المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

قراءة تحليلية لواقع ذوي الإعاقة في اليمن.. 2021 عام الانتهاكات

قراءة تحليلية لواقع ذوي الإعاقة في اليمن.. 2021 عام الانتهاكات

خاص /

بالتزامن مع إحياء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومؤسسات ذوي الإعاقة للعديد من المناسبات في هذا الشهر، وعلى الرغم من أهمية أحياء تلك المناسبات في نشر وإذكاء الوعي بين أفراد المجتمع بقضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن من المهم جداً إعادة التذكير بالالتزام الأممي تجاه ذوي الإعاقة واعتبارها قضية ذات أولوية وشرطا أساسيا لدعم حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، والسلام، والأمن، كما أنه من الأمور المحورية لتحقيق وعد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 فيما يتصل بضمان ألا يتخلف أحد عن الركب وذلك من خلال الأهداف السبعة عشر التي تعمل الأمم المتحدة والعالم على تنفيذها بحلول ذلك العام.

وتأسيساً على اعتراف الأمم المتحدة والدول الأطراف في الاتفاقية الدولية لتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واليمن واحدة منها بإن ذوي الإعاقة من أشد الفئات تعرضاً للتهميش والإقصاء في المجتمع، فإنه يتوجب على مؤسسات ذوي الإعاقة وهي تحشد عشرات الملايين من الريالات أن تجيب ذوي الإعاقة عما سيتحقق لهم فعلياً على أرض الواقع من منجزات غير الاحتفالات المعتادة؟.

كما أنه ينبغي على ذوي الإعاقة أفراداً ومؤسسات أن يوجهوا الجهود الإعلامية والحقوقية والميدانية الضاغطة نحو المساءلة المجتمعية وتحقيق الشفافية لدى المؤسسات العاملة في مجال ذوي الإعاقة عموماً والمنظمات التابعة للأمم المتحدة وشركائها على وجه الخصوص، لا سيما بعد أكثر من عامين على تدشين “استراتيجية إدماج منظور الإعاقة”، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة #أنطونيوغوتيرش حينها: “لابد أن تكون الأمم المتحدة هي القدوة التي يُحتذى بها، ولابد من تحسين معايير المنظمة فيما يتصل بإدماج منظور الإعاقة في كل ركائز العمل ابتداءً بالمقر الرئيس وانتهاءً بالميدان”

ومن الواضح إن ذوي الإعاقة يغيبون عن اهتمامات المنظمات الدولية العاملة في اليمن بشكل كبير إلا من تمويل بعض الاحتفالات وورش العمل المتكررة كل عام دون العمل حتى على تنفيذ توصياتها، هذا فضلاً عن إشراك ذوي الإعاقة في التخطيط والتنفيذ لأنشطة تلك المنظمات وفق ما تلزمها به استراتيجية منظور الإعاقة.

لقد عانى ذوو الإعاقة من الظلم والتعسف والحرمان حتى من قبل اندلاع الحرب في اليمن، وتخلت عنهم معظم الجهات الحكومية ملقيةً بكل المسؤولية على صندوق المعاقين الذي أُنشئ في عام 2002 ولم تُخصص له الموارد الكافية، ولم يتم تحديد أهداف تنموية لتحقيقها بقدر ما انشغل الصندوق بتغطية نفقات المراكز والجمعيات والجوانب الصحية، فضلاً عن الاختلالات المالية والإدارية التي طالما اشتكى منها ذوو الإعاقة على مدار سنوات تأسيس الصندوق.

وزاد الأمر سوءاً تدني الخدمات الصحية والتأهيلية والتعليمية بفعل استمرار الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

كما أدى توقف الضمان الاجتماعي منذ 2015، وانقطاع الرواتب عن الموظفين في بعض المناطق، أو ثباتها في مناطق أخرى في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار إلى زيادة معدلات الفقر بين ذوي الإعاقة حيث تذكر بعض التقارير أن حوالي 90% من ذوي الإعاقة في اليمن يعيشون تحت خط الفقر.

