المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

بودكاست ” قصة إرادة ” الحلقة ( الحادية عشرة )

بودكاست ” قصة إرادة ” الحلقة ( الحادية عشرة )

“لقد اعتقدت أسرتي أنها أصابتني عين نظراً لما كنت أتمتع به من بشرة ناصعة البياض، فأخذني والدي على ظهره إلى أحد المشعوذين (العرافين) الذي وضع لي مكوى على ظهري وعلى العمود الفقري تحديداً ما زاد حالتي سوءً وتقهقراً، ولم يكتفِ والدي بل ذهب كغريق يتمسك بقشة إلى دجالين آخرين حول قريتنا ولم أستفيد منهم أي شيء، وفقدت الحركة في قدمي الأثنين تماماً”

بودكاست ” قصة إرادة ” بعنوان “ماما لطيفة.. من سار على الدرب وصل” على الرابط التالي :

خاص /

تداولت عدة قنوات على اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي مقطع صادم لفتاة في صنعاء ادعوا أنها تقوم بقتل الكلاب ثم تقوم بمص دمائها بطريقة مقززة، وخلال الأيام القليلة الماضية حصدت تلك المقاطع عشرات الآلاف من المشاهدات.

وفي هذا السياق تحققنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة من القصة فوجدنا التالي: لقد تأكد لنا بعد التواصل مع عدة مصادر أمنية أن الطفلة التي يتم التشهير بها هي طفلة من ذوات الإعاقة العقلية وتبلغ من العمر 14 عاماً، وبحسب تصريح لجدة الطفلة التي تقوم على رعايتها بعد وفاة والدتها وغياب والدها منذ سنوات أدلت به الجدة للإعلامي أحمد علاو، فإن الطفلة قد سقطت من سطح المنزل قبل سنوات وعندها إعاقة عقلية منذ تلك الحادثة، وقالت الجدة: “أن من قاموا بالتصوير قد قيدوا الطفلة ثم أجبروها على بعض الحركات وقاموا بتصويرها والسخرية منها” واتهمت الجدة عاقل المنطقة بالوقوف وراء الاعتداء على طفلتها والتشهير بها وبأسرتها.

من جهتهم استنكر سكان مخيم النازحين الواقع في منطقة شملان ما تعرضت له الطفلة واعتبروا أن التشويه الغرض منه تخويف أبناء المنطقة من سكان المخيم ووصفوا دوافع التشهير بالعنصرية في إشارة إلى أن معظم نزلاء المخيم من فئة المهمشين النازحين من محافظة الحديدة جنوب غربي اليمن.

وفي تصريح للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة قال الضابط أحمد جميل، مدير قسم 21 سبتمبر: “إن الطفلة فعلاً من ذوي الإعاقة العقلية وقد تم إحالتها لإدارة حماية الأسرة”، وعند سؤال الضابط أحمد جميل عن هوية (عبد القادر سرور) أحد الذين ظهروا في المقطع المتداول والمصور يقدم له الشكر أفاد جميل بأن المذكور هو عاقل الحارة والمتهم بتقييد الطفلة المعاقة وتصويرها بطريقة مهينة وغير إنسانية، وأكد جميل بأن قسم الشرطة قد إحتجز عبد القادر سرور وأحاله إلى النيابة، رافضاً أبداء المزيد من التفاصيل.

وكانت جدة الطفلة قد تحدثت وهي تبكي بحرقة عن تعذيب وركل تعرضت له الطفلة على صدرها وضربها وإجبارها على أكل لحم غير ناضج، واتهمت بعض الجنود بالتواطؤ مع العاقل عبد القادر وأنهم كانوا يدخلون الناس على الطفلة لمشاهدتها على أنها مصاصة دماء.

وإننا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة إذ نعبر عن صدمتنا وذهولنا لكل ذلك القدر من الإجرام بحق طفلة من ذوات الإعاقة العقلية فإننا نضع الجهات المختصة أمام مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية وخصوصاً أن أحد الجناة هو عاقل حارة ويتمتع بسلطة ضبطية اجتماعية وقانونية، ونطالب بمعاقبة الجناة بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 164 من قانون حقوق الطفل اليمني رقم 45 لسنة 2002 كون الجناة قد أقدموا على فعل إجرامي شنيع بقصد التصوير وكسب المشاهدات والتربح من ورائها فضلاً عما لحق وسيلحق بالطفلة وأسرتها من أذى نفسي على المدى الطويل.

وفي الوقت الذي لا يزال الشاب الكفيف يوسف يرقد في المستشفى عقب اعتداء والده عليه وضربه على رأسه بالفأس ما أدى إلى إعاقته حركياً بالشلل إلى جانب كف البصر وتجاهل الكثير من الإعلاميين واليوتيوبرز لهذه القضية رغم مناشدة المكفوفين لتبنيها كقضية عامة يتهافت الكثير من اليوتيوبرز والإعلاميين لاختلاق قضايا تسيئ للمجتمع عموماً ولذوي الإعاقة خصوصاً.

وبدلاً من التوعية بحقوق وقضايا المعاقين والالتفات لوثيقة التضامن معهم التي انظم لها عشرات المحاميين والعلماء وبعض الإعلاميين والحقوقيين ذهب بعض الإعلاميين وصناع المحتوى للمشاركة في جريمة تشهير وتشويه لطفلة من ذوات الإعاقة العقلية مستغلين طبيعة إعاقتها ومستهترين بأسرتها.

إن جريمة صناع المحتوى الأصفر يجب ألا تمر مرور الكرام، كما أن تهميش قضايا ذوي الإعاقة وعدم الالتفات لها بل الإساءة إليهم والاشتراك مع بعض معدومي الضمير وفاقدي الإنسانية في جرائم مروعة بحق ذوي الإعاقة لصناعة محتوى يجذب الكثير من المشاهدات إن ذلك القدر من السقوط الأخلاقي والمهني يوجب على مؤسسات ذوي الإعاقة أن تتنادى لإيقاف ذلك العبث والتهريج الذي زاد عن حده وفاض عن الكيل.

وختاماً: نجدد الدعوة لمحاسبة الجناة الذين ظهروا في تلك المقاطع المخزية وأخذ أقوال الشهود بعين الاعتبار خصوصاً تلك الاتهامات الموجهة تجاه من يفترض أنهم أول من يحمي المواطن وينتصف له من المعتدين.

الصم في تعز.. نريد أن نقرأ ونكتب مثلكم. فما المشكلة!؟

الصم في تعز.. نريد أن نقرأ ونكتب مثلكم. فما المشكلة!؟

خاص : هشام سرحان /

تفتقر أرياف محافظة تعز ككل الأرياف اليمنية إلى المدارس الخاصة بالصم أو حتى المعلمين المجيدين للغة الإشارة ضمن المدارس الحكومية وهو ما يمثل حرمان لهم من أبسط حقوقهم وهو حق التعليم الذي كفلته القوانين والتشريعات المحلية والعالمية، كما أن حرمان الصم من حق التعليم يزيد من عزلتهم ويحد من اندماجهم في المجتمع وحصولهم على فرص العمل والقدرة على تحقيق ذواتهم والاعتماد على أنفسهم يقول أولياء أمور ونشطاء للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة.

العمل بأجر زهيد مقابل العيش

الشاب محمد حميد، 27 عاماً،  والمولود في أحد أرياف تعز النائية يلازمه الصمم منذ الولادة، حُرم من التعليم ولا يستطيع التعامل مع الهاتف المحمول وحتى لا يعرف لغة الإشارة عدا إشارات بسيطة لتسيير حياته اليومية.

في مثل هكذا بيئة فكل ما يجيده حميد هو استغلال قواه الجسدية لحمل الأثقال والأحجار ومتطلبات البناء وذلك مقابل أجر زهيد كما فهمنا من خلال تلميحاته واشاراته التي تعلمها من خلال احتكاكه بأسرته والمجتمع المحيط.

كيف يشخص المعنيون المشكلة؟

مدير مؤسسة بسمة حياة لذوي الإعاقة عادل دحان، يلفت إلى عدم توفر معلمين بلغة الإشارة للمقررات الدراسية عموماً ومواد الكيمياء والأحياء خصوصاً وهذه الصعوبات تواجه ذوي الإعاقة في مدينة تعز فضلاً عن أريافها كما تتفاقم المشكلة في ظل عدم اعتماد مكتب  التربية لمدرسين بلغة الإشارة ومناهج مكيفة حسب الدحان الذي يضيف: “لا يستطيع الصم في الأرياف الوصول إلى الخدمات التعليمية والمساعدات الدراسية التي يقدمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين

في تعز إلى جانب التنمر والعنف المجتمعي  والفوارق التي يضعها المجتمع بينهم  وبين أقرانهم الأطفال”

الانتقال إلى المدينة بحثاً عن التعليم وهناك يحترق الحلم

تعيش معظم أسر ذوي الإعاقة في الأرياف ظروف مادية صعبة وتعاني من انتشار الأمية والأمراض والفقر المدقع ما يّصعب عليها البحث  عن بدائل لتعليمهم أو ارسالهم للتعليم في المدينة مقارنة ببعض الأسر الأخرى والتي تقوم بإرسال أبنائها الصم إلى حيث تتوفر مدارس مخصصة لهم أو تقوم بالانتقال معهم إلى مناطق تواجدها.

خالد الوافي، 17 عاماً شاب أصم، ولد العام 2005 في قرية قشيبة عزلة بلاد الوافي التابعة لمديرية جبل حبشي  غربي تعز وعاش طفولة معذبة إذ أن أسرته تعيش على ما يكسبه الوالد من مبالغ زهيدة من عمله في النجارة.

خالد ليس بمفرده بل يقول إنه من بين عشرة أبناء فشقيقه وشقيقته هم من ذوي الإعاقة السمعية كذلك وثلاثتهم تأخروا عن التعليم بسبب عدم وجود مدارس خاصة بالصم في منطقتهم أو عدم تهيئة المدارس العامة لاستقبالهم.

في سن العاشرة انتقل خالد مع أسرته إلى مدينة تعز بحثاً وراء مدرسة له ولشقيقه عيدروس وشقيقته نوارس والتحق العام 2013 بمدرسة الصم في المدينة، ودرس الصفين الأول والثاني الأساسي لكن الحرب التي اندلعت العام 2015 في المدينة حالت دون استمراره وشقيقيه في التعليم. وبسبب الحرب نزح خالد مع أسرته إلى مسقط راسهم وانقطع هو وأخوته عن التعليم خلال فترة النزوح لعامين، عادوا بعدها إلى مدينة تعز  وأراد خالد معاودة الدراسة لكنه لم يتمكن من ذلك فالمدرسة دمرت و أحرقت محتوياتها.

يقول شقيق خالد واسمه براق للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “حاولت البحث عن مدرسة أخرى لخالد وعيدروس ونوارس في مدينة تعز والتي تندر فيها المدارس المناسبة لذوي الإعاقة وبعد أيام عثرت قرب المستشفى الجمهوري على مدرسة الصمود”، يضيف براق: “قابلت مدير المدرسة و طلب مني الوثائق المتعلقة بالسنوات السابقة والتي تثبت تخطي خالد للصفين الدراسيين الأول والثاني، لكن جميع الوثائق كانت قد احترقت مع مبنى الجمعية ولم يجد المدير حلاً سوى معاودة خالد وعيدروس ونوارس الدراسة من الصف الأول الابتدائي”.

 يدرس خالد اليوم في الصف الخامس الابتدائي في حين كان ينبغي أن يكون في الصف الثاني الثانوي ولهذا يلازمه الشعور بفارق السن بينه وبين زملائه في الصف ويراوده احساس بالخجل ومع ذلك يصر على مواصلة التعليم والحفاظ على تفوقه المعتاد منذ التحاقه بالتعليم وتصدره لأوئل الطلبة في مختلف الصفوف التي اجتازها.

من ناحيته يقول مكتب التربية والتعليم في مدينة تعز أنه يواجه صعوبة في تلبية احتياجات ذوي الإعاقة في داخل المدينة وخارجها وأن الاعتمادات والميزانيات التي يتلقونها لا تكفي لتغطية جميع متطلبات واحتياجات ذوي الإعاقة بمختلف شرائحهم بما فيهم الصم.

وتظل قضايا ذوي الإعاقة في الأرياف معاناة لا تنتهي ولا تصل إليها المؤسسات إلا فيما ندر يسهم في ذلك التغييب والحرمان عدم التفات وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية لمعاناتهم في أكثر من مجال وعلى أكثر من مستوى.

بودكاست “قصة إرادة” الحلقة(العاشرة)

بودكاست “قصة إرادة” الحلقة(العاشرة)

لم نكن نعرف كرة الجرس للمكفوفين فكنا نشتري كرة عادية فنضعها في كيس بلاستيكي حتى نتمكن من سماعها أثناء اللعب، فقد كان لعب عشوائي وبلا أي قواعد منظمة، لكننا عرفنا كرة الهدف أو ما يطلق عليها بكرة الجرس مؤخراً وخضت شخصياً تصفيات على مستوى الجمهورية، وشاركت في بطولات خارجية”
بودكاست “قصة إرادة” بعنوان “الحمى الشوكية وكرة الجرس.. طه يحكي قصة طموح مشوار رياضي حافل” على الرابط التالي: