المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

هديل من فقدان البصر إلى إنجازات البصيرة.

خاص : سحر علوان /

هديل عبدالله الشرماني فتاة يمنية من ذوات الإعاقة البصرية

ولدت في محافظة تعز لسنة ١٩٩٩ لأم من ذوات الإعاقة البصرية أيضا..

إلا أن هذه الإعاقة لم تكن الحاجز في طريقهما للنجاح، بل كانت سببا وجيها لإيقاظ بصيرة الحياة المتوقدة لعزيمة كلا منهما.

“بصيرة هديل تجعل منها فتاة ترى كل شيء بقلبها حينما تكون هديل بحالة فرح تتحدث وترى الأشياء كما هي وكأنها غير معاقة، وحينما تحزن كأن غشاوة سوداء تحجب عنها الحياة” بدأت أم هديل حديثها بهذه العبارة

وعندما كانت هديل في عمر الثلاثة أشهر وفي لحظة ضعف مني دعوت الله “أن تموت هديل” من حبي وخوفي عليها كنت أبكي وتقيدني فكرة المعاناة التي قد تعيشها ابنتي حينما تكبر وتواجه العالم والحياة)

تضيف أم هديل ( هذا الشريط مر بذاكرتي اثناء تكريم هديل وفوزها بالجائزة)

أدركت لحظتها أن أقدار الله وألطافه أكبر من توقعاتنا وخوفنا نحن البشر والأمهات.

هديل الحاصلة على المركز الثالث على مستوى الوطن العربي في مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى وفن الخطابة والإلقاء الشعري للمرحلتين الإعدادية والثانوية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والأولى على مستوى اليمن، هديل التي ترشحت ضمن الكثير من المشاركين و دول عربية، لم تكن المسابقة محصورة بذوي الإعاقة فقط فقد كانت مسابقة عامة.

والتي تم تكريمها من قبل مكتب الثقافة بتعز ممثلة برئيس الوزراء ومكتب الأوقاف، التكريم الحافل بهديل و اداءها المبهر في فن التقديم والإلقاء والخطابة.

ترشحت هديل لهذه المسابقة من خلال مندوب التربية والتعليم في تعز مع مجموعة مشاركة من الشباب والفتيات المتقدمين بإسم اليمن، وكون هديل تمتلك قدرات تميزها في الأداء والمعرفة عن باقي المشاركين فقد تم إختيارها لكونها تستوفي الشروط كاملة.

تقول هديل للMCDP : (خضت تجربة مع شباب وفتيات من دول عربية، وحققت نجاح افتخر به ووصولي إليه، برغم ارتباك بعض المشاركين والقلق الذي كان يسيطر عليهم والذي أدى بدوره لتراجع بعض المتسابقين عن المراكز الأولى، ورفض بعضهم، إلا أن ثقتي ويقيني بأني في المكان المناسب الذي سأمثل اليمن فيه والحمدلله توفقت )

ولدت هديل لا ترى إلا بصيص ضوء خافت في إحدى عينيها، و في عمر السنتين واثناء اللعب مع أطفال العائلة تعرضت لحادث أفقدها ذاك البصيص الخافت التي كانت ترى من خلاله الضوء وفقدت من بعده البصر تماما، تعيش هديل على عدسات صناعية ، كما أنها عانت من وجود ثقب في القلب منذ طفولتها وأجرت عملية جراحية في مصر واستعادت عافيتها.

تعيش هديل مع والدتها وأختها وئام، طفولة هديل مليئة بالمعاناة سيما بعد انفصال والديها وهي في عمر السنة والنصف، كما أنها تربت على طفولة مفعمة بالعاطفة من والدتها التي ظلت لها الأب والأم والسند، تخاف عليها كثيرا وبحسب حديث والدة هديل لل MCPD:( لم أترك هديل وكنت احتظنها في كل لحظة من خوفي لتعرضها لأي أذى،

عانيت الكثير واعتزلت الناس والمجتمع وكنت اشعر انني الوحيدة التي ليس باستطاعتها أن ترى في هذا المجتمع، لم أكن أعلم بوجود مؤسسات أو جمعيات لذوات الإعاقة البصرية وكوني اكتسبت هذه الإعاقة وانا في الصف الثامن وهذا ما ضاعف معاناتي كوني أدركت واعرف كل شي من حولي وفجأة فقدت كل ذلك، كنت اخاف على ابنتي هديل ولا أريدها أن تعاني ما عانيته.

