خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD / ميادة العواضي
بدأت أم الطفلة –مها حُميد، البالغ عمرها ستة أشهر تلاحظ على طفلتها أعراض تراها لأول مرة، حيث بدأ رأسها يكبر كثيراً، وكثر التقيؤ لديها، مع فقدان للشهية، ولكن دائماً ما أخبرها من حولها بأن هذا أمر طبيعي وأن عليها ألا تقلق.
ولأنها لم تطمئن قررت أن تأخذ ابنتها إلى الطبيب الذي أخبرها بأن ابنتها تعاني من استسقاء في الدماغ، تقول أم مها أنها لم تسمع عن هذا المرض من قبل، وعندما شرح لها الطبيب طبيعة هذا المرض رجحت أن تكون سوء التغذية والعمل الشاق سبباً لإصابة ابنتها وخصوصاً أنها تعيش في قرية نائية بإحدى المحافظات.
يعد الاستسقاء الدماغي (Hydrocephalus) واحد من أهم الأمراض التي تتسبب في الكثير من الإعاقات وسنكشف في هذا التقرير عن أرقام صادمة عن ضحايا الاستسقاء بين المواليد الجدد في اليمن، -فماهو الاستسقاء الدماغي؟
يُعرف موقع Mayo Clinic الطبي الاستسقاء الدماغي بأنه: ”
“تراكم سائل في التجاويف (البُطينات) الموجودة في عمق الدماغ، وتزيد السوائل المتراكمة حجم البُطينات وتُحدث ضغطًا على الدماغ فيتدفق السائل النخاعي عادةً من خلال البُطينات ويمُر بالدماغ والعمود الفقري، ولكن الضغط الذي يحدثه فرط تراكم السائل النخاعي المرتبط بالاستسقاء الدماغي يمكنه أن يُلحق ضررًا بأنسجة الدماغ مسببًا مجموعة من المشكلات في وظائف الدماغ”، وهو ما يتسبب للمريض بإعاقات مختلفة أما بصرية أو عقلية أو حركية، أو إعاقات مزدوجة.
تعتبر قلة الوعي وبعض العادات الخاطئة كالزواج المبكر سبباً لإصابة الأبناء بالاستسقاء الدماغي، تقول أم الشاب –راشد الحرازي: “لقد تزوجت في سن مبكرة جداً وفي السنة الأولى من الزواج أنجبت ابني راشد، وكان يتمتع بصحة جيدة، إلا أنه أصيب بحمى شديدة وعمره سنة تقريباً ولم أعرف ما الذي يجب علي فعله لصغر سني حينها، وبسبب الأهمال والتأخر في أخذه للمستشفى أصيب بداية بشلل في الأطراف، ثم بدأ رأسه ينتفخ شيءً فشيءً، وتم تشخيص حالته بأنه يعاني من استسقاء في الدماغ”
وتقول أم راشد: إن وضع ابنها تحسن نوعاً ما بعد زراعة جهاز التحويلة الذي يصرف السائل الدماغي، لكن ورغم أنه في التاسعة والعشرين من عمره إلا أنه يعيش بعقل طفل صغير فلا يفكر بالزواج، أو الدراسة.
وفي هيئة المستشفى الجمهوري كانت –لينا محمد، من محافظة حجة شمال اليمن تستعد لإجراء عملية زراعة جهاز التحويلة لعلاج التشوش في البصر، تقول والدة لينا لل-MCPD: “لقد فوجئنا دون مقدمات أن لينا تشتكي من تشوش بصرها ثم عدم القدرة على الرؤية، فأخذناها إلى أحد الأطباء في مستشفيات حجة فاشتبه بوجود ورم في الدماغ، بعدها قررنا عرضها على أطباء آخرين بصنعاء للتأكد من التشخيص الصحيح، فأخبرونا بأنها تعاني من استسقاء دماغي نتيجة الورم الموجود في رأسها”
أسباب كثيرة يمكن للأمهات تجنبها.
يذكر المختصون أن أسباب الاستسقاء الدماغي قد يتعرض لها أي طفل وعلى الأمهات معرفة تلك الأسباب لتجنب هذا المرض المتزايد بين الأطفال مؤخراً
تقول الدكتورة –أزهار فضايل ،طبيبة مقيمة في قسم جراحة المخ والأعصاب بهيئة المستشفى الجمهوري بصنعاء: “إن من أهم أسباب حدوث الاستسقاء الدماغي:
أورام الدماغ والحبل الشوكي.
عدوى الجهاز العصبي المركزي كإلتهاب السحايا البكتيري، أو النكف.
النزيف في الدماغ نتيجة للسكتة، أو الإصابة في الرأس.
وتقول –فضايل: “إن من أكثر الأسباب لإصابة الأطفال في اليمن بالاستسقاء هو سوء تغذية الأم الحامل نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، بالإضافة لعدم وعي الأمهات والتزامهن بأخذ بعض الفيتامينات الضرورية أثناء الحمل”
كما ترجع –فضايل، بعض أسباب تفاقم وتدهور حالات الاستسقاء عند الأطفال للجهل والخرافة وربط كبر حجم الرأس بالعين أو لأسباب خرافية أخرى والتأخر عن الكشف والتدخل المبكر.
أعراض الاستسقاء الدماغي.
