالأنين لينضموا إلى ملايين المعاقين التي تتجاهلهم جميع الأطراف، وعلى الرغم من استمرار الهدنة كان من المفترض أن توجه الكثير من المساعدات نحو التأهيل والتدريب ودعم المشاريع الصغيرة والمنتجة لأرباب الأسر من ذوي الإعاقة إلا أنه لم يحدث شيء من ذلك باستثناء مشروع التمكين الاقتصادي لصندوق المعاقين في صنعاء الذي استهدف حوالي 1400 أسرة.

النشطاء في مواجهة الانتهاكات

في مطلع إبريل نيسان أثناء حفل نظمته الجمعية اليمنية للناجين من الألغام تساءلت لبيبة عبده سيف، رئيس الجمعية: “من منح المجرمين الضوء الأخضر لقتلنا واغتيال مستقبلنا؟، من سيعوض الضحايا في ظل تفاقم المشكلة أكثر وأكثر؟”، وقبلها صنف البرنامج الدولي أكلد   Ecled  اليمن أكبر دولة ملغومة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية وتتحدث الجهات المختصة عن مئات الآلاف من الألغام وعشرات الآلاف من الضحايا وهذه الأرقام تشكل تحدياً كبيراً ومشاكل ستستمر إلى ما بعد توقف سنوات الحرب بكثير.

وفي العام 2022 لم تشهد الحالة الحقوقية لذوي الإعاقة هدنة ولم تتوقف الانتهاكات بحقهم، فقد تعرض طفل من ذوي الإعاقة الذهنية في عدن مطلع يونيو حزيران للاغتصاب الوحشي من قبل أخواله الثلاثة حتى فقد القدرة على المشي والتوازن، ورغم التشهير بالطفل ونشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض أفراد محسوبين على السلطة الأمنية لم يتم توفير أي نوع من الرعاية للطفل وحمايته وتم الإفراج عن الجناة وإعادة الضحية إليهم مرة أخرى وما يزال بحوزتهم حتى اللحظة.

وقد رصد المركز الإعلامي لذوي الإعاقة العديد من الانتهاكات التي يتعرض لها ذوو الإعاقات العقلية والذهنية في تقرير نشره في الثاني من أغسطس آب بعنوان: “المعاقون عقلياً في اليمن.. انتهاكات بالجملة ووجع خلف الجدران“، ومنها الطفل ذوي الإعاقة المزدوجة العقلية والحركية الذي تم رميه في مكب للقمامة وسط مدينة تعز وتكفلت به إحدى الأسر فيما لم تُعرف أسرته حتى الآن.

صورة للطفل
صورة لطفل الذي تم رميه في مكب للقمامة

اللافت في هذا العام تصاعد العنف الأسري تجاه ذوي الإعاقة كما في الحالتين السابقتين بالإضافة لحالة الشاب يوسف النعامي، من ذوي الإعاقة البصرية، حيث أقدم والده على ضربه بالعطيف (الفأس) على رأسه أصبح على إثرها مشلولاً، ولاقت الحادثة استياءً كبيراً بين المكفوفين وعدد من المتضامنين الذين أصدروا في 17 ديسمبر كانون الأول عريضة تضامن تصدرها أكثر من 50 من الإعلاميين والمحامين والقضاة والأكاديميين والنشطاء ودعوا إلى نشرها وتداولها في وسائل التواصل الاجتماعي.

صورة يوسف النعامي

بل أن الاعتداء على ذوي الإعاقة والاستهتار بحياتهم قد وصل إلى تركهم على الطرقات كما حدث مع فؤاد عبده صالح، من ذوي الإعاقة العقلية، الذي دهسه سائق قاطرة في 21 ديسمبر كانون الأول في مديرية المخادر بمحافظة إب وسط اليمن بينما كان يرقد تحت شوال (كيس بلاستيكي) رغم اشتداد موجة البرد، وبحسب الأجهزة الأمنية فإن السائق قد سلم نفسه بعد معرفته بالحادث ووفاة فؤاد على الفور.

وفي نفس المديرية اقتحم مسلحون نهاية أبريل نيسان منزل نعمان عبد الله معوضة، من ذوي الإعاقة الحركية، وقاموا بتصفيته ثم لاذوا بالفرار، إلا أن الملازم أحمد الصلاحي، من شرطة المحافظة قد أكد للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة أن الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على أحد الجناة وأحالته إلى النيابة.