تضيف هديل:( لقد عشنا أيام صعبة، وكان الجميع يراهن على اننا سنفشل في الحياة، إلا أن أمي كانت السند الكبير وعملت كل شيء بوسعها عمله لي ولأختي ولم تتركنا أبدا)

عن بدايات هديل في الإلقاء فقد كانت تشارك في المهرجانات المدرسية وتقوم بتقديمها منذ صفوفها الأولى،

وعند دخولها جمعية الأمان لرعاية الكفيفات وهي في الخامسة من عمرها واثناء تحليل الشخصية تقول أم هديل: “الأستاذة فاطمة العاقل رحمة الله عليها التمست من هديل قدرات واخبرتنا أن هديل ستكون شخصية عظيمة في المستقبل”.

تنقلت هديل في مراحل دراستها ما بين جمعيات رعاية تأهيل المكفوفين وبين مدارس الدمج في صنعاء وإب وتعز،

وحصلت في الثانوية العامة على معدل 94 ولكن هذا لم يشفع لها بتحقيق حلمها لدخول كلية الإعلام بجامعة تعز، فقد تم رفض تقديمها لدخول كلية الإعلام بحجة أنها فتاة من ذوات الإعاقة البصرية.

رضخت للواقع وخاضت تجربة الدخول في قسم اللغة العربية إلا أنها انسحبت مبكرا ولم تعثر عن شغفها في ذلك القسم،

لم تستسلم هديل وحاليا تدرس في كلية العلوم الإدارية قسم إدارة الأعمال وهي الآن في سنتها الجامعية الأولى، و متطوعة في جمعية تأهيل رعاية المكفوفين في محافظة تعز.

تطمح هديل لأن تصبح رائدة في مجال الإعلام، الذي حرمت من دراسته في الجامعة، ولأن هديل تمتلك مهارات في التقديم والإلقاء، فقد يكون لها حضور وبصمة في المجال الإعلامي يوم ما.

لم تكن الصعوبة يوما في فقد البصر فمعظم الصعوبات تتقيد بفقدان البصيرة.

ندوة أدبية حقوقية رمزها الشاعر الكبير( عبدالله البردوني)

ندوة أدبية حقوقية رمزها الشاعر الكبير( عبدالله البردوني)

خاص /

أقيمت أمس الإثنين بالمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة الندوة الأدبية الشعرية الخاصة بشاعر اليمن الكبير ( عبدالله البردوني)، الندوة التي اقيمت في الذكرى ال22 لرحيل الشاعر البردوني، والتي اقيمت في الفضاء الإلكتروني عبر برنامج الزوم.شارك في الندوة ضيوف من كبار أدباء وشعراء اليمن ومنهم ا/ الحارث ابن الفضل، ود/ محمد الكميم والإعلامي/ منير العمري.

تناولت الندوة عدة محاور كان أولها الحديت عن معالم خاصة من حياة البردوني والذي تحدث عنها الأستاذ الحارث بن الفضل (شاعر وكاتب) بن الفضل رافق البردوني وظل يقرأ له الكتب لمدة تسع سنوات، تحدث الحارث عن معالم وملامح خاصة من حياة البردوني ومنها أنه كان حافظا للقران وكان في أوقات فراغه يراجع خمسة أجزاء في اليوم، كما قال الحارث ( أن البردوني كان يصرف جل أمواله على طباعة الكتب والدواوين الشعرية، حتى أنه أحيانا كان يقدمها على أكله وشربه).

وفي نهاية حديثة اشاد الحارث بمثل هذه الفعاليات والندوات وطالب وزارة الثقافة والجهات المعنية الإهتمام بكبار الأدباء والشعراء، وتخليد مسيرتهم وذكراهم الأدبية.وتناول المحور الثاني الخصائص لمدرسة البردوني الشعرية بين الأصالة والمعاصرة، اسهب في هذا المحور د. محمد الكميم( استاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بجامعة صنعاء) وضح الدكتور الكميم كيف أن البردوني ربط بين الأصالة والماضي والحاضر وتنبأ بالمستقبل، وذكر على ذلك شواهد ومراجع كثيرة.

بالإضافة للمحور الثالث للإعلامي منير العمري لمسيرة الشاعر البردوني الإعلامية وعن مشاركاته وكتاباته العديدة في الصحف والمجلات العربية والمحلية، وكذلك تقديم وإعداد الكثير من البرامج الإذاعية، كما سلط الضوء الإعلامي العمري عن بعض قصائد البردوني التاريخية.تخللت الندوة العديد من المشاركات والإشادات من قبل المشاركين حيث انهم اثنوا ورحبوا بمثل هذه الفعاليات والندوات التي تخلد ذكرى الراحلين، وتجعل من أعمالهم وإنجازاتهم قصائد لا تموت.

تعديل المناهج التعليمية تؤثر على ذوي الإعاقة

تعديل المناهج التعليمية تؤثر على ذوي الإعاقة

خاص : محمد الشيباني /

خلال الثلاث السنوات الماضية عملت وزارة التربية والتعليم على ما وصفته بتطوير المناهج الدراسية للمرحلة الأساسية ابتدائي ومتوسط، ويقول مدير عام المناهج في صفحته على الفيسبوك: (أن عملية التطوير مستمرة على مدار الأعوام القادمة بما يواكب العصر ويناسب السيادة الوطنية كما يقول).

ووفقًا لقرار الوزارة فقد حظيت المناهج التالية بالتعديل: القرآن الكريم وعلومه (من الصف الأول إلى التاسع الأساسي).

– التربية الإسلامية (من الصف الأول إلى التاسع الأساسي).

– لغتي العربية (من الصف الأول إلى السادس الأساسي).

– الجغرافيا (من الصف الأول إلى التاسع الأساسي).

– التربية الوطنية (من الصف الأول إلى التاسع الأساسي).

– التاريخ (الصف الخامس والصف السادس فقط).

– الرياضيات (من الصف الأول إلى الثالث الأساسي).

– العلوم (من الصف الأول إلى الثالث الأساسي).

وعلى ضوء ذلك يشكو ذوي الإعاقة البصرية من صعوبة تلقي المنهج الجديد بطريقة برايل بسبب التكاليف المادية الباهضة للطباعة، إضافة الى عدم توفره بصيغة ورد المتوافقة مع آلة الطبع بحسب تصريح ضيف الله الدريب مدير عام المناهج بالوزارة.

فما البدائل المطروحة لحل المشكلة والى أين ستذهب الكتب المطبوعة مسبقًا وماذا عن التعويضات بشانها؟

حجم التغيرات في المنهج لحديث أدلى به مدير عام المناهج في التربية والتعليم ضيف الله الدريب قال:( ان التغييرات شملت الجوانب الفنية للكتاب الواحد من تصاميم جديدة للغلافات وتأليف نصوص جديدة).

وعن المحتوى والمضمون قال الدريب “تم تطويرها من خلال تبديل مواقع الدروس وتنقيح لبعضها وكذا اضافة محتوى جديد نسبيًا”.

وعن طريقة تحضير الدروس ب برايل تحدثنا الى الأستاذ محمد الفقيه حيث أشار إلى الصعوبة البالغة التي سيعاني منها المدرس الكفيف بسبب تأخير طبع المنهج بطريقة برايل

مطالبًا سرعة إنجاز طبع المنهج المعدل

ما مدى توافق المنهج الجديد مع قارئوا برايل؟

عقبات وصعوبات كثيرة ستواجه الطلاب من ذوي الإعاقة جراء ما سمته الوزارة بتطوير المناهج، هذا ما قالته الأستاذة رحمة القباطي مختص الطباعة والمراجعة بجمعية الأمان لرعاية الكفيفات وتضيف “على الرغم من أنه تم تشكيل لجنة مكونة من مدرسات في معهد الشهيد فضل الحلالي وستتم طباعة المناهج إلا أن عراقيل قد تؤدي بدورها إلى تأخيرها ومن ظمنها بحسب القباطي عدم تعاون الوزارة مع الجمعية بتوفير صيغة الوورد المتوافقة مع طابعة برايل”. في هذا السياق سألنا الأستاذ ضيف الله الدريب عن عدم استجابة الوزارة لطلب الجمعية حيث أجابنا بعدم توفر المناهج إلا بصيغة واحدة وهي بي دي اف ( pdf)والتي لا تتناسب مع مطابع برايل،

لكن الدريب يشير إلى وجود آلة تتلآم مع طباعة البي دي إف( pdf) لكنها تحتاج إلى تمويل.

وتوضح الأستاذة رحمة القباطي أن هذه ليست آلة لكن يتم دمج طابعة برايل مع جهاز الماكنتوش ليتسنى تحويل البي دي اف(pdf) الى وورد، وتكمل لكن لسنا متأكدين من تعامل الماكنتوش مع طابعتنا والجهاز غالي الثمن ومن الصعب شراءه.

ما مصير الكتب المطبوعة بالمنهج القديم؟

تم إتلاف الكتب القديمة جميعها بالرغم من خسارة الجمعية على طباعتها فبحسب كلام رحمة القباطي فالجمعية هي من تشتري وتطابق وتطبع وتتكلف وتدفع ضريبة كل شيء كما تقول، وعن سبب الإتلاف قالت القباطي: ( لا توجد لدينا مساحات كافية لتخزين الكتب القديمة وإن تم ذلك فلم نستفد شيء.

وعن تلقي الجمعية لتعويضات مقابل إتلاف المنهج قالت القباطي ان الجمعية لن تحصل على أي تعويضات والوزارة اصلًا لم تفكر بذلك).

يرى الكثيرون أن الحل الأمثل حاليًا هو تسجيل المناهج بأصوات بشرية والمذاكرة من خلالها الا أن هذا لا يتقبله طلاب آخرون وهم اساسًا معتادون على برايل

فكيف سيكون وضع الطلاب ياترى؟

الفنان وجدي (صانع الوجدان)

الفنان وجدي (صانع الوجدان)

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

ماذا هنا؟!. ثمة شباب متحلقون حول كفيف يبدو أنه لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره يحتضن آلة موسيقية ويرسل صوته عالياً في السماء مغنياً للحقل والأرض والحياة، وهائماً في غزال تتهادى في مشيتها تحمل المشاقر وتبيع الورد الجميل. بينما الطفل وجدي يغني والشباب يصفقون يمر بهم أحد المعلمين فيوبخ وجدي توبيخاً شديداً ويصفه بالفارغ طالباً منه البحث عن عمل مفيد فهو كفيف ومن المفترض أن يكتفي بحفظ القرآن ولا يليق به أن يغني، هذه أول صورة تذكرها بطلنا عندما سألناه عن مواقف لا ينساها في حياته. فمنهو بطل قصتنا؟: وجدي أحمد مهيوب البريهي . من مواليد عام 1889-م ب عزلة البريهة بمديرية جبل حبشي في محافظة تعز جنوب غرب اليمن.

ولد وجدي كفيف البصر كما أخوته الثلاثة من بعده والسبب وراثي كما يقول. عاش طفولة مفعمة بالنشاط والحب والاحتضان من قبل الأسرة غير أن كونه أول كفيف في قريته فقد دفع ثمن إثبات الذات غالياً من مشاعره وقلبه الصغير، فيتذكر وجدي بألم نظرات الشفقة والرحمة أو الخجل من أسرته حين كان يزورهم بعض الضيوف فكان يُطلب منه مغادرة المجلس على الفور. لكن وجدي استمر يلعب ويلهو مع الأطفال كواحد منهم، ويقول أنه لم يشعر بإعاقته وبأنه مختلف عن أقرانه الأطفال وله احتياجاته إلا في سن التعليم فهو في قرية نائية ولا يمكنه الذهاب إلى المدرسة بمفرده وحتى وإن ذهب فهو لا يستطيع القراءة والكتابة بنفسه. لكنه لم يستسلم فتعلق كثيراً بالمذياع وأغرم بالمنوعات والبرامج الثقافية، كما حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من عمره.

ويتذكر وجدي أنه كانت لدى والده وعمه المثقف الدكتور علي البريهي مكتبة كبيرة في المنزل كانت تستهويه وكان يشعر بأنه محروم من مطالعتها فقرر اختيار بعض الكتب بمساعدة أصدقائه وكانوا يقرأون عليه بعض العناوين فيختار منها ما يرغب بأن يقرأه معهم.

مشواره التعليمي والمهني

تعلم وجدي وتثقف خارج أسوار المدرسة في البداية قبل أن يمنحه وزير التربية والتعليم شهادة تسوية بشهادة الصف التاسع الأساسي نظراً لتميزه وحفظه للقرآن الكريم ليواصل مشواره التعليمي بصنعاء ويلتحق بكلية الإعلام ويتخرج منها في عام 2018-م. التحق بأحد معاهد اللغات وحاز على التوفل في اللغة الإنجليزية عام 2017-م. كما حصل على شهادات تدريب كثيرة في عدة دورات نوعية في أكثر من مجال.

وأثناء دراسته في كلية الإعلام يقول وجدي: “لقد التحقت بإحدى الإذاعات المحلية وكانت تجربة رائعة، كما كان فريق العمل إيجابيون جداً ولا أنسى لهم أنهم أتاحوا لي الفرصة وشجعوني في مشواري الفني بشكل كبير” لكن وجدي ترك الإعلام الذي رأى فيه مهنة غير منظمة في الوضع الحالي، كما أنه يعتقد أن وسائل الإعلام تستغل حاجة الشباب وطاقاتهم ليعملوا لديها بالمجان تحت مبرر إتاحة الفرصة وعدم كفاية الموارد.

المتمرد وجدي يصنع الوجدان

أما عن مشواره الفني فقد بدأ في سن مبكر جداً، فيقول وجدي: “لقد حفظت القرآن الكريم وأحببته، وأيضاً عشقت الفن وأحببته في سن مبكرة من عمري، فشجعوني على الأولى ورفضوا الثانية وذلك جلب لي الكثير من المتاعب، فأنا لا أرى مشكلة في أن أكون حافظاً للقرآن وفناناً في نفس الوقت بل أرى ذلك من أوجه التكامل في الشخصية، لكن الرفض كان في الحقيقة يأتي من كوني كفيف والمجتمع يرسم للكفيف بأنه أما في زاوية المسجد يتلو القرآن أو متسولاً في الشوارع غالباً” تحدث وجدي لل MCPD عن شغفه بالعود والموسيقى وكيف كان العود بالنسبة له حلماً حتى أنه في إحدى الزيارات لسوق (بير باشا) في مدينة تعز وجد لعبة موسيقية للأطفال فاقتناها على الفور وظل يعزف عليها ويذكر أنها كانت تصدر معزوفات أفريقية.

لم يستسلم وجدي ولم يتنازل عن حلمه الذي ظل يراوده بأن يمتلك عوداً وأن يصبح عازفاً وفناناً رغم بيئته المحافظة الذي ترفض ذلك الأمر رفضاً قاطعاً، وحين وجد أن الأبواب لم تُفتح له قرر كسرها بنفسه واخترع آلة بدائية صنعها من بعض العلب المعدنية الفارغة والأربال المطاطة بحيث أخذ جالون زيت حديدي فارغ ونحت أماكن للأوتار ونحت مثلها على أخشاب صغيرة ثبتها بالجالون ووضع الأربال المطاطة في الأماكن المنحوتة على شكل سلم موسيقي حيث كان قد عرف السلم الموسيقي عندما لمس آلة العود لدى أحد الأصدقاء في إحدى الزيارات للمدينة، وأصدرت الآلة صوتاً جميلا ورناناً كالعود تماماً، وحينها قرر وجدي أن يمنحها اسماً وهوية فسماها (آلة الوجدان) وبدأ يعزف بها في كل مكان.

يقول وجدي إن والده كان يأتي من الغربة فيكسر آلته على الفور كما كان يتلف أشرطة الكاسيت للأغاني التي كان يقتنيها المتمرد وجدي. وفي صنعاء كانت الانطلاقة حيث كشفت أحد البرامج الإذاعية عن موهبة الشاب وجدي وآلة الوجدان، ثم سجل بعض الشارات البرامجية بالآلة ذاتها، بعدها انطلق لإحياء بعض الحفلات مجاناً إلى جوار بعض الفنانين حيث يقول: “لقد كانت آلاتي متواضعة ولم يكن يلتقطها المايكرفون ولكني كنت أتجرأ ولم أكن أذهب للأعراس والحفلات بمفردي، ومؤخراً استطعت الحصول على عود حديث وأنا متعاقد مع عدة مكاتب لتعهد الحفلات” توجد لدى الفنان وجدي البريهي قناة باسمه على اليوتيوب ، كما أجريت معه عدة لقاءات وأنتجت حوله الكثير من التقارير في قنوات محلية وعالمية.