تلخص الدكتورة –أزهار، الأعراض بعدة نقاط وتقول: “أعراض الاستسقاء تختلف بحسب عمر الطفل، وأهم الأعراض الشائعة هي: كبر حجم الرأس بصورة غير طبيعية، القيئ المتكرر، التحديق بالعينين إلى أسفل، الصداع، ضبابية وازدواجية الرؤية، ضعف التناسق الحركي، فقدان الشهية، فقدان التحكم بالمثانة أو زيادة معدل التبول، تدهور الذاكرة وتدني التركيز وغيرها كثير”
أرقام صادمة
ازدادت مؤخراً حالات الاستسقاء الدماغي بين المواليد الجدد بصورة لافتة في اليمن، حيث تقول الدكتورة –أزهار فضايل: “إننا في المستشفى الجمهوري مثلاً نستقبل ثلاث إلى أربع حالات استسقاء أسبوعياً”
من جهته يتحدث –حسن عردوم ،مدير الإعلام والعلاقات بصندوق رعاية المعاقين، عن أرقام صادمة وأعداد كبيرة من حالات الإعاقة حيث يستقبل الصندوق من ثلاثين إلى أربعين حالة يومياً وكثير منها سببها الاستسقاء الدماغي.
ويؤكد عردوم أن حالات الاستسقاء في تزايد مضطرد على حد وصفه بسبب ما قال أنها أوضاع صحية متدهورة بالإضافة لظروف الحصار والحرب التي تشهدها اليمن. وعن دور صندوق رعاية المعاقين قال عردوم: “لقد نفذ صندوق رعاية المعاقين مشروع دعم مرضى الاستسقاء الدماغي في اليمن من خلال تمويل عمليات المرضى وإمدادهم بأجهزة الشفط، وتوفير الأدوية، وتكاليف المواصلات للمرضى الذين هم خارج أمانة العاصمة….
وقد وفر الصندوق خلال العامين الماضيين أكثر من ألف جهاز شفط سائل دماغي من خلال التعاون مع الهلال الأحمر القطري، وألف عملية جراحية لألف مريض من مرضى الاستسقاء الدماغي”
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة، إعداد-إبراهيم محمد المنيفي.
فيما يشكوا الأشخاص ذوي الإعاقة من نظرة الشفقة والرحمة المبالغ فيها ويطالبون بأن يتم النظر إليهم ومعاملتهم كباقي أفراد المجتمع، إلا أنه وعلى النقيض فإن هناك أمور خطيرة خلف الجدران مسكوت عنها، أو لا يريد الكثير الحديث عنها مجاملة لبعض الجهات أو راحة للبال مثل قضية تعرض ذوي الإعاقة للاستغلال والعنف والاعتداء، والكلمة أمانة والإعلام مسؤولية ورسالة ولابد من التطرق إلى هذا الموضوع الخطير وطرحه على الجميع.
أعزاءنا القراء والقارئات قد لا تصدقون أن هناك أفراد من ذوي الإعاقة يتعرضون لأسوأ حالات العنف والاستغلال بكل أشكاله وأنواعه، وفي حلقتنا هذا الأسبوع سنتحدث عن ظاهرة استغلال ذوي الإعاقة، وذلك إما داخل أسرهم، أو الأسر المضيفة لهم، أو في بعض مرافق ومؤسسات ذوي الإعاقة، أو خارج تلك الأطر المؤسسية.
على خلاف الكثير من الأسر المحترمة التي تهتم بأبنائها وترعاهم فإن هناك بعض الأسر منزوعة الدين والحياء التي تستغل إعاقة أبنائها أسوأ استغلال، ولا تتورع باعتبارهم مصدراً للترزق والتسول إما من خلال الدفع بهم إلى الشوارع والمساجد، أو انتهاك كرامتهم وتصويرهم بأوضاع مزرية والتسول بها في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن بعض مؤسسات ذوي الإعاقة وبعض البرامج في وسائل الإعلام قد تمارس هذا الدور السيئ في استغلال ذوي الإعاقة لتحقيق الشهرة أو التربح والثراء غير المشروع.
فكم من مشاريع استثمارية وسفريات؟!، وكم من منظمات ومؤسسات تتحدث باسم ذوي الإعاقة فيما لا يجني ذوو الإعاقة منها إلا الفتات؟!؟!.
كم من تاجر يوزع مواده المقاربة على الانتهاء على المعاقين للتخلص من بعض الالتزامات الزكوية؟ أو يدعي أنه يستورد مواد وأدوية لذوي الإعاقة لإعفائها ضريبياً؟!.
قطعاً لا نعني الجميع، لكن الحديث عن البعض الذي يستغلون ذوي الإعاقة وقد يكون بعضهم من ذوي الإعاقة أنفسهم، وما كان لهذا أن يكون لولا غياب الشفافية والمساءلة المجتمعية من ذوي الإعاقة والنشطاء الحقوقيين للدولة ومؤسسات ذوي الإعاقة ومنظمات حقوق الإنسان حول برامج الحماية الإنسانية.
إن واحد من أهم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هو حمايتهم من أي استغلال الذي يتعرضون له أو يتوقع أن يتعرضوا له –فهل كنت تعرف هذه المعلومة؟
في الفقرة الأولى من المادة 16 من الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة ما نصه :”تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية، والإدارية، والاجتماعية، والتعليمية وغيرها من التدابير المناسبة لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة داخل المنازل وخارجها على السواء من جميع أشكال الاستغلال”
صورة للمادة 16من الاتفاقية الدولية الفقرة 1-3
كما حثت الفقرة الثانية من ذات المادة الدول الأطراف في الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة على اتخاذ التدابير اللازمة لمنع استغلال ذوي الإعاقة والزمت الدول الأطراف بكفالة تقديم الدعم والمساعدة لذوي الإعاقة وأسرهم ومقدمي الرعاية للحيلولة دون وقوع الاستغلال تجاه ذوي الإعاقة.
صورة للمادة 16من الاتفاقية الدولية الفقرة 2
وحرصاً على عدم استغلال بعض مؤسسات ذوي الإعاقة وغيرها للمعاقين دعت الفقرة الثالثة من ذات المادة الدول الأطراف إلى أن: “تكفل قيام سلطات مستقلة برصد جميع المرافق والبرامج المُعدة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة رصداً فعالاً للحيلولة دون حدوث جميع أشكال الاستغلال والعنف والاعتداء” وعليه فإن على الدولة ومنظمات المجتمع المدني بما فيها منظمات حقوق الإنسان، ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة ومؤسساتهم أن تطلع بدورها لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة من الاستغلال وذلك من خلال برامج حماية حقيقية وفعالة ومنها:
– تخصيص سلطات رصد مستقلة لأي مظاهر استغلال لذوي الإعاقة سواءً من أسرهم أو مؤسساتهم.
-تشكيل فريق مختص لتلقي الشكاوى من خلال خط ساخن وتوثيقها ومتابعتها وتقديم المساعدة المطلوبة إو اللجوء لمقاضاة المستغل أمام القضاء عند الحاجة.
-العمل على تعديل القانون رقم 61 لسنة 1999 والقوانين والقرارات ذات الصلة لتضمينها برامج الحماية بشكل واضح.
-واستغلال ذوي الإعاقة حديث ذو شجون نكتفي بهذا، وانتظرونا في الأسبوع القادم للحديث عن العنف والاعتداء على ذوي الإعاقة وكيف يجب الانتصار لهم حقوقياً وقانونياً.
بدأ العام 2021 والعالم لم يتعافى بعد من آثار الجائحة التي غيرت كل شيء، وكان المركز قد عمل على إيصال المعلومات اللازمة والرسائل التي ساعدت ذوي الإعاقة في اليمن على مواجهتها، وساهم المركز كأول مؤسسة إعلامية متخصصة بمناصرة ذوي الإعاقة في توعية المجتمع بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة أثناء الحجر المنزلي.
وفي وقت كان العالم مثقلاً بكيفية تخطي آثار هذه الكارثة كان ذوو الإعاقة في اليمن يواجهون كارثة أخرى عمرها 7 سنوات، وهي حرباً وصفت بأنها الأسوأ والأكثر مأساوية وذوي الإعاقة كانوا أكثر من تأثر بها فمنهم من فقد روحه، ومنهم من أغلقت مراكز التعليم في وجهه، ومنهم من انقطع دوائه.
وفي غمرة هذه الصعوبات انطلق المركز بداية العام بكل ثقة وإيمان برسالته التي ستنقذ هذه الفئة من جهل المجتمع بحقوقها، وإهمال الدولة ونسيانها لالتزاماتها القانونية تجاه هذه الشريحة التي تمثل 15 % من نسبة السكان.
وانطلقت رسالة المركز الإعلامية التي تعتمد على إنتاج كافة المواد الحقوقية بمختلف القوالب المقروءة والمرئية والصوتية لتتخطى كل العراقيل وتؤدي دورها بمهنية عالية.
وقد شهد الإنتاج تطوراً كبيراً وقرباً من هموم ذوي الإعاقة في كل المحافظات اليمنية كما أنه حظي بمتابعة وإعجاب كبيرين وساهم في التأثير الإيجابي في واقع ذوي الإعاقة ومجتمعهم المحيط.
وستجدون في هذا التقرير إطلالة على ما قمنا به في المركز خلال العام متضمناً التقارير، والقصص الصحفية، وحملات المناصرة بشكل عام، ومناصرة المرأة ذات الإعاقة بشكل خاص، كما سنتطرق إلى الإنتاج المرئي، والصوتي، إضافةً إلى الفعاليات والأنشطة التي أقامها المركز وكيف أثر كل هذا الإنتاج في حياة ذوي الإعاقة والمجتمع المحيط.
وسنعرض في ملخص بالأرقام أهم الإحصائيات والآثار الكمية والنوعية لأعمالنا مستندين إلى إحصائيات وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك شهادات المتابعين والضيوف والمصادر الأخرى الموضحة قرين كل إحصائية، كما أننا سنوضح عدد ما أنتج المركز في مختلف القوالب وستجدون روابط وصور وإنفو جرافيك لتوضيح ذلك.
الإنتاج الصحفي المكتوب
يعتبر الإنتاج المكتوب من أبرز الأعمال التي ينتجها المركز ويعتمد هذا الجزء من الإنتاج على التقارير الصحفية والقصص والأخبار والمتابعات والمنشورات والحملات التوعوية وقد كان العام 2021 حافلاً بالكثير من الإنجازات في هذا المجال سنتطرق إليها في السطور القادمة:
التقارير المعمقة
أنتج المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة خلال عام 2021م (71 ) تقريراً صحفياً معمقاً تهدف في مجملها إلى مناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول إلى حقوقهم ، وقد تناولت هذه التقارير 71 قضية بالبحث والتعمق في أسبابها ونتائجها وسبل العلاج ، كما أنها تطرقت إلى أدوار مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية في حماية وتعزيز حقوق ذوي الإعاقة في اليمن.
تنوعت القضايا التي تم طرحها في هذه التقارير بتنوع هموم وحقوق ذوي الإعاقة في اليمن وسنحاول أن نتعرف على بعض تلك المواضيع:
أولاً / التقارير الصحفية الصحية .
حيث أننا أنتجنا عدد ( 10) تقارير صحية تحدثت عن الأخطاء الطبية التي تسبب الإعاقة ومن المسؤول عن المحاسبة كما أننا تطرقنا إلى موضوع حقوق ذوي الإعاقة في الإعفاءات في المستشفيات وكذلك ضرورة توفير الأدوية وقيام الجهات الصحية بدورها ، لم ننس الحديث عن ذوي الإعاقة بسبب الحرب وضرورة تأهيلهم صحياً ونفسياً وتحدثت تقاريرنا عن الإهمال الكبير الذي تعانيه هذه الفئة وحملنا مختلف أطراف الصراع المسؤولية في ذلك.
ثانياً / التقارير التي تحدثت عن التعليم.
