المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

“ترجمة الإشارة”.. أول تطبيق عماني مختص لذوي الإعاقة السمعية

“ترجمة الإشارة”.. أول تطبيق عماني مختص لذوي الإعاقة السمعية

تطبيق “ترجمة الإشارة” أحد المشروعات التي تشرف عليها هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأول تطبيق عُماني يحصل على جائزة مدى – ألكسو لأفضل التطبيقات الجوالة لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى الوطن العربي، حيث صمم خصيصا لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.

وقال سلطان بن ناصر العامري المشرف على تطبيق ترجمة الإشارة العماني أن التطبيق حلقة وصل بين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والأشخاص الناطقين عبر الترجمة الإشارية المباشرة، وهو منصة جامعة لجميع الأخبار المترجمة بلغة الإشارة لضمان وصول المحتوى المكتوب والمسموع لذوي الإعاقة السمعية بطريقة سلسة ودقيقة وفي وقت قياسي.

وأضاف لوكالة الأنباء العُمانية أن التطبيق يقدم عددًا من الخدمات تتمثل في الترجمة الفورية عبر الاتصال المرئي لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وتقديم بيئة اتصال تفاعلية وجسر يضمن وصول المحتوى المكتوب والمسموع بطريقة سلسة ودقيقة وفي وقت قياسي عبر خبراء الترجمة الاشارية.

وأشار إلى أن التطبيق يستهدف ذوي الإعاقة (السمعية أو البصرية) ، والراغبين في تعلم لغة الإشارة، حيث بلغ عدد مستخدمي خدمة ترجمة الإشارة الفورية عبر الاتصال المرئي أكثر من 3 آلاف و835 مستخدمًا، أما خدمات المحتوى المرئي المترجم بلغة الإشارة فقد بلغ عددها أكثر من 742 محتوى، بينما بلغ عدد المواد المطبوعة المهيأة بلغة الإشارة عبر (QR-Code) أكثر من 90 مادة.

ووضح أن التطبيق يتوفر على نظامي (IOS) و (Android) ومتاح باشتراكات مؤسسية في الخدمات المتضمنة في التطبيق.

المصدر: موقع مجلة سنابل الأمل

فوز جمعية الأمان ممثلاً عن المنظمات المحلية في الفريق القطري والاستحقاقات القادمة.

خاص /

من يعتقد أن العمل الجاد والمستمر المنطلق من منظور حقوقي لا يحدث فرقاً فهو مخطئ.

طالما اشتكى ذوو الإعاقة من تهميشهم واستبعادهم من برامج المنظمات الدولية وهذا صحيح، لكن الأصوات القوية التي ارتفعت والعمل الحقوقي الدؤوب الفترة الماضية كان لابد أن يحدث أثراً عبر الزمن، فمنذ بداية الحرب في اليمن والأمم المتحدة تصدر خطة استجابة لتقدير الاحتياجات الإنسانية في اليمن بشكل سنوي وتوجهها للداعمين الدوليين لغرض الحصول على التبرعات والمنح لتنفيذ مشاريع إغاثية وإنسانية إلى جانب مشاريع إحلال السلام والأمن، ولكن ظل ذوو الإعاقة بعيدين عن أنظار الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والشريكة كذلك إلا من لفتات لا تكاد تُذكر، وفي بداية هذا العام ولأول مرة تقوم الأمم المتحدة بإدراج “الأشخاص ذوي الإعاقة” ضمن الفئات المستهدفة ببرامج الحماية والاستجابة الإنسانية بكل صراحة دون إلحاقهم بالفئات الأخرى، ما يعني أن ذوي الإعاقة شريحة مثلها مثل باقي الشرائح الأخرى ويفترض أن يكون لها بند مستقل في كل مشروع وأن يُخصص جزء من موارد الأمم المتحدة والمنظمات القُطرية التابعة لها أو المنظمات الشريكة معها باسم ذوي الإعاقة، وهذا إنجاز غير مسبوق لو تلقته مؤسسات ذوي الإعاقة بالعمل الجاد والمشترك للاستفادة منه وإلحاق الأشخاص ذوي الإعاقة بالمنظمات سواءً كمستفيدين أو عاملين ضمن الأطر المؤسسية للمنظمات الدولية بمختلف مستويات العمل فيها.

وتتويجاً لحضور ذوي الإعاقة في العمل الإنساني يجب أن نقف جميعاً احتراماً وتقديراً لجمعية الأمان لرعاية الكفيفات التي تتزامن ذكرى تأسيسها الرابعة والعشرين 6-6 مع فوزها بثقة المنظمات المحلية لتمثيلهم في الفريق القُطري للأمم المتحدة في اليمن، حيث يعتبر الفريق القطري هو المخول باتخاذ القرارات والمتابعة والاشراف الاستراتيجي والتشغيلي للعمل الإنساني، و من أبرز مهامه التنسيق المشترك بين شركاء العمل الإنساني كونه يعد أعلى هيئة تنسيقية للعمل المشترك بين المنظمات المحلية وشركاءها الدوليين من المنظمات والوكالات التي تسعى لتقديم المساعدات للمتضررين من الكوارث والأزمات، ضمن آليات وأسس الهدف منها تعزيز الشراكة والتعاون في إطار العمل الإنساني.

ويتكون الفريق القُطري للأمم المتحدة في اليمن من 21 منظمة ووكالة دولية تتبع الأمم المتحدة منها: اليونيسيف، برنامج الغذاء العالمي، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، صندوق الأمم المتحدة للسكان، منظمة الصحة العالمية، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، المفوضية السامية لحقوق الإنسان وغيرها.

ومعلوم أن تلك المنظمات الأممية تعمل مع شركاء محليين ودوليين كُثر.

وإننا في الوقت الذي نبارك لجمعية الأمان لرعاية الكفيفات ذلك الفوز فإننا نثمن ثقة المنظمات المحلية في جمعية الأمان لتكون ممثلة عنهم في الفريق ونعتبر تلك الثقة انعكاساً لتزايد الوعي وإيمان المجتمع بذوي الإعاقة ومؤسساتهم.

وفي الوقت نفسه الذي نعتز بتلك الثقة كأشخاص ذوي إعاقة فإننا على ثقة بأن جمعية الأمان لرعاية الكفيفات ستكون ممثلاً صادقاً ومهنياً لجميع الشركاء المحليين، وصوتاً قوياً وواعياً يعبر عن ذوي الإعاقة بمختلف شرائحهم ذكوراً وإناثاً، وبأن ذوي الإعاقة سيلمسون فرقاً في مدى استهدافهم وإشراكهم في العمل الإنساني في اليمن أكثر من ذي قبل.

وكما أن الأمم المتحدة قد انتبهت مؤخراً لذوي الإعاقة واستهدفتهم ضمن خطة الاستجابة الإنسانية 2023، وفي المقابل عبرت المنظمات المحلية عن ثقتها في واحدة من مؤسسات ذوي الإعاقة ، فإننا لا نزال نطالب بحق ذوي الإعاقة في المشاركة في محادثات السلام والحل النهائي في اليمن كون الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر الفئات تضرراً من الحرب، فمن غير المعقول أن نكون أول الضحايا وأكثرهم دفعاً للثمن وأكثر الناس استبعاداً من طرح أفكارنا وتصوراتنا للحل في بلادنا علاوة على أننا مواطنون وهذا من حقنا مثلنا مثل أي حركة نضالية حقوقية، وكما تم إشراك النساء في المحادثات للتعبير عن أنفسهن بأنفسهن فإن من حق ذوي الإعاقة أن يعبروا عن أنفسهم بأنفسهم كذلك.

ما وراء وراء الحرب

ما وراء وراء الحرب

كتب: إبراهيم محمد المنيفي، كاتب السلسلة ومدير التحرير في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة /

ما وراء الحرب؟

قصص وحكايات لم تُروى، روينا بعضها في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة بلسان الضحايا أنفسهم.