ويصر الفنان وجدي في حديثه مع ال- MCPD أن يسجل عبارات الشكر لكثيرين في حياته في مقدمتهم أسرته التي قبلت بموهبته بعد إصراره وشجعته، كما لا ينسى أصحاب البصمة الأولى والأيادي التي امتدت إليه لتنهضه قبل أن تصفق له. ويتحدث الفنان وجدي البريهي باعتزاز عن رفيقة دربه التي كانت وما تزال العين والمعين في مشواره الفني ورغم أنها تعمل في المجال الطبي كمساعد طبيب إلا أن الفنان وجدي يقول أنه يستعين بها كثيراً في مشواره الفني وخصوصاً في التنسيق والتصوير. https://fb.watch/dBmD1alaq4/

هل كل ذوي الإعاقة متسولون ؟!

هل كل ذوي الإعاقة متسولون ؟!

خاص : دارس البعداني /

يتوجه عبد الله [ اسم مستعار ] كل يوم من الصباح الباكر إلى إحدى الجولات المكتظة بالناس في العاصمة صنعاء ليجمع المال من أصحاب السيارات وكل من يمر من هذه الجولة يقف إلى جانبه أخوه فهو كما يتحدث عبد الله مرافقه ودليله ولأن عبد الله من ذوي الإعاقة البصرية الكلية فإن الأخ الأصغر يدله على السيارات والمارة كي يطلب منهم المال يعمل عبد الله قرابة 12 ساعة يومياً في مهنة التسول برفقة أخيه الأصغر فهي كما يتحدث مصدر الرزق الوحيد له ولأفراد أسرته المكونة من 4 أفراد كلهم يعملون في نفس المهنة لكن عبد الله البالغ من العمر 28 عاماً يؤكد أنه أكثرهم جمعاً للمال وذلك كما يقول بسبب إعاقته التي ينظر إليها الناس برحمة وشفقة وكذلك لخبرته الطويلة حيث أنه بدأ التسول منذ أن كان طفلاً صغيراً عبد الله وأفراد أسرته هم مجموعة صغيرة تمارس التسول بدافع الحاجة ويتخذون الإعاقة وسيلةً سهلة لجمع المال ، فهذه الطريقة كما يؤكد عبد الله علمه إياها أبوه الذي كان يجبره يومياً على الخروج للتسول مستغلاً لإعاقته البصرية حتى أنه رفض تعليمه وإدخاله إلى مراكز التأهيل بحجة أنه كفيف ولن يستفيد منها شيء وأن هذا العمل هو الأفضل والأسهل.

تتزايد أعداد المتسولين يوماً بعد آخر وخاصة الأطفال فعدد المتسولين 7 آلاف طفل متسوّل في العاصمة، صنعاء، من إجمالي 30 ألف طفل متسول في اليمن، بحسب دراسة أصدرها، عام 2011،الدكتور محمد أحمد الزعبي والدكتورة نورية علي حمد في كلية الآداب بجامعة صنعاء، بعنوان: ظاهرة التسول وأثرها الاجتماعي والتربوي في اليمن/ دراسة تطبيقية، أمانة العاصمة نموذجا. لكن تحقيق استقصائي تم نشره في شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية أريج يؤكد أن الأرقام أكثر بكثير مما ذكر في الدراسة وحسب التحقيق فإن ما يزيد عن 14000 طفل دون سن الثامنة عشرة يمارسون التسول في العاصمة صنعاء.

هذه الأرقام والدراسات كانت قبل الحرب الدائرة رحاها منذ سبع سنوات أما الآن فقد تضاعفت الأرقام وزاد عدد المتسولين بشكل كبير. ولن نتحدث كثيراً في هذا التقرير عن التسول كظاهرة لكننا في صدد الحديث عن أسلوب تتخذه بعض الأسر والبشاكات العاملة في التسول وهي استغلال ذوي الإعاقة في التسول وأحياناً التمثيل بأن الشخص يعاني من إعاقة وهو غير معاق أصلاً وذلك لجني المال أكثر والحصول على استعطاف واستجداء الناس يقول الأستاذ محمد العرافي مدير دار رعاية الأحداث في تصريح للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة [ M C P D ]” تستغل بعض الأسر إعاقة أبناءها للذهاب بهم إلى أبواب المساجد والشوارع وتستخدم الإعاقة وسيلة سهلة للتسول وجمع المال ويضيف العرافي ” أن هناك الكثير من المتسولين الذين يتواجدون في الشوارع وبرفقتهم أطفال محنطين حسب قوله لا تستطيع الجزم بأنهم معاقين أو غير معاقين هم أحياء أم أموات فهناك الكثير ممن احترفوا مهنة التسول حتى أنهم يتظاهرون بأنهم ذوي إعاقة ويقوم بعضهم بعمل حركات واهتزازات وكأنهم يعانون من شحنات كهربائية زائدة في الدماغ.