لقد واجه الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن تبيعات الحرب أكثر من غيرهم، فقد تعرضت مؤسساتهم للقصف الجوي والمدفعي، كما تعرضت للنهب والحرق من قبل بعض أطراف الحرب، فضلاً عن تعرضها للإغلاق إما بسبب توقف النفقات والمخصصات أو لوقوعها بالقرب من مناطق عسكرية.

عام الانتهاكات.

أما العام 2021 فقد كان من أكثر الأعوام التي تعرض خلالها ذوو الإعاقة للانتهاكات بمستوياتها المختلفة.

فقد شهدت بعض الجبهات تصعيداً عسكرياً كبيراً مما ضاعف من معاناة ذوي الإعاقة وخصوصاً النساء والأطفال، حيث تحدثت بعض النازحات ومسؤول من الوحدة التنفيذية للنازحين بمأرب للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة عن اضطرار بعض النساء ذوات الإعاقة للنزوح لأكثر من مرة، كما وثق التقرير الذي نشره المركز بعنوان: “النازحات ذوات الإعاقة أنين بلا صدى” المعاناة الكبيرة لظروف نزوح النساء ذوات الإعاقة.

وأدى استمرار إغلاق الجمعيات والمدارس لحرمان الكثير من الأطفال ذوي الإعاقة من التعليم في بعض المحافظات، وقد رصد المركز أسماء مدارس تعمل على فتح أبوابها للطلاب ذوي الإعاقة لأسبوعين أو ثلاثة قبل إجراء الامتحانات وتصعيدهم من صفوف لأخرى دون استحقاق مما يخلق تحديات وصعوبات كبيرة للطلاب أثناء الدمج أو انتقالهم للجامعات.

التهميش والحرمان الذي يعيشه ذوو الإعاقة في اليمن لم يكن نهاية المطاف، فقد تعرض ذوو الإعاقة للكثير من الاعتداءات خلال هذا العام، حيث اعتدت قوات أمنية في محافظة عمران على وقفة احتجاجية نظمتها جمعية المعاقين حركياً في المحافظة يوم الخميس الموافق 21 يناير كانون الثاني للمطالبة بنفقات الجمعية المتوقفة منذ عدة سنوات.

وفي يوم الإثنين الموافق 7 يونيو حزيران نظم المعاقون حركياً في عدن وقفة احتجاجية غاضبة للمطالبة بوقف البسط على الأراضي الممنوحة للجمعية التعاونية السكنية للمعاقين حركياً.

أما في تعز فقد كانت بعض مؤسسات الدولة هي من اعتدى على مؤسسات ذوي الإعاقة والتي تعتبر مؤسسة حكومية كذلك، فقد أصدر فرع صندوق المعاقين في محافظة تعز يوم الإثنين الموافق 31 أكتوبر تشرين الأول بياناً ندد فيه باقتحام مدير قسم شرطة عصيفرة لمبنى الصندوق وكسر أقفاله دون مصوغ قانوني بحسب البيان.

ووصل الإجرام إلى الاعتداء على ذوي الإعاقة وقتلهم بدم بارد دون مراعاة للقيم الدينية والقوانين والمواثيق التي تجرم مثل تلك الأفعال الشنيعة، حيث تم قتل الشاب مختار حزام سعيد في 11 سبتمبر أيلول على كرسيه المتحرك في مديرية الحداء بمحافظة ذمار على خلفية ثأر قبلي بين قبيلتي نشال والمشاخرة، حيث أكد مقربون من القبيلتين للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة بأن الشاب مختار قد تعرض للقتل بعدة رصاصات قاتلة في هجوم ليلي عليه وهو جوار منزله من قبل مسلحين من قبيلة المشاخرة.

