المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

بودكاست “قصة إرادة”

بودكاست “قصة إرادة”

الحلقة ( الثامنة )

مجنونٌ في قمة النضج، وطفلٌ في الأربعينات يرفض أن يكبر، يطوع الكلمات حينما يكتب وكأن اللغة وجدت فقط لتعبر عن مشاعره كما يريد، يكتب بأسلوب مختلف عن الجميع أسلوب سهل ومفهوم للجميع لكنه عميق ورفيع وعصي على التقليد
فياترى من هو ؟ على الرابط التالي :


برنامج “بالصوت العالي” الحلقة (6)” واقع رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن”

مقابلة مع الخبيرة الدولية في حقوق الإنسان وذوي الإعاقة – رجاء المصعبي.

مقابلة مع الخبيرة الدولية في حقوق الإنسان وذوي الإعاقة – رجاء المصعبي.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

يعتبر الأشخاص ذوي الإعاقة أن الاتفاقية الدولية لتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة CRPD أكبر نصر حقوقي أحرزوه في تاريخ نضالهم الطويل، وفي اليمن استطاع ذوو الإعاقة أن يلقوا حجر في النهر لتتأسس جمعيات ومراكز ومؤسسات تُعنى بذوي الإعاقة هم من أسسوها ويديروا دفتها، كما استطاعوا أن ينتزعوا بعض المكتسبات القانونية والتشريعية المهمة وأصبح لهم صوت ورقم من الصعب تجاهله.

وفي هذا اللقاء يسرنا أن نتعرف عن قرب على شخصية لامرأة فولاذية من ذوات الإعاقة الحركية كان لها دور كبير وبارز في التأسيس للعمل الحقوقي في اليمن ووضع البذرة للعمل المؤسسي لذوي الإعاقة في البلاد.

ضيفتنا هي: الأستاذة القديرة رجاء المصعبي، عينها المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة سفيرة للسلام الدولي في اليمن عام 2013م. هي خبيرة دولية في مجال حقوق الإنسان، وخبيرة دولية في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وواحدة ممن شاركوا في وضع مسودة الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة وشاركت في الاجتماعات لذلك الغرض ابتداء من عام 2002 وحتى صدورها عام 2006م.

أهلاً وسهلاً بك أستاذة رجاء، نريد أن نعرف الجمهور على شخصيتك عن قرب فمن هي رجاء المصعبي؟

“أهلاً بكم وأشكركم على الاستضافة، أنا: رجاء عبد الله أحمد المصعبي، من أبناء عزلة بني مصعب- مديرية كُسمة- محافظة ريمة، مواليد 1968م، رئيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، خبيرة دولية في حقوق الإنسان وسفير النوايا الحسنة للسلام العالمي في اليمن كما تفضلتم في المقدمة”.

سنناقش معك عدة ملفات، لكن قبلها نحن مهتمون أن نعرف أكثر عن شخصك الكريم، – كيف عشتِ تفاصيل طفولتك؟ وكيف استقبلت أسرتك موضوع وجود طفلة ذات إعاقة ضمن أفراد الأسرة؟

“لقد عشت الكثير من طفولتي بين المستشفيات وعلى سرير المرض حيث أنني أصبت بشلل الأطفال وحمى على إثر ذلك ما أدى إلى إعاقة حركية، وتضاعفت الإعاقة بسبب خطأ طبي في إحدى المستشفيات وعمري سنة وشهر، وما زاد الأمر بلة هو انتشار الجهل والاعتماد على ما يُسمى الطب العربي إذ تعرضت للكي وهو ما تسبب بتلف الأعصاب جعل الإعاقة شديدة،. أما تقبل الأسرة فلقد كان والدي ووالدتي رحمهما الله متقبلين الإعاقة بشكل كبير وشعرت مع إخواني السبع بكامل الحنان والرعاية والعطف دون تمييز، وعلى الآباء والأمهات أن يتقبلوا طفلهما كما هو بغض النظر كان من ذوي الإعاقة أو لم يكن كذلك فهو ابنهما ولابد من تقبله”.

حدثينا عن مشوارك في التعليم؟

“التحقت بالتعليم وعمري أربع سنوات بداية السبعينات وكان في اليمن نظام تعليم مبدع يعتمد التسريع بمعنى جمع السنتين في سنة واحدة لمن يمتلك القدرات التي تؤهله لذلك، وفي عام 1985 حصلت على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من كلية الآداب- جامعة صنعاء، بعدها حصلت على درجة الماجستير في الدراسات النسوية من مركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية في الجامعة نفسها، ودولياً حصلت على درجة الماجستير في حقوق الإنسان من مركز حقوق الإنسان بجنيف، بالإضافة إلى العديد من الدورات والدبلومات الدولية في مجال حقوق الإنسان”

سيرتك غنية بالإنجازات ولاشك ويعرفها الكثيرون ونريد أن نسلط الضوء على حياتك المهنية في عجالة من فضلك؟

“بدأت حياتي المهنية وأنا طالبة في المرحلة الإعدادية في إذاعة الحديدة تحديداً، وفي المرحلة الجامعية وبحكم تخصصي كنت مسؤول الترجمة الفورية وقسم الأجانب في مستشفى الثورة بصنعاء، كما كنت مسؤول السكرتارية الفنية لتحديد نسب العجز، استمريت في مستشفى الثورة ثلاث عشر سنة، وفي وزارة الصحة كنت مدير إدارة الجودة التي تحولت بعد جهود حثيثة إلى إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى والاعتماد وشكلت فرق منسقين على مستوى المحافظات وإدارات في المستشفيات الحكومية وكانت التجربة الأولى في الوطن العربي ولكن للأسف لم تستمر ووئدت في بدايتها”.

ماذا عن عملك في المجال الاجتماعي والحقوقي؟

“العمل الاجتماعي والحقوقي هو أكثر المجالات التي أحببتها وقد كنت من مؤسسي جمعية المرأة التي تحولت بعد الوحدة إلى اتحاد نساء اليمن، وأنا كذلك عضو جمعية رعاية الأسرة، وواحدة من خمسة أشخاص قمنا بتأسيس جمعية المعاقين حركياً بصنعاء عام 1988 هم: أحمد عقبة، سعد العاقل رحمهما الله، وعلي الوجيه، وعبد الرحمن المروني بارك الله في عمريهما، وبالمناسبة الأربعة من معاقي الحوادث وكنت الوحيدة معاقة منذ الولادة”.

ما الذي دفع الأستاذة رجاء للعمل الحقوقي بكل هذا الحماس والتفاني الذي نلاحظه؟

“ما دفعني للعمل الحقوقي هو المفهوم الخاطئ الذي كانت وما تزال تُعطى من خلاله بعض حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء”

كيف ذلك ممكن توضحي أكثر؟

“حينما تُعطى الحقوق الأساسية المتأصلة كالكرامة والحق في التعليم والعمل وغيرها فهي حقوق أساسية لا منة فيها ولا يجوز التباهي بأننا نقدمها أو نعتقد أننا نقدمها مقابل الأجر والثواب بل هي واجبات على من يتحمل المسؤولية وحقوق لمن يتلقاها والقول مثلاً بأننا نعلم المعاقين وغيرهم بشكل متساوي ما هو إلا وجه للتعبير عن النظر إلى تلك الحقوق كحقوق إضافية أو مزايا وهذا غير مقبول”.

هل هناك مرحلة فارقة في العمل الحقوقي للأستاذة والخبيرة الدولية رجاء المصعبي؟

“لا أعتقد أن هناك مرحلة فارقة بعينها بل هو عمل تراكمي فمنذ البداية حرصت على العمل وفق منظور حقوقي بحت وكل خطوة تؤدي إلى الأخرى”.

هل تعتقدي أنكِ أحدثتِ فرق في النضال الحقوقي لذوي الإعاقة في اليمن سواءً من حيث الوعي أو من حيث تطبيق المنظور الحقوقي ذاته؟

“أعتقد بالفعل أنني أحدثت فرق في العمل الحقوقي الخاص بذوي الإعاقة تحديداً منذ عام 2002 وحتى 2010 وهو جهد أعتز به حيث أنني شاركت في اجتماعات إعداد المسودة للاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة وكنا نعقد اجتماعين في العام منذ 2002 وحتى رأت الاتفاقية النور، لقد كانت اليمن بفضل ذلك الجهد أول دولة عربية وبعدها دولة قطر تحضران اجتماعات إعداد مسودة الاتفاقية، ومع ذلك فقد تأخرت اليمن في التشرف بتوقيع الاتفاقية حتى مارس عام 2009 بسبب تأخر مجلس النواب في المصادقة عليها للأسف”.

ماذا يعني لك اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر تشرين الأول وحملة ال16 يوم الخاصة بالمرأة؟

“أنا أرفض أن يتم تجاهل قضايا النساء طوال العام وفي أيام ومناسبات موسمية تتم المزايدات والدعايات فيما لا يقدم للمرأة شيء حقيقي على أرض الواقع”.

أين موقع النساء ذوات الإعاقة من المنظمات النسوية في اليمن؟

“لا يوجد”

لماذا؟

“لأن تلك المنظمات تتجاهل ذوات الإعاقة وبصراحة لا تؤمن بقدراتهن رغم نجاح النساء ذوات الإعاقة وحصولهن على درجات علمية مرموقة”.

من المسؤول هل المنظمات أم أن النساء ذوات الإعاقة ومؤسساتهن تتحمل مسؤولية أيضاً برأيك؟

“ذوات الإعاقة ومؤسساتهن يتحمل جزء من المسؤولية بالتأكيد، لكن المسؤولية الأكبر تتحملها المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني وحتى معظم المنظمات الدولية في اليمن ترفض وتتلكأ في إشراك النساء ذوات الإعاقة ضمن أعمالها وبرامجها، المنظمات في اليمن لا تلقي بال لذوي الإعاقة ولا تعمل لهم خاطر حتى في إمكانية الوصول وعدم تهيئة المباني للأسف”.

ختاماً ماهي أبرز رسائل الأستاذة رجاء ولمن توجهيها باختصار؟

“رسالتي الأولى للنساء ذوات الإعاقة: عليكن بالمزيد من النضال والتحرك ولا تنتظرن أن تُعطى لكن حقوقكن من الآخرين، ورسالتي الثانية للأسر والمجتمع: أبنائكم مسؤوليتكم واستثماركم الحقيقي في المستقبل، ابنك هو ابنك بنت أو ولد معاق أو غير معاق أنت مسؤول عنه –أتذكر بحرقة عندما كانت النساء تزور والدتي وأنا في غيبوبة ويقولين لها: “اتركيها تموت أعز لها” لكن أمي رحمها الله لم تفعل بل حينما مرضت آخر عمرها كنت أنا من وقف بجانبها أكثر من أربع سنوات وعملت معها ما لم تتخيله يا أستاذ وهذا واجبي ولاشك–، ورسالتي الأخيرة أحب أن أوجهها للجهات الحكومية تحديداً: جميع الوزارات والمصالح الحكومية مسؤولة عن ذوي الإعاقة كونهم مواطنين ومن غير المقبول التنصل عن دورها نحوهم، وحتى قانون رعاية المعاقين رقم 61 الخاص بذوي الإعاقة أدعو إلى إلغائه وتضمين قضايا وخصوصية ذوي الإعاقة في فقرات خاصة في كل قانون بدلاً من عزلها في قانون خاص والتنكر لهم في بقية القوانين والتشريعات”.

الخبيرة الدولية في حقوق الإنسان والخبيرة الدولية في حقوق ذوي الإعاقة الأستاذة –رجاء المصعبي أشكرك على تلبية الدعوة وعلى إجاباتك الصريحة، ونأمل أننا عرفنا متابعينا أكثر على شخصية ملهمة ومتميزة من ذوات الإعاقة نرجو أن يتخذوها قدوة لهم في الإنجاز والعطاء والتحرك الجاد والفاعل نحو قضايا ذوي الإعاقة وحقوقهم في مختلف المجالات.