الجدير ذكره أنه في وقت سابق تم افتتاح مشروع خاص بمكافحة التسول حيث أنه تم تخصيص دار لاحتجاز المتسولين وإعادة تأهيلهم في منطقة الحتارش في العاصمة صنعاء لكن الموضوع لم يدم طويلاً وسرعان ما تحول الدار إلى مأوى للأمراض النفسية والعصبية.

عبد الله يتحدث أنه تم احتجازه مرتين سابقتين من قبل مشروع مكافحة التسول وتم إطلاق صراحه قبل وصوله إلى الدار وذلك لأنه وبإيعاز من والده دفع مبلغ بسيط من المال ليتم كما قال إنزاله من الباص والقول له أنت كفيف ولا نريد حبسك. في المقابل فإن الكثير من ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم يتعرضون لمواقف محرجة بسبب النظرة القاصرة التي يعممها المجتمع على كل ذوي الإعاقة كما تصرح أم هدى [ أم لأحد الفتيات من ذوات الإعاقة الحركية ] وتقول ” دائماً ما يفاجئني بعض أفراد المجتمع ونحن في الحديقة أو في الأسواق ووسائل المواصلات بإعطاء بعض النقود إلى ابنتي رغم أنها تلبس الثياب الأنيقة وشكلها لا يوحي أبداً بأنها تحتاج إلى النقود. تضيف أم هدى ” لكن جلوس ابنتي على كرسيها المتحرك باعتقادهم يكفي لأن تكون مدعاة للرحمة والشفقة وهذا الأسلوب يضايقني جداً وحتى ابنتي التي تتأثر نفسيتها كثيراً وتبكي وتقول لي متسائلةً لماذا يعتقد المجتمع أن كل ذوي الإعاقة متسولين ويحتاجون الرحمة بينما هناك الناجحين والفاشلين من ذوي الإعاقة وغيرهم وهناك المتسولين من غير ذوي الإعاقة لماذا لا ينظر الناس إلى كل المجتمع بأنه متسول ، وترفض في أحياناً كثيرة الخروج إلى الشارع أو الحديقة خوفاً من تلك المواقف التي تصفها بالمحرجة والمزعجة.

لكن أم هدى تحمل مؤسسات ذوي الإعاقة المسؤولية الكبيرة في عدم القيام بواجباتها وإيجاد حلول مناسبة والضغط على صناع القرار من أجل إنهاء هذه المشكلة ، كما أنها تحمل وسائل الإعلام مسؤولية التوعية وتعريف المجتمع بضرورة التعامل مع ذوي الإعاقة كأشخاص عاديين منهم المتسول ومنهم الأكاديمي والأستاذ. وحين توجهنا إلى مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بأمانة العاصمة لسؤالهم عن الحلول لظاهرة التسول بشكل عام واستغلال ذوي الإعاقة في التسول بشكل خاص أجابنا الأستاذ حسن المسوري نائب مدير المكتب لقطاع التنمية بالقول ” إن ظاهرة التسول انتشرت بشكل كبير بسبب الظروف الحالية وأنها أصبحت تعجب الكثير كون دخلها أحياناً أكثر من دخل الموظف ومشكلة المتسولين أنهم لم يعودوا يرضون بالحلول المقدمة لهم ويضيف المسوري أن هناك مبنى لإعادة تأهيل المتسولين ويحتوي على تقسيمات للنساء وذوي الإعاقة والأطفال لكنه يحتاج إلى ترميمه ليكون جاهزاً لاستقبال هذه الحالات التي سيتم النظر في أوضاعها في ما بعد فالحالات التي تحتاج إلى علاج يتم تحويلها إلى وزارة الصحة وتلك التي تحتاج إلى تعليم تتحمل ذلك وزارة التربية والتعليم وهكذا. يؤكد المسوري على ضرورة تكاتف الجهود من أجل الحد من هذه الظاهرة ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل كما يقول يعمل جاهداً للحد من هذه الظاهرة حيث أنه قام بعمل لجنة متخصصة لعمل دراسة بحثية ميدانية وينتظر النتائج التي ستخرج بها هذه الدراسة.

يؤكد محامون على أن هناك “الكثير من الثغرات” تشوب بند التسول في قانون الجرائم والعقوبات. ويرون أن “هذه الثغرات تجعل من القانون ممرا يسهل التحايل عبره في تنفيذ العقوبة، ويجعل من التسول حرفة لا يعاقب عليها القانون، إلا بالعنوان فقط، لأن المحتوى مفرغ تماما”. الحكومة قامت بمحاولات “غير مجدية” بحسب التقرير الدوري الثالث المقدم من اليمن، حول مستوى تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل وحمايته للحد من ظاهرة تسول وتشرد الأطفال، تمثلت بإنشاء دور رعاية وإيواء وأيضا بإصدار المادة (203) الباب السابع (التسوّل) من قانون الجرائم والعقوبات لسنة 1994. وتنص هذه المادة على أن “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر من اعتاد ممارسة التسوّل في أي مكان، إذا كان لديه أو في إمكانه الحصول على وسائل مشروعة للتعيش، وتكون العقوبة الحبس الذي لا يزيد على سنة إذا رافق الفعل التهديد أو ادعاء عاهة أو اصطحاب طفل صغير من غير فروعه، ويجوز للمحكمة بدلا من الحكم على المتسوّل بالعقوبة المقررة أن تأمر بتكليفه بعمل إلزامي مدة لا تزيد على سنة إذا كان قادرا على العمل، أو تأمر بإيداعه ملجأ أو دارا للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزا عن العمل (…)”. لكن هذا القانون لا يطبق على أرض الواقع بسبب ثغرات، تسهّل عملية التهرب من تنفيذ العقوبة، تتمثل في تفسير عبارات مطاطية واردة فيه.

ومن ذلك مثلا أن عبارة “من اعتاد ممارسة التسوّل” تعني أنه لا يجب تنفيذ العقوبة على المتسوّل إلا بعد القبض عليه (عدة مرات) في السنة، واصطحاب طفل صغير من غير فروعه” تدل على أن العقوبة لا تنفذ على من اصطحب طفله للتسول أو حفيده أو أي طفل من فروعه واستخدمه في التسول. وبين الثغرات القانونية الكثيرة والمواد المطاطية تظل ظاهرة التسول والاستغلال لذوي الإعاقة في هذه الحرفة أمراً مستمراً ولا حلول جذرية تلوح في الأفق.

اليابان – طريقة جديدة لتوظيف ذوي الإعاقة باستخدام الروبوتات.

اليابان  – طريقة جديدة لتوظيف ذوي الإعاقة  باستخدام الروبوتات.

متابعات /

تظهر لقطات فيديو رجل آلي يمارس دور النادل في أحد مقاهي طوكيو باليابان، كجزء من تجربة تهدف لتوظيف ذوي الإعاقات الجسدية أو الاضطرابات النفسية أو العقلية،ويقوم ميتشيو إيماي وهو واحد من حوالي 50 موظفًا يعانون من إعاقات جسدية وعقلية يعملون كطيارين تابعين لشركة Dawn بإدارة الروبوت في منزله على بعد 800 كيلومترا، وبمساعدة كاميرا وميكروفون ومكبر صوت للتواصل مع مرتادي المقهى.

وتهدف روبوتات Dawn cafe إلى أن تكون أكثر من مجرد وسيلة للتحايل ، حيث توفر فرص عمل للأشخاص الذين يجدون صعوبة في العمل خارج المنزل.وتتميز الآلات المسماة OriHime بكاميرات وميكروفون ومكبر صوت للسماح للمشغلين بالتواصل مع العملاء عن بُعد.

وتم افتتاح مقهى في منطقة نيهونباشي بوسط طوكيو في يونيو ، ويعمل به موظفون من جميع أنحاء اليابان وخارجها ، كما تمكن خاصية التحكم عن بعد بعض مرضى التصلب الجانبي الضموري (ALS) الذين يستخدمون حركات العين باستخدام الألواح الرقمية الخاصة بهم وأرسال إشارات للتحكم بتلك الروبوتات.