مآسي كثيرة وجراح لما تندمل بعد، فأن تتحول إلى شخص من ذوي الإعاقة بين ليلة وضحاها ليس بالأمر السهل خصوصاً أنك لا تعرف عن الإعاقة أي شيء من قبل.

مؤلم أن تدفع الثمن في حرب عبثية لا ناقة لك فيها ولا جمل، والأكثر إيلاماً أن تكون أول ضحايا الحرب والأكثر خسارة وآخر من تفكر أطراف الحرب في إنصافه وحمل قضيته على محمل الجد:

سلسلة “ما وراء الحرب” تناولنا فيها عشر قصص وشهادات مباشرة من أشخاص أصبحوا من ذوي الإعاقة بسبب الحرب الدائرة منذ عام 2015 بغض النظر عن سبب الإعاقة أو الطرف المتسبب بها.

بدعم من مركز توجيه المبادرات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمركز الدولي للصحفيين قمنا في المركز بالتواصل مع الضحايا أو مقابلتهم بشكل مباشر والاستماع إلى شهاداتهم المروعة، وتلمسنا معهم منافذ للأمل وقصص للنجاح في تجاوز ظروف ما بعد الإعاقة، وتعرفنا عن قُرب عن كيف عاشوا الصدمة الأولى بعد الإصابة وكيف تعاملوا معها وصولاً لرسائلهم التي نوصي الجميع بقراءتها باهتمام فقد قمت بسرد القصص مكتوبة باللغة العربية، وترجمها الزميل العزيز ياسر محمد إلى اللغة الإنجليزية بشكل احترافي ومتميز، كما يمكنكم الاستماع إليها بسرد مختلف ومن زاوية أخرى في بودكاست “ما وراء الحرب” للزميل محمد ناصر الشماحي، حيث رواها صوتياً بأسلوب مختلف وشاركه الأبطال في رواية القصص، ورافقنا من الإشراف العام والمتابعة رئيس المركز الأستاذ – دارس البعداني،

وكانت القصص على النحو التالي:

  1. “قبل زفافها بيوم.. لماذا ترك العريس هذه الفتاة في تعز”
  2. “كمينٌ للطفولة في محافظة إب ينتهي بمأساة،  فكيف يمكن إيقافها؟”
  3. “عبد الله حسين والبحث عن عمل بعد الإعاقة.. تحدي وجودي”
  4. “الآيسكريم أم تراجيديا الموت؟ من أفقد الطفلين البصر وقتل الثالث؟!”
  5. “الشاعر محمد الشامي.. أطفأت الحرب عينيه ولم تُطفئ مشعله”
  6. “تجاهل الأبطال خذلان وخيانة.. عبد الرحمن الضالعي نبيلٌ من زمن الحرب”
  7. “مأساة أسرة يمنية بصنعاء تهز ضمير الإنسانية.. أسرة الضبيبي والثمن الباهظ”
  8. “وفقد أحمدُ الابتسامةَ للأبد.. –فهل خطفها أصحاب الصور الجماعية؟”
  9. “لم يعد بهدية، بل عاد بنصف حضن.. علي ومأساة معاقي الحديدة”
  10. “من احتضان ميت إلى معانقة الحياة.. حسين الخشعي ومعادلة النجاح”

الحقيقة أن القصص كانت مليأة بالمفاجآت والأحداث، كما أن أبطال تلك القصص ظلوا على تواصل معنا ليخبرونا بالجديد في حياتهم سواءً على صعيد الآمال والأحلام أو على صعيد تجديد الوجع حيث أخبرنا بعضهم عن حالات إعاقات جديدة بمناطقهم حصلت أثناء العمل على السلسلة، وقالت لنا لبيبة أن والدتها تعرضت للقنص وظلت في العناية عدة أسابيع ولا ندري ما الذي جرى لها بعد ذلك.