عملنا على إنتاج 15 تقريراً تتحدث عن مختلف القضايا والحقوق التعليمية لذوي الإعاقة وتطرقت إلى الإعفاءات المدرسية وتهيئة المدارس والجامعات لتكون صديقةً لذوي الإعاقة، إضافةً إلى تكييف المناهج ليستطيع ذوو الإعاقة الوصول إلى المعلومة التعليمية بسهولة ويسر كغيره من أفراد المجتمع، كما أننا نزلنا إلى المنشئات التعليمية ولمسنا أوجاع ذوي الإعاقة عن قرب لنترجمها إلى تقارير صحفية وقصص من عمق المأساة.
تأثيرات الحرب الكبيرة على تعليم ذوي الإعاقة كانت حاضرة بقوة في رصدنا وكتاباتنا إذ أننا تناولنا الأضرار التي تعرضت لها مراكز ومؤسسات ذوي الإعاقة وكيف كان هذا سبباً في توقفها عن أداء دورها تجاه هذه الشريحة.
كنموذج رابط لتقرير عن كيف تضررت مراكز ذوي الإعاقة جراء الحرب
إمكانية الوصول، والدمج في المجتمع، والتمكين الاقتصادي والسياسي، وحقوق الأطفال، والتقارير المتعلقة بالمناسبات كانت مواضيع أخرى تم الحديث عنها وطرق زواياها في هذا العام أيضاً.
القصص
نؤمن في المركز الإعلامي بالدور الكبير للقصص في إلهام المجتمع وإيصال الرسالة وتحفيز من تسلل اليأس إلى قلوبهم سواءً من ذوي الإعاقة أو مجتمعهم المحيط لذلك فقد أنتجنا 15 قصة صحفية ركزت على النجاحات والإنجازات لبعض ذوي الإعاقة، وقد تناول المركز هذه القصص بطريقة حقوقية تبتعد عن الرحمة والشفقة والتناول الإعلامي المشوه الذي تعودنا عليه في وسائل الإعلام الأخرى غير المتخصصة بذوي الإعاقة
استضفنا في هذه القصص 15 شخصاً من ذوي وذوات الإعاقة المختلفة وفي مختلف المحافظات وفي شتى المجالات لنساهم في إظهار إبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة وإيصالها إلى العالم.
غطينا في المركز معظم الأخبار المتعلقة بذوي الإعاقة وخاصةً تلك التي تركز على الإنجازات الحقيقية والمخترعات، وتلك التي تركز على قضايا الانتهاكات التي تحدث في مختلف المحافظات اليمنية جراء الحرب، وابتعدنا عن تغطية الأخبار الترويجية، والرسمية التي تتغنى باسم ذوي الإعاقة دون أي أثر ملموس في الواقع.
وقد تم إنتاج 40 خبراً صحفياً 20 خبراً منها كان لنا الفخر بالسبق الصحفي والتغطية الأولى لها خلال هذا العام. أما المتابعات فقد تابعنا 36 موضوعاً محلياً ودولياً كانت في مجملها اختراعات، وتسهيلات، وفعاليات ملهمة، وجوائز حصل عليها أشخاص من ذوي الإعاقة، وذلك لربط المتابع بما يدور حوله من أخبار وإنجازات.
أما الجرافيك والتصاميم فقد بلغ عددها 115 صورة ورسماً بيانياً خلال العام وذلك بهدف إيصال الرسالة بمختلف الطرق وإلى مختلف المتابعين.
الإنتاج الصوتي
كان مسلسل “بديع وأمل” الإذاعي الذي أنتجناه بواقع 30 حلقة إذاعية تم بثها على 13 إذاعة محلية هو أول مسلسل متخصص بمناقشة قضايا وحقوق ذوي الإعاقة في اليمن بطريقة بسيطة عامية تصل إلى كل المستويات وقد شارك في إنتاج المسلسل 15 شاباً وشابة 70 % منهم هم من ذوي الإعاقة البصرية والحركية و 50 % من النساء، وتم بث المسلسل في صنعاء، وحضرموت، وعدن، والحديدة، ومأرب، وشبوة، والمهرة، وإب، وتعز، وقد كان لهذا المسلسل أثر كبير في تغيير الوعي المجتمعي بحقوق وقضايا ذوي الإعاقة وذلك لأنه طرح قضايا حساسة وواقعية وبالطريقة واللهجة نفسها التي تصل إلى قلوب المستمعين، كما أنه تطرق إلى القضايا والهموم في مختلف المحافظات شمالية وجنوبية ريفية وحضرية كالعنف ضد الفتاة ذات الإعاقة، والحبس، والتعذيب، ومصادرة الحريات، ومشاكل إمكانية الوصول وغير ذلك.
كما أننا في المركز قد أنتجنا عدد 6 فلاشات وتنويهات صوتية مرتبطة بالتوعية تم نشرها في صفحات المركز وبعض الإذاعات وكانت مرتبطة بالمناسبات الخاصة بذوي الإعاقة مثل يوم العصا البيضاء واليوم العالمي للغة الإشارة وغيرها.
وبلغ إجمالي ما أنتجه المركز في الجانب الصوتي 38 مادة بواقع 300 دقيقة.
أولينا في المركز الإعلامي المرأة اهتماماً كبيراً وذلك بسبب الظلم الذي تعانيه لأنها امرأة أولاً ومعاقة ثانياً، فهي الحلقة الأضعف، وتمكينها ومناصرتها من أهم ما نسعى إليه، ولذلك فقد أنتجنا 18 تقريراً متعلقاً بقضايا المرأة، وأنتجنا 6 قصص نجاح وإبداع لنساء ذوات إعاقة.
كما أن المرأة حاضرةً في كل التناول الصحفي بأنواعه كضيفةً ومصدراً للمعلومة وصاحبة رأي بشكل متساوي مع الرجل.