وآخر جرائم القتل التي تعرض لها ذوي الإعاقة مقتل الشاب أحمد الزافني (من ذوي الإعاقة البصرية) يوم الأحد الموافق 28 نوفمبر تشرين الثاني وسط العاصمة صنعاء في ظروف وملابسات غامضة، حيث لا تزال جثته في ثلاجة مستشفى الكويت التعليمي حتى هذه اللحظة، وبحسب والدة أحمد فإن المستشفى رفضت تسليم الأسرة تقرير طبي بسبب الوفاة وأن الأسرة لم تتمكن من زيارة ابنها إلى بعد خمسة أيام من إبلاغهم بحادثة القتل، وأضافت والدة أحمد لل-MCPD: “المرأة المتهمة في السجن المركزي وقد تم تحويلها للنيابة، لكننا لا نعلم شيء عن الأمر وابني لا يزال في المستشفى”

ورغم الاعتداءات التي تمكنا من توثيقها في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة وكيف أفلت مرتكبوها من العقاب فقد كانت هناك صور مشرقة لتطبيق القانون وإنصاف الأشخاص ذوي الإعاقة، ففي 8 أغسطس آب ألقى قسم شرطة باب موسى في تعز القبض على (ي أ) وهو المتهم باقتحام منزل الناشطة عائشة جباري “وهي ناشطة من ذوات الإعاقة السمعية” والاعتداء عليها وعلى عمتها أم زوجها المعاقة حركياً، وذلك بعد بلاغ نشرته في وسائل التواصل الاجتماعي وقام المركز بإعادة نشره والتواصل مع الجهات الأمنية للتحقق من صحة المعلومات.

كما اتخذت مصلحة الضرائب في محافظة إب قراراً بفصل المكلف بتحصيل الضرائب في مدينة القاعدة (حسن قائد) على خلفية اعتدائه على البائع عبد الفتاح الحاج سيف بألفاظ نابية وخادشه للحياء ومحاولة فرض ضرائب عليه خلافاً للقانون، وذلك في 25 سبتمبر أيلول الماضي.

وختاماً لا يزال ذوو الإعاقة يعانون الكثير من الاعتداءات في ظل تجاهل من قبل مؤسسات ذوي الإعاقة والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام المختلفة إلا من تناولات خجولة ومخزية تحاول في الكثير من الأحيان استغلال تلك الانتهاكات للمناكفات السياسية.

من حق ذوي الإعاقة.. فهل تعرف؟

1 / مجانية التعليم

المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة /MCPD
إعداد: إبراهيم محمد المنيفي

نصت المادة 9 من قانون “رعاية وتأهيل المعاقين” الصادر بتاريخ: 29-12-1999-م على التالي:
“تُعطى الأولوية بالالتحاق في الكليات الجامعية والمعاهد الحكومية والخاصة للمعاقين الحاصلين على شهادات ومعدلات علمية تتناسب وشروط القبول فيها” – أي شروط القبول المُعلن عنها مثل درجة الثانوية العامة فقط وليست أي شروط تعسفية غير مُعلنة أو اجتهادات شخصية—
وأكدت حق أولوية ذوي الإعاقة في الالتحاق بالتعليم بكافة مراحله عموماً والتعليم الجامعي خصوصاً “اللائحة التنفيذية لقانون رعاية وتأهيل المعاقين” الصادرة من رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 16-3-2002-م، وذلك من خلال: “الفصل السادس حقوق المعاق، المادة 31” والتي نصت على التالي: “لكل معاق بموجب القانون وهذه اللائحة الحق في الاستفادة من المزايا التالية:
(ا) الأولوية في التعليم والالتحاق بالجامعات والكليات والمعاهد والمدارس”.

صورة لنص المادة 54

أما إعفاء ذوي الإعاقة من جميع الرسوم الجامعية فقد أكدت عليه اللائحة التنفيذية لقانون رعاية وتأهيل المعاقين في الفصل الخامس والذي كان بعنوان: دعم المعاق، وذلك في المادة 27 الفقرة (ز) والتي نصت على التالي:
“إعطاء المعاق أولوية الالتحاق في الجامعات والكليات والمعاهد مع مراعاة إعفائهم من كافة الرسوم المقررة”.

صورة نص المادة 31

وعلى صعيد الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة CRPD التي صادقت عليها بلادنا فقد نصت مادة التعليم ورقمها 24 في الفقرة 1 على أنه: “تسلم الدول الأطراف بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم، وإعمال هذا الحق دون تمييز وعلى أساس تكافؤ الفرص، وتكفل الدول الأطراف نظاماً تعليمياً جامعاً على جميع المستويات وتعلماً مدى الحياة”
وفي نفس المادة الفقرة 2-(ب) جاء فيها: “تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول على التعليم المجاني الابتدائي والثانوي الجيد والجامعي على قدم المساواة مع الآخرين في المجتمعات التي يعيشون فيها.

صورة للمادة 24 من الاتفاقية الدولية

التزام أممي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

التزام أممي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

متابعات : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / MCPD

فيما تُعمّق الأزمة العالمية لجائحة كورونا أوجه التفاوت الموجودة أصلاً، لا بدّ من تسليط الضوء على حتمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وهم أصلاً من الفئات الأكثر إقصاءً في مجتمعاتنا ومن بين الأشدّ تضرراً بهذه الأزمة على صعيد عدد الوفيات”. هذا ما شدّدت عليه الأمم المتحدة في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي حلّ اليوم الجمعة.

ورأت الأمم المتحدة أنّ “التزام إعمال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ليس مسألة عدالة فقط، بل استثمار في مستقبل مشترك يهدف إلى دعم حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والسلام والأمن، ويشكّل أحد محاور تحقيق وعد خطة التنمية المستدامة لعام 2030”.

وأكدت المنظمة الأممية أنه: “حتى في ظلّ الظروف الاعتيادية، تُعَدّ قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والعمل والمشاركة في المجتمع ضعيفة، فيما المطلوب توفّر نهج متكامل لضمان عدم تخلف أحد عن الركب. وضمّ مسألة الإعاقة إلى الجهود المبذولة للتصدي لجائحة كورونا والتعافي منها، من شأنه أن ينفع الجميع في عملية إعادة البناء بصورة أفضل بعد الجائحة، وسيتيح أنظمة تتمتّع بقدرة أكبر على الاستجابة للمواقف المعقدة، والوصول إلى الجميع”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قدّم في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أوّل تقرير شامل عن الخطوات التي اتّخذتها المنظمة الأممية لتعميم استراتيجية دمج منظور الإعاقة في كلّ ركائز عملها، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

المصدر : العربي الجديد

المعاقون الجدد.. صدمة، ورفض، وحلول ممكنة

المعاقون الجدد.. صدمة، ورفض، وحلول ممكنة

خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / MCPD / فاطمة العنسي

دفع اليمنيون بكل شرائحهم ولا يزالون يدفعون ثمناً باهضاً للحرب التي تدور رحاها منذ سبعة أعوام، ولكن تعد شريحة ذوي الإعاقة من أكثر شرائح المجتمع التي تأثرت بالحرب بشكل غير مباشر مثل إغلاق الجمعيات والمؤسسات الخاصة بهم جراء انعدام النفقات، أو تدني الخدمات وصعوبة الظروف الاقتصادية، حيث تذكر تقارير دولية أن 90% من ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر.

وتزداد مأساة ذوي الإعاقة بانضمام أعداد كبيرة لهم بسبب الحرب الدائرة في البلاد، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على الفئة الجديدة التي استحدثت بفعل الحرب وهم المعاقون الجدد، الذين أصبحوا من ذوي الإعاقة جراء تعرضهم لمقذوفات نارية، أو قصف جوي، أو صواريخ بالستية، أو إطلاق نار أو الغام.. الخ، ووصلت أعداد المعاقين الجدد خلال الثلاث السنوات الأولى من الحرب إلى 92الف معاق وفق “الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين”.

عريس يقتل بجوار زوجته.. وطفلة تفقد شقيقتها وتنظم لذوات الإعاقة

العروسة الشابة والجميلة ابنة عدن “إيمان” التي أطاح بها انفجار في منطقة البساتين في المحافظة، تعرضت إلى بتر ساقيها وقتل على الفور زوجها الذي كان برفقتها في هذا الوقت، تقول إيمان: “حاولنا الهرب بعيدًا، لكن الوقت كان قد فات لتتبدل حياتنا كلها في جزء من الثانية”. وفق، اللجنة الدولية للصليب الأحمر،.ويعاني المعاقون الجدد وضعاً إنسانياً صعباً للغاية لأنهم ولدوا غير معاقين ولم يكونوا يعانون من أي إعاقة جسدية وهذا ما قد يؤثر على وضعهم النفسي أكثر كلما تذكروا حياتهم قبل الإعاقة وبعدها بحسب المختصين.

لم تستثنِ أطراف الحرب الطفولة فقد كان لها النصيب الأكبر من الألم، الطفلة الصغيرة ” حياة” البالغة من العمر ثلاث سنوات فقط، تعرضت لتجربة مليئة بالمعاناة والتعب، عقب تعرض منزلها الكائن في منطقة القفلة، بمحافظة عمران للتدمير خلال، إحدى الغارات الجوية التي وقعت في 15 أكتوبر تشرين الأول 2015م،

وفقدت حياة شقيقتها، دنيا، وأصيبت هي بشظايا ألحقت بقدمها أضرارًا بالغة لينتهي الأمر ببترها، تعيش الطفلة، حياة، والتي تحمل اسما ليس له معنى في بلد تنهكه الحروب باستمرار، معاقة مبتورة القدم بعد أن كانت لا تعاني من شيء وتلعب مع أقرانها في الحي.

صدمة الإعاقة الجديدة.. لا يتقبلون وضعهم ولا يستجيبون للعلاج ونظرة سوداوية، ولكن.

تؤكد، نضال الشيباني، مشرفه إدارة حالة بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل واخصائية اجتماعية بمركز، السلام للمعاقين حركياً، أن الأشخاص الذين أصيبوا وتضرروا جراء الحرب وتسببت تلك الإصابات لهم بإعاقات دائمة مرشحون ليؤثر الأمر على نفسيتهم وحياتهم بشكل كبير، أكثر من الأشخاص الذين ولدوا معاقين أو كبروا ووجدوا أنفسهم معاقين جراء إصابتهم بأي عارض صحي. وأضافت الشيباني في تصريح خاص للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “إنهم يرفضون الواقع الذي هم عليه ونجد ذلك في تصرفاتهم، فهم يفضلون العزلة عن الاخرين، ويرفضون وجود الأشخاص معهم ونجد تصرفاتهم عدوانية تجاه أهلهم والمقربين لهم، وكذلك المجتمع المحيط”

وتلفت، الشيباني، إلى الصدمة النفسية التي تعقب الإعاقة الحديثة وتقول: ” “أن عدد كبير من المعاقين الجدد بسبب الحرب يرفضون الاستجابة للعلاج والتأهيل البدني ويشعرون باليأس من الحياة، وينظرون نظرة تشاؤمية للحياة وليس لهم رغبة بأي شيء، لذا فهم بحاجة لعمل جلسات للدعم النفسي والاجتماعي المركز وكذلك للإرشاد الاسري في كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص لإخراجهم من الواقع والوضع الذي يعيشونه”.

حلول ممكنة

في حين تستمر وتيرة الحرب الجارية في اليمن ضراوة، وتتقلص فرص السلام فإن أبرز الحلول التي يطرحها المهتمون لتجنب المزيد من أعداد ذوي الإعاقة هو تجنيب المدنيين أتون الحرب، ولكن هناك ثمة حلول أخرى يجب ألا تتوقف حتى في ظل الحرب ومن أهمها:

تعزيز فرص الحصول على الخدمات وفق استراتيجية منظور الإعاقة

تقدم الكثير من المنظمات الدولية العاملة في اليمن مشاريع متنوعة في الحماية والاستجابة الإنسانية ولكنها لا تراعي إمكانية الوصول وتكافؤ الفرص للحصول عليها من قبل ذوي الإعاقة بحسب تقييم منظمة العفو الدولية في تقرير لها بعنوان: “مستبعدون حياة ذوي الإعاقة في اليمن” نشرته نهاية 2019، وعلى نفس المنوال فإن الكثير من المشاريع الصغيرة والمنتجة التي تقدمها منظمات محلية ودولية للأفراد والأسر لا تراعي منظور الإعاقة مما يحرم ذوي الإعاقة من الاستفادة من تلك الخدمات بشكل حقيقي وعادل بحسب مراقبين.

إعادة التأهيل البدني

تعمل الكثير من المنظمات المحلية والدولية في هذا الجانب مع تفاوت الخدمات وجودتها من منظمة لأخرى، ومن تلك المنظمات “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” التي أنشأت أربعة مراكز في أربع محافظات يمنية هي: صنعاء، وعدن، والمكلا، وتعز، وقالت المنظمة: “أنه قد استفاد منها خلال عام 2016 فقط ما يزيد على 25400 من ذوي الإعاقة من الدعم المقدم من اللجنة الدولية، حيث حصل 12.800 معاق على العلاج الطبيعي، وأنتجت المراكز ما يزيد على 394 طرفاً اصطناعياً، وما يقرب من 5977 من أجهزة تقويم العظام”.

تتزايد وتيرة عدد المعاقين في اليمن، بفعل الحرب القائمة في البلاد منذ سبعة أعوام، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى والمعاقين فضلا عن المخفيين قسرا والمعتقلين.ويرى مراقبون للمشهد اليمني أن عداد الإصابة بالإعاقة لن يتوقف والذي بلغ عددهم 15%من عدد السكان بحسب آخر احصائيات، مالم تتوقف أزمة الحرب الذي خلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم أجمع.

‏ورشة عمل لثلاثين جمعية من ذوي الإعاقة بعدن تناقش نتائج احتجاجات الأربعاء الماضي

‏ورشة عمل لثلاثين جمعية من ذوي الإعاقة بعدن  تناقش نتائج احتجاجات الأربعاء الماضي

خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / MCPD

عقدت جمعيات ذوي الإعاقة في عدن صباح يومنا هذا الأحد الخامس من ديسمبر كانون الأول ورشة عمل ناقشت نتائج الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جمعيات ذوي الإعاقة في الأربعاء الماضي تزامناً مع احتفال العالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة الذي صادف الثالث من الشهر الجاري.

وكانت جمعيات ذوي الإعاقة بعدن والمحافظات المجاورة والبالغ عددها ثلاثين جمعية قد نفذت وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة بعدن، ثم توجه المحتجون بعدها إلى وزارة التخطيط والتعاون الدولي للتنديد بالأوضاع السيئة التي يمر بها ذوو الإعاقة جراء الحرب الدائرة في اليمن. تقول عبير منصر ،رئيس جمعية المكفوفين بعدن، للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة: “أن المنظمات الدولية العاملة في اليمن لم تستجب للمطالب الحقة التي رفعها المحتجون، والتي تتمثل في إعطاء الأولوية لهم في الدعم والاستجابة لكون ذوي الإعاقة هم من أكثر الفئات تضرراً بالحرب”.

بينما أبدى نصر السقاف ،رئيس جمعية المعاقين حركياً في المحافظة، تفاؤله بنتائج الوقفة حيث يقول: “قمنا بوقفة احتجاجية تزامناً مع احتفال العالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة لإخبار المنظمات الداعمة لبلادنا أن ذوي الإعاقة غير مستهدفين في برامج المساعدات النقدية والغذائية المقدمة لليمن وقد لاقت الوقفة استجابتهم وتكللت بالنجاح”، وأشاد السقاف باستقبال المحتجين من قبل وزارة التخطيط والتعاون الدولي وتفهمهم لمطالبهم على حد قوله.

هذا وقد حضر الوقفة محتجون من أعضاء وقيادات من جمعيات ومؤسسات ذوي الإعاقة بشرائحهم المختلفة رغم الصعوبات للمطالبة بحقهم في المساعدة والاستجابة الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن

شاركت فيه جمعيات، ومسؤولون وناشطون من مختلف فئات الإعاقة..

شاركت فيه جمعيات، ومسؤولون وناشطون من مختلف فئات الإعاقة..

المركز يجري استطلاع بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة حول الإنجازات المأمولة للعام المقبل.

خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD / مصطفى صالح

استطلع المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD بالتزامن مع اليوم الدولي لذوي الإعاقة، آراء عدد من الناشطين والجمعيات والمؤسسات الرسمية المعنية بهذا الشأن، حول الإنجازات النوعية المأمول تحقيقها خلال هذا العام.

وجاء سؤال الاستطلاع الموجه إلى الأفراد كما يلي:

“لو كنت صاحب سلطة وقرار في جمعية من جمعيات المعاقين او الاتحاد الوطني للمعاقين او صندوق المعاقين بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ما الإنجاز الذي ستحققه أو ستضغط بكل ثقلك لتحقيقه هذا العام ويستفيد منه ذوي الإعاقة على أرض الواقع؟”.

فيما كان السؤال الموجه إلى الجمعيات والمؤسسات الرسمية كما يلي:

“ما هو الإنجاز النوعي المختلف الذي ستقدمونه أو ستضغطون بكل ثقلكم لتحقيقه للأشخاص ذوي الإعاقة هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ويستفيدون منه على أرض الواقع؟”.

الأفراد

وتركزت إجابات الأفراد المشاركون حول تنفيذ القوانين الخاصة بذوي الإعاقة وتسريع وتسهيل عملية الدمج ودعم العملية التعليمية بما يناسب إمكانياتهم، وكذا رفع سقف الدعم المالي يما يتماشى مع القوانين ذات الصلة.

فالناشط في مجال الإعاقة البصرية، أحمد الشرعبي، يجيب بأنه لو كان مسؤولا فكان سيعمل على إثبات وجود ذوي الإعاقة وتذليل العقبات أمامهم سواء كانت اكاديمية أو إدارية أو مالية، على أن يكون هذا موائما للقوانين الخاصة بالمعاقين، إضافة إلى رفع الدعم المالي للطلاب سيما طلاب الدراسات العليا.

فيما الأستاذة سحر عبدالجبار، وهي ناشطة من ذوات الإعاقة السمعية، فتقول إنها لو كانت محل صناعة القرار لعملت على إصدار قانون بزيادة نسبة توظيف المعاقين من ٥% إلى ١٠% على الأقل، كما ستعمل على توفير فرص حقيقية للعمل لهذه الفئات، كلاً بما يتناسب مع خبراته ومهاراته.

وتوافقها حياة الأشموري وهي ناشطة في مجال الإعاقة البصرية، حيث تؤكد بأنها كانت ستعمل على توفير فرص عمل لذوي الإعاقة وخصوصا خريجي الجامعات، أو على الأقل إيجاد مشاريع تمكين اقتصادي توفر لهم ولأسرهم العيش الكريم.أما الباحث الاجتماعي والناشط في مجال الإعاقة، عبدالعزيز القدمي، فيرى أن إعادة العمل بالإعفاءات المنصوص عليها في القانون الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة. مثل الإعفاء من الرسوم الجامعية، والإعفاء من رسوم الدراسات العليا، إنجاز يكفي وهو أهم من إقامة احتفالات وصرف مبالغ كبيرة وسيكون هدية مهمة للأشخاص ذوي الإعاقة. ويشير إلى أن الإعفاءات منصوص عليها في القانون اليمني وكانت سارية في المراحل السابقة لكنها توقفت في السنوات الأخيرة.

صباح العتبي من ذوات الإعاقة الحركية، من جهتها، قالت إنها لو كانت في مكان مسؤولية بإحدى الجمعيات، فستسعى لدعم أسر ذوي الإعاقة في إيجارات البيوت وتوفير الاحتياجات الضرورية بصورة شهرية بسبب أوضاع البلاد وقلة فرص العمل.فيما يقول نصيب الرعود وهو شاب من ذوي الإعاقة الحركية، إنه لو كان صاحب سلطة وقرار لجعل التعليم على رأس أولوياته، فهو يطمح لإيجاد “تعليم مثالي للمعاقين”.

المسؤولون

مدير الإعلام والعلاقات بصندوق المعاقين في صنعاء، حسن عردوم، في إجابته على الاستطلاع كشف لنا عدة إنجازات نوعية يعتزم الصندوق تنفيذها بداية العام القادم.وقال عردوم: “إن إدارة صندوق المعاقين ممثلة بالدكتور علي ناصر مغلي تسعى إلى إعداد استراتيجية ملزمة لجميع الجهات ذات العلاقة للقيام بما عليها تجاه ذوي الإعاقة وسيتم اعتمادها من بداية العام القادم.”