وفي حين يعتبر العام 2022 أقل تسجيلاً للانتهاكات بحق ذوي الإعاقة مقارنة بالعام الذي سبقه إلا أننا رصدنا كثافة في الانتهاكات الإعلامية والقوالب النمطية والمتحيزة بشكل كبير ولعل آخرها الاعتداء على الطفلة نبيلة، معاقة عقلياً ومن فئة المهمشين، وتعذيبها بقصد تصويرها والتشهير بها على أنها مصاصة دماء.

وفي مقابل تصاعد الخطاب الإعلامي غير المسؤول تجاه ذوي الإعاقة وخصوصاً من قبل صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي فقد قاد الأشخاص ذوو الإعاقة ومناصروهم حملات ضاغطة رفضاً لذلك الخطاب، حيث أطلق المركز بيان إدانة لمسلسل “عيال المرحوم” الذي أساء إلى الصم  تلته حملة على وسائل التواصل الاجتماعي انتهت باعتذار الشركة المنتجة،

صورة لبيان إعتذار شركة النبيل المنتجة لمسلسل عيال المرحوم

وفي ذات السياق أطلق المركز حملة حقوقية حول التناول الرعائي والقاصر لذوي الإعاقة في كتاب الوطنية لصف السابع أساسي وقام بإجراء دراسة متكاملة للوحدة الرابعة في نفس الكتاب ورفعها إلى الوزارة وعلى إثرها تم إيقاف طبعة 2022 واستيعاب الكثير من التعديلات التي أقترحها المركز في طبعة 2023.

صورة للمنهج قبل وبعد التعديل
صورة للمنهج قبل وبعد التعديل

كما مثل ذوو الإعاقة صوتاً ضاغطاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في عدة قضايا انتهت لصالحهم، وهذا يدل على أهمية تعزيز الوعي الحقوقي في أوساط الشباب والناشطين ذوي الإعاقة وتزويدهم بأدوات العمل الحقوقي وتدريبهم عليها لتمكينهم من الدفاع عن حقوقهم بأنفسهم.

بودكاست “قصة إرادة” الحلقة (الثانية عشرة )

بودكاست “قصة إرادة” الحلقة (الثانية عشرة )

تقول أم الخير: “دخلت مع ابنتي بتول في أول يوم دراسي لها ،تفاجأت جداً من الكتاب البرايل الذي كان أمامي عبارة عن مجرد نقاط لا أعرف لها تفسيراً، ولم أكن أعرف كيف أتعامل معه ولم يكن في بالي أن كتبهم مختلفة، يومها أتذكر أنني بكيت كثيراً وأحسست بأني أم فاشلة، وتساءلت -هل يمكنني فعلاً تحمل مسؤولية ابنتي الكفيفة؟!”

بودكاست “قصة إرادة” الحلقة (الثانية عشرة ) بعنوان : “تعلمت البرايل لأجل أبنائها.. أم الخير عطاء وحب بلا حدود” للمزيد على الرابط التالي :

ال-MCPD ينظم ندوة حقوقية عن وسائل الإعلام وذوي الإعاقة.

ال-MCPD ينظم ندوة حقوقية عن وسائل الإعلام وذوي الإعاقة.

خاص /

أقام المركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD ندوة إعلامية حقوقية عصر اليوم بعنوان: وسائل الإعلام اليمنية وذوي الإعاقة الواقع والتحديات.

وفي الندوة التي عقدها المركز افتراضياً عبر تطبيق الزوم وبثها عبر صفحته على الفيسبوك تناول الناشط الحقوقي الصحفي فهيم سلطان القدسي، في المحور الأول: واقع وجود ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام اليمنية سواءً كصانعي محتوى إعلامي أو كجمهور مستهدف، حيث أشار فهيم إلى أن وسائل الإعلام اليمنية رغم أنها قطعت شوط لا بأس به في تناول قضايا ذوي الإعاقة إلا أن ذلك التناول تراجع في الفترة الأخيرة، منوهاً إلى جملة من التوصيات التي من شأنها تفعيل دور ذوي الإعاقة وإشراكهم بشكل فاعل ضمن أدبيات وخطط وسائل الإعلام في اليمن.

من جانبها تحدثت أستاذ الإعلام المساعد بكلية الإعلام –جامعة صنعاء د. بلقيس محمد علوان، في المحور الثاني: عن مدى وعي الإعلاميين كأفراد وصانعي القرار في المؤسسات الإعلامية بكيفية تناول ومقاربة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وأكدت على ضرورة انطلاق وسائل الإعلام اليمنية من الأدبيات الحقوقية القانونية عند تناول قضايا ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أهمية تمتع الإعلاميين بمستوى معرفي يؤهلهم للحديث عن قضايا ذوي الإعاقة، وعبرت علوان عن تقديرها الكبير للتوثيق العلمي والحقوقي الذي يطلع به المركز الإعلامي لذوي الإعاقة وقالت: “إن التقارير والرصد الإعلامي الموثق والدقيق الذي يقوم به المركز يشكل قاعدة معرفية هامة يمكن للإعلاميين ووسائل الإعلام الإستفادة منها”.

وفي المحور الثالث: تحدث دارس البعداني، رئيس المركز الإعلامي لذوي الإعاقة عن الاحتياجات الفعلية لذوي الإعاقة في الإعلام، مشيراً إلى أن الاحتياجات تتلخص في محورين الأول: احتياجات الإعلاميين ذوي الإعاقة وأهمية توفير بيئة إعلامية دامجة ومرحبة بذوي الإعاقة سواءً كموظفين وإداريين أو كقضايا وموضوعات يجب تناولها ضمن السياق العام وعدم تخصيص مساحات خاصة والاكتفاء بها، والمحور الثاني: تلبية الحاجات الاتصالية لجمهور وسائل الإعلام من ذوي الإعاقة مثل: عرض المزيد من البرامج بلغة الإشارة، وإدخال تقنية الوصف الصوتي للبرامج والمسلسلات وغيرها.

شهدت الندوة حضور نوعي من الحقوقيين والإعلاميين والأكاديميين المتخصصين الذين أشادوا بأهمية موضوع الندوة، مطالبين بالمزيد من الندوات وورش العمل التي تأسس لتناول واعي وحقوقي لمثل هكذا قضايا.

وخرجت الندوة بالعديد من التوصيات أهمها:

-إشراك ذوي الإعاقة في اتخاذ وتخطيط وتوجيه القرار في المؤسسات الإعلامية.

– ضرورة توسع وسائل الإعلام في تناول قضايا ذوي الإعاقة ضمن السياق العام للمحتوى وعدم عزلهم في مساحات محدودة.

– عمل دورات تدريبية للإعلاميين لزيادة معارفهم الحقوقية تجاه ذوي الإعاقة.

– إصدار دليل إرشادي يحتوي على الخطوط العريضة والمحددات القانونية والحقوقية التي يجب أن تنتهجها وسائل الإعلام بخصوص ذوي الإعاقة وتوحيد المفاهيم.

وفي الختام تقدم دارس البعداني، بالشكر للمشاركين على تفاعلهم، وأكد أن المركز الإعلامي سيعمل على تحويل تلك التوصيات إلى جانب عملي يلمسه ذوو الإعاقة في القريب العاجل.

بودكاست ” قصة إرادة ” الحلقة ( الحادية عشرة )

بودكاست ” قصة إرادة ” الحلقة ( الحادية عشرة )

“لقد اعتقدت أسرتي أنها أصابتني عين نظراً لما كنت أتمتع به من بشرة ناصعة البياض، فأخذني والدي على ظهره إلى أحد المشعوذين (العرافين) الذي وضع لي مكوى على ظهري وعلى العمود الفقري تحديداً ما زاد حالتي سوءً وتقهقراً، ولم يكتفِ والدي بل ذهب كغريق يتمسك بقشة إلى دجالين آخرين حول قريتنا ولم أستفيد منهم أي شيء، وفقدت الحركة في قدمي الأثنين تماماً”

بودكاست ” قصة إرادة ” بعنوان “ماما لطيفة.. من سار على الدرب وصل” على الرابط التالي :

بحديث شديد اللهجة المركز الإعلامي لذوي الإعاقة يوضح أكذوبة الفتاة مصاصة الدماء بصنعاء.

خاص /

تداولت عدة قنوات على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي مقطع صادم لفتاة في صنعاء ادعوا أنها تقوم بقتل الكلاب ثم تقوم بمص دمائها بطريقة مقززة، وخلال الأيام القليلة الماضية حصدت تلك المقاطع عشرات الآلاف من المشاهدات.

وفي هذا السياق تحققنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة من القصة فوجدنا التالي: لقد تأكد لنا بعد التواصل مع عدة مصادر أمنية أن الطفلة التي يتم التشهير بها هي طفلة من ذوات الإعاقة العقلية وتبلغ من العمر 14 عاماً، وبحسب تصريح لجدة الطفلة التي تقوم على رعايتها بعد وفاة والدتها وغياب والدها منذ سنوات أدلت به الجدة للإعلامي أحمد علاو، فإن الطفلة قد سقطت من سطح المنزل قبل سنوات وعندها إعاقة عقلية منذ تلك الحادثة، وقالت الجدة: “أن من قاموا بالتصوير قد قيدوا الطفلة ثم أجبروها على بعض الحركات وقاموا بتصويرها والسخرية منها” واتهمت الجدة عاقل المنطقة بالوقوف وراء الاعتداء على طفلتها والتشهير بها وبأسرتها.

من جهتهم استنكر سكان مخيم النازحين الواقع في منطقة شملان ما تعرضت له الطفلة واعتبروا أن التشويه الغرض منه تخويف أبناء المنطقة من سكان المخيم ووصفوا دوافع التشهير بالعنصرية في إشارة إلى أن معظم نزلاء المخيم من فئة المهمشين النازحين من محافظة الحديدة جنوب غربي اليمن.

وفي تصريح للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة قال الضابط أحمد جميل، مدير قسم 21 سبتمبر: “إن الطفلة فعلاً من ذوي الإعاقة العقلية وقد تم إحالتها لإدارة حماية الأسرة”، وعند سؤال الضابط أحمد جميل عن هوية (عبد القادر سرور) أحد الذين ظهروا في المقطع المتداول والمصور يقدم له الشكر أفاد جميل بأن المذكور هو عاقل الحارة والمتهم بتقييد الطفلة المعاقة وتصويرها بطريقة مهينة وغير إنسانية، وأكد جميل بأن قسم الشرطة قد إحتجز عبد القادر سرور وأحاله إلى النيابة، رافضاً أبداء المزيد من التفاصيل.

وكانت جدة الطفلة قد تحدثت وهي تبكي بحرقة عن تعذيب وركل تعرضت له الطفلة على صدرها وضربها وإجبارها على أكل لحم غير ناضج، واتهمت بعض الجنود بالتواطؤ مع العاقل عبد القادر وأنهم كانوا يدخلون الناس على الطفلة لمشاهدتها على أنها مصاصة دماء.

وإننا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة إذ نعبر عن صدمتنا وذهولنا لكل ذلك القدر من الإجرام بحق طفلة من ذوات الإعاقة العقلية فإننا نضع الجهات المختصة أمام مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية وخصوصاً أن أحد الجناة هو عاقل حارة ويتمتع بسلطة ضبطية اجتماعية وقانونية، ونطالب بمعاقبة الجناة بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 164 من قانون حقوق الطفل اليمني رقم 45 لسنة 2002 كون الجناة قد أقدموا على فعل إجرامي شنيع بقصد التصوير وكسب المشاهدات والتربح من ورائها فضلاً عما لحق وسيلحق بالطفلة وأسرتها من أذى نفسي على المدى الطويل.

وفي الوقت الذي لا يزال الشاب الكفيف يوسف يرقد في المستشفى عقب اعتداء والده عليه وضربه على رأسه بالفأس ما أدى إلى إعاقته حركياً بالشلل إلى جانب كف البصر وتجاهل الكثير من الإعلاميين واليوتيوبرز لهذه القضية رغم مناشدة المكفوفين لتبنيها كقضية عامة يتهافت الكثير من اليوتيوبرز والإعلاميين لاختلاق قضايا تسيئ للمجتمع عموماً ولذوي الإعاقة خصوصاً.

وبدلاً من التوعية بحقوق وقضايا المعاقين والالتفات لوثيقة التضامن معهم التي انظم لها عشرات المحاميين والعلماء وبعض الإعلاميين والحقوقيين ذهب بعض الإعلاميين وصناع المحتوى للمشاركة في جريمة تشهير وتشويه لطفلة من ذوات الإعاقة العقلية مستغلين طبيعة إعاقتها ومستهترين بأسرتها.

إن جريمة صناع المحتوى الأصفر يجب ألا تمر مرور الكرام، كما أن تهميش قضايا ذوي الإعاقة وعدم الالتفات لها بل الإساءة إليهم والاشتراك مع بعض معدومي الضمير وفاقدي الإنسانية في جرائم مروعة بحق ذوي الإعاقة لصناعة محتوى يجذب الكثير من المشاهدات إن ذلك القدر من السقوط الأخلاقي والمهني يوجب على مؤسسات ذوي الإعاقة أن تتنادى لإيقاف ذلك العبث والتهريج الذي زاد عن حده وفاض عن الكيل.

وختاماً: نجدد الدعوة لمحاسبة الجناة الذين ظهروا في تلك المقاطع المخزية وأخذ أقوال الشهود بعين الاعتبار خصوصاً تلك الاتهامات الموجهة تجاه من يفترض أنهم أول من يحمي المواطن وينتصف له من المعتدين.