فريق العاملين في المركز أيضاً نصفه من النساء وذوات الإعاقة الإعلاميات سعياً إلى تمكين المرأة بشكل أوسع يضمن تواجدها كصانعة محتوى خاصةً حين تكون من نفس الفئة وخرجت من عمق المعاناة التي تواجهها قريناتها من ذوات الإعاقة.
ليس هذا فحسب بل أننا في المركز عملنا على مناصرة قضايا لنساء من ذوات الإعاقة حيث أننا ومن منطلق مسؤوليتنا الإعلامية والحقوقية قمنا بنشر ومناصرة قضية الناشطة عائشة جباري من محافظة تعز وهي التي تعرض منزلها للاقتحام من قبل أحد العسكريين وتم الاعتداء عليها هي وعمتها، أم زوجها وبعد تحريك الموضوع والتواصل مع مختلف الجهات ونشر القضية في مواقع المركز تم ضبط الجناة وإحالتهم للعدالة لينالوا جزاءهم
نجيبة الشيباني كانت مثالاً آخر للقضايا التي تمت مناصرتها وإيقاف الظلم والعنف الذي تعرضت له من أحد النقاط الأمنية في تعز بحجة أنها تعمل في تصوير مواقع عسكرية، وهي من ذوات الإعاقة الحركية تواصلت معنا وعملنا على نشر قضيتها للرأي العام وتفاعل الكثير من الإعلاميين ووسائل الإعلام معها حتى تم الاعتذار لها.
ونحن في المركز إذ نقوم بهذه الجهود في مجال مناصرة المرأة نطمح إلى توسيع هذا العمل ومناصرة كل قضايا المرأة ذات الإعاقة حتى تصل إلى كافة حقوقها وتتخلص من القيود المفروضة عليها.
وحرصاً من المركز على تكثيف الجهود الإعلامية والحقوقية حول قضايا وحقوق المرأة ذات الإعاقة في اليمن أطلقنا أول مسابقة صحفية حقوقية حول موضوع المرأة ذات الإعاقة قضايا وحقوق، ودعا المركز كافة الصحفيين العاملين في وسائل إعلامية من أجل المشاركة الفاعلة في هذه المسابقة وإنتاج تقارير وقصص حول هذا الموضوع.
ويأتي هذا بهدف تشجيع وسائل الإعلام الأخرى للكتابة والإنتاج في قضايا ذوي الإعاقة وخاصةً المرأة، كما أننا نهدف إلى تشجيع المرأة نفسها لتتحدث عن قضاياها دون خوف.
الفعاليات
كرسنا في المركز الإعلامي جانباً من جهودنا نحو إقامة الفعاليات والأنشطة المتخصصة بتمكين ذوي الإعاقة والحديث عن قضاياهم مع مختلف الجهات أملاً في تغيير الواقع الأليم الذي تعيشه هذه الشريحة التي يزيد عددها عن 15 % من نسبة السكان في اليمن، ومن أجل ذلك قمنا بإقامة الفعاليات التالية:
1- إقامة ندوة افتراضية عبر تطبيق الزوم حول موضوع التنمر ضد الأطفال ذوي الإعاقة، حضر الندوة 70 شخصاً 30 منهم عبر الزوم أما بقيتهم فحضروها مباشرة عبر صفحتنا في الفيسبوك
2 – إقامة مسابقة حقوقية عبر منصات المركز في شهر رمضان المبارك.
شارك في المسابقة 5000 شخص حسب إحصائيات المنشورات في فيسبوك فاز فيها 15 متسابق ومتسابقة من مختلف المحافظات اليمنية
صورة لمنشور المسابقة الرمضانية
3 – إقامة المسابقة الصحفية للصحفيين اليمنيين حول قضية المرأة ذات الإعاقة والتي استمرت شهر كامل وشارك فيها 35 صحفية وصحفي من 35 وسيلة إعلامية
فاز في المسابقة 3 صحفيين أحدهم امرأة، وقد تم تكريم الفائزين بمبالغ مالية وشهائد تقدير في حفل خاص حضرته قيادات رسمية ومن أهم مؤسسات ذوي الإعاقة وتفاعلت معه الكثير من وسائل الإعلام.
صورة للفائزين في المسابقة الصحفية أثناء التكريم
4 – إقامة ندوة أدبية حقوقية بمناسبة ذكرى وفاة شاعر اليمن الكفيف عبد الله البردوني تناولت حياته وإعاقته وفلسفته الإعلامية والحقوقية وعرجت على الإهمال الكبير لهذا الشاعر من الجهات المختصة، تفاعل مع الندوة نخبة من كبار الشعراء والنقاد اليمنيين.
5- عمل حلقة نقاش بين المركز ومؤسسات ذوي الإعاقة حول الخطاب الإعلامي الموجه نحو ذوي الإعاقة، وكانت الفعالية قد أقيمت في مقر المركز وشاركت فيها 17 مؤسسة من مؤسسات ذوي الإعاقة إضافةً إلى رئيس الاتحاد العام لجمعيات ذوي الإعاقة في اليمن وممثلون عن جهات حكومية وإعلامية.