لقد مرينا بلحظات من الوجع ونحن نستمع لبعض الشهادات ولا أستطيع وصف قسوة تلك اللحظات، لكنها مؤلمة ومفزعة وغاية في الصعوبة، صعب جداً أن يروي لك ضحية قصته ويعتقد أن بوسعك أن تقدم له شيء مادي أو أن بإمكانك أن توفر له طرف صناعي، صعب جداً أن تسمع أحدهم يبكي وهو يقول: “فقدت كل شيء ولم يعد لدي في الحياة ما أخسره لكن ما ذنب أطفالي يبقوا بلا تعليم وبلا مستقبل”، موجع جداً أن تخبرك إحداهن بالقول: “لا أستطيع النوم فديون الناس تقض مضجعي، وأحلم بلوح طاقة شمسية حتى أتمكن من الرؤية في بيتي ليلاً فأنا بغير ضوء”.

كم كان مجهد نفسياً وذهنياً ونحن نبحث عن ضحايا ليرووا لنا قصصهم ورغم أنهم كثيرون وبعشرات الآلاف لكن القليل جداً من يقبلون التحدث للإعلام خشية أن يتعرضوا لأذى لأي من أطراف الحرب.

أما النساء اللواتي أصبحن من ذوات الإعاقة بسبب الحرب فرغم أنهن دفعن ولا يزلن ثمناً مضاعفاً إلا أننا واجهنا صعوبات كثيرة في إقناعهن بالتحدث عن قصصهن لا سيما أننا نريد أن يكون جزء من سرد القصة بصوت أصحابها ما حال دون الوصول للكثير منهن.

وفي وطن مثخن بالجراح وتمزق نسيجه الاجتماعي كنا نتعرض لتحقيق مطول من بعض الأشخاص من قبيل: “من أنتم؟ ومن تتبعون؟، من أين أنتم؟، ولماذا الاتصال بي أنا تحديداً؟، ما ستكتبون لصالح من؟، ما الذي سأستفيد منكم لو قلت لكم قصتي؟”.

وأحدهم كانت إجابته صادمة ومؤلمة حيث قال لنا: “ما حصل قد حصل، ولن تستطيعوا أن تعيدوا لي ما فقدت وخلوها على الله بس” وأغلق الهاتف ورفض الإجابة على اتصالاتنا.

وختاماً نضع هذه السلسلة بين أيديكم كشهادة على فداحة الحرب في اليمن، ونأمل أن يأتي اليوم الذي يتم فيه إنصاف الضحايا والانتصار لحقوق ذوي الإعاقة عموماً.

كما نضع الدولة والمنظمات الإنسانية ومؤسسات ذوي الإعاقة أمام دورها الحقوقي والإنساني، وندعو لتبني قضية الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن منظومة حقوق الإنسان في اليمن وعدم تجاهلهم في أي حل أو تسويات مقبلة، ونتطلع إلى توسيع دائرة المناصرة لقضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بحيث يشعر الجميع أنها قضيتهم وندرك أن هذا مشوار طويل ويجب أن نضعه هدف ونسعى مع جميع المؤمنين بحقوق ذوي الإعاقة وحقوق الإنسان عموماً لتحقيقه.

بودكاست ما وراء الحرب

بودكاست ما وراء الحرب

“أنت فقدت عصبك البصري ولن ترى أبداً عليك أن تتوقف عن استنزاف أموالك بلا فائدة عليك أن تتقبل واقعك بشجاعة” وما كان كلام الطبيب إلا صداً لصوت في أعماقي سمعته بأذني فشعرت أن الحياة أغلقت أبوابها في وجهي تماماً، لكنها أشهر وقررت أن أعيش حياتي الجديدة وأعمل على أن تكون سعيدة ومليئة بالصبر والرضى .يمكنكم الاستماع لبودكاست ما وراء الحرب الحلقة العاشرة بعنوان “من احتضان ميت إلى معانقة الحياة.. حسين الخشعي ومعادلة النجاح” على الرابط التالي :

“تم إنتاج هذه الحلقة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

تقنية جديدة تمنح الأطراف الصناعية القدرة على الشعور باللمس

تقنية جديدة تمنح الأطراف الصناعية القدرة على الشعور باللمس

متابعات/

كشف باحثون عن تقنية هندسة حيوية جديدة يمكن لها أن تمنح الأطراف الصناعية القدرة على الشعور باللمس، الأمر الذي يمنح مبتوري الأيدي بصيص أمل بالشعور بدفء اللمسات.