وكشف أن الصندوق سيدشن أيضا بداية العام القادم، النظام الإلكتروني لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين.وقال عردوم: “أن الصندوق يسعى حالياً إلى الاتجاه نحو الدراسات العلمية والميدانية التي تحدد نسبة وحجم وتوزيع الإعاقة في اليمن والاحتياجات وفقاً لنوع كل إعاقة إضافة إلى حشد الموارد للتخفيف من المعاناة التي يعانيها الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم جراء الظروف المعيشية الصعبة.”

رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين، عبدالله بنيان، قال: “إن الاتحاد ‏وجميع منظمات وجمعيات ومراكز ومؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة سيعملون على إنجاز مشروع توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الخاص كما سيعملوا جاهدين على إتمام مشروع إعفاء الأشخاص ذوي الإعاقة من الرسوم ‏في الجامعات الحكومية وبشكل مجاني.””

مدير صندوق المعاقين بمحافظة شبوة، الأستاذ شاكر بارحمة، من جانبه، أجاب بأنهم بدأوا بتدشين مسح ميداني لوضع قاعدة بيانات صحيحة لذوي الإعاقة في مديريات المحافظة وقد انطلقوا من مديريتين وسيستمروا حتى يشمل المسح كافة المديريات المتبقية بالمحافظة.

وكشف أنهم يعملون على إنشاء مركز تعليمي لذوي الإعاقة في إحدى المديريات ، وأن الصندوق بصدد تأسيس مركز للعلاج الطبيعي والحركي للأشخاص ذوي الإعاقة بالمحافظة.

محمد مثنى، المدير التنفيذي لجمعية الصم، والمنسق العام للفعاليات والأنشطة النوعية للأشخاص ذوي الإعاقة بمحافظة إب، من جانبه، يقول إنه سيسعى هذا العام لاعتماد بناء وتجهيز (المجمع الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين إب) والواقع في منطقة ويخان ريف إب بعدد 214 قصبه مسورة جاهزة، او تعويض الجمعيات بدلا عن ذلك بعدد 10 مباني حكومية جاهزة وسط المدينة.

ووعد مثنى أنه وقيادات ذوي الإعاقة في محافظة إب سيعملون على تحقيق الدمج الوظيفي والمجتمعي والتعليمي والثقافي والرياضي للأشخاص ذوي الاعاقه بشكل مناسب (نظريا وعمليا) وبنسبة 20% والبدء به من العام القادم.

المدير التنفيذي لجمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بمحافظة لحج، إقبال قشاش، تقول إنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتوفير الدعم للحرف المهنية لذوي الإعاقة وإقامة أسبوع رياضي ومارثون وإحياء فعاليات رسمية كبيرة يتم من خلالها تنفيذ أنشطة توعوية متنوعة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في المحافظة.

أما الأمين العام لجمعية المكفوفين بمحافظة الحديدة، الإعلامي جمال عبدالناصر الحطامي، فقال: “إنه سيعمل مع الإداريين في الجمعية وكذا الخيرين في المحافظة على المطالبة بصرف الأجهزة الخاصة بالمكفوفين مثل الساعات الناطقة والعكاكيز والأدوات التعليمية مثل مكتبة برايل والامبيثري، والمناهج سواء المسجلة صوتيا أو مكتوبة بطريقة برايل.”

وأضاف الحطامي: “إننا سنعمل على تفعيل فحص ما قبل الزواج للمقدمين على الزواج من أفراد المجتمع لتجنب حدوث المزيد من الإعاقات والعمل على توعية المجتمع بأهمية ذلك وتفعيله في مستشفيات المحافظة من منطلق الوقاية خير من العلاج.””

رئيس جمعية المعاقين حركيا بمحافظة أبين ورئيس اللجنة المنسقة للاحتفال، محمد قايد من جانبه، قال إنهم يجرون ترتيبات للاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة أبين، وهي المرة الأولى التي يقام هذا الاحتفال بالمحافظة، حيث كان يقام في السنوات الماضية حفلا جماعيا لعدد من المحافظات في محافظة عدن.

ويصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إشراك الأشخاص الذين لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ‏ومختلف المجالات.