الخلاصة :
بذلنا في المركز قصار جهدنا من أجل إحداث تغيير إيجابي في واقع الأشخاص ذوي الإعاقة وتصحيح نظرة المجتمع تجاه هذه الشريحة، كما أننا نسعى إلى تغيير المفاهيم الإعلامية نحو ذوي الإعاقة مما يؤدي إلى وجود خطاب إعلامي يحترمهم، ويؤمن بحقوقهم، ويساهم معنا في توعية أبناء المجتمع من أجل تقبلهم، والإيمان بقدراتهم وإبداعاتهم
وما يهمنا من خلال ما سبق هو الأثر الذي تركناه في الميدان كما وكيفاً وهذه أهم ملامحه:
الأثر الكمي
سنعرض بشكل نقاط مختصرة مستوى التفاعل مع ما أنتجناه بالإحصائيات:
انفوجرافيك (1) لإحصائيات مستوى التفاعل صورة توضح عدد المتابعين والمعجبين بصفحة المركز على الفيس بوك انفوجرافيك (2) لإحصائيات مستوى التفاعل انفوجرافيك لنسبة الوصول والفرص التي حصل عليها المركز
الأثر النوعي
فقد انعكس من خلال الإقبال على ما ننتجه والذي عكسته الإحصائيات السابقة، كما رصدنا بعض ردود الفعل الإيجابية من المجتمع تجاه بعض القضايا التي تناولناها مثل تيسير بعض الممرات في بعض الأحياء كمبادرات فردية مجتمعية، أو الإقبال على منتجات بعض من عرضنا قصصهم، كما كان لنا شرف الانتصار لذوات الإعاقة اللواتي تعرضن لبعض الانتهاكات مثل: الناشطة –عائشة جباري، وتحويل قضية –نجيبة الشيباني إلى قضية رأي عام، بالإضافة إلى الضغط مع بعض جهات ذوي الإعاقة على صندوق المعاقين لإيقاف قرار دمج كل ذوي الإعاقة في التعليم العام دون دراسة أو تهيئة.
هذا فضلاً عن توسيع دائرة تبني الخطاب الحقوقي من قبل النشطاء ذوي الإعاقة وتناول قضايا ذوي الإعاقة بطريقة غير مسبوقة في اليمن، ومناقشة قضايا كانت خلف الجدران والحديث عنها شبه ممنوع.
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD / أحمد علي الفقيه.
نحن الآن في مستشفى ميداني بصنعاء، هنا مئات الجرحى وعشرات الشهداء، وبينما تستمر فرق الإسعاف بجلب المزيد من الجثث والمصابين إلى المشفى ينتظم المئات من الشبان في طوابير للتبرع بالدم.
هنا في الداخل يعمل الأطباء ومساعدوهم بلا توقف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومنذ قليل وصل إلى هنا أيضاً بعض الصحفيين لتوثيق الجريمة، وبينما كان أحد المصورين يوثق للعدالة توقف مشدوهاً حينما رأى بين الجثث طفلاً يحرك يده، فأخذ يصرخ: “مازال حياً، مازال حياً أنقذوه”
لم يكن ذلك الطفل إلا نموذجاً لطفولة بائسة يعيشها أطفال اليمن
سليم غالب علي الحرازي، 1999، من منطقة مناخة حراز بمحافظة صنعاء. كمعظم أطفال اليمن يكبرون صغاراً بكبر المسؤوليات التي تلقى على كاهلهم، فقد كان سليم إلى جانب دراسته يقوم بمساعدة والده في بيع وتوزيع الكتب والصحف لأصحاب الكشكات والمحلات التجارية.
وفي أوقات الفراغ كان سليم لا يفوت فرصة ممارسة ألعابه المفضلة مثل ركوب الدراجة الهوائية ولعبة كرة القدم.
وجدت خيوط العملية ولم أجد عيوني.
يقع منزل أسرة سليم في محيط ما عُرِف حينها ب(ساحة التغيير) الميدان المقابل لجامعة صنعاء الذي اتخذ منه الشباب مكاناً لاعتصامهم إبان اندلاع ثورة الشباب 2011، وبعد صلاة الجمعة شاهد سليم ألسنة النيران تشتعل في مؤخرة الميدان، وبفضول طفل ذهب ليستكشف ماذا يجري هناك.
يقول سليم: “لقد سمعت ورأيت أشخاص يطلقون الرصاص من على المباني المجاورة للساحة، وفي تلك اللحظة أطلق علي قناص رصاصة دخلت من عيني اليسرى ومرت من تحت أنفي لتخرج من عيني اليمنى، وحينها أُغمي علي، ولم أستيقظ إلا في اليوم الثاني وعيني معصوبتين بالشاش وأرى كل شيء حولي أسود”
يستمر سليم بسرد الحادثة ويقول: “لقد تم نقلي فور إصابتي للمستشفى الميداني في حالة إغماء كامل، وعندما شاهد الأطباء حالتي اعتقدوا أنني قد فارقت الحياة ووضعوني بين الجثث، لكن أحد الصحفيين أثناء التصوير لاحظ إن إحدى يدي تتحرك، فأخبر الأطباء فقاموا بنقلي إلى مستشفى آخر، لقد انكتب لي عمراً جديداً وانتزعت من بين مخالب الموت لأن لكل إنسان قصة وقصتي حينها لم تنتهي ولما تزل”
يقول سليم: “لقد كنت أسأل الأطباء –هل بإمكاني أن أرى بعد إزالة الشاش من على عيني؟ فكانوا يجيبونني، نعم. وبعد عدة أيام تمت إزالة الشاش ولكني لم أرى شيءً، فتلمست بأصابعي مكان عيوني فلم أجد إلا خيوط العملية ولم أجد عيوني”
كيف استقبلت الحدث الجديد في حياتك؟
يجيب سليم: “كنت في عمر صغير في العاشرة أو الحادية عشرة من عمري في الصف الخامس فلذلك تلقيت الخبر بعقلية الطفل فكنت واثق من أني سأرى مرة أخرى فكنت أسأل أمي -متى بتطلع لي عيون؟، لاعتقادي أن كل شيء في الإنسان ينمو مثل الشعر والأظافر.”
وبعد الإصابة بدأ الأهل والأصدقاء يتوافدون لزيارة سليم في منزله، وكان أشد من الألم على نفس سليم هي تلك الدعوات للوالدين بأن يتصبروا وبأنهم مأجورون على مصيبتهم، لقد كانت ألفاظ المواساة لوالدي سليم كالرصاص تصيب كبريائه في مقتل لأنه أصبح في نظرهم عالة وعديم الفائدة بعد أن فقد عينيه.
يذكر سليم إن تلك الزيارات استمرت حوالي خمسة أو ستة أشهر، وكان الناس ينصحون والده أن يلحقه بمدارس أو حلقات تحفيظ للقرآن الكريم لاعتقادهم أن الكفيف ليس له وسيلة إلى حفظ القرآن للحصول على مساعدة الناس، ولذلك كانوا يجلبون معهم هدايا كلها أجهزة راديو حتى يتمكن من الحفظ، في إحدى خطابات سليم قال للجمهور ساخراً: “لقد حصلت على أجهزة راديو بعددكم تقريباً”
حاول سليم كثيراً أن يقاوم تلك الرسائل السلبية وكان يطلب أن يتم السماح له بلعب الكرة وركوب الدراجة الهوائية، ولكن كان الجواب دائماً “لا لن تستطيع لأنك أعمى ستؤذي نفسك”
وهنا يعترف سليم وبصراحة يقول: “لقد بدأت تلك الرسائل السلبية تتسلل إلى داخلي وبدأت أشعر بالإحباط، ومع بداية العام الجديد كانت هناك زيارة ولكن مختلفة، نعم مختلفة تماماً لقد سألني أحد الزوار –متى ستذهب للدراسة لقد بدأ العام الجديد؟ وهنا ومع كثرة الرسائل السلبية أنا من تساءل مستغرباً –هل يمكنني أن أدرس وأنا أعمى لم أعد أرى؟، فحدثني صديقي عن إمكانية أن أواصل دراستي بشكل عادي جداً في مركز خاص بالمكفوفين لتعلم طريقة برايل قبل الدمج في المدارس العامة”
يأخذ سليم نفساً عميقاً ويقول: “لقد كانت تلك لحظة فارقة في حياتي، لقد استطعت أن أحلم من جديد بمستقبل أفضل، وبعودتي إلى المدرسة بدأت تتشكل معالم شخصية أخرى لسليم غير المحبط وغير المستسلم لكلام الناس الظالم والسلبي الذي لا يزيد صاحب المصيبة إلا مصيبة أكبر”
مواهب متعددة وأحلام ماتزال تكبر.
وعلى الرغم من أن بطل قصتنا لا يزال في المستوى الثاني بكلية الإعلام بإحدى الجامعات الخاصة إلا أنه يمتلك قدرة خطابية مبهرة تجبرك على الاستماع له حتى النهاية.
يحفظ سليم القرآن الكريم كاملاً، كما أن لديه بعض القصائد الشعرية، وبعد فقدانه للبصر أصبح شغوفاً بالقراءة والمطالعة. كما أنه يتقن اللغة الإنجليزية ويقدم دروس بها عبر الإنترنت، وبدأ بتعلم اللغة الفرنسية ويأمل أن يتقنها في وقت قريب. ولسليم الكثير من المشاركات في الفعاليات والمنصات المحلية والدولية، كما شارك في عدد من الأفلام القصيرة التي حازت بعضها جوائز عالمية.
وفي نهاية العام الماضي حصل سليم على جائزة مليار عمل سلام الدولية متفوقاً على عشرات الآلاف من المتقدمين على حد قوله.
أما أحلام وطموحات سليم فيعتقد أنها مرحلية
حيث يقول: “كل ما أكبر أجد أن حلمي يكبر معي وبإمكان الشخص تحقيق أكثر من هدف، فمثلاً بعد فقدان بصري كنت أحلم بأن أتقن اللغة الإنجليزية وذلك لأتكلم مباشرة مع الأجانب الذين كانوا يزوروني وها أنا حققت ذلك الهدف وصرت أتكلم الإنجليزية بكل طلاقة
وختاماً: يوجه سليم رسالة إلى المجتمع طالباً منهم أن يتركوا نظرة الشفقة والرحمة المبالغ فيها ويقول: “اتركوا لذوي الإعاقة فرصة ليثبتوا أنفسهم بأنفسهم ويتبوؤوا المكان الذي يستحقوه” ولزملائه ذوي الإعاقة يقول سليم: “لا تنتظروا أن تكون هناك معجزة لتغير هذا المجتمع فعليكم أن تكونوا أنتم المؤثرين في تغييره ولا تجعلوا دوركم مقتصر على الحصول على المساعدات أو طلبها
متابعات : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD
طوّر باحثون في جامعة ميونيخ التقنية (TUM) نظامًا جديدًا قائمًا على نظارات الأشعة تحت الحمراء (IR) مع إمكانية تمكين فاقدي البصر من تجاوز العقبات في حياتهم اليومية دون عناء.
وتتكون النظارة من كاميرتين تعمل بالأشعة تحت الحمراء على إطار مطبوع بتقنية FDM، وتقوم نظارات الفريق بنقل البيانات حول محيط المستخدم إلى غلاف مبطّن بالمحرك، والذي يخبرهم بمدى تواجد الأشياء بعيدًا عن طريق ردود الفعل اللمسية. في المستقبل، يمكن للنظام أن يحل محل عصا المشي التقليدية، مما يسمح للمكفوفين باكتشاف المزيد من العوائق البعيدة، والقيام بمهام جديدة بكلتا يديه، والسير باستقلالية أكبر.
أوضح المهندسون في أوراقهم: “حلنا منخفض التكلفة وخفيف الوزن ومصمم للاستخدام الداخلي والخارجي على حد سواء.. غطاء ردود الفعل اللمسية لا يتداخل مع حاسة السمع لدى المستخدم، والتي يستخدمها ضعاف البصر على نطاق واسع. كما أنه يزيل الوصم بالعار، مما يسمح للمكفوفين بإضافة أداة مفيدة لمزيد من الاستقلالية والأمان والثقة”.
سواء تم تطويرها من خلال الإصابة أو العدوى أو الشيخوخة أو الأخطاء الانكسارية، فإن ضعف البصر يؤثر على 2.2 مليار شخص على الأقل حول العالم، منهم 40 مليون مصاب بالعمى تمامًا. ومع ذلك، وعلى الرغم من حجم المشكلة التي كشفت عنها أرقام منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى التطورات الطبية المستمرة، لا يزال معظم المكفوفين يعتمدون على العصي في التنقل اليومي.
بينما توفر هذه الوسائل للمستخدمين فكرة معقولة عن محيطهم المباشر، إلا أن لديهم حدودًا واضحة لمسافة الاكتشاف، وتظل فعاليتها على الأسطح المرتفعة مثل السلالم مختلطة. وبالمثل، قد يكون من الصعب استخدام عصي المشي أثناء الظروف الجوية الثلجية، والتي تحجب المسار أمامك وغالبًا ما تترك المكفوفين في حاجة إلى المساعدة، مما يحد من استقلاليتهم اليومية.
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة، إعداد –إبراهيم محمد المنيفي.
لعلكما عزيزي القارئ عزيزتي القارئة تعرفان بأن الإعاقة سواءً كانت منذ الولادة أو مكتسبة تفرض على أصحابها صعوبات وقيود إضافية لا يعانيها غير المعاقين، ولذلك كان حقاً للأشخاص ذوي الإعاقة أن يحصلوا على التأهيل أو أعادة التأهيل لتمكينهم من بلوغ أقصى درجة ممكنة من الاستقلالية والاعتماد على النفس، وتحقيق إمكانياتهم البدنية، والعقلية، والاجتماعية، والمهنية على الوجه الأكمل، وكفالة مشاركتهم وإشراكهم بشكل تام في جميع نواحي الحياة، كما دعت إلى ذلك المادة 26 من الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة CRPD.
صورة للمادة 26 من الاتفاقية الدولية
وقد عرف المُشرِع اليمني الرعاية والتأهيل الموجه لذوي الإعاقة في الفقرة السادسة من المادة الثانية من قانون رعاية وتأهيل المعاقين رقم 61 لسنة 1999 بأنها: “الخدمات والأنشطة التي تمكن المعاق من ممارسة حياته بشكل أفضل على المستويات الجسدية، والذهنية، والنفسية، والاجتماعية، والمهنية”
فلابد أن توفر الدولة عبر مؤسساتها المعنية بذوي الإعاقة حق التأهيل وإعادة التأهيل وذلك من خلال:
توفير الأجهزة التعويضية، والتكنولوجيات المساعدة لذوي الإعاقة على ردم الفجوة المعرفية والمهنية بينهم وبين الآخرين مثل: الكراسي المتحركة والعكاكيز، النظارات الطبية، العصاء البيضاء، البرامج الناطقة للهواتف والحواسيب، السماعات الطبية.
برامج العلاج الطبيعي الفيزيائي، والعلاج الوظيفي التي تتطلبه بعض حالات الإعاقة للوصول إلى أقصى قدر ممكن من أداء الوظائف الجسدية والحسية بشكل يساعد على اعتماد ذوي الإعاقة على أنفسهم.
البرامج التدريبية والتأهيلية لذوي الإعاقات العقلية والذهنية وتقنينها على البيئة اليمنية.
تدريب ذوي الإعاقة من الذكور والإناث على حرف ومهن تلبي متطلبات سوق العمل بما في ذلك الحرف اليدوية ودراسة اللغات وتعلم التصاميم والجرافكس وما من شأنه تأهيل المعاق مهنياً ليتمكن من الكسب المستقل والحياة الكريمة.
والجدير ذكره في هذا السياق أن خدمات وبرامج الرعاية والتأهيل يجب أن تُقدم لذوي الإعاقة بما يلبي حاجاتهم الفعلية وبصورة مجانية كاملة كما نص على ذلك قانون رقم 61 لرعاية المعاقين لسنة 1999 في المادة 4 التي نصت على أنه: “لكل معاق حق التأهيل بدون مقابل، والاستفادة من برامج التأهيل المهني، والرعاية الاجتماعية التي تقدمها مؤسسات ومراكز ودور رعاية وتأهيل المعاقين”
ولعل النقطة الأهم التي يجب الإشارة إليها أن الكثير من مؤسسات الدولة التي يفترض أن تناط بها عملية التدريب والتأهيل وتقديم الرعاية في وضع يُرثى له مما يضطر أولياء أمور ذوي الإعاقة لإلحاق أبنائهم بمؤسسات أهلية أو مؤسسات ليست خاصة بذوي الإعاقة مثل: مراكز العلاج الطبيعي، أو معاهد اللغات، وهذه جهات وسيطة تقدم خدمات التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة مقابل تكفل صندوق رعاية المعاقين بدفع مبالغ معينة، والمشكلة ليست هنا بل تكمن المشكلة في أن صندوق المعاقين لا يدفع كل المبالغ المستحقة بل يدفع جزء من المبالغ فيما يدفع طالبوا الخدمة من ذوي الإعاقة باقي المبالغ بنسب متفاوتة من خدمة لأخرى وهذه مخالفة لما نص عليه القانون من مجانية تلقي خدمات التدريب.
والخلاصة أن خدمات وبرامج التأهيل والتدريب والرعاية لذوي الإعاقة يجب أن تكون مجانية بنص القانون وهي خدمات مدعومة من قبل مؤسسات الدولة المعنية التي تُخصص لها موارد مالية لهذا الغرض، وعلى ذوي الإعاقة أن يكونوا على وعي كامل بحقوقهم للاستفادة منها وانتزاعها بموجب القانون.
نلتقيكم في حلقة أخرى في موضوع وحق آخر من حقوق ذوي الإعاقة في الأسبوع القادم.