الشعور بحرارة الأشياء

وأبان فابريتسيو فيداتي، الذي فقد يده اليمنى في حادث قبل 25 سنة، أنه لم يشعر بدرجة حرارة الأشياء التي يلمسها في بديل طرفه المفقود حتى سمحت له اختبارات إحدى تقنيات الهندسة الحيوية الجديدة بالشعور ببرودة الماء المثلج وحرارة الأفران الحارقة.

خلاصة التجربة

وخلصت التجارب، التي أجراها معهد لوزان الاتحادي للعلوم التطبيقية “إي.بي.إف.إل” في سويسرا، إلى أن وضع قطب كهربائي حراري على جلد الجزء المتبقي من ذراع من بُترت أيديهم من أمثال فيداتي أسفر عن إفادة مشاركين في التجربة بأنهم شعروا بالسخونة أو البرودة في أيديهم وأصابعهم الوهمية، أي تلك التي بُترت وشعورهم بها قائم، إضافة إلى شعورهم بذلك بشكل مباشر على الذراع.
يذكر أن “الأطراف الوهمية” أو “الشبحية” تعبير يطلق على إحساس من بُترت أو فُقدت أطرافهم، بأن الطرف المفقود ما زال ملتصقاً بالجسم ويتحرك بشكل مناسب مع باقي الأجزاء.

27 مشارك في الاختبارات

وكان الإيطالي فيداتي البالغ من العمر 59 عاماً من بين 27 من مبتوري الأطراف شاركوا في الاختبارات، وأفاد 17 منهم بنجاح التجربة.
وقال فيداتي: في أول مرة شاركت فيها في التجربة، شعرت وكأنني أعدت اكتشاف الإحساس في يدي الوهمية.
واستطاع المشاركون في الاختبارات أيضاً التفريق بين ملمس البلاستيك والزجاج والنحاس، لافتين إلى الأماكن التي يشعرون فيها بحاسة اللمس على صور لليد.

تحفيز الإحساس

وقال سليمان شكور، المتخصص في علم هندسة الأعصاب بمعهد لوزان الاتحادي للعلوم التطبيقية الذي شارك في قيادة الدراسة التي نشرت في دورية “ساينس”: من خلال تحفيز أجزاء بعينها في ذراع من فقد بقيتها، يمكننا تحفيز الإحساس باليد الوهمية.
وأضاف: ما يشعرون به في هذه اليد الوهمية مماثل لما يشعرون به في يدهم السليمة.
والتقنية الجديدة، التي تجرى عليها اختبارات منذ أكثر من عامين، لا تحتاج إلى أي استزراع ويمكن ارتداؤها على الجلد مع أي طرف صناعي عادي.
وأضاف شكور: نعتقد أن بمقدورنا أن نمنح الناس شعوراً أفضل بالتلامس مع أيديهم، وربما نعطيهم إمكانية الشعور بأحبائهم بطريقة أكثر طبيعية بكثير.

جانب اجتماعي

ويتفق فيداتي مع ذلك، وقال إنه إضافة إلى مساعدة من فقدوا يدهم في المهام اليومية مثل الطهو، يمكن للتقنية أن تفتح الباب أيضاً أمامه للشعور بدفء الآخرين.
وأردف: يوجد أيضاً جانب اجتماعي مهم، حينما ألتقي شخصاً ما وأصافحه، أتوقع الشعور بالحرارة، حسبما أوردت “رويترز”

المصدر : سيدتي

من احتضان ميت إلى معانقة الحياة.. حسين الخشعي ومعادلة النجاح.

من احتضان ميت إلى معانقة الحياة.. حسين الخشعي ومعادلة النجاح.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

كثيرون من يتحدثون عن الطموح والإرادة.. هناك في الأدنى عند ازدحام باعة الأوهام والحلول المعلبة، هناك عند استهلاك العبارات التحفيزية المملة والمكررة والتي لا تُحدث فارقاً يُذكر.

وقليلون جداً هم الذين في القمة.. حيث لا تواكل ولا تواني، حيث سهر الليالي والتفكير في الحلول لا التوقف عند المشكلات.

قصة اليوم فريدة ومختلفة جداً وتستحق أن تروى، وقد كنت شاهداً على فصلها الأهم.

لقد كنت قبل عامين في مهمة تدريبية رفقة زوجتي لمعلمين ومعلمات على طريقة برايل للمكفوفين في محافظة شبوة جنوب البلاد، إذ أن جمعية المكفوفين هناك والتي تأسست منذ سنوات قليلة كانت تخطط لافتتاح أول مدرسة للمكفوفين في المحافظة، حيث أن ذوي الإعاقة عموماً والمكفوفين خصوصاً أقل حظاً في تلقي مختلف الخدمات أسوة بغيرهم في باقي المحافظات.

كان عدد المتدربين قرابة العشرة أو يزيدون، لكن واحداً منهم كان لافتاً للانتباه بشكل واضح اسمه “حسين محمد الخشعي” قدم نفسه على أنه خريج ثانوية وفقد بصره قبل عامين، وبنبرة صوت لا تخطؤها الأذن كان فرحاً وهو يقول: “أخيراً سأتعلم طريقة برايل وأستطيع القراءة والكتابة مرة أخرى، هذا أمر جميل سأقرأ مرة أخرى ولو بطريقة مختلفة”

خلال الثلاثة الأيام الأولى حفظ حسين جميع رموز طريقة برايل باتقان، وفي اليوم الرابع بدأت معه بشكل خاص تعليم مبادئ الكتابة على اللوح والقلم المسماري.

في بداية الأسبوع التالي وضع بين يدي ورقة ضمنها قطعة تعبيرية بسيطة يتحدث فيها عن سعادته بتعلم طريقة برايل للمكفوفين وشكره للقائمين على الدورة –احتوت القطعة على بعض الأخطاء نعم- لكن الوقت القياسي الذي تعلم فيه القراءة والكتابة بطريقة برايل كان مدهشاً.

وبنهاية الأسبوع الثاني قرأ الشاب حسين أول صفحة من القرآن الكريم بطريقة برايل، وكانت ابتسامته واضحة لو وُزعت على أشقياء الأرض لوسعتهم، حينها غالبت دمعة كادت تخونني أمام المتدربين.

ومن وقت لآخر كان المتدربون يعبرون عن إعجابهم بطموح حسين وذكائه وكيف أنه لم يستسلم لإعاقته الحديثة.

حسين يفاجئنا بقصة غير متوقعة.

وفي ذات استراحة قال لنا حسين: “المكفوفون في هذه المحافظة محرومون بشكل كبير ومن يتعلم منهم أو يحقق إنجاز فهو بدافع وجهد شخصي ويعلم الله كم من المكفوفين في منازلهم دون تعليم ودون رعاية”، وأضاف  قائلاً: “في منطقتنا حصل أن انفجر لغم بأحد كبار السن وذهب ثلاثة من الشباب لمحاولة إنقاذه، وقبل أن يصلوا إليه بأمتار قليلة انفجر بهم لغم آخر واشتعلت سيارتهم وتوفي اثنان منهم ونجا الثالث، لكنه نجا بعد أن قلعت عينه اليمنى وتلف العصب البصري في العين اليسرى فأصبح كفيفاً كلياً، ظل ذلك الشاب في المستشفى أكثر من عشرة أيام، وبعد خروجه بحث كثيراً عن العلاج دون فائدة فالعصب البصري قد تمزق تماماً”

سألنا حسين: وكيف كان شعوره بعد أن عرف أنه قد أصبح كفيفاً للأبد؟

قال حسين: “لقد دخل في حالة نفسية يرثى لها، ووجد أن الظلام يلفه من كل ناحية فلن يتمكن من مواصلة تعليمه، ولن يستطيع العمل، كما أنه لم يعد قادر على استخدام الهاتف الذي كان شغوفاً به وكان مهتم بقراءة الكتب بشكل كبير، لكن حدث تغير كبير في حياته عندما عرف لأول مرة أن المكفوفين قادرون على استخدام الهاتف والكمبيوتر من خلال برامج ناطقة، واشترى تلفوناً وزوده بالبرنامج الناطق وبدأ يتواصل مع الناس وأدرك أن هناك مكفوفين كثيرين غيره، والأهم أنه عاد لقراءة الكتب بنهم كبير بعد أن كان يحمل تسجيلات صوتية مملة لبعض الكتب”