رسالة الخبيرة الدولية رجاء المصعبي بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات :

ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات :

فيلم The Miracle Worker

فيلم يجسد قصة حقيقية لاثنين من الشخصيات العظيمة في التاريخ الأميركي، هيلين كيلر وآن سوليفان .التي استطاعت اختراق عزلتها والوصول إلى قلبها وعقلها لتصنع منها امرأةً قويةً قادرةً على التعلم، لتصبح أول عمياء ومن الصم والبكم تحصل على درجة البكالوريوس.
فيلم جدير بمشاهدة الاباء والامهات ممن سمح الله لهم بتجربة والدي هيلين. يعلمهم كيف يتعاملوا مع اطفالهم،تدور إحداث الفيلم
في الفترة منذ إصابة “هيلين” بحمى وهي رضيعة فقدت على أثرها حاسة البصر والسمع، لتدخل في ظلمة موحشة يزيدها سوءًا قلب والدتها الحنون الذي جعل منها ما يشبه الحيوان البري، مما يثير تذمر أفراد الأسرة وكمحاولة أخيرة لتهذيب تصرفاتها قبل إلحاقها بأحد ملاجئ المختلين عقليًا يستعين والداها بـ”آن” الفتاة التي قضت طفولتها عمياء، ودرست في دار خاصة للمكفوفين حتى تم إجراء عدة عمليات جراحية لتستعيد قدرتها على الإبصار.

ومع تجربة “آن” القاسية مع العمى وإدراكها أنّ العاطفة وحدها لن تصنع شخصًا قادرًا على مواجهة الحياة، تبدأ في معاملة “هيلين” بلا ذرة شفقة لتجبرها على أن تتقبل محاولات تعليمها لتخرج من ظلمتها وحياتها التي لم تكن آدمية، تواجه “آن” تحديات عدة بدايةً من رفض والد “هيلين” لأسلوبها، ونفور “هيلين” نفسها منها، ولكنها أبدًا لم تستسلم وتترك إيمانها بقدرات “هيلين”، وامتلاكها عقل راغب ومتعطش للمعرفة، لتثمر جهودها بعد عناء كبير وتبدأ “هيلين” أولى خطواتها في تعلم لغة الإشارة عن طريق اللمس.

الفيلم أمريكي إنتاج عام 1962، إخراج “آرثر بن”، بطولة “باتي ديوك”، و “آن بانكروفت”.

حصل الفيلم على اوسكار احسن ممثله واوسكار احسن ممثله مساعده.

بودكاست “قصة إرادة”

بودكاست “قصة إرادة”

” مضت عليا أوقات صعبة ، تتلخص في كوني من عائلة يعمل والدي لكي يؤمن لنا أهم الأشياء الأساسية، و أنا لا أستطيع مساعدته في أي شيء ، فحاولت بما امتلكه من مهارات اتقنها من تلقاء نفسي ، وأصبحت موهبة امارسها .بودكاست “قصة إرادة الحلقة ( السابعة ) حمير راجح “أنطق الجدران بأنامل إبداعه “على الرابط التالي :

المكفوفون يتعرضون للسرقة المتكررة بشارع في صنعاء.. والمركز الإعلامي يحرك القضية.

المكفوفون يتعرضون للسرقة المتكررة بشارع في صنعاء.. والمركز الإعلامي يحرك القضية.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

“التقاني شخص في شارع بغداد عارضاً علي مساعدتي في عبور الشارع، وأثناء مروره معي أخذ يحدثني عن عمله بإحدى الوزارات الحكومية وإنه قد ينفعني لو أردت ذلك، ثم طلب مني أن أعطيه تلفوني المحمول ليسجل رقمه فيما لو أردت التواصل به فرفضت الأمر وتركته لأني اشتبهت به” محمد عبد العليم الفقيه، جامعي كفيف، يروي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة قصة الانتشال والسرقة الذي كاد يتعرض لها بشارع بغداد بأمانة العاصمة، ويضيف الفقيه: “التقاني نفس الشخص مرة أخرى وقد عرفته من صوته، ومارس معي نفس الأسلوب وعرض علي صراحة توظيفي في إحدى الجهات الحكومية، ولكنني قد اطلعت على بعض حوادث السرقة التي تعرض لها الزملاء المكفوفين في نفس الشارع وبنفس الأسلوب ولم يفصحوا عنها لعدة أسباب واحد منها هو خشيتهم من سخرية زملائهم واستغفالهم لهم، ولذلك بدأت بمسايرة ذلك الشخص وأحببت أن أمسك به في مكان يتواجد فيه أشخاص مبصرون يمكن أن يساعدوني لنسلمه للقسم ويبدو أنه شعر بذلك فترك يدي ولاذ بالفرار”

قصة انتشال المكفوفين وتعرضهم للسرقة في شارع بغداد تحديداً تكررت أكثر من مرة ومع أشخاص مختلفين، وفي هذا التقرير نحاول تتبع القصة وتسليط الضوء عليها كما رأها الضحايا وكيف تعامل قسم شرطة بغداد مع البلاغات التي تقدموا بها؟.

بهذه الطريقة يتم استغلال المكفوفين وسرقتهم.

بالقرب من قسم شرطة شارع بغداد خلف البريد يقع السكن الجامعي للطلاب المكفوفين –ويسكن فيه حوالي 60 طالباً كفيفاً من عدة محافظات–، وقد اشتكى المكفوفون من تعرضهم المتكرر للانتشال بنفس الطريقة، حيث تحدث العديد ممن تعرضوا للسرقة أو كادوا يتعرضوا لها عن أنهم لم يعلموا بما تعرض له زملائهم من قبل في الغالب وأن الجاني يختار ضحاياه بعناية.

تحدث طلاب السكن عن تعرض زميلهم محمد علوي، للسرقة والنشل من قبل شخص قدم نفسه على أنه أتى لتقديم المساعدة لمحمد كي يدله على الطريق، وقال زملاء محمد أنه تعرض لصدمة كبيرة خصوصاً أنه يعاني من مرض السكر الذي أصيب به بعد تعرض سكن مركز النور للمكفوفين لقصف جوي من طيران التحالف أثناء ما كان مكتضاً بالطلاب قبيل الامتحانات في 5 يناير 2016.

وبنفس الأسلوب قال صلاح فارع، طالب آخر أنه تعرض للسرقة بالقرب من سوق بغداد بعد أن أوهمه الجاني بأنه يريد تسجيل رقمه على تلفون صلاح ليتمكن من الاتصال به لتسجيله في إحدى المنظمات الإنسانية، وقال صلاح أنه تقدم ببلاغ إلى قسم شرطة بغداد وتسلم إشعار بذلك لكن لم يتم التعامل الجاد مع القضية حسب تعبيره وقال صلاح: “لم أكن أمتلك النقود لأتمكن من الاستمرار في متابعة البلاغ”

من جهته يقول عبيد الزبيدي، وهو طالب أيضاً أنه تعرض لمحاولة السرقة والنشل بنفس الطريقة التي تعرض لها زملائه ولكنه رفض إعطاء تلفونه للمشتبه به.

وتحدث لنا طلاب من السكن عن أسماء أخرى لزملائهم تعرضوا للسرقة بذات الأسلوب لم نتمكن من التواصل بهم جميعاً.

سرقة ونشل بالقوة.

لم يكتفِ الجاني أو الجناة باستغلال ثقة الطلاب المكفوفين بمن يأتي لتقديم المساعدة لهم على عبور الطريق ونحوها بل تطور الأمر للوصول إلى حد السرقة والنشل بالمباغتة والغدر واستخدام القوة، يقول زملاء محمد أن زميلهم أخرج تلفونه بقصد الاتصال فقام الذي كان بجواره مدعياً أنه يساعده بأخذ تلفون محمد عنوة على مرأى ومسمع من المتواجدين وفر بالتلفون.

ويقول نايف رسام أنه تعرض للسرقة والنشل مرتين الأولى بعد التحاقه بفترة قليلة بالسكن ولم يكن يعرف ما تعرض له زملائه من قبل وكانت بالقرب من إحدى الصيدليات المعروفة، والمرة الثانية بالقرب من السكن، ويسرد القصة بالتفصيل: “لقد كان هناك شخص ما استطاع الدخول إلى مصلى السكن وعلى رأسه بطانية وكان يمثل دور المتسول كما أخبرني الزملاء في الداخل، وكنت عند بوابة السكن على الرصيف بالخارج وكنت أقوم بتحميل بعض المقاطع الصوتية المتعلقة بالمنهج الدراسي فإذا بي أتفاجأ بشخص يأخذ التلفون من يدي عنوة ويفر به، ظننته في البداية أحد الزملاء أو الأصدقاء يمزح معي لكنه لم يعد وفقدت تلفوني وفقدت المواد المسجلة وكان المؤلم أن التوقيت أثناء الامتحانات”

ويؤكد نايف أنه تقدم ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة بغداد وأن القسم وعد في البداية بتسليم الجاني، “وعند المتابعة قال لي الضابط لم نتمكن من معرفة السارق، وبالنص قال لي: لا تشغلنا سنعطيك تلفون بدل تلفونك”

من الجاني وهل الجريمة منظمة؟

تتبعنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة خيوط الجريمة ومن خلال شهادات الطلاب يتضح أن الأسلوب الذي يستعمله الجاني أو الجناة يكاد يكون نفسه، وحتى اسم الجهة الحكومية التي يغري ضحاياه بتوظيفهم فيها نفس الاسم عدا واحدة من الحالات، كما أن العديد من الأشخاص قد أفادوا بأن الجاني أخبرهم أثناء استدراجهم قبل السرقة بأن اسمه علي الحاشدي.

والمفاجئ في الشهادات التي أدلى بها من تحدثوا إلى المركز من الطلاب المكفوفين أن أوصاف الجاني مختلفة حيث سألناهم عن لهجته وتقديرهم لسنه من خلال صوته بالإضافة إلى خشونة صوته من عدمها فتضاربت الأوصاف ما يشي بوقوف مجموعة من اللصوص التي قررت نشل المكفوفين وسرقتهم ولا سيما أن السرقات حدثت كلها في شارع بغداد وفي نقاط محددة بالقرب من السكن وبعض المرافق الحكومية والخاصة.

ويتفق نايف رسام مع ذلك ويقول أنه تحدث إلى زملائه وأنهم قد أعطوا أوصاف مختلفة للجاني رغم تقارب أسلوب السرقة والنشل، واحتمل نايف أن الجاني يمارس التمثيل لتغيير صوته ولهجته.

بلاغات لم تؤخذ على محمل الجد.

في اتصال بقسم شرطة بغداد قال الضابط الذي عرف نفسه باسم (صقر) أنهم على علم بست حالات سرقة تعرض لها المكفوفون في المنطقة، وأضاف: “لقد حصلنا على الفيديو للسرقة التي حصلت لمصلى السكن الخاص بسكن الطلاب المكفوفين الجامعيين وتلفون الطالب نايف رسام من كاميرات المراقبة لكننا لم نتمكن من التعرف على هوية الجاني بسبب الظلام وكانت ملامحه غير واضحة”

وفي حادثة أخرى قال سعد الزيادي، خريج جامعي، أنه تعرض للسرقة بذات الأسلوب الذي تعرض له زملائه وأن القسم تعرف على الجاني من كاميرات المراقبة كما تعرف على لوحة الدراجة النارية التي كان يستقلها لكن القسم أطلقه دون أن يعيد لسعد أي من المسروقات، ويضيف سعد: “لقد طلب مني الضابط في القسم التحول مع الجاني للنيابة إذا أردت أن أستعيد حقي، ولم أكن أمتلك النقود حينها فتركت القضية ولم أستعيد تلفوني ولا النقود التي سرقها مع التلفون وتم إطلاق صراح الجاني”

قسم بغداد يقبض على الجاني ويكشف تفاصيل هامة.

أثناء متابعة المصادر والتحقق من المعلومات لكتابة هذا التقرير أعرب لنا الضابط صقر عن استعداد القسم الكامل للتعامل مع أي بلاغ يتقدم به أي مواطن وخصوصاً المكفوفين، ووعد بالتعامل الجاد والحازم مع السرقة الجديدة التي تعرض لها الطالب الكفيف محمد علوي، منتصف الأسبوع الماضي، ويوم أمس ألقى القسم القبض على الجاني بعد التعرف عليه من كاميرات المراقبة.

وفي تصريح للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة قال هادي عصيلان، مدير قسم شرطة بغداد: “أن الجاني يُدعى علي الحاشدي بالفعل لكنه لم يعترف بسرقات أخرى”، وأفاد عصيلان بأن القسم قد قام صباح اليوم بإحالة المتهم إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

وبعد القبض على الجاني تبقى عدة أسئلة بحاجة إلى أجوبة – هل المدعو الحاشدي بمفرده أم أن هناك عصابة منظمة لنشل المكفوفين وسرقتهم؟، ومن يعوض المكفوفين الذين سبق سرقتهم ولما لم يتعامل القسم بجدية منذ البلاغ الأول خصوصاً مع ورود عدة قرائن على سرقة المكفوفين بشكل منظم ومدروس كما يقولون؟.