باهتمام سألنا حسين: وأين هو الآن؟

قال حسين: “بعد تحميل البرنامج الناطق لهاتفه وكسر عالم العزلة تواصل بزملاء مكفوفين له وعرف أن هناك دورة ستقام لتعليم طريقة برايل في شبوة فلم تحمله قدماه فرحاً وعلى جناح السرعة جاء إلى هنا وهو من يحدثكم الآن”

حسين يجيب عن الأسئلة الصعبة.

صمتٌ وذهول تملك الجميع، ثم بدأت الأسئلة:

ما الذي كنت تعرف عن المكفوفين من قبل؟

“معلومات قليلة هنا وهناك وبعض الفيديوهات”

لحظة الانفجار كيف كان شعورك؟

“لقد كنت في فم الموت ومات اثنان إلى جانبي، وكان الظلام هو سيد الموقف”

ما الموقف الذي لا تنساه أثناء الحادث أو بعده؟

“عندما انفجر بنا اللغم كنا في السيارة ثلاثة أشخاص وعندما جاء المواطنون لإسعافنا كنت لا أرى شيء وبسبب وعورة الطريق وسرعة السيارة ولأني لا أرى أي شيء فقد كنت متمسك بجثة صديقي الذي كان ميتاً إلى جواري، لقد كان مشهداً قاسياً للغاية”

ما أصعب موقف مر بك؟

“لقد بحث كثيراً عن العلاج وانتقلت من طبيب لآخر ولم أكن أعلم بماهية العصب البصري وأنه إذا تلف لا يمكن العلاج، لذلك كلما يأست من طبيب انتقلت لآخر وكان لدي بصيص أمل رغم أن هناك صوت بداخلي يقول لي “إنك لن ترى أبداً” ومع ذلك استمريت في المحاولة إلى أن وصلت إلى طبيب مصري الجنسية فقال لي بصراحة: “أنت فقدت عصبك البصري ولن ترى أبداً وعليك أن تتوقف عن استنزاف أموالك بلا فائدة وعليك أن تتقبل واقعك بشجاعة” وما كان كلام الطبيب إلا صداً لصوت في أعماقي سمعته بأذني فشعرت أن الحياة أغلقت أبوابها في وجهي تماماً، لكنها أشهر وقررت أن أعيش حياتي الجديدة وأعمل على أن تكون سعيدة ومليئة بالصبر والرضى وكنت أستذكر حديث النبي محمد (ص): {من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط}”.

رسائل واضحة ودقيقة.

وهكذا فقد استطاع حسين أن يتعلم طريقة برايل وهو الآن يستعملها بمهارة، وقرر أن يواصل مشواره التعليمي الذي كان قد توقف عنه عام 2011 بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، فسجل في إحدى الجامعات تخصص علوم قرآن وامتحانات نهاية العام الأول على الأبواب.

ويوصي حسين زملائه ذوي الإعاقة بعبارات دقيقة وواضحة: “لا تستسلموا للظروف وإن بدت صعبة واعملوا وفق المتاح أفضل من اليأس والتوقف، اقتنصوا الفرص وأهلوا أنفسكم ولا تضيعوا أوقاتكم، ومالم تبحثوا عن أنفسكم فلن يبحث عنكم أحد”

وللدولة والمنظمات يقول حسين: “إن ذوي الإعاقة تعرضوا لتهميش كبير ويجب أن يحظوا بالرعاية والتأهيل، وعلى المنظمات أن تجعل ذوي الإعاقة ضمن اهتماماتها ولا تتجاهلهم، كما أن التعويض وجبر الضرر حق لكل مواطن تعرض للإعاقة بسبب الحرب الدائرة في